A

إدوارد آبي ABBEY, Edward (١٩٢٧–١٩٨٩)

يُطلِق عليه النقاد «ثورو الولايات الغربية»؛ فقد تخصَّص في الكتابة عن التاريخ الطبيعي للصحاري في الجنوب الغربي للولايات المتحدة. وكتبَ الرواية، والمقال، وكُتب الرحلات، واليوميات. وأهم كتبه يوميات نثرية بعنوان «صحراء مُتفرِّدة» (١٩٦٨م) عن رحلة في «مُتنزَّه آرسز القومي»، يتخلَّلها إشارات لمَّاحة هي نتيجة دراسته لدرجة الماجستير في الفلسفة التي حصل عليها آبي من جامعة «نيو مكسيكو». وأشهر رواياته هي «عصابة المفتاح» (١٩٧٥م)، ويدعو فيها إلى السياسات الراديكالية بالنسبة للبيئة والطبيعة. وتدور الرواية حول مجموعة تُدبِّر لنسف سد «جلن كانيون»، واستخدمهم المؤلف لتصوير أناس ولايات الغرب قصيري النظر الذين يسعَون إلى تدمير البيئة. ومن رواياته الأخرى: «نيران فوق الجبل» (١٩٦٢م)، «مسعى الأحمق» (١٩٨٨م).

هنري آدمز ADAMS, Henry (١٨٣٨–١٩١٨م)

من الجيل الرابع لآل آدمز الذين قاموا بدَور كبير في سياسة الولايات المتحدة وآدابها. وقد خرج «هنري» عن خط الأسرة في القيادة السياسية التي كان أبرز أعلامها «جون آدمز» و«جون كومينسي آدمز»، اللذان كانا من رؤساء الجمهورية، الثاني والسادس، على التوالي.

تلقَّى تعليمًا جيدًا في بوسطن وهارفارد، وعمل فترةً في إنجلترا في أثناء الحرب الأهلية الأمريكية. كتب مقالاتٍ مهمةً تبدَّت فيها عقيدته المتمثِّلة في أهمية نظرية التطور في التاريخ البشري وابتعاده عن الآراء التقليدية التي سادت عصره. وبسبب نتائج الحرب الأهلية وما سبَّبته من دمار، هجر السياسة وعمل بالتدريس في هارفارد (١٨٧٠–١٨٧٧م). ورأس تحرير مجلة «نورث أميركان ريفيو». واستقرَّ بعد ذلك في واشنطن العاصمة، حيث كتب «الديمقراطية» (١٨٨٠م)، وهي رواية عن السياسات المتبعة في أمريكا، ورواية «إستير» (١٨٨٤م) عن المجتمع في نيويورك. وبعد أن تُوفيت زوجته منتحرةً عام ١٨٨٥م، لم يعد يطيق العيش في واشنطن، فقام برحلة طويلة في مدن الشرق، عاد منها ليكتب «تاريخ الولايات المتحدة» خلال حكومتَي توماس جفرسون وجيمس ماديسون، في تسعة مجلدات (١٨٨٩–١٨٩١م). وعاد إلى واشنطن بعد زيارة لفرنسا، جال فيها في إقليم «نورماندي»، وشهد معرض باريس الذي أُقيم عام ١٩٠٠م، والذي تأثر فيه بالآلات الحديثة التي رآها كالقوة الدافعة للقرن العشرين. وكتب بعدها «خطاب لمدرِّسي التاريخ الأمريكيين» (١٩١٠م) شرح فيه نظريته الدينامية للتاريخ، الذي ينتقل من مرحلة إلى أخرى عن طريق عوامل مُعيَّنة هي التي يجب دراستها. أمَّا كتابه الهام فهو «تربية هنري آدمز» (١٩٠٧م)، الذي تعدَّى كونه سيرةً ذاتية إلى تصوير الحالات الإنسانية عمومًا، وشرح فيه كذلك تفصيلات لنظريته في التاريخ الديناميكي.

جيمس آجي AGEE, James (١٩٠٩–١٩٥٥م)

بدأ حياته الأدبية بعد تخرُّجه من جامعة هارفارد العريقة عام ١٩٣٢م. عمل في هيئة تحرير مجلتَي «فورشن» و«تايم». وفي عام ١٩٥١م، نشر روايةً قصيرة بعنوان «دورية الصباح»، تُصور يومًا في حياة تلميذ في الثانية عشرة من عمره في مدرسةٍ بولاية «تينيسي». ثم أصدر أهم أعماله في ١٩٥٧م، وهي رواية «موت في العائلة» وهي شبه سيرة ذاتية، وتحكي قصةً شاعريَّة عن أسرة في «تينيسي» تعيش حياةً مطمئنة سعيدة إلى أن تتحطَّم حياتها بموت الأب في حادث سيارة. وكتب «آجي» مقالات في نقد الأفلام لمجلتَي «ذا نيشن» و«تايم»، ثم جمعها بعد ذلك في جزءَين بعد وفاته، وضمَّ الجزء الثاني الذي صدر عام ١٩٦٠م خمسًا من سيناريوهات الأفلام التي كتبها بنفسه. كما تمَّ نشر مجموعة من رسائله عام ١٩٦٢م، ومقالاته الصحفية التي لم تُنشر، عام ١٩٨٥م.

كونراد إيكن AIKEN, Conrad (١٨٨٩–١٩٧٣م)

من أهم الشخصيات في الآداب الأمريكية في القرن العشرين، فقد كتب الشعر والرواية والقصة القصيرة والنقد الأدبي، وكان له تأثير هام في معاصريه ومَن أتوا بعده.

درس في جامعة هارفارد، وعاش فتراتٍ طويلةً في إنجلترا، ثم عاد للاستقرار في ولاية ماساشوستس. كان زميلًا في الجامعة للشاعر ت. س. إليوت، وتأثَّر به، وساعد في نشر قصيدة إليوت المشهورة «أغنية حب لألفرد برِفروك». ذلك أن «إيكن» عمل ناقدًا أدبيًّا في المجلات الادبية البارزة، منها «ذا نيو ريبَبْلِيك» و«ذا ديال» و«كرايتيرون» و«ييل ريفيو» و«الشعر». وساهم في أثناء إقامته بإنجلترا في مجلة «نيويوركر» بباب «رسالة لندن».

تميَّزت قصائده الأولى بالإيقاع الموسيقي المرهف، وعالج فيها مشكلة الهُوية الشخصية، والسعي إلى اكتساب المعرفة الذاتية، والانتقال منها إلى المعارف العالمية. ومن دواوينه التي يتبدَّى فيها ذلك: «الأرض المنتصرة» (١٩١٤م)، «ليلية ذكريات الربيع» (١٩١٧م)، ثم اتخذت قصائده صبغةً ميتافيزيقية ظهرت في قصائد مثل «الخروج إلى النهار لأوزوريس جونز» (١٩٣١م)، و«صور غربي عدن» (١٩٣٤م).

وعمد «إيكن» في مقالاته النقدية إلى التأثير في الناشرين المحافظين لقَبول الكتابات التجريبية التي ظهرت في العشرينيات. وقد أثنى على أعمال د. ﻫ. لوارنس، وإليوت، وفوكنر؛ ونشر مختارات من شعر الأمريكية «إميلي دِكِنسون» للقراء في إنجلترا.

وقد تناول «إيكن» في رواياته نفس موضوع اكتشاف الذات، واستخدم في رواية «الدائرة العظمى» (١٩٣٣م) أساليب التحليل النفسي والمنولوج الداخلي، ممَّا دعا «سيجموند فرويد» إلى أن يصفها بأنها «رائعة» ويوصي بقراءتها.

ومن أفضل كُتبه النثرية «يوشانت» (١٩٥٢م)، وهو سيرة ذاتية مصوغة على شكل مقال يستخدم أسلوب تيار الوعي في سرد الأحداث.

إدوارد آلبي ALBEE, Edward (١٩٢٨م–…)

أطلق عليه النقاد اسم «الأبسوردي الأمريكي» (نسبةً إلى فلسفة اللامعقول Absurd)، ممَّا ألحقه بمؤلفين أمثال: صمويل بيكيت، ويوجين يونسكو، وجان جينيه، وهارولد بنتر. وربما ساعد في ذلك أن مسرحيته «قصة حديقة الحيوانات» قد عُرضت أول مرة مع مسرحية بيكيت «آخر شريط لكراب» في برلين عام ١٩٥٩م، وهو ما نشر شهرة آلبي في أوروبا. ثم عُرضت المسرحية في أمريكا في ١٩٦٠م، وتلاها مسرحياته العديدة، ومنها «الحلم الأمريكي» ١٩٦١م، التي جاءت بعدها المسرحية الشهيرة «من يخاف فرجينيا وولف؟» وهي عمل ناضج مستمر العرض في برودواي، وتُرجم إلى لغات عديدة، وتحوَّل إلى فيلم سينمائي. وهي تتناول ليلةً في حياة زوجَين يُحلِّل كل منهما شخصية الآخر على نحوٍ قاس، ينتهي بهدوء ما بعد العاصفة.
وكتب بعد ذلك مسرحية «توزان صعب» التي حازت جائزة بوليتزر للمسرح عام ١٩٦٧م. وهي من المسرحيات القليلة التي كتبها «آلبي» وأعطى شخصياته فيها أسماءً. ثم حصل على بوليتزر ثانيةً عن مسرحيته «ثلاث نساء طويلات» (١٩٩٤م) عن ثلاثة أجيال من النساء وعملية التوافق بينهنَّ وبين ماضيهن.

لويزا مي ألكوت ALCOTT, Louisa May (١٨٣٢–١٨٨٨م)

ابنة برونسون ألكوت الذي شارك إمرسون وثورو في النزعة العُلوية، وتميَّز في مجالات العالم التربوي والمدرسي. نشأت «لويزا» في ذلك الجو الثقافي، وبدأت نشاطها الأدبي في سن السادسة عشرة، فكتبت مسرحيات وقصائد وقصصًا قصيرة، نشرت بعضها في مجلة «أطلانطيك مَنْثلي». تطوَّعت بالتمريض في أثناء الحرب الأهلية الأمريكية. وبدأت في كتابة الروايات عام ١٨٦٥م برواية «طبائع». وأصبحت رئيسة تحرير مجلة شبابية هي «ميريز ميوزيوم» في ١٨٦٧م، ممَّا أفسح لها المجال لتأليف الرواية التي اشتهرت بها وهي «نساء صغيرات» (١٨٦٨–١٨٦٩م)، وهي تُمثِّل وقائع سعيدةً لحياتها الأولى في «نيو إنجلاند». وقد ضمنت شهرةُ الرواية دخلًا طيبًا للأسرة كلها. ثم كتبت رواياتها الأخرى تباعًا: «فتاة تقليدية» (١٨٧٠م)، «رجال صغيرون» (١٨٧١م)، «عمل» (١٨٧٣م).

وقد كتبت بعدها روايات أخرى كثيرة. وتمَّ نشر مجموعة مختارة من خطاباتها بعد ذلك في ١٩٨٧م، ويومياتها، في ١٩٨٩م، ممَّا يدل على استمرارية مكانها في الأدب الأمريكي.

وودي آلِن ALLEN, Woody (١٩٣٥م–…)

برغم شهرة «وودي آلن» كممثل كوميدي ومخرج سينمائي، فهو قد دخل عالم الكتابة مؤلِّفًا أيضًا، عن طريق وضعه كوميديات مسرحية معروفة، منها «لا تشرب الماء» (١٩٦٦م)، و«اعزفها ثانيةً يا سام» (١٩٦٩م)، و«اللمبة الطافية» (١٩٨١م). كما ساهم في مجلة «ذا نيو يوركر» بكتابة اسكتشات فكاهية جمعها بعد ذلك في ثلاثة كتب. وكتب بعد ذلك الكثير من موضوعات أفلامه التي أخرجها على الشاشة الفضية.

السينما الأمريكية American Cinema

كانت الصلة بين السينما حين دخلت إلى أمريكا في أوائل القرن العشرين، وبين الأدب الأمريكي وثيقةً منذ البداية؛ فقد استخدمت «هوليوود»، مدينة الفيلم الأمريكي، هي ونيويورك بعد ذلك، ما أنتجته القرائح الفكرية والأدبية في تحويلها إلى الشاشة الفضية، سواء القصص القصيرة، أو الرواية والمسرحية، وحتى كتب السيرة الشخصية والتاريخ، في أفلام وثائقية ودرامية.

وقد أثار تحويل الروايات المشهورة إلى أفلام نقاشًا متعددًا، ما بين محبذٍ لذلك وحاملٍ عليها. ولمَّا كان للأدب وسيلة تعبير مختلفة عن وسيلة التعبير السينمائية، وجب النظر إلى الأفلام بهذه النظرة؛ فالفيلم — كما قال مرةً الأستاذ نجيب محفوظ — صناعة يدخل فيها الكثير من الفنون؛ من إنتاج إلى إخراج وتصوير ومونتاج وتمثيل، وهو آخر الأمر عملية تجارية إلى جانب العملية الفنية؛ ولذلك يجيء مختلفًا عن الأصل الأدبي. وقد اشتهر إرنست همنجواي بسخريته من الأفلام التي أُخذت عن رواياته وقصصه، ويؤخذ عنه قوله: «إن أفضل تعامل مع هوليوود هو أن تذهب إليهم وتلقي لهم بالقصة ويلقوا لك بالنقود، ثم تركب سيارتك وتجري بها بعيدًا!» ولكن ذلك لم يمنع قَبوله تقديم كل أعماله تقريبًا للسينما؛ لِمَا في ذلك من انتشار وريع مالي كبير.
ومن الأمور ذات الدلالة أن أول فيلم أمريكي حاز انتشارًا واسعًا في أوائل الفن السينمائي كان مأخوذًا عن رواية، والفيلم هو «مولد أمة» (١٩١٥م) للسينمائي الرائد «د. و. جريفيث»، عن رواية «رجل القبيلة» للقَس «توماس ديكسون». وشهدت السينما الصامتة أعمالًا أدبية، ولكن على مستوًى محدود، أغلبها عن قصص لسُمرست موم. ولكن قدوم الفيلم الناطق عام ١٩٢٧م بفيلم «مغنِّي الجاز»، شجَّع المنتجين على اختيار روايات مشهورة لتقديمها في السينما؛ فشهدت السينما أفلامًا من تأليف «يوجين أونيل»، وكثيرًا من الأعمال الأدبية غير الأمريكية، وخاصةً أعمال شكسبير، ولكن لمَّا كان كلامنا مُنصبًّا على الأدب الأمريكي، نذكر هنا أفلام «الصقر المالطي» عن رواية داشيل هاميت المقدَّم عام ١٩٣١م، «وداعًا للسلاح» (١٩٣٢م ثم في ١٩٥٧م)، و«الإمبراطور جونز» لأونيل و«نداء الطبيعة» لجاك لندن.
ولكن اللجوء إلى الأدب لتقديمه للجمهور السينمائي قد أخذ دَفعةً كبيرة منذ خمسينيات القرن العشرين، بتقديم «الصخب والعنف»، «موبي ديك»، «عربة اسمها الرغبة»، «جاتسبي العظيم»، «مأساة أمريكية»، «شرقي عدن»، «عصر البراءة»، «يوم الجرادة»، «لوليتا»، وصولًا إلى الأفلام المعاصرة التي قدَّمت كل أعمال إرنست همنجواي، ومعظم أعمال هنري جيمس، وأعمالًا ﻟ «فيليب روث» و«دي ليلو» و«دكترو»، وما زالت السينما تأخذ من عيون الأدب الأمريكي ما تُقدِّم به أعمالًا مميَّزة في تاريخها الفني.

ماكسويل آندرِسون ANDERSON, Maxwell (١٨٨٨–١٩٥٩م)

كاتب مسرحي تمرَّد على واقعية الثلاثينيات، فكتب مسرحيات رومانسية، معظمها من الشعر الحر، تمتلئ بالحنين إلى العصور الماضية والقضايا التي سادت في أوقات سابقة. ومسرحياته المشهورة: «الملكة إليزابيث» (١٩٣٠م)، «ماري ملكة اسكتلندا» (١٩٣٣م)، «جان دارك» (١٩٤٦م)، «آن ذات الألف يوم» (١٩٤٨م). كما أنه قام أيضًا بتأليف تراجيديات عن الجريمة، كما في «كي لارجو» (١٩٣٩م)، فأثار مناقشةً حامية حول ملاءمة كلام الطبقات السفلى من المجرمين بالشعر.

وتراجعت شهرته الآن، وانحصرت في الأفلام التي أُنتجت من أعماله، وأول مسرحياته التي كانت بعنوان «ثمن المجد» عام ١٩٢٤م.

شيروود آندرسون ANDERSON, Sherwood (١٨٧٦–١٩٤١م)

برغم الشهرة التي أحرزها أتباع آندرسون (مثل همنجواي، وفوكنر، وستاينبك)، والتي فاقت شهرته، فقد ترك علامات بارزةً في تاريخ الأدب الأمريكي. وقد ذكر فوكنر أن آندرسون هو «أب جيلي من الكُتاب الأمريكيين، وهو أساس الكتابة الأمريكية التي سيسير عليها من يجيئون بعدنا.»

وقد وُلِد آندرسون في ولاية «أوهايو»، ومنذ سن الرابعة عشرة بدأ حياة التنقُّل من عمل إلى عمل، وخدم في الحرب الأمريكية الإسبانية. وبعد أن تزوَّج واستقرَّ في حياته، هجر كل شيء وذهب إلى شيكاغو وبدأ يكتب وينشر رواياته وشعره، بيد أنه لم يلفت الأنظار إليه ككاتب إلى أن نشر روايته «واينزبرج، أوهايو» عام ١٩١٩م، وهي مجموعة من القصص القصيرة المرتبطة بعضها ببعض. وتصوِّر القصص سُكان تلك المدينة الصغيرة «واينزبرج»، وتُبرز مشاكل تدهور الصناعات اليدوية والحياة الريفية، والكبت الجنسي لدى الشباب، والعجز عن التواصل. وأبان فيها آندرسون فلسفته القائمة على أن القوى الأساسية للسلوك الإنساني تنبع غريزيًّا، ويجب ألَّا يتم قمعها بأنماط عصر الآلة الحديث. وقد تردَّدت هذه النغمة في رواياته التالية، مع عناصر من المعاني الصوفية التي تمزج بين الإنسان والقوى الأساسية في الطبيعة. ومن رواياته الأخرى التي تتبدَّى فيها كل هذه السمات العامة: «الجياد والإنسان» (١٩٢٣م)، «ضحك كئيب» (١٩٢٥م). وقد نشر مذكراته عام ١٩٤٢م، ونُشرت رسائله عام ١٩٥٣م بعد وفاته.

مايا آنجلو ANGELOU, Maya (١٩٢٨م–…)

فنانة متعددة المواهب؛ فهي كاتبة ومغنية وراقصة وممثلة. اشتهرت بأعمالها التي استلهمتها من حياتها كفتاة سوداء في أمريكا، وإقامتها في مصر وغانا، في رواياتها: «إني أعرف لماذا يشدو الطائر في قفصه» (١٩٧٠م)، «تجمَّعوا معًا باسمي» (١٩٧٤م)، «قلب امرأة» (١٩٨١م). وكتبت أيضًا عدة دواوين شعرية، منها «أعطني فحسب كوب ماء بارد قبل أن أموت» (١٩٧١م)، و«لماذا لا تُغني» (١٩٨٣م).

وتتمثَّل الإضافة الأدبية لآنجلو في أسلوبها في كتابة السِّيَر للأمريكيين السود؛ فقد كانت قبل ذلك تقتصر على «قصص الأَسر» إبَّان عصر الرقيق، أمَّا هي فقد أصبحت أعمالها تتحدَّث فيما وراء التجربة الذاتية للاستعباد لتكون المتحدِّثة عن عنصرها وجنسها.

والقصص التي تكتبها تدور حول حياتها منذ الطفولة البائسة التي عاشتها؛ فأول رواياتها يحكي فيها الراوي عن طفلة في الثالثة من عمرها، يرسلون بها إلى ولاية «أركانسو» لتعيش مع جدتها لوالدها حتى بلوغها سن السادسة عشرة، حيث تنجب طفلًا من زوج أمها عند زيارة لها. وفي روايتها الثانية «تجمَّعوا باسمي»، يصوِّر الراوي الشخصية التي تتقمَّص «آنجلو» من سن السادسة عشرة، بعد أن تُنجب ولدًا، وتعيش حياةً غير مستقرة تُضطر فيها إلى امتهان الدعارة. ولكن، في الرواية الثالثة «غناء ورقص ومرح»، تكتشف البطلة مواهبها وتبدأ حياتها الفنية، خاصةً مشاركتها في أوبرا «بورجي آند بيس» التي تطوف مع فرقتها أنحاء أوروبا. وفي الرواية الرابعة «قلب امرأة»، تبدأ معركة الحقوق المدنية للسود، وتشترك بطلة الرواية مع مجموعة «مارتن لوثر كنج»، ثم تتزوَّج رجلًا عرفته لمدة أسبوعَين فقط وتسافر معه إلى أفريقيا، وبعد أن يظهر لها عدم الملاءمة بينهما تفترق عنه، ولكنها تبقى في أفريقيا وتبقى على إخلاصها للكتابة والدفاع عن الحرية.

وفي رواية «كل أبناء الله يحتاجون أحذيةً للرحلات» (١٩٨٦م)، تحكي البطلة السنوات الأربع التي قضتها في «غانا»؛ فقد شاركت بالكتابة في الصحف والإذاعة هناك، وعملت في جامعة «أكرا»، وخالطت الأفريقيات وجمعياتهن، ولا يُؤرِّقها إلا رغبة ابنها — الذي بلغ سن التاسعة عشرة — في الاستقلال عنها. كما كتبت آنجلو الشعر أيضًا، وكتاب مذكرات تركِّز بها على الروحية والحسية والشفاء الروحي.

جون آشْبِري ASHBERY, John (١٩٢٧م–…)

شاعر، وصفه النقاد بالأكاديمي، برغم أنه لم يواصل دراسته العليا في جامعة نيويورك. وقد عمل في مجال النشر، ثم سافر إلى فرنسا مراسلًا أدبيًّا لبعض المجلات الأمريكية. وقد نشر أول دواوينه الشعرية عام ١٩٥٣م بعنوان «تورنادُت وقصائد أخرى». وتضم مجموعاته الأخرى دواوين «قَسَم ملعب التنس» (١٩٦٢م)، «أنهار وجبال» (١٩٦٦م)، «ثلاث قصائد» (١٩٧٢م)، «موجة» (١٩٨٤م).

وقد وصف النقاد شعر «آشبري» بالصعوبة، بينما شرح نُقاد آخرون محاولات الشاعر الوصول باللغة إلى متعة الموسيقى الخفية عن طريق استخدام تكوين تجريدي للجُمَل، ونظام للكلمات يتتبَّع شكل الفكرة التي تطرأ على ذهن الشاعر دون أن يُحدِّد ماهية تلك الفكرة. ومن رأي «آشبري» أن على الشاعر أن يقوم بقفزات للخيال تُدهش القارئ، ويصوغ تقنيات للصور الشعرية قد لا يكون أحدٌ قد استخدمها من قبله. ويبدو أن صعوبة قراءة هذا الشاعر وتميُّزه عن «مدرسة نيويورك»، ترجع إلى قيامه في قصائده بالقفز من مجموعة خواطر إلى مجموعة أخرى دون فواصل انتقالية، وهي تقنية حداثية اكتشفها عزرا باوند في المسودة الأصلية لقصيدة ت. س. إليوت «الأرض الخراب»، حين حذف تلك الفواصل وترك فحسب الشذرات والجُمَل التجريدية التي تعكس القفزات التقنية والتشظية التي تُميِّز القرن العشرين.

وقد كتب آشبري الرواية والمسرحية أيضًا.

إسحاق آزيموف ASIMOV, Isaac (١٩٢٠–١٩٩٢م)

figure

وُلد آزيموف في روسيا، ولكنه انتقل مع أسرته إلى نيويورك حين كان في الثالثة من عمره، وتخرَّج في جامعة كولومبيا وهو في التاسعة عشرة. وبعد أدائه الخدمة العسكرية، عاد إلى الجامعة وحصل على درجة الدكتوراه عام ١٩٤٨م. وعمل آزيموف أستاذًا في كلية الطب ببوسطن عشر سنوات، بيد أنه كرَّس عمره كله لتأليف وإصدار الكتب؛ فأصدر منذ عام ١٩٥٠م عددًا هائلًا من الكتب في مجالات متعددة، الكثير منها تحت عنوان: «دليل آزيموف في …» وقد اشتهر برواياته وقصصه في الخيال العلمي، خاصةً سلسلة «الأساس»، ثم سلسلة «الروبوت». وتستند السلسلة الأولى التي تحدث وقائعها في المستقبل البعيد إلى ما يُسمِّيه بعلم «التاريخ السيكولوجي».

وكتب آزيموف أيضًا الرواية البوليسية، وكتب للأطفال، والمقالات، والدين، والنقد الأدبي.

أتلانتيك منثلي ATLANTIC, Monthly (١٨٥٧م–…»

مجلة أدبية فنية سياسية شهرية أسَّسها في بوسطن شخصيات أدبية مرموقة في قطاع «نيو إنجلاند»، واختار اسمَها الكاتب هولمز، ورأَس تحريرها في سنواتها الأربع الأولى الشاعر «لويل». وقد كتب الاثنان فيها، واستكتبا فيها إمرسون ولونجفلو «وويتير»، وهارييت بيتشر ستاو، وغيرهم من المؤلفين المشهورين. ورغم إعلان مُحرِّريها عدم انحيازها لأي مدرسة أدبية أو سياسية، فقد كان معروفًا تشجيعها للأدباء من نيو إنجلاند ومناصرتها لإلغاء الرق. وتولَّى «هاولز» رئاسة تحريرها في الفترة بين ١٨٧١م إلى ١٨٨١م، ممَّا ابتعد بها نوعًا ما عن السياسة، وأدخل في المجلة أبوابًا جديدة مثل عرض الكتب وأقسام عن العلوم والموسيقى والتعليم. وقد كتب فيها على مر العصور «هنري جيمس» وتيودور روزفلت، وما زالت المجلة تواصل الصدور بنجاح كبير.

و. ﻫ. أودِن AUDEN, W. H. (١٩٠٧–١٩٧٣م)

شاعر من مواليد إنجلترا ودرس في أكسفورد، ولكنه حصل على الجنسية الأمريكية، فأصبح يُدرَج في كلٍّ من تاريخ الأدب الإنجليزي وتاريخ الأدب الأمريكي، مثله مثل ت. س. إليوت وهنري جيمس.
في خلال الثلاثينيات من القرن العشرين، وبسبب الأزمة الاقتصادية، تأثر «أودن» هو وبعض الأدباء من زملائه، بالماركسية، وقال «أودن» عن ذلك إنه كان ثائرًا «سيكولوجيًّا أكثر منه سياسيًّا». ومن أعماله في تلك الفترة «قصائد» (١٩٣٠م)، و«الخطباء» (١٩٣٢م)، وهي مزيج من النثر والشعر، ينعى فيها سقوط الطبقة الوسطى ويبشِّر بالثورة. وكتب أيامها أيضًا للمسرح، واشترك مع شروود آندرسون في مسرحية «الكلب المهيج للأعصاب» عام ١٩٣٦م. ثم أثمرت رحلاته زمن الحرب الأهلية الإسبانية قصيدته «إسبانيا» (١٩٣٧م)، وكتب أيضًا عن آيسلندا والصين. وقد انتهت تلك العلامة المميَّزة لإنتاجه بذهابه إلى الولايات المتحدة عام ١٩٣٩م، وتجنُّسه بالجنسية الأمريكية عام ١٩٤٦م. وقد نَحَت أراؤه واتجاهاته الأدبية منحًى جديدًا ظهر في ديوانيه «زمن آخر» (١٩٤٠م) و«الرجل المزدوج» (١٩٤١م). وبعد أن هجر الماركسية، عاد في الأربعينيات إلى موروث الحضارة الكاثوليكية الإنجليزية، وإلى فلسفة وجودية-مسيحية. وظهرت مقطوعة «البحر والمرآة» في كتابه «مؤقتًا» (١٩٤٠م)، وهي تعليق على مسرحية العاصفة لشكسبير، يناقش علاقة الفن بالمجتمع. ثم نشر «زمن القلق» عام ١٩٤٨— الذي حاز به جائزة بوليتزر — عن عزلة الإنسان التي يزيد من حدتها في عصره الافتقار إلى التقاليد والإيمان. وتبدَّى في قصائده ودواوينه التالية إبراز التناقض بين الصفات البشرية والقوى الطبيعية، كما تناول علاقة الطبيعة بالتاريخ. وفي عامَي ١٩٦٨ و١٩٧٠م، قام «أودن» بمراجعة مجموع قصائده، واختار منها ما يريد الحفاظ عليه، وأصدر دواوين «مدينة بلا جدران» (١٩٦٩م)، «جرافيتي أكاديمي» (١٩٧٢م)، «شكرًا أيها الضباب» (١٩٧٤م)، ثم أصدر مختاراته «قصائد مجموعة» عام ١٩٧٦م.

وقد أصدر الدكتور ماهر شفيق فريد ترجمةً بديعة لمختارات من شعر «أودن» بالعربية.

كما كتب «أودن» النثر، خاصةً الفلسفة، منها كتاب عن اتجاهات الرومانسيين نحو الإنسان والله والطبيعة، وكتاب عن فلسفة كيركجارد.

بول أوستير AUSTER, Paul (١٩٤٧م–…)

خِريج جامعة كولومبيا بنيويورك. لم يذع اسمه روائيًّا إلا بعد صدور ثلاثيته عن نيويورك، وهي «مدينة من زجاج» (١٩٨٥م)، و«أشباح» (١٩٨٦م)، و«الغرفة المغلقة» (١٩٨٧م)، وكلها روايات بوليسية بأسلوب ما بعد حداثي وتجريدي.

figure

ورواية أوستير الإنسانية سوداوية متشائمة، وظهرت سوداويته أكثر في روايته «في بلد الأشياء الأخيرة» (١٩٨٨م)، التي يُصوِّر فيها نيويورك كمدينة شريرة، مكانًا رهيبًا يمتلئ بالجرائم، حيث تصبح مكتبة نيويورك العامة مهجورةً لا يزورها أحد، ويلجأ إليها رجل وامرأة يقعان في حب أحدهما الآخر. ولكن الظروف تقهرهما، حتى إن الثلوج تتساقط على المدينة في شهر يوليو، وهي إشارة إلى حلول الشتاء النووي. وفي روايته «قصر القمر» (١٩٨٩م)، يُصوِّر بطلها يقود سيارته من نيويورك إلى أقصى الغرب بحثًا عن إرث مدفون في الأرض. وهكذا تجري رواياته التالية في أجواء بوليسية ملغزة؛ «اللفياثان» (١٩٩٢م)، «مستر فيرتيجو» (١٩٩٤م).

وكتب أوستير روايات بها جوانب من حياته، منها «اختراع العزلة» (١٩٨٢م)، وجمع مقالات له في كتاب «فن الجوع» (١٩٩١م).

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤