N

فلاديمير نابوكوف NABOKOV, Vladimir (١٨٩٩–١٩٧٧م)

كاتب مُتعدِّد المواهب؛ فهو روائي، وشاعر، وناقد، ومترجم، ومؤلف للقصص القصيرة، كما أنه من هواة الشطرنج وعلم الفراشات. وُلد في سان بطرسبرج بروسيا، وهاجرت أسرته إلى برلين عام ١٩١٩م بعد الثورة البلشفية. وقد درس في كامبردج الأدب السلافي والرومانسي، عاد بعدها إلى برلين. ثم انقسمت حياته الأدبية بعد ذلك إلى أربع مراحل زمنية؛ في برلين حتى عام ١٩٣٧م، ومن ١٩٣٧م إلى ١٩٤٠م في باريس، ومن ١٩٤٠م إلى ١٩٦١م في الولايات المتحدة، ومن عام ١٩٦١م حتى وفاته في سويسرا.

ففي برلين، شارك في صحف عديدة يُصدرها المهاجرون الروس هناك، كما كتب الكثير من القصائد والقصص القصيرة، وعمل بالترجمة. ومن رواياته التي كتبها بالروسية، اشتهرت اثنتان منها عند ترجمة تلك الروايات إلى الإنجليزية بعد أن ذاع اسمه كمؤلف؛ وهما: ضحكٌ في الظلام (الروسية ١٩٣٢م، والإنجليزية ١٩٣٨م)، و«دعوة إلى قطع رقبة» (١٩٣٨ / ١٩٥٩م). وقد بدا أثر كافكا جليًّا في الرواية الثانية.

وبعد صعود النازية في ألمانيا، انتقل «نابوكوف» إلى باريس، وحين اقتربت ألمانيا من احتلال فرنسا، انتقل مع أسرته إلى الولايات المتحدة، حيث عمل أستاذًا للغات والأدب في «كلية ولزلي» وفي «جامعة ييل»، كما أصبح باحثًا في علم الفراشات في متحف هارفارد لعلم الحيوان المقارن. وفي تلك الفترة، كتب روايته الشهيرة لوليتا (١٩٥٥م) ورواية بِنِن (١٩٥٧م) التي تُصوِّر الحياة الأكاديمية الأمريكية من وجهة نظر أستاذ روسي مهاجر. كما أصدر سيرةً شخصية ذاتية بعنوان «تكلمي يا ذاكرتي» عام ١٩٦٦م. وقد عمل نابوكوف كذلك على ترجمة عدة كتب روسية كلاسيكية إلى الإنجليزية، منها «بطل لزماننا» لليرمانتوف، و«يوجين أوجِنين» لبوشكين، كما ألقى العديد من المحاضرات عن الآداب العالمية، منها رواية «دون كيشوت» لسرفانتس.

وكان نابوكوف قد كتب عام ١٩٦٣م ما يمكن أن يُعتبر أفضل أعماله، بعنوان «نيران ذابلة»، وهي نَثر في نصفها، وشِعر في نصفها الآخر. وهي رائعة في الشكل والاتساق اللغوي، وتمتلئ بالإحالات والاكتشافات للقارئ. وقد حدَّد نابوكوف نظريته الأدبية بأنه يرفض الواقعية السيكولوجية التي سار عليها دستويفسكي ود. ﻫ. لورانس، بينما تحتل الإيروسية والتسلُّط الذهني والعصاب مركز أعماله. وفي مقابل الواقعية، يقدِّم «نابوكوف» السيريالية السيكولوجية، والفوضى التي تتسم بالشكل الرفيع.

أُجدِن ناش NASH, Ogden (١٩٠٢–١٩٧١م)

figure

من الشعراء الذين تجمَّعوا حول مجلة «ذا نيويوركر» في العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين. تميَّز شعره بنوع من الفكاهة العالية التي تتطلَّبها المجلة. وساعد نشر قصائده في مجلات أدبية أخرى على شهرته وسط عامة القراء وصفُ النقاد قصائده بالافتقار إلى العمق، بين النوع الذي يستمتع به القُرَّاء، ولكنهم لا يدرسونه. وتمتلئ قصائده بالتوريات الساخرة، والسطور التي تختلف في النسق الشعري، والتشويه النحوي المتعمَّد. وكان «ناش» غزير الإنتاج، من دواوينه: «نوايا طيبة» (١٩٤٢م)، «لا يمكنك التحرُّك من هنا إلى هناك» (١٩٥٧م)، «أشعار من ١٩٢٩م إلى ما بعد ذلك» (١٩٥٩م).

جائزة الكتاب القومي National Book Award

تأسَّست عام ١٩٥٠ عن طريق عدد من جمعيات الناشرين والمكتبات، ثم أشرفت عليها منذ عام ١٩٧٦م «لجنة الكتاب القومي». وهي تُقدِّم جوائزها سنويًّا للأعمال البارزة في مجالات الفنون والآداب، وأدب الأطفال، والقصة، والشئون المعاصرة، والتاريخ، والشعر، والسيرة الذاتية. وبعد عدد من التغييرات التي طالت اللجنة، عادت الجوائز منذ عام ١٩٨٥م إلى إشراف «مؤسسة الكتاب القومي»، واقتصرت على مجالات القصة، والنثر غير القصصي، والشعر.

النقد الجديد New Criticism

مدرسة في النقد تعتمد على التركيز على العمل الأدبي بمعزل عن أي تأثيرات أخرى؛ فتُحلِّل معاني الكلمات، والبحر الشعري في القصائد، والصور والاستعارات والرموز. وهي تعالج في العمل الأدبي نبرته ونسيجه وتوتراته؛ للمزج بين الشكل والمضمون لتفسير العمل ونقده، وذلك بدلًا من دراسة العصر الذي صدر فيه العمل الأدبي، أو تقاليده، أو حياة المؤلف وأعماله الأخرى. ومن عُمُد هذا المذهب النقدي: ت. س. إليوت، آي. إيه. ريتشاردز، عزرا باوند. كما شارك في ترويج هذه المدرسة والكتابة عنها نقَّاد مشهورون منهم «كلاينس بروكس» و«كينيث بيرك» و«ألِن تيت».

وفي مصر، تبنَّى الدكتور رشاد رشدي هذه المدرسة في النقد، وجمع حوله عددًا كبيرًا من الدارسين في قسم اللغة الإنجليزية الذي كان يرأسه في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، ممَّن أخرجوا الكثير من الكتب النقدية على أساس منهج النقد الجديد.

نيو إنجلاند New England

figure
هي المنطقة في أمريكا التي تشمل الآن ولايات «مِيِن»، نيو هامبشير، فرمونت، ماساشوستس، رود آيلاند، كونِتيكت. وقد أطلق هذا الاسمَ على المنطقة الكابتن «جون سميث» في الخريطة التي رسمها عام ١٦١٦م. وقد عملت ظروف المنطقة القاسية من ناحية الطقس والتربة الصخرية وقلة الموارد الطبيعية على عدم تشجيع الاستيطان بها، فقامت جماعة «التطهُّريين» باتخاذها موطنًا لهم لممارسة طقوسهم ودينهم الذي هربوا بسببه من بلادهم الأصلية، والتي يُطبِّقون فيها تعاليم الكالفينية (نسبةً إلى «كالفين») بالحرف. وقد طبَّقوا معتقداتهم في أنظمة المدارس العامة، والكنائس، والحكم المدني، وبنَوا اقتصادهم على قواعد متينة، بيد أن عقم التربة والبعد عن الأسواق ساهم في تطوير الأنظمة وجعلها تُثمر في طريقة حياة تتسم بالمهارة والاستقلال، أطلق الآخرون عليها اسم «اليانكي». وبسبب تجارة المنطقة مع الخارج، ونشوء مرافئ تجارية هامة مثل بوسطن وسالم، تأثَّرت هذه المدن بالقوانين البحرية التي فرضتها بريطانيا على مستعمراتها الأمريكية؛ ممَّا جعلها تقوم بدور هام في الثورة والاستقلال، مقدمةً رجالاتها مثل صامويل وجون آدمز.
وبعد نجاح الثورة وإحراز الاستقلال، تحوَّلت الطبقات التي كانت تعمل بالتجارة في هذه المناطق إلى الانخراط في الانقلاب الصناعي، خاصةً في صناعة النسيج، وبذلك أقاموا العلاقات مع الولايات الجنوبية التي تزرع القطن. ولكن ذلك جاء مع الفلسفات الإنسانية، وظهرت الحركة «العُلوية» في المنطقة وعلى رأسها كتابات إمرسون وثورو وألكوت ومرجريت فولر. وقاد كلُّ ذلك جامعة هارفارد التي أُنشئت عام ١٦٣٦م، ممَّا جعل نيو إنجلاند مركزًا للنشاط الفكري الأمريكي. وقد أثمر الأدب في المنطقة الكثير من المؤلفين المشهورين منذ فترة ما قبل الحرب الأهلية الأمريكية، مثل لونجفلو ، بريانت، ويتيير ، هولمز ، هوثورن. وبعد الحرب الأهلية، كان هناك لويزا ماي ألكوت وإميلي دِكِنسون. وقد عملت الهجرة وظهور طبقة «الأغنياء الجدد» على تغيير صفات الطبقات في ولايات نيو إنجلاند، وعبَّر عن مرحلة الانتقال تلك روائيون مثل هاولز وهنري جيمس.
وقد غيَّرت الهجرة من العُمال غير الإنجليز من الوفاق الاجتماعي الذي كان سائدًا، وعبَّر عن ذلك الروائي «أبتون سنكلير». وقد فقدت نيو إنجلاند قيادتها في مجال الفنون الإبداعية، ولكنها ما تزال تقود المجال التعليمي بجامعات مثل هارفارد، ييل، دارتماوث، آمهرست، إكستير. وكذلك استمرَّت في إخراج الكثير من المؤلفين الكبار، مثل روبرت فروست وتنيسي وليامز وجورج سانتيَّانا.

أناييس نِن NIN, Anais (١٩٠٣–١٩٧٧م)

اشتهرت «نن» بيومياتها التي ضارعت رواياتها وكتبها الاخرى في الانتشار، وقد صدر من اليوميات ستة مجلدات تُغطِّي حياتها من ١٩٦٦م إلى ١٩٧٦م، بالإضافة إلى كتابها «لينوت» (١٩٧٨م) الذي يضم يوميات كتبتها ما بين سن ١١ و١٧ عامًا.

وقد وُلدت «أناييس نِن» في باريس من أرومة إسبانية-كوبية، وعاشت في الولايات المتحدة منذ كان عمرها ١١ عامًا. وكان أول كتبها نقديًّا بعنوان «د. ﻫ. لورانس: دراسة غير أكاديمية» عام ١٩٣٢م. وروايتها تشمل: «بيت عشق المحارم» (١٩٣٦م) التي تُعالج فيها النرجسية، «شتاء الدهاء» (١٩٣٩م) وهي دراسة نفسية عن العالقة بين الأب وابنته، «جاسوسة في منزل الحب» (١٩٥٤م) عن الأفكار التي تراود امرأةً عن العُشاق الذين عبروا حياتها. وقد نشرت أيضًا عددًا من الكتب التي تحتوي على قصص قصيرة؛ منها «سلالم إلى النار» (١٩٤٦م)، «مدن الداخل» (١٩٦٥م)، وأصدرت أيضًا «دلتا فينوس» (١٩٦٨م)، وهي قصص إيروسية كتبتها قبل سنة نشرها لتُنفق على جماعة الأدباء الذين التفُّوا حولها، ومنهم هنري ميللر.

وقد قالت «نِن» عن كتبها: «إنني أكتب كشاعرة في الإطار النثري، وأُطالب فيما يبدو بحقوق الروائية .. إنني أعتزم أن يكون تقبُّل الجزء الأكبر من كتاباتي عن طريق الحواس مباشرة، كما يدرك الشخص اللوحات والموسيقى.»

وقد أصدرت «نن» عام ١٩٦٨م كتاب «الرواية والمستقبل»، الذي تُرجم إلى العربية. وصدرت عام ١٩٦٥م خطابات هنري ميللر التي كتبها لها.

فرانك نوريس NORRIS, Frank (١٨٧٠–١٩٠٢م)

بعد دراسة قصيرة في مدرسة إعدادية، أرسله أبواه إلى باريس حيث انهمك في كتابة رومانسيات تجري أحداثها في القرون الوسطى. وبعد أن عاد للدراسة الجامعية في جامعة كاليفورنيا (١٩٨٠–١٩٩٤م)، وقع تحت تأثير «إميل زولا» الروائي الفرنسي، فترك الرومانسيات وأصبحت كتاباته تتسم بالطبيعية Naturalism التي تهتم بتفاصيل الواقعية بكل ما فيها من جوانب مظلمة. وقد اشتهر آنذاك بروايته «ماك تيج» (١٨٩٩م) التي استقبلها النقاد بالهجوم، ووصفوا نوريس بأنه «ابن زولا»، وإن ساعد ذلك على مناقشة أعمال نوريس بوصفها تقع في السياق الثقافي لزمنه، حين كان العلم والتكنولوجيا وعوامل التقدم تؤثِّر في القيم الفيكتورية والأخلاقية، وتخلق أجيالًا جديدة من المؤلفين والقُراء. وقد ذهب إلى جنوب أفريقيا ليكتب عن حرب «البوير»، وإلى كوبا بعد ذلك للكتابة عن الحرب الأمريكية-الإسبانية.

وقد دفع اهتمام «نوريس» المتزايد بالقوى الاجتماعية والاقتصادية إلى وضع تصميم لثلاثية روائية أسماها «ملحمة القمح»، وتتكوَّن من «الأخطبوط» عن زراعة القمح في كاليفورنيا ونضال أصحاب الأراضي ضد مد خطوط السكك الحديدية، ورواية «الحفرة العميقة» عن مضاربات القمح في بورصة شيكاغو؛ و«الذئب» عن استهلاك القمح في صناعة الخبز في قرية أوروبية ضربتها المجاعة.

وفي مقالات كتابه «مسئوليات الروائي» (١٩٠٣م)، عبَّر عن شعاره كروائي، بأن ذكر أن «الروائي مِن دون الناس جميعًا لا يمكنه أن يُفكِّر في نفسه فحسب»، بل عليه أن يضحي بالمال والشهرة في سبيل الهدف الأعظم وهو إدراك أنه قد عبَّر عن الحقيقة والواقع.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤