الفصل الرابع

(ينكشِف الستار عن هيئة ثلاثة سجون)

الفصل الأول

(الفضل في سجنٍ بمفرده، علي نور الدين في سجنٍ بمفرده، نعيم، أنس الجليس، جوارٍ في سجن، حرس)
الجميع (لحن) :
أسعرتَ يا ابنَ ساوي
بنا لظَى المكَاوِي
نلتَ ما كنتَ ناوي
وما لواكَ لاوِي
الفضل :
عداوةُ المعين
قضَتْ بهذا الأَين
قد فزت يا ذا المَين
ويلٌ لكلِّ غاوي
الجميع : أسعرتَ إلخ …
علي :
أسرفَ بالغوايَة
مُبايِن الهِداية
وجازَ حدَّ الغَاية
بالزَّيغِ والمَساوي
الجميع : أسعرتَ إلخ …
الفضل :
ألا يا ابنَ ساوي من دَعاكَ معين
وأنتَ مُهينٌ للورَى ومُشين؟!
معين ولكِن بالضَّلال على الورَى
وبالصَّالحات الناصحاتِ ضَنين
علي : عَتبنا أيُّها الوالد على ابنِ سليمان، كيف طاوع المعين وقَبِل منه البُهتان؟! وما في الأمر ما يُوجِب العَناء، أو يَقضِي بالعُقوبة والجزاء.
الفضل : هذا — يا بني — مَعلوم، لابن سليمان الظَّلوم؛ لأنه في كلِّ حالٍ هو المسئُول، وعليه أن يميِّز حُدود الفَضلِ من الفُضول. واعلَم يا بنيَّ، وجوهر ناظريَّ، أن وليَّ الأمرِ على زيد وعُمَر، كالسَّهم الخارجِ من الوتَر؛ بل شِبه القَضاء والقدَر، لا يُصَدُّ ولا يُرَد، ولا حيلة في مَنعه لأحَد؛ فإذا لم يُتدَبَّرْ قبل إِبرازه، في عَواقبِ مآلِه وأعجَازه، ربَّما أدَّى إلى النَّدَم، والتأسُّف حيثُ زلَّتِ القدَم، ولو تأمَّلَ ابنُ سليمان، في عواقِب بغيِه والعُدوان، لما كان طاوَع المعين وقبِلَ منه البُهتان.
علي : وما قصَد المعين أيها الوالِد، بما أوقَعنا به من الشَّدَائد؟
الفضل : ما له مقصِد غيرُ الطَّمَع، الذي ما استعمَله أحدٌ وانتفَع، وصاحبه — من الشَّرَه، والحرص والسَّفَه — لو أقبلَتْ إليه الأرَضون وما حوَتْه تِبرًا، وهطَلت عليه السَّماءُ جوهرا أو درًّا، وألبَسَتْه الأقيالُ تاجَ السِّيَادة، لا يمتَنِع عن الزِّيَادة، والمعين — يا بُني — من هذا القَبيل، لا يُقنعه قليلٌ ولا جَزيل، وقد أحبَّ أن يخلُوَ له الجوُّ فيظفَر، ويبلغ بكيده منا حظه الأوفر، لكن حفظ شيئًا وغابَت عنه أَشياء، ولا بدَّ ما يقَع هو وابن سليمان في أشدِّ العناء؛ حيث إنَّ الجزاءَ من جنسِ العمل، ولكل امرئٍ نتيجةُ ما فعَل.
علي : صدقتَ يا ذا العَلاء، لكلِّ عمَل جزَاء، والمرءُ ما يُثمر من زَرعِه يَجنيه، ومن حفَر بِئرًا لأَخيه وقَع فيه، وحيث قد علِمَ الخليفةُ أمرَنا، فلا بدَّ قريبًا ما يكشِف ضُرَّنا، ويذيق المعين وابنَ سليمان، كُئوس الإهانَة والخُسران، جَزاءَ فعلِهما الشَّنيع، وزَيفِهما الفَظيع، ونحن يجبُ علينا أن نَستعمل الصَّبر، ونستَقبِل القضاءَ بالشُّكر. والسَّميع المُجيب، يفرِّجُها عن قَريب.
الجميع (لحن) :
فرجًا قريبًا يا قَدير
يأتي بتَيسِير العَسير
أنتَ المجير أنتَ النَّصِير
فرجًا قريبًا يا قَدير
الفضل :
يا علي صَبرا
قد جرَى الحُكم
علي :
يا أبي أجرَى
مَدمَعي الظُّلم
الجميع :
ربَّنا اكفنا
ضُرَّنا فالعَنا
أوهَن الظَّهر
وطمَا الغَم
الفضل : يا علي، الصَّبر مِفتاح الفرَج.
علي : أنَّى نَلقاه وقد زادَ الحرَج!
الجميع :
يا ابن ساوي أينَ أخلاقُ الكرام؟
يا ابن ساوي هكذا حِفظُ الزمام؟!
جُرتَ بالعُدوان يا نسلَ اللِّئَام
فاتَّقِ اللهَ بتَكليمِ المُهَج
الفضل :
صَبرًا نعيم فهذا الضِّيقُ والفرَجُ
جُنحا ظَلام طما يجلُوهما البلَجُ
ما دامَ خطبٌ ولا كربٌ على أحَد
لكلِّ ضِيق بأحكامِ القَضا فرَج
الجميع :
متى نلقاه فقد شُدَّ الوثاق؟
وعفَت أحشاؤُنا بالإِحْتراق
وكذا الأرواحُ صارَت في تَراق
ومُدَى الأَزمات حلَّت في الودَج
الفضل :
ما حكَّمَ الرُّزءَ في الأرواحِ والودَج
إلا بجَور المعين الأَحقَر السَّمِج
يا جاحدَ الصُّنع أبشِرْ بالسُّقوط فلا
تدومُ رفعةُ باغٍ بيِّن الزلَج
الجميع :
رِفعةُ الباغِين كزَورة طَيف
أو كمَرِّ الظِّل أو مُزنة صَيف
ألفُ حَيفٍ ثم ألف ألف حَيف
أن يرجَّى لقِوام ذا عوَج

الجزء الثاني

(الحاضرون – ابن سليمان – المعين)
ابن سليمان :
نعم نعم لستُ أعفُو عنهما أبدا
لا عاشَ من خانَ يومًا لا ولا وجَدا
كم يا ابنَ خاقان في خَيري وفي نِعَمي
نعِمْتَ لكن جَميلي ضاع فيك سُدَى
لأعْفُ … … … … … …
المعين :
… لا تعفُ يا مولايَ قطُّ ولا
تحنُو عليهم فما منهم نرَى رشَدا
همُ الطُّغاة البُغاة الخَائِنون وكَم
لهم فِعال تُذيب القلبَ والجسَدا
حكِّمْ بأعناقِهم سيفَ الجزاء تفُز
من خَان لا كان جَرِّعْهم كُئوسَ ردَى
ابن سليمان : أخرجوا ابنَ خاقان، وولدَه الخوَّان.
أتدرِي ما فعلتَ أبا علي
وكيفَ جدَعتَ حبلَ الوُدِّ ظُلما
الفضل :
نعَم أدرِي ولكِن حسنُ ظَني
بعَفوك أن أرى صَفحًا وحِلْما
ابن سليمان :
أبعد الجُرم تطلُب منا عفوًا
وهذا لا أظنُّ تراه جزما
الفضل :
إذا كنتُ المسيء فكن غفورًا
لتُكفَى بالرِّضا شرًّا وَضَيما
وهذا مقامُ مَن بالمعذرَة، يعتَمِد على المَغفِرة؛ فامحُ الإساءةَ بالإحسان، واصفَحْ يا ابن سليمان. وانظر ذِلَّتي بينَ يدَيك، والغُفران لا يكثُر علَيك.
هَبْني أسأتُ فأينَ العفوُ والكرَمُ؟
إذْ قادني نحوَك الإذعانُ والنَّدَم
بالغتَ في السُّخطِ فاصفَحْ صفح مُقتَدِر
إن الكرامَ إذا ما استُرحِموا رَحِموا
العبدُ يا مولاي يُذنِب ويستَغفِر، والمولى يعفُو عن الذَّنبِ ويغفِر، ولولا جرائمُ العَبيد الأَدنياء، لم يظهَر حلمُ الملوكِ والأُمَراء. وهذا موقفُ الاستكانة بالنَّدَم، فعامِلنا بالعفوِ يا ذا الكرَم. وإذا كان الانتقامُ عَدل، فالتجاوُز مِنَّةٌ وفَضل، والكريمُ أوسَع ما يكون مَغفِرة، إذا ضاقَت بالمسيء سُبل المعذِرَة.
إذا اعتذرَ المسيءُ إلَيك يومًا
من الآثامِ عذرَ فتى مُقرِّ
فصُنه عَن عِقابك واعفُ عَنه
فإنَّ العفوَ شيمةُ كُلِّ حُر
ابن سليمان : العفوُ عن الذَّنب من واجِبات الكرَم، وقبول المَعذرة من محاسِن الشِّيَم.
تجاوَزْ عن الجُرم العَظيمِ تكرُّمًا
فيكفِي المسيءَ الذُّل والعُذر والكَرب
إذا ما امرؤٌ من ذَنبِه جاءَ تائبًا
إليكَ ولم تغفِر له فلَكَ الذَّنْب
قد عَفَوتُ عَن اﻟ …
المعين : لا، يا ذا الطَّعنِ ما العفوُ صَواب، واقرأ هذا الكِتاب، الذي جاءَني من الوزير جَعفر، جواب سُؤالي منه أيُّها الأفخَر، وحقِّق ما لهذا الخَئون، من إِفك وجرأَة أيها المَصُون.
(صورة الجواب)
ابن سليمان : بسمِ الله العَليم العلام، وله الحمدُ على الدَّوام. قد وصَل يا معين كتابُك، وأُعلن لدينا خطابُك، وصول كتابِك لابن سليمان، وبريده ابن خاقان، ومنطُوق الكِتاب وفَحواه تأنيبًا لكُما بسبَب شَكواه، بالحُضور إلى بغداد، بعدما تردُّون على الفضل داره وما أراد، فعجبنا من هذا السُّؤال، وجرأة ذلك الختَّال! كيف تعمَّد الافتراء، والتزوير على الخلفاء؟! فبحُضور كتابِنا إليكم وإطلاعِكم عليه يجِبُ عليكم أن تُرسِلوا الفضل وابنَه مغلولَين؛ لنقفَ على التَّزوير والمَين، وبعدما يتوضَّح منهما البُهتان، يجازِيهما العدلَ بما يستحقَّان، وإذا تقاعسَ الفضلُ فعاملْه وابنَه بالقَتل، جزاءَ البُهتان وتعمُّد العِصيان، والحذَرَ يا ابن ساوي الحذَر، من الرفق بأهل الكُبَر.
خادمُ سدَّة الخِلافة العُليا
الوزير جعفر بن يحيى
ابن سليمان : هذا كاشفُ اللَّبس، والدَّاعي إلى الرَّمْسِ، أسَمِعتَ يا ابنَ خاقان؟
الفضل : نعم يا ابنَ سليمان، سمعتُ إفكَ المعين، الصَّادق معَك والأَمين.
المعين : من الأفَّاك يا فَضل؟
الفضل : أنتَ يا سيئَ الفِعل، وكيف زوَّرتَ غيرَ هيَّاب، على الوزير جعفر هذا الكِتاب، مع شُهرته بالسَّداد، والمَرحمة والاتِّئَاد؟! ومتى جاء منه كهَذا الكِتاب، أو عدَل في مُشكِلٍ عن الصَّواب؟ فعليكَ من الله ما تَستَحِق، يا قرينَ الإفك وعديمَ الصِّدق.
المعين : أنا — يا فَضلُ — لا أُعرَف بغير الصِّدق، ولا أقولُ في جميع الأقوال إلا الحَق، ولساني في جَميع الحَالات، لا ينطِق بغير الحسَنات، وما لي تزوير وهذا الثَّاني، والأمير يعرفُ مَن مِنَّا الجاني، أوَترضى يا ابنَ سليمان أن أحقَّرَ وأُهان، وأنا في حَضرتِك وغرس نعمتِك؟!
ابن سليمان : الويلُ لك يا ابنَ خاقان، الكثير الزَّيغِ والبهتان، ما أجرأَ لسانَك وأقلَّ إحسانَك! والويلُ لي إن تركتُك سَالم، أو عفوتُ عنك يا ذا الجَرائم.
الفضل : ارحَمنا يا وافرَ الكَرامة.
ابن سليمان : أما تحوزان بالسَّلامَة، مع ما لكُما من الخَديعة، وسوءِ سريرةٍ وخُبثِ طَبيعة؟ فلا بدَّ من الانتقام جزاءَ ما ارتكَبتُماه من الآثام، أن تُقتَلوا أشرَّ قِتلة، وأمثِّلَ بكما أشرَّ مثلة. مَن مالَ معك إلى الحَيف، لا تبخَلنَّ عليه بالسَّيف.
قط العِدا قط اليَراعة وانتَهِر
بظُبا السُّيوف سوائمَ الأَضغَان
إن البيادِق إن توسَّع خَطوُها
أخذتْ إليك مآخذَ الفرزان
المعين : عجِّل بقتلهما أيها النَّدب، فتَركُ العقوبةِ أولى بالذَّنب.
الفضل : نحن يا ابنَ سليمان لا نستحِقُّ القَتل، ولا نستوجِب التَّنكيل والخَتل، وستَندَم ندَامة، تفضحُك في القِيامة، ولا فَضيحة الضَّحَّاك، الزائِغ السَّفَّاك، وأنادِي من فؤادٍ مَكلُوم: مظلوم يا إلهي مَظلوم، فانتقِم لي من هذا يا رَب؛ فإنه قتَلني ووَلدي من غَير ذَنب، والويلُ لك في هذا اليَوم، ولكلِّ غَشوم ملوم، من يوم حساب يا ابن سليمان، تُصِمُّ لهَوله الآذان، وتصطكُّ له الأسنان. وأنا وولدي سنُقتَل أتقياء ونُحشَر أبرياء، ونلقَى الله راضِين بما قدَّره وقضَى وله فيه رضَا.
أنا راضٍ بما حكمتَ لترضَى
فإذا ما تَشَا يكونُ ويُقضَى
لكَ يا ذا الجلال فوَّضتُ أمري
فقضاءُ التَّفويضِ للمَرء أقضَى
ابن سليمان : قدَّر الله لكُما الهلاكَ والوقوعَ فيما نصبتُماه من الأَشرَاك، فاستغفِر الله بما جنيتَ يا ابنَ الأَشرار، واستعدَّ لشُرب كأسِ الدَّمار، ولتُخرَجْ نساؤُهم ليكونَ القتلُ بحضُورهم، إذ يَطربون بعَوِيلهم، وأخرجُوهم في الحال؛ لنقطَع ما بقِيَ عندهم مِن الآمال.
الفضل : ارحَمنا أيُّها الأمير يرحَمُك السَّميعُ البَصير، وتذكَّر عند القُدرةِ قدرةَ الله عليك، وعفوَه عنك وإحسانَه إليك. واعلم يا ابنَ سليمان، أن كلَّ ما تَدين تُدان. ولا تَندمِل من المظلوم جراحُه، حتى ينكَسِر من الظَّالم جَناحه.
الجميع (لحن) :
راقب الجبَّار فينا يا أَمير
واطفِ بالعَفو لظَى حرِّ السَّعِير
ما لنا إلاكَ مُنجٍ ومُجير
فأجِرنا بكَ منك نَستَجير
ابن سليمان : دخولُي مع فرعونَ وهامان النَّار، أحبُّ إليَّ من العَفو عنكما يا أَشْرار.
الجميع (لحن) :
أيا ابنَ الأكارم
أَنلْنا السَّمَاح
فكَم بالمَراحِم
غفرت جناح
لأهلِ الجَرائم
رِضاك مُباح
بَرَانا الكَدَر
وزادَ الضَّرَر
وقَد صِرنا مما
عَلانا عِبر
ابن سليمان : ابدءوا بقَتل هذا الخائن، وثنُّوا بقَتل ولدِه المائِن.
الجميع (لحن) :
ما هذا البَلاءُ مَولانا
يا أميرَنا رُحمَانا
فاعفُ عنهما إِحسَانا
ما عَلانا قد كَفَانا
علي :
يا أميرُ راقبْ ربَّك
الفضل :
يا أميرُ عطِّف قلبَك
الجميع :
يا أمير اغمِد غضَبَك
عنَّا واقبَل الشُّكرانا
المعين : مَه يا فاجِرات.
ابن سليمان : صَه يا عاهِرات.
المعين : عجِّلوا يا همَج.
الجميع : يا إلهَ الفرَج.

الجزء الثالث

(الحاضرون – حاجب)
حاجب : قد شرَّف — يا مولاي — الوزير جعفر.
ابن سليمان : مهلًا لنكشِف الخبَر.
الجميع :
الحمدُ لله لقَد جَاء الفرَج
واكتَفينا الخَطبَ وانجَاب الحرَج
مَرحبًا أهلًا بمَن يشفِي المُهَج
مِن بلاءٍ قد كوَاها ووهَج

الجزء الرابع

(الحاضرون – جعفر)
جعفر : ما هذا يا ابنَ سليمان؟
ابن سليمان : هذا انقيادٌ وإذعَان، وإجراء يا مولاي المُهاب، بما أمرَنا به هذا الكِتاب.
جعفر : ما سمِعَت العالمون بأقبحَ من هذا الجُنون …! ومن زوَّر عليَّ هذا الكِتاب؟
الجميع : زوَّرَه يا مولايَ هذا الكذَّاب.
الفضل : رسولٌ لابن سليمان، أن يُذيقَنا الهَوان. ولولا تَشريفُك الآن يا ذا الشُّئون، لسَاوَيْنا من مضَى عليهم في القُبور سنون.
جعفر : سُحقًا لكَ يا معين، ولمن رضيك أمين! وما أكثرَ شَينَك، وأقبحَ مَينَك!
إذا لم تصُن عرضًا ولم تخشَ خالقًا
وتستَحْيِ مَخلوقًا فما شئتَ فافعَل
هذا وقت لا يَقتَضِي فيه عِتاب، ولا يسَع تأنيبًا ولا عِقاب. فليتهيَّأْ كلٌّ منكما هذا الحِين، للسَّفَر والعَرض على أميرِ المؤمنين.
الجميع :
اليومَ قد زال العَنا
عنَّا وقد نِلنا المُنى
و أشرقَت شمسُ الهَنا
بما يُوالي أُنسَنا
هيَّا لنمضي كلُّنا
إلى الرَّشِيد

دور

فهو يُجازِي من ظلَم
بما يُذيقه العدَم
يا ربِّ فاكفِينا النِّقَم
وجُد علينا بالنِّعَم
واجعلْنا في يا ذا الكرم
عيشًا رَغيد
تم الفصل الرابع.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤