خاتمة

علم الكونيات مُشابهٌ في أوجه عدة للطب الشرعي؛ فالمختصون في كلا الفرعين لا يستطيعون إجراء تجارب تعيد خلق الأحداث الماضية تحت ظروف مختلفة اختلافًا طفيفًا، كما يفعل أغلب العلماء الآخرين. فيوجد فقط كونٌ واحد، ومسرح واحد للجريمة. وفي كلا الفرعين عادةً ما تكون الأدلة المتوافرة أدلة ظرفية، ويصعب جمعها، وعرضة للتفسيرات المبهمة. ورغم هذه الصعوبات، فإن الحجج المؤيدة للانفجار العظيم، في رأيي، دامغة بما لا يدع مجالًا للشك.

بطبيعة الحال تظل هناك أسئلة مهمة غير مجاب عنها. فما زلنا لا نعرف الشكل الذي عليه معظم المادة الموجودة في الكون. ولا نعرف يقينًا هل الكون محدود أم غير محدود. ولا نعرف الكيفية التي بدأ بها الكون، أو أن التضخم قد وقع من الأساس. ومع ذلك، فإن نقاط الاتفاق بين النظريات والمشاهدات عديدة للغاية ولافتة للنظر؛ بحيث إن أجزاء الصورة المترابطة منطقيًّا يبدو أخيرًا أنها توجد في مواضعها الصحيحة، غير أننا قد نكون مخطئين في ظننا هذا.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤