الخطاب والتأويل
«تتبادل الخطابات من خلال تصارُعها بعضها مع بعض استعارةَ العناصر التي تساعدها على إعادة تكييف بِنْيتها، وتنشيط خصائصها، وتجديد بعض منطلَقاتها، لكي تستطيعَ مواجهةَ نقيضها والاستمرارَ في تحدِّي مشروعيته.»
يعتمد الدكتور «أبو زيد» في هذا الكتاب منهجًا جديدًا في تحليل الخطاب الديني والفكري، يقوم على البحث عن عناصر التأثير والتأثر بين الخطابات المختلفة فكريًّا والمتناقضة في آلياتها التعبيرية والأسلوبية. ويُطبِّق المؤلِّف هذا المنهجَ على عددٍ من الخطابات التراثية والمعاصِرة؛ فينتقي من التراث خطابَي «ابن رشد» و«أبي حامد الغزالي»، باعتبارهما خطابَين متناقضَين، لكلٍّ منهما أدواتُه الخاصة لتقديم نفسِه على أنه وحدَه الخطابُ الصحيح، وينتقي من الفكر المعاصر خطابَ كلٍّ من «زكي نجيب محمود» ممثِّلًا الفكرَ التنويري، و«محمد عمارة» ممثلًا الفكرَ الإسلاميَّ المستنير، و«محمد أركون» ممثلًا الموقفَ الوسطيَّ بين الخطاب الاستشراقي والخطاب العربي الإسلامي. وإلى جانب هذه النماذج يبحث المؤلِّف تطوُّر الخطاب الديني الذي حصَر سؤالَ النهضة في البُعد الديني فقط، وتشعُّبه إلى عدة خطاباتٍ تختلفُ في الآليات لكنها تتفقُ في المنطلَق الفكري نفسه.