في الأدب العربي (٤)

كلمة بكتاب وبيت بقصيدة

قيل لابن المبارك: إلى متى تكتب؟ فقال: لعل الكلمة التي تنفعني لم أكتبها بعد:

أواه إن نظرت، وإن هي أعرضت
وقع السهام ونزعهن أليم

•••

مر المجنون على منازل ليلى بنجد، فأخذ يقبل الأحجار، ويضع جبهته على الآثار، فلاموه في ذلك، فحلف أنه لا يقبل إلا وجهها، ولا ينظر إلا جمالها. ثم رُؤي بعد ذلك في غير نجد وهو يقبّل الآثار ويستلم الأحجار، فقيل له: ليست هذه من منازلها، فأنشد:

لا تقل دارها بشرقي نجد
كل نجد للعامرية دار
فلها منزل على كل أرض
وعلى كل دمنة آثار

•••

رب كلمة تقول لصاحبها دعني.

إذا سمح الزمان بميَّ ضنت
وإن سمحت يضن بها الزمان

•••

أبو نواس وقد وقع منه في السكر ما يعتذر منه:

كان مني على المدامة ذنب
فاعف عني فأنت للعفو أهل
لا تؤاخذ بما يقول على السكـ
ـر فتى ما له على الصحو عقل

•••

من دلائل العجز كثرة الإحالة على المقادير.

•••

كان لملك ثلاثة ندماء. فسألهم: ما ألذ الفراش؟

قال الأول: الخز المحشو بالريش.

وقال الثاني: الحرير المحشو بالخز.

وقال الثالث: ألذ الفراش الأمن.

•••

مجالسة الثقيل حميّ الروح.

•••

قال عمر: الغالب بالشر مغلوب.

•••

يا قلب صبرًا على الفراق ولو
رُوِّعت ممن تحب بالبين
وأنت يا دمع إن أبحت بما
أخفاه سري سقطت من عيني

•••

دعت عربية لرجل أحسن إليها فقالت: «أذل الله كل عدو لك إلا نفسك، وجعل نعمته هبة لك لا عارية عندك، وأعاذك من بطر الغنى وذل الفقر. وفرغك لما خلقك له، ولا شغلك بما تكفل به لك».

•••

وجاهلة بالحب لم تدر طعمه
وقد تركتني أعلم الناس بالحب

•••

ما رأيت تبذيرًا إلا وإلى جانبه حق مضيع.

الدنيا بأسرها لا تسع متباغضين، وشبر في شبر يسع متحابين.

وجه قبيح في التبسـ
ـم كيف يحسن في القطوب!

•••

لا ينظر الناس إلى المبتلى
وإنما الناس مع العافية

•••

أقول لقلبي والغرام يقوده
وسيف التجني والتمني يقده
إذا لم تدم للجسم والروح صحبة
فأي حبيب دائم لك وده

•••

ونحن فعلنا ما يليق من الوفا
فلا تفعلوا ما لا يليق من الغدر

•••

ما كنت أُوفي شبابي كنه عزته
حتى انقضى فإذا الدنيا له تبع

•••

بنفسي من لو مر برد بنانه
على كبدي كانت شفاء أنامله
ومن هابني في كل شيء وهبته
فلا هو يعطيني ولا أنا سائله

•••

أبو فراس:

يا باعة الخمر كفوا عن مفاخركم
عن فتية بيعهم يوم الهياج دم
خلُّوا الفخار لعلاَّمين إن فخروا
يوم السؤال وعمَّالين إن علموا

•••

المتنبي:

مكارم لجت في علوِّ كأنما
تطالب ثأرًا عند بعض الكواكب

•••

الصفي الحلي:

كُفي القتال وفُكي أسر قتلاك
يكفيك ما صنعت بالناس عيناك

وفي هذا المعنى يقول الشريف الرضي:

ما كنت أحسب لولا سحر مقلته
بأن بابل ألحاظ وأجفان

•••

فوالله ما أدري أجولان عبرة
تجود بها العينان أحجى أم الصبر؟
ففي هَمَلان العين من غصة الهوى
شفاء وفي الصبر الجلادة والأجر

سعة القلب لمحيي الدين بن العربي

لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي
إذا لم يكن ديني إلى دينه دان
وقد صار قلبي قابلًا كل صورة
فمرعى لغزلان ودير لرهبان
وبيت لأوثان وكعبة طائف
وألواح توراة ومصحف قرآن
أدين بدين الحب أني توجهت
ركائبه فالدين ديني وإيماني

•••

عزة العلم لعلي بن عبد العزيز الجرجاني

ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي
لأخدم من لاقيت، لكن لأخدما
أأشقى به غرسًا وأجنيه ذلة
إذن فاتباع الجهل قد كان أحزما

•••

وحُذرت من أمر فمر بجانبي
لم يبكني، ولقيت ما لم أحذر

•••

قيل: قد عدا كلب صيد وراء غزال، فقال الغزالي: لن تلحقني، قال الكلب: لم؟ قال: لأني أعدو لنفسي وأنت تعدو لصاحبك.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤