O

أيها القائد، أيْ قائدي! O Captain! My Captain!

من أشهر قصائد شاعر أمريكا «والت ويتمان».
ها قد انتهت رحلتنا المخيفة.
لقد تفادت السفينة كل الصخور،
وها قد حُزْنا ما كنا ننشد من هدف.
لقد دنا المرفأ،
وأسمع الأجراس تدق،
والناس في فرحٍ طاغٍ،
وأعينهم ترقب قاع السفينة،
بينما هي تشق العُباب في ثبات
والسفينة حزينة جهماء.
ولكن …
أواه يا قلبي، يا قلبي، يا قلبي!
أواه لكِ أيتها الدماء المراقة!
حين يرقد قائدي على سطح السفينة
جثَّةً باردة حزينة.

•••

أيها القائد، أي قائدي،
قم وانهض كي تسمع رنين الأجراس.
قم؛
فالراية قد ارتفعت من أجلك،
وأبواق النصر تصدح لك،
ولك كل هذه الأكاليل والأزاهير،
ولك ازدحمت الشواطئ بالناس.
وهم ينادونك،
الجماهير المتماوجة،
ووجوهها تنشد مرآك.
آه أيها القائد، يا أبتي العزيز،
هذِي ذراعي تُوسِّد رأسك.
ما هو إلا حلم يتراءى على سطح السفينة؛
فقد سقطتَ جثةً باردة ميتة.

•••

قائدي لا يرد.
شفتاه شاحبتان ساكنتان.
أبي لا يشعر بذراعي؛
فليس فيه نبض ولا حياة.
وها قد رست السفينة سالمة.
وقد أنجزت مهمتها.
وصلت السفينة المنتصرة من رحلتها المرعبة،
وعلى متنها هدفها المنشود.
فلتمرحي يا شطآن،
ولتصدحي يا أجراس،
أمَّا أنا،
فسوف أسير على سطح السفينة،
بخطوات حزينة،
حيث يرقد قائدي،
جثةً باردة ميتة.

جويس كارول أوتس OATES, Joyce Carol (١٩٣٨م–…)

عملَت أستاذةً للغة الإنجليزية بعد تخرُّجها في جامعة «سيراكيوز» شمال ولاية نيويورك، ودرجة الماجستير من جامعة «وسكُنسِن». وقد عملَت في الجامعة العريقة «برنستون» منذ عام ١٩٨٧م. وهي كاتبة غزيرة الإنتاج، بدءًا بكتاب قصص قصيرة في ١٩٦٣م بعنوان «عند البوابة الشمالية»، وعبر سلسلة من الروايات المتتابعة؛ «سقوط مروِّع» (١٩٦٤م)، «حديقة المباهج الأرضية» (١٩٦٧م)، «أناسٌ غاليون ثمنًا» (١٩٦٨م)، ثم الرواية التي حازت جائزة الكتاب عام ١٩٧٠م: «هم». ثم صدرت رواياتها بصورة متتابعة، متخذةً أحيانًا أحداثًا من واقع الحياة لتصوغ منها عملًا روائيًّا، مثل روايتها «مياه سوداء» (١٩٩٢م) عن غرق فتاة في سيارة يقودها سيناتور تقع في البحر. وكتبت «أوتس» أيضًا القصة القصيرة بنجاح عظيم، ونشرت مجموعات من المقالات والقصائد الشعرية.

فلانري أوكونور O’CONNOR, Flannery (١٩٢٥–١٩٦٤م)

figure

من ولاية جورجيا، بالجنوب. كتبت رواياتٍ قوطيةً وعجائبية. بدأت برواية «الدم العاقل» (١٩٥٢م) عن مُتعصِّب ديني يحاول تأسيس كنيسة لا تعترف بالمسيح في منطقة جبلية في جورجيا، ثم رواية «العنف يذوي» (١٩٦٠م) وهي قصة تقع في الغابات الخلفية لجورجيا، وفيها جو ديني أيضًا. وتُمثِّل الكاتبة نموذجًا فريدًا في تكوينها في الرواية الأمريكية الحديثة؛ فهي عميقة الإيمان وتستكشف الصراع بين ما هو مقدس وما هو دنيوي، وتفاعلهما، بل وامتزاجهما أحيانًا، في أجواء إقليمية صعبة. وقد اشتهرت كذلك بمجموعة قصصها المعنونة «من الصعب العثور على رجل طيب» (١٩٥٥م).

جون أوهارا O’HARA, John (١٩٠٥–١٩٧٠م)

من الروائيين الناجحين، يقف بموازاة سكوت فيتزجيرالد وهمنجواي ونورمان مييلر، رغم أن شهرته خفتت في الربع الأخير من القرن العشرين. تنحو رواياته تجاه الواقعية، ولكنها واقعية لاذعة، مصقولة، تماثل كتابات بلزاك.
figure

أول ما ذاع من رواياته، «موعد في سُر مَن رأى» (أو سامراء) (١٩٣٤م)، وهي التي ظلَّت أشهرَها حتى الآن، وتقع في الروايات المائة الأكثر رواجًا. وهي تدور حول آخر يومَين في حياة بطلها «جوليان إنجلش»، وتدهور حياته نتيجة إدمانه الشراب وشجاراته مع من حوله، إلى أن ينتهي به الأمر إلى الانتحار. والرواية تمتلئ بالإحالات والإشارات المغطاة لمجتمع المدينة التي يعيش فيها بولاية «بنسلفانيا». كذلك عالجت سبعُ روايات تالية لأوهارا موضوعَ الطبقة المتوسطة في المدينة والولاية، وكذلك الكثير من قصصه القصيرة. وقد كتب ما يقرب من ٤٠٠ قصة قصيرة نشرها في مجلة «النيويوركر»؛ ممَّا جعله أكثر كاتب نشرت له هذه المجلة العريقة قصصًا.

ورواياته الأخرى تشمل «حمَّى الحياة» (١٩٤٩م) و«من الشرفة». وقد تحوَّلت عدة روايات له إلى أفلام ناجحة.

العجوز والبحر The Old Man and The Sea

figure

تُرجمت أيضًا بعنوان الشيخ والبحر، تحرُّزًا من استخدام كلمة العجوز على رجل، بيد أن مجمع اللغة العربية بالقاهرة قد أجاز ذلك.

رواية إرنست همنجواي القصيرة، نشرها عام ١٩٥٢م، ونالت شهرةً فورية أضافت إلى أسهم المؤلف للفوز بجائزة نوبل عام ١٩٥٤م. وقد استلهم المؤلف موضوعها وهو في ضَيعته القريبة من هافانا عاصمة كوبا. وأحداثها تدور حول الصياد العجوز «سنتياجو» الذي قضى أسابيع عديدةً يخرج لصيد الأسماك فلا يجد شيئًا، ويقضي يومَ الصيد مع الفتى «مانولين» يقص عليه ذكريات شبابه حين كان أوفر حظًّا في الصيد، ويحكي له عن رياضة «البيسبول». ولكن أهل الفتى يمنعونه من الخروج مع الصياد العجوز، فيبقى سنتياجو وحيدًا. ويخرج يومًا وهو يعتزم التوغل في البحر لعله يجد هناك صيدًا. ويصف همنجواي في نثر رائع اشتباك قصبة الصيد بسمكة ضخمة، «عجيبة ومذهلة»، وعملية الجذب والإرخاء بين الصياد وسمكته، إلى أن ينجح بعد جُهد جهيد في اصطيادها بالحَرْبة وربطها إلى القارب حيث يجرُّها معه إلى الشاطئ. ولكن تبدأ قوى الشر في مجالدته مُتمثِّلةً في أسماك القرش المفترسة التي جذبتها دماء السمكة الهائلة التي تزن أكثر من ألف وخمسمائة رطل. وعلى طول رحلة العودة إلى الشاطئ، يرى سنتياجو أحلامه تتبدَّد؛ إذ ينهش القرشُ السمكةَ من هنا ومن هناك إلى أن يتبقَّى منها الهيكل العظمي فحسب. وعلى الشاطئ، يستلقي سنتياجو في كوخه يستريح وينام، بينما الصيادون الآخرون يتعجَّبون من حجم الهيكل الذي تبقَّى للصياد العجوز الذي يتفكَّر بعد ذلك قائلًا لنفسه: «ولكن، ما الذي هزمك؟» ليجيب على نفسه بصوت مرتفع: «لا شيء سوى أنني ذهبت بعيدًا.»

وقد أخرج «جون ستيرجز» فيلمًا عن الرواية، بعد أن تعاقب على محاولة إخراجه أشخاص آخرون، بينما قام بدور سنتياجو الممثل المخضرم «سبنسر تريسي» فأبدع في تمثيله رغم عدم النجاح الجماهيري للفيلم. ويقال إن همنجواي قد تدخَّل كثيرًا في عمل الفيلم، كما أنه ظهر لحظات فيه كعادة هتشكوك في الظهور على هذا النحو في أفلامه.

يوجين أونيل O’NNEILL, Eugene (١٨٨٨–١٩٥٣م)

figure

يُعَد أونيل، بغالبية آراء النُّقاد، أعظم كُتَّاب المسرح الأمريكي؛ نال أربع جوائز بوليتزر للدراما عن أعماله، كما حاز جائزة نوبل للأدب عام ١٩٣٦م.

قضى عامًا واحدًا في جامعة «برنستون»، ثم طاف في عدة بلدان للعمل واكتساب التجارب. ثم التحق بفرقة مسرحية تُدعى «ممثلو برفنستاون» وكتب لها مسرحياته الأولى ذات الفصل الواحد. وحين انتقلت الفرقة إلى نيويورك، بدأ في كتابة مسرحياته الكبرى التي بدأها بمسرحيتَي «الإمبراطور جونز» (١٩٢٠م) و«القرد الكثيف الشعر» (١٩٢١م). وكتب أيضًا عام ١٩٢٠م مسرحية لبرودواي هي «فيما وراء الأفق» نال عنها أُولى جوائزه للبوليتزر، وهي عن أخوَين ذوَي طِباع متناقضة، ويبدو أن «أونيل» اتخذ من نفسه وأخيه سندًا لمسرحيته. وقد أصبح المؤلف يُعَد أول مسرحي هام في أمريكا، ونجح في خلق شخصيات مشهودة وحبكة أحداث فعَّالة، كما أنه جرَّب عدة أساليب فنية ولم يقتصر على أسلوب واحد.

وقد تأثَّر «أونيل» بأعمال «هنريك إبسن» و«أوجست سترندبرج». ومن بين أهم أعمال أونيل التالية: «آنا كريستي» (١٩٢١م)، «رغبة تحت أشجار الدردار» (١٩٢٤م)، «فاصل غريب» (١٩٢٨م)، «الحدَّاد يليق بإلكترا» (١٩٣١م)؛ «رجل الثلج يجيء» (١٩٤٦م)، «رحلة النهار الطويلة نحو الليل» (١٩٥٦م). ومن أغرب مسرحياته «فاصل غريب»، إذ إنها تصل إلى ما يقرب التسع ساعات، ممَّا يتطلَّب من النظارة وقتًا طويلًا، يقطعونه في النصف لتناول العشاء، ويعودون لاستكمال العرض. ومن تجاربه في هذه المسرحية استخدامه تيار الوعي المماثل للمناجاة الداخلية عند شكسبير، للتعبير عن الأفكار الداخلية لشخصيات المسرحية. ومسرحية أونيل العظيمة الأخرى هي «رحلة النهار الطويلة نحو الليل»، التي نال عنها رابع بوليتزر له، بعد وفاته؛ وهي عن يوم وليلة في حياة أسرة أونيل نفسه في بيتهم الصيفي في ولاية «كونيتيكت»، ويُقدِّم فيها المؤلف والده وأخاه كما هما، حتى بأسمائهما الحقيقية، واليوم هو اليوم في عام ١٩١٢م الذي يعلم المؤلف (وهو الوحيد الذي أعطى لنفسه اسمًا مختلفًا هو اسم أخيه الآخر الذي تُوفي) فيه أنه مصاب بمرض السُّل. وتحتوي المسرحية على حوارات طويلة بين الأب وولدَيه يستبين فيها الكثير عن عوامل الصراع والحب والكراهية والأوهام بين أفراد الأسرة. وقد عُرضت المسرحية بعد وفاة المؤلف ونالت نجاحًا كبيرًا.

سينثيا أوزيك OZICK, Cynthia (١٩٢٨م–…)

قَصَّاصة وناقدة. وُصفت روايتها الأولى «ثقة» (١٩٦٦م) بأنها على نمط روايات هنري جيمس. وقد أصدرت كتاب قصص قصيرة بعنوان «الحاخام الوثني وقصص أخرى» (١٩٧١م) عن اليهود المُثقَّفين الذين هاجروا إلى أمريكا. كذلك دارت رواياتها التالية حول اليهود الأمريكيين وتجارب المَحرقة. كما كتبت المقالات وجمعتها في عدة كتب منها: «الفن والجهد» (١٩٨٣م) و«الاستعارة والذاكرة» (١٩٨٧م) و«الاستعارة والأسطورة» (١٩٨٩م).

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤