S

ج. د. سالِنجر SALINGER, J. D. (١٩١٩–٢٠١٠م)

روائي، وُلد في نيويورك وعاش في ولاية «نيو هامبشير». شارك في الحرب العالمية الثانية، وكان قد بدأ قبل ذلك في نشر قصص قصيرة في مجلة كولييرز Collier’s. نشر روايته التي اشتهر بها عام ١٩٥١م، وهي «الحارس في حقول الشوفان»، التي راجت رواجًا كبيرًا منذ صدورها. ونشر بعدها قصصًا قصيرة بعنوان «تسع قصص» عام ١٩٥٣م، ثم «فراني وزُوِي» (١٩٦١م). وجمع قصصًا كان ينشرها في مجلة «النيويوركر» وأصدرها بعنوان «ارفع عاليًا شعاع السقف» (١٩٦١م). وهو يعالج في قصصه وروايته نفسية الشباب والمراهقين ومشاكلهم. وقد هجر «سالنجر» المجتمع والناس في أوائل الستينيات وانعزل في بيته الريفي، وابتعد عن الوسط الأدبي، وأخذ يتجنَّب أن ينشر أحد عنه أي شيء عن طريق ملاحقتهم قضائيًّا. وقد عاش عيشةً طيبة مع ريع كتبه خاصةً روايته الوحيدة التي طُبعت عشرات المرات وتُرجمت إلى لغات عديدة.

وليام سارويان SAROYAN, William (١٩٠٨–١٩٨١م)

وُلد في كاليفورنيا من أصول أرمينية، تتسم قصصه القصيرة ورواياته بصبغة تأثرية وتعاطف مع الشخصيات التي تشبهه من الأمريكيين الأرمينيين وأفراد الطبقة الوسطى الذين يسعَون إلى تحقيق «الحلم الأمريكي». وقد ساعدته نزعته التلقائية في الكتابة على إصدار عدد كبير من كتب القصص القصيرة؛ منها «الشاب الجريء على أرجوحة السيرك» (١٩٣٤م) و«اسمي آرام» (١٩٤٠م).

وأشهر رواياته «الكوميديا الإنسانية» (١٩٤٣م)، ومن قبلها «زمن حياتك» (١٩٣٩م) التي فاز عنها بجائزة بوليتزر في الرواية.

كارل ساندبرج SANDBURG, Carl (١٨٧٨–١٩٦٧م)

وُلد في ولاية إلينوي من أسرة سويدية. بعد فترة من الدراسات المتقطعة، ذهب إلى «بورتوريكو» للاشتراك في الحرب الأمريكية-الإسبانية. وبعدها عمل في الصحافة السياسية في ولاية «وسكنسون». ثم بدأ في نشر قصائد قصيرة تمتلئ باللغة العامية والشعر الحر، وتجمَّع حوله عدد من الشعراء الذين ينحَون منحاه في ولاية «شيكاغو». وجمع قصائده في ديوان «قصائد شيكاغو» (١٩١٦م)، وقد بان فيها النمط الحيوي المباشر الذي خَبَره المؤلف، علاوةً على ما تعلَّمه من شعر والت ويتمان.

وقد ظهر في القصائد التي كتبها بعد ذلك تذوُّقه الحساس لجمال الناس العاديين والأشياء العادية، وقَبوله للفج والوحشي قَبوله للرقة والحب. وقد حصل على جائزة بوليتزر خاصة عام ١٩١٩م. وفي ديوانه «الشعب، نعم» (١٩٣٦م) وصف بانورامي بالشعر لأمريكا والروح الأمريكية التي تظهر في التراث والتاريخ الشعبيَّين، وهو ما يُلخِّص التعاطف الاجتماعي العميق لديه وإيمانه بالطبقات العاملة. ونال جائزة بوليتزر ثانيةً للشعر عام ١٩٥٠م عن «القصائد الكاملة».

وقد قاده حبه لتراث ولايات «الغرب المتوسط» إلى وضع مواويل شعبيةٍ وأغانٍ فولكلورية عنه، كما كتب عدة كتب للأطفال. وقد خصَّص إلى جانب كل ذلك وقتًا إضافيًّا لكتابه الهام عن سيرة حياة «إبراهام لنكولن»، الذي يتكوَّن من قسمَين كبيرَين؛ «سنوات البراري» (١٩٢٦م) من جزءَين، ثم «سنوات الحرب» (١٩٣٩م) من أربعة أجزاء، نال عنه جائزة بوليتزر للسيرة الشخصية. وقد لخَّص «ساندبرج» الأجزاء الستة في جزء واحد صَدَر عام ١٩٥٤م. وقد صدرت مجموعة رسائله عام ١٩٦٨م.

جورج سنْتيَّانا SANTAYANA, George (١٨٦٣–١٩٥٢م)

من مواليد إسبانيا، ورحل إلى أمريكا عام ١٨٧٢م، وعاش في بوسطن حيث تخرَّج في جامعة هارفارد في ١٨٨٦م، وحصل على درجة الدكتوراه في ١٨٨٩م من نفس الجامعة، حيث عمل بعدها أستاذًا للفلسفة فيها حتى عام ١٩١٢م. وبعد عام ١٩١٤م، انتقل إلى أوروبا، أولًا في فرنسا ثم إنجلترا، إلى أن استقرَّ بعد ذلك في إيطاليا.

وقد عمل في مجالَي الفلسفة والأدب؛ إذ كان أول كتبه ديوان «سونيتات وأشعار أخرى» (١٨٩٤م)، وقد جمع شعره بعد ذلك عام ١٩٢٣م. ولكن مع بدايات القرن العشرين، أصدر كتبه الفلسفية، وإن اعتُبِرت من الأدب أيضًا بسبب أسلوبه اللغوي الثري. ومن أوائل كتبه في الفلسفة «حياة العقل» (١٩٠٥–١٩٠٦م) في خمسة مجلدات، وهو دراسة للعقل في تفاعله مع المجتمع والدين والفن والعلم، حيث يجد أن المادة هي الحقيقة الوحيدة، وهي مصدر كل الأساطير والمؤسسات والتعريفات التي يستخدمها الناس لوصف تلك الحقيقة أو التعبير عنها. ثم أصدر سلسلةً من الكتب تحت مسمَّى «ممالِك الوجود»، تتكوَّن من «مملكة الجوهر» (١٩٢٧م)»، «مملكة المادة» (١٩٣٠م)، «مملكة الحق» (١٩٣٧م)، «مملكة الروح» (١٩٤٠م). وقد عبَّر في تلك الكتب عن أن التحليل العقلي قد يؤدِّي إلى الشك في وجود أي شيء؛ فإن الإيمان الغريزي يقود إلى جوهر الحدس، وهو علامة على البيئة التي تعيش فيها كل المخلوقات وتقاسي في حياتها.

وقد أصدر «سنْتيَّانا» العديد من الكتب لشرح فلسفاته، منها ما هو هجوم على الرومانسية في الفلسفة الألمانية، ومنها ما هو تحليل فلسفي للشخصية الأنجلو-ساكسونية. وقد كتب كذلك عن الصفة الأمريكية، وفي الدين، وصدرت مجموعة رسائله عام ١٩٥٥م.

وقد اشتهر سنْتيَّانا في العالم العربي بنظريته الجمالية، التي أودعها كتابه «الإحساس بالجمال» (١٨٩٦م)، وقد كتب الكثير من الأدباء العرب عن الجماليات عنده، كما أعدوا الرسائل الأكاديمية حول ذلك الموضوع.

ماي سارتون SARTON, May (١٩١٢–١٩٩٥م)

وُلدت في بلجيكا، وانتقلت إلى ولاية ماساشوستس في سن الرابعة حين أصبح والدها أستاذًا في جامعة هارفارد. بدأت نشاطها الأدبي بكتابة الشعر، وصدر لها ثمانية دواوين شعرية؛ منها «الأسد والوردة» (١٩٤٨م)، «أرض الصمت» (١٩٥٣م)، «قصائد مجموعة» (١٩٧٤م). كما كتب الرواية، بادئةً برواية «كلب الصيد الوحيد» (١٩٣٨م)، ثم «جسور السنين» (١٩٤٦م) عن الحياة في بلجيكا فيما بين الحربَين العالميتَين، و«الجراح الوفية» (١٩٥٥م) عن حياة وانتحار أستاذ مُبرَّز في جامعة هارفارد كرَّس نفسه للأدب والحركات الاجتماعية والسياسية لليسار؛ نتيجة حملات «المكارثية». ولها كتاب «مسز ستيفنز تسمع الحوريات تغني» (١٩٦٥م) عن طبيعة الخلق الفني. وقد استمرَّت في إصدار رواياتها حتى عام ١٩٨٩م برواية «تعليم هارييت هتفيلد». وقد درَّست في جامعتَي هارفارد وولسلي. وكتبت فصولًا من مسيرة حياة ذاتية حتى عام ١٩٩٣م.

الحرف القرمزي Scarlet Letter

«رواية ناثانييل هوثورن» التي نشرها عام ١٨٥٠م، والحرف القرمزي الذي يشير إليه عنوانها هو حرف A الذي يختصر كلمة «زانية» Adultress في الإنجليزية. وتقع أحداث الرواية أواسط القرن السابع عشر في مدينة بوسطن التي تسود فيها «البيوريتانية». وفيها يرسل أستاذ إنجليزي مسن زوجته الشابة «هِستر برين» كيما تحضِّر بيتهما في بوسطن. وحين يأتي الأستاذ بعد عامَين، يجد زوجته في قيود عقاب الزانيات وبين يدَيها طفلتها غير الشرعية، وهي ترفض البوح باسم عشيقها، فيحكم عليها بأن تحمل الحرف A القرمزي. ويُخفي الزوج شخصيته ويتخذ اسمًا جديدًا هو «روجر شِلنجورث» ويعمل طبيبًا ويبحث عن عشيق زوجته. وفي تلك الأثناء، تعمل «هِستر» — ذات الشخصية القوية — في الأمور الخيرية لمساعدة البؤساء، ممَّا يُكسبها عطف الآخرين. ويكتشف الزوج أن عشيق زوجته هو القَس «آرثر دمرديل»، وهو قَس شاب يحترمه أفراد أبرشيته، وهو أبو ابنة «هستر»، «بيرل» الفتاة الجميلة الشقية. ويناضل القَس سنين طويلةً مع ضميره مُتحمِّلًا وطأة الخطيئة التي ارتكبها، ويقوم بأعمال التوبة في السر، وإن كانت الكبرياء تمنعه من الاعتراف بذنبه علنًا. وقد سبَّبَ كشف الزوج للسر اختلاطًا في معاييره الأخلاقية، بينما تَعرِض «هستر» على القَس أن يفرَّا معًا إلى أوروبا، ولكنه يرفض ذلك، ويضع نفسه في القيد الذي كانت «هستر» فيه سابقًا، ويعلن أنه المذنب المجهول. ويموت القَس بين يدَي «هستر» بعد أن حطَّمه الحمل الثقيل، ولكنها تواصل حياتها في انتصار؛ فقد اعترفت بذنبها منذ البداية، وتُكرِّس نفسها لأعمال الرحمة والخير، ولمستقبل أفضل لابنتها «بيرل» التي أرسلت بها إلى أوروبا لتتعلَّم هناك.

وقد احتلَّت هذه الرواية الرقم ٨٠ من أفضل ١٠١ رواية عالمية بتقييم كاتب هذه السطور.

آن سِكِستون SEXTON, Anne (١٩٢٨–١٩٧٤م)

شاعرة استقرَّت في ولاية ماساشوستس، وتُرجع شجرة عائلتها إلى حجاج السفينة «مايفلاور» التي جاءت بأوائل المستوطنين الأمريكيين. بيد أن قصائدها لا تتصل لا بالتراث ولا بالدين، بل بتجاربها الشخصية. وكان ديوانها الأول «إلى عالم الجنون: دعوة جزئية» (١٩٦٢م) نتيجة إصابتها بانهيار عصبي. وتبدَّت الكتابة عن تجاربها في كلمات قصائد ديوان «عِشْ أو متْ» (١٩٦٦م) التي حازت عنه جائزة بوليتزر في الشعر. كما ظهرت نظرتها المريرة للحياة في ديوانها «تحولات» (١٩٧١م). وكان آخر دواوينها — قبل انتحارها — بعنوان «ملاحظات الموت» (١٩٧٤م). وصدرت بعد وفاتها خمسة دواوين لقصائد كانت قد كتبتها، ومنها ديوان «٤٥ شارع ميرسي» (١٩٧٦م)، ثم صدرت مجموعة قصائدها عام ١٩٨١م.

إروين شو SHAW, Irwin (١٩١٣–١٩٨٤م)

كاتب من بروكلين، تتميَّز مؤلفاته بالكثافة الدرامية والإحساس الاجتماعي. من مسرحياته «دفن الموتى» (١٩٣٦م)، «حصار» (١٩٣٧م)، «أبناء وجنود» (١٩٤٤م). أشهر رواياته هي «الأسود الشابة» (١٩٤٨م) التي تحكي عن حياة اثنَين من الجنود الأمريكيين، أحدهما يهودي، وعن أحد النازيين الذي يقتل الجندي اليهودي، ثم يقتله الجندي الآخر. ومن رواياته الأخرى «أصوات في يوم صيف» (١٩٦٥م)، «رجل غني ورجل فقير» (١٩٧٠م) عن حياة شقيقَين وأخت لهما في الأعوام منذ الأربعينيات. وأصدر مجموعة قصص قصيرة بعنوان «خمس حقب» (١٩٧٨م).

سام شِبارد SHEPARD, Sam (١٩٤٣م–…)

مسرحي عاش في كاليفورنيا. كانت أوائل أعماله مسرحيات قصيرةً قُدمت على المسارح «المتفرِّعة من برودواي»، ثم جاءت مسرحياته الطويلة غزيرةً بعد ذلك، أولها: «السائحة» (١٩٦٧م). ومنها: «ضرس الجريمة» (١٩٧٢م) عن مغني الروك «آندرول»، وهي تعليق على القيم الاجتماعية الأمريكية المعاصرة. «الطفل الدفين» (١٩٧٨م) التي حاز بها جائزة بوليتزر في المسرحية. وفنه يعتمد في كثير من الأمثلة على المزج بين الخارق للعادة والواقع في تقديم الشخصيات والمواقف، ويتراوح ذلك ما بين الأسطوري والتجريدي. وقد اشتهرت مسرحيته «الغرب الحقيقي» (١٩٨٠م) عن الأحقاد التي نشأت في أسرة تعيش في لوس أنجيلوس.

وقد كتب «شبارد» القصة القصيرة والشعر، كما وضع سيناريو فيلم «نقطة زابرِسْكي» عام ١٩٦٥م.

أبتون سِنكلير SINCLAIR, Upton (١٨٧٨–١٩٦٨م)

figure

نشأ في أسرة فقيرة. كان يكتب قصصًا خيالية منذ كان في الخامسة عشرة من عمره ليُنفق على تعليمه. ولكنه أخرج روايات فنيةً في أثناء دراسته بعد الجامعية في جامعة «كولومبيا»، قال عنها إنه كتبها بدافعٍ من تأثره بيسوع المسيح، ومسرحية هاملت، وشعر شيللي، ولكن خاب أمله حين لم تقابل الدنيا حبه للبشر وثقته بهم بالمثل. وبعد أن أجرى أبحاثًا في مجال تربية المواشي في «شيكاغو»، كتب روايته المشهورة «الغابة» (١٩٠٦م) التي كشف فيها الفساد والخداع في تجارة اللحوم. وأعلن بهذه الرواية تحوُّله إلى الاشتراكية. وعمل بعدها في محاولات تكوين التعاونيات للقضاء على الفقر، وفي الدعوة لانتخاب الديمقراطيين الاشتراكيين في مؤسسات الحكم. وقد كتب «سنكلير» ما يقرب من مائة كتاب وكراسة منها الرواية والأفكار الاجتماعية والاقتصادية والدينية، كما كتب للأطفال والنشء.

ومن رواياته الأخرى «نهاية العالم» (١٩٤٠م)، التي بدأ بها سلسلة روايات تظهر فيها البطلة «لاني بدْ» وهي تطوف العالم وتقابل شخصيات مشهورة، وكتب روايات عن النازية وسقوط باريس. وقد أصدر قبل وفاته مجموعةً منتقاة من الرسائل التي تلقَّاها عن حياته، وسيرة حياة ذاتية.

إسحاق باشِفيز سِنْجَر SINGER, Isaac Bashevis (١٩٠٤–١٩٩١م)

figure

كاتب للرواية بلغة الييديش (عبرية أوروبا)، وُلد في بولندا لأسرة يهودية متدينة. رحل إلى مدينة نيويورك عام ١٩٣٥م حيث عمل مُحرِّرًا في صحيفة تصدر بالييديش هناك. ونشر في جريدة «جويش ديلي فُروارد» معظم رواياته. وتعالج أعماله بصورة عامة التراث الغريب لليهود البولنديين، وإيمانهم التقليدي، وحياتهم اليومية في الأرياف، وتصوفهم، وعلاقاتهم الشخصية الطريفة، وتعصبهم الديني، بل وحياتهم الجنسية.

أول رواياته الهامة «الشيطان في جوراي» (١٩٣٥م بالييديش، ١٩٥٥م بالإنجليزية).

وتتالت رواياته التي صدر بعضها أولًا بالإنجليزية، ومنها «أسرةُ مَسْكات» (١٩٥٠م)، «العبد» (١٩٦٢م).

وأول رواياته التي تدور أحداثها في الولايات المتحدة هي «الأعداء» (١٩٧٠م)، عن أحد البولنديين الذي يتزوَّج الفتاة الأمريكية التي ساعدته على الهرب من النازي، ثم يكتشف بعد ذلك أن زوجته قد نجت أيضًا وهي موجودة في أمريكا. وعاد «سنجر» في روايته «شوشا» (١٩٧٨م) إلى موضوع حياة «الجيتو» في بولندا قبل الحرب العالمية الثانية.

وقد كتب سنجر القصة القصيرة أيضًا ونبغ فيها، ومن مجموعاته القصصية: «جِمبِل الأبله» (١٩٥٧م)، «يوم جمعة قصير» (١٩٦٤م)، «صديق لكافكا» (١٩٧٠م). ثم كتب «موت متوشيلَح» (١٩٨٥م) مستلهمًا الفولكلور اليهودي. وكتب سنجر أيضًا كتبًا للأطفال.

وقد حاز سنجر جائزة نوبل للأدب عام ١٩٧٨م.

سوزان سُنتاج SONTAG, Susan (١٩٣٣م–…)

اشتهرت بمجموعة مقالاتها المعنونة «ضد التفسير» (١٩٦٦م) التي تقول فيها إن التقبُّل الطبيعي للأعمال الإبداعية هو تقبُّل حسي وعاطفي، وليس تقبُّلًا فكريًّا. ومن كتبها «رحلة إلى هانوي» (١٩٦٨م) عن رأيها في الحرب الأمريكية ضد فيتنام، «المرض بوصفه تعبيرًا مجازيًّا» (١٩٧٨م) عن الآثار السيكولوجية للمرض الجسماني.

وكتبت أيضًا الروايات، ومنها: «المحسن» (١٩٦٣م). وفي عام ١٩٩٢م نشرت رواية «حبٌّ بركاني» التي ترتكز على شخصيات تاريخية هي إمَّا هاملتون والسير وليام هاملتون ولورد نلسون.

الصخب والعنف The Sound and the Fury

figure
من روايات «وليام فوكنر» المتميزة. نُشرت عام ١٩٢٩م. وتقع الرواية في أربعة أقسام من خلال تيار الوعي لثلاث شخصيات هم أبناء لعائلة «كُمبسون»؛ بنجي وكِنْتِن وجيسون، ويتلو ذلك قسم رابع من وجهة نظر مستقلة.

كانت أسرة «كمبسون» تمر بمرحلة تدهور اقتصادي بعدما كانت تُدير مزارع شاسعةً بالقرب من مدينة «جفرسون» بولاية «ميسوري». ويقابل ذلك التفكُّكَ الأرستقراطي للأسرة زيادةٌ في قوة العُمال السود الذين حرَّرتهم الحرب الأهلية والرئيس لنكولن، ويُمثِّلهم في الرواية العجوز «دِلْسي» وابنها «لَسْتَر» الذي يقوم برعاية «بنجي» المتخلِّف عقليًّا والعاجز عن الكلام والحركة إلا بصعوبة بالغة وهو في الثالثة والثلاثين من عمره. ومن خلال أفكار «بنجي» المُتقطِّعة، نعلم عن طفولته التي سادها أب سكير وأم متكبرة تحاصرها أوهام المرض، وعمُّه «موري» الضعيف العقل، وأخته «كانديس» التي يحبها جدًّا لأنها تعطف عليه، ثم هناك أخوه «جيسون» الوضيع، وأخوه المرهف الحس «كنتن» الذي يدرس في هارفارد، والذي ينحو إلى الجنون بسبب عشقه لكانديس، ممَّا يدفعه في نهاية الأمر إلى الانتحار. وبعد أن تتزوَّج كانديس وترحل عن المنزل، يملأ الحزن قلب «بنجي» ويعوِّض ذلك باللعب مع ابنتها غير الشرعية، التي تعمد بعد أن تكبر إلى الهرب مع أحد العاملين بالسيرك بعد أن تسرق مبلغًا كبيرًا من أخيها الشرير «جيسون».

وقد احتلَّت هذه الرواية المركز ٢٠ في قائمة أفضل ١٠١ رواية عالمية من اختيار كاتب هذه السطور.

ميكي سْبِلِّين SPILLANE, Mickey (١٩٨١–٢٠٠٦م)

figure

اشتهر برواياته البوليسية الشائقة التي تحفل بالأحداث المثيرة. أشهر رواياته التي أصبحت من كلاسيكيات الرواية البوليسية: «أنا، المحلَّفون» (١٩٤٧م). وله أيضًا: «بندقيتي سريعة» (١٩٥٠م)، «القتل الكبير» (١٩٥١م)، ونشر الكثير من هذه الروايات في الستينيات من القرن العشرين. وقد عاد للكتابة عام ١٩٨٤م برواية «غدًا أموت»، ورواية «القاتل» عام ١٩٨٩م.

دانييل ستيل STEEL, Danielle (١٩٤٧م–…)

انتقلت من عملها بالصحافة والعلاقات العامة إلى كتابة الروايات الأكثر مبيعًا التي تعتمد على الرومانس والعلاقات الغرامية والشخصيات. كانت أول رواياتها بعنوان «العودة إلى البيت» (١٩٧٣م)، وأعقبتها برواية كل سنة تقريبًا كانت كل منها تبيع ملايين النسخ. تحوَّلت كثير من رواياتها إلى أفلام سينمائية وأفلام تليفزيونية.

جِرترود ستاين STEIN, Gerturde (١٨٧٤–١٩٤٦م)

ويُنطق اسمها بالعربية أحيانًا «شتاين».

تلقَّت تعليمها في كليات مختلفة، ودفعها شغفها بكتابات وليام جيمس وتجاربها السيكولوجية الخاصة بها إلى دراسة «تشريح المخ» في جامعة «جون هوبكنز». وحين زهدَت في الدراسات العلمية، رحلت إلى أوروبا عام ١٩٠٢م، واستقرَّت في فرنسا حتى وفاتها. واشتهر «صالونها» في باريس باجتذاب كبار الفنانين والأدباء، خاصةً «بيكاسو» و«ماتيس» «جوان جريس» و«إرنست همنجواي». وعمدت في كتبها القصصية الأولى إلى تحطيم الشكل التقليدي للحبكة القصصية والاعتماد على وسائل الحدس للتعبير عن الحاضر، ومنها «حيوات ثلاث» (١٩٠٩م) و«تكوين الأمريكيين» (١٩٢٥م). وفي دواوينها الشعرية التي تلت ذلك، عملت أيضًا على تحطيم قواعد اللغة والنحو والمنطق التقليدية؛ كيما تُعبِّر عن صفات الأشياء.
ومن كتبها المشهورة «السيرة الذاتية لأليس ب. توكلاس» (١٩٣٣م)، وهي سيرتها الذاتية هي نفسها التي نسبتها إلى صديقتها وزميلة حياتها التي تحمل الاسم المذكور. وقد أصدرت كتبًا كثيرة نهجت فيها نفس النهج الذي يعتمد على تحطيم القواعد، والاتجاه إلى ترديد نفس الكلمة أو الجملة مرات عديدة. وقد بقيت في باريس سنوات الاحتلال النازي، وكتبت عن تلك الفترة بعد تحريرها. وقد اشتهرت بالوصف الذي أطلقته على الكُتَّاب الأمريكيين في أوروبا في فترة ما بين الحربَين العالميتَين بأنهم «الجيل الضائع».
وقد تأثَّر بها شيروود آندرسون وإرنست همنجواي، رغم هجومها على الأخير الذي عزاه البعض إلى تفوُّقه عليها في الشهرة.

جون ستاينبِك STEINBECK, John (١٩٠٢–١٩٦٨م)

ويُنطَق خطأً في العربية شتاينبك. وُلد في ولاية كاليفورنيا، ودرس في جامعة ستانفورد على فترات متقطعة قبل أن يبدأ نشاطه الأدبي عام ١٩٢٩م برواية «كأس من ذهب» عن قرصان البحر «هنري مورجان». اهتمَّ بعد ذلك بمشكلة العُمال الزراعيين المؤقتين وحياتهم البائسة في ذلك الوقت، وتجلَّى ذلك أول ما تجلَّى في روايته «المعركة سجال» عام ١٩٣٦م، ثم «عن الفئران والناس» (١٩٣٧م). ثم أصدر أهم رواياته في هذا الموضوع: «عناقيد الغضب» عام ١٩٣٩م التي فازت بجائزة بوليتزر، ولكنها أثارت عليه غضب أصحاب الأراضي لتصويرها معاناة «عمال التراحيل» وقسوة الأغنياء على الفقراء المحرومين. وفي أثناء الحرب العالمية الثانية أصدر روايته «غروب القمر» التي حوَّلها بنفسه إلى مسرحية عُرضت بنجاح. ثم تحوَّل إلى الموضوعات النفسية المُغلَّفة بالرمزية في رواية «شرقي عدن» (١٩٥٢م) التي تحوَّلت إلى فيلم سينمائي قام ببطولته «جيمس دين». ومن آخر كتبه «شتاء السخط» و«رحلات مع تشارلي بحثًا عن أمريكا». وقد حصل على جائزة نوبل للأدب عام ١٩٦٢م.

وروايات ستاينبك تقرن الواقعية بالصوفية، وتتخذ أحداثُها في أغلب الأحيان المناطقَ الريفية مسرحًا، وتنشأ المأساة عنده عندما تتدخَّل عناصر خارجية في حياة الناس البسطاء السعداء فتقلبها رأسًا على عقب. وتنتقد أعماله تلك العناصر الخارجية التي تتمثَّل في موجات الجفاف وتقلُّبات السوق وظروف العمل.

إرفنج ستون STONE, Irving (١٩٠٣–١٩٨٩م)

روائي اشتهر بكتابة السير الحياتية للمشهورين في صيغة روائية. ومن رواياته «شهوة الحياة» (١٩٣٤م) عن حياة فان جوخ، «نجار فوق صهوة حصان» (١٩٣٨م) عن جاك لندن، «الألم والتجلي» (١٩٦١م) عن مايكل أنجلو، «هوى العقل» (١٩٧١م) عن سيجموند فرويد، «الأصل» (١٩٨٠م) عن داروين.

هارييت بيتشَر ستو STOWE, Harriet Beecher (١٨١١–١٨٩٦م)

نشأت في بيئة دينية في ولاية «كونيتيكت»، ثم تنقَّلت في ولايات أخرى. وفي زيارة لها إلى «كنتاكي» تأثَّرت بالشعور المُعادي للرق هناك، ثم هالها بعد ذلك ما شاهدته وقرأت عنه من حرمان النسوة الرقيقات من أطفالهن لبيعهم وحدهم في سوق العبيد. وهذا ما دفعها إلى كتابة «كوخ العم توم» عام ١٨٥٢م، لتصوير مدى معاناة الرقيق وحياتهم غير الإنسانية. وقد هلَّل دعاة إلغاء الرق لكتابها، ممَّا أثار عليها المناهضين للإلغاء، مُشكِّكين في أحداث الكتاب؛ فأصدرت كتابًا سمته «شرح كوخ العم توم» في العام التالي ويحتوي على وقائع مستمدة من القوانين ووثائق المحاكم والصحف كيما تُثبت ما ذكرته في كتابها. وقد أصدرت بعد ذلك كتبًا ضد العبودية، وروايات ضد العقيدة الكالفينية التي نُشِّئت عليها. وزارت بريطانيا مرتَين، استقبلتها في الأولى الملكة فيكتوريا، وفي الزيارة الثانية حصلت من الليدي بايرون زوجة الشاعر الرومانسي المشهور على معلومات عن حياتها مع زوجها، جمعتها بعد ذلك في كتابها «دفاع الليدي بايرون» (١٨٧٠م). ولكن تضمينها الكتاب إشارات إلى علاقات بايرون المحرَّمة، دفع معظم الجمهور البريطاني إلى معاداتها والوقوف ضدها. وبعد انتهاء الحرب الأهلية الأمريكية، أقامت في ولاية فلوريدا حتى وفاتها في ١٨٧٣م.

وليام ستايرون STYRON, William (١٩٢٥م–…)

من مواليد ولاية «فرجينيا». تخرَّج في جامعة «ديوك» عام ١٩٤٧م. نالت روايته الأولى «ارقد في الظلام» (١٩٥١م) ثناء النقاد، وهي تقص الحياة المأساوية لفتاة من جورجيا عجزت عائلتها الثرية عن توفير الحب والأمن والتفاهم لها ممَّا دفعها إلى الانتحار. وروايته القصيرة «المسيرة الطويلة» (١٩٥٣م) عن مسيرة اضطرارية للمارينز الأمريكيين ينتج عنها موت ثمانية منهم. وأشهر رواياته جاءت في عام ١٩٦٧م وهي: «اعترافات نات تيرنر»، التي نال عنها جائزة بوليتزر للرواية، غير أنها أثارت غضب النقاد السود من ناحية تناول بطل الرواية وأتباعه لحياة «نات تيرنر» التي قادت حركة تمرُّد العبيد في فرجينيا عام ١٨٣١م. وبعد هذه الرواية بثلاثة عشر عامًا، نشر ستايرون رواية «اختيار صوفي» (١٩٧٩م) التي نالت شهرةً وأثنى عليها النقاد، حتى إنها تحوَّلت إلى فيلم سينمائي من بطولة «ميريل ستريب»، وهي تُصوِّر الحياة في معسكر اعتقال نازي في أثناء الحرب العالمية الثانية. وقد مرَّ ستايرون بفترة اكتئاب حاد، كتب عنه في «ظلام مرئي: ذكريات الجنون» (١٩٩٠م)، ويصف فيه بنبرة عميقة مخيفة كفاحه كيما يفهم طبيعة ذلك المرض والتغلُّب عليه.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤