شباك وفيقة (١)

شبَّاكُ وفيقةَ في القريةْ،
نشوانُ يُطلُّ على الساحةْ
(كجليل تنتظر المشية
ويسوعَ) وينشر ألواحه.
إيكار يمسح بالشمس
ريشاتِ النسر وينطلقُ.
إيكار تلقَّفه الأفق،
ورماه إلى اللجج الرمس.
شباك وفيقةَ يا شجرةْ
تتنفَّسُ في الغَبَش الصاحي.
الأعين عندك منتظرة.

•••

تترقَّب زهرةَ تفاح،
وبُوَيب نشيدْ،
والريح تُعيدْ
أنغام الماء على السَّعَفِ،

•••

ووفيقةُ تنظر في أسف
من قاع القبر وتنتظر؛
سيمرُّ فيهمسه النهرُ،
ظلًّا يتماوج كالجَرَسِ،
في ضحوة عيدْ،
ويهفُّ كحبات النَّفَسِ،
والريح تُعيد
أنغام الماء (هو المَطَرُ)،
والشمس تكركر في السعفِ:
شباك يضحك في الألَقِ؟
أم باب يفتح في السورِ،
فتفر بأجنحة العبَق
روح تتلهف للنورِ؟

•••

يا صخرةَ معراج القلب،
يا «صور» الألفة والحبِّ،
يا دربًا يصعد للربِّ،
لولاك لما ضحكت للأنسام القريةْ،
في الريح عبير
من طوق النهر يهدهدنا ويغنينا
(عوليس١ مع الأمواج يسير،
والريح تذكره بجزائر منسية:
«شبنا يا ريح فخلينا»).

•••

العالم يفتح شبَّاكه،
من ذاك الشباك الأزرقْ
يتوحد، يجعل أشواكه
أزهارًا في دعة تعبق.

•••

شباك مثلك في لبنان،
شباك مثلك في الهندِ،
وفتاة تحلم في اليابان،
كوفيقة تحلم في اللَّحدِ
بالبرق الأخضر والرعدِ.

•••

شباك وفيقة في القريةْ
نشوان يطل على الساحةْ،
(كجليل تحلم بالمشيةْ
ويسوع)
ويحرق ألواحه.
١  هو أوديسيوس بطل الأوذيسة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤