T

الشمس تشرق أيضًا The Sun Also Rises

(وقد ذُكرت كثيرًا باسم الشمس تشرق ثانية)

أول روايات إرنست همنجواي، عام ١٩٢٦م. وقد استمدَّ عنوانَها من عبارة في «سفر الجامعة» بالعهد القديم من الكتاب المقدس تقول «وتُشرق الشمس أيضًا، ثم تُسرع إلى مكانها في الغرب، حتى تشرق ثانية» (الآية ٥).

أمَّا موضوعها فقد استمدَّه من زياراته لإسبانيا وحضوره مصارعات الثيران، خاصةً في مدينة «بمبلونة» في العيد المسمَّى «سان فرمين»، حيث تحتفل المدينة طوال أيام متصلة بالغناء والسهر والعَدْو أمام النيران التي سيُصارعها «المتادور» في الأصيل. وتدور حبكة الرواية حول الليدي «برت آشلي» التي تجمع حولها عدة أصدقاء في باريس هم: «جاك بارنز» المراسل الصحفي (يُمثِّل همنجواي نفسه)، و«مايكل كامبل» خطيبها الذي تنتظر الزواج منه، و«روبرت كون» الذي يقع في غرام الليدي وينافس كامبل خطيبها في محاولة الفوز بقلبها. ولكن «برت آشلي» أصلًا تُحب «جاك بارنز» ولكنهما لا يستطيعان تحقيق هذا الحب نتيجة عجز جاك لإصابته في الحرب العالمية الأولى. وتهرب الليدي من شجارات مُحبيها بعشق المتادور الشاب «بدرو روميرو» وتُريد الهرب معه، ولكن «كون» يُفرِّج عن غضبه على نحو عنيف بضرب روميرو ضربًا عنيفًا مُبرِّحًا. ومع نهاية مهرجان «سان فرمين» تتحدَّد الأمور، وتُقرِّر «برت آشلي» البقاء مع خطيبها مايكل كامبل.

وقد سرد همنجواي روايته بأسلوبه المعهود من التركيز في التعبير، واستخدام العبارات التي تصف الحركة والعمل، والابتعاد عن أي زيادات لا يتطلَّبها السرد. ورسم أحداث المهرجان بدقة تنم عن خبرته بحضور مثل هذه الاحتفالات ومعرفته بالعادات الإسبانية الشعبية، وصوَّر الشخصيات في تفاعلها بعيدًا عن الإثارة والعاطفية، وجعل رمز الجدب مُمثَّلًا في شخصية جاك بيرنز الذي يُعبِّر عن عقم الحياة دون العثور على الحب الصحيح. وقد تحوَّلت الرواية إلى فيلم ناجح من إخراج «هنري كنج» وتمثيل «تيرون باور» و«آفا جاردنر» و«إيرول فلين» و«ميل فِرْير».

قصص المبالغة TALL TALES

اصطلاح أُطلق على القصص التي ظهرت عن الحياة على حدود المناطق التي لم يمتدَّ إليها الاستيطان بعدُ في أمريكا. وهي قصص تميَّزت بالمبالغة والعنف، وإن احتوت على تفاصيل واقعية عن العادات المحلية والشخصيات التي تُنتج في النهاية أثرًا غريبًا أو رومانسيًّا أو فكاهيًّا، على حسب القصة. وقد ابتكر قصاصو الحدود تقليد الحكي الشفوي لقصص المبالغة، وتطوَّرت منها الأساطير الفولكلورية، والأبطال الأسطوريون مثل «بول بنيان»، و«مايك مِنْك»، و«ديفي كروكيت». وبعد ذلك، جرى طبع تلك القصص واستمتع بها القُرَّاء بوصفها تروي ما يحدث في تلك المناطق الحدودية. وقد تناثرت في روايات «مارك توين» الكثير من الفقرات التي جاءت من تلك القصص.

إيمي تان TAN, Amy (١٩٥٢م–…)

روائية معاصرة ذات إنتاج غزير. تناولت روايتاها الأوليان: «نادي جون لك» (١٩٨٩م) و«زوجة المطبخ الإلهية» (١٩٩١م) صعوبة التواصل بين الأجيال، حتى بين الأم وابنتها. وفي عام ١٩٩٥م نشرت روايتها الثالثة «الحواس السرية المائة»، وهي رواية عابرة للزمن والمكان، من الصين في ١٨٥٠م، إلى أمريكا في السبعينيات من القرن العشرين. وبها غموض كثير؛ إذ تحكي عن الزواج المُعقَّد بين «أوليفيا بيشوب» و«سيمون بيشوب»، وعن شعور أوليفيا خطأً بالذنب عن موت أبيها، وهي تسير في الطريق الذي انتهجته المؤلفة في البحث الدائم عن النفس الحقيقية للشخصيات. قد تلقَّت «تان» الكثير من الجوائز الأدبية، كما تحوَّلت بعض رواياتها إلى الشاشة الفضية.

أَلِن تيت TATE, Allen (١٨٩٩–١٩٧٩م)

figure

مؤلف وناقد أدبي وشاعر. بدأ حياته العملية رئيسًا لتحرير مجلة «الهارب»، ثم أصدر عددًا من السير الحياتية، ودواوين شعريةً تميَّزت قصائدها بالنزعة الميتافيزيقية المصطبغة بحسن الصنعة والسخرية. أمَّا كتبه النقدية فقد حقَّقت له شهرة وأصبحت تُدرِّس في الجامعات. وقد عمل هو نفسه أستاذًا بجامعة مينيسوتا من عام ١٩٥١م حتى ١٩٦٨م. ومن عناوين كتبه: الحصاد الأمريكي (١٩٤٢م)، «بيت القصة» (١٩٥٠م). وصدرت أشعاره المجموعة عام ١٩٧٧م.

بول ثيرو THEROUX, Paul (١٩٤١م–…)

كتب «ثيرو» المقالة والرواية كما كتب أدب الرحلات، وكل ذلك من منظور الشخص الخارجي الذي ينظر إلى مادته عن بعد؛ وذلك نتيجةً لأنه عاش حياة المغترب البعيد عن وطنه. وقد بدأ حياته عاملًا مع «فرق السلام» التي أنشأها «جون كيندي». وحين كان يُدرِّس اللغة الإنجليزية في دولة «مالاوي» الأفريقية، جرى اتهامه بالتجسُّس نتيجة علاقته بقادة سياسيين في المعارضة، فطُرد من «فرق السلام». ولكنه عاد رغم ذلك إلى «أوغندا» للتدريس في جامعة «مكريري» هناك هو وزوجته. وصادق هناك الكاتب «ف. س. نايبول» الذي كان هو ذاته يعتبر نفسه مغتربًا عن بلاده «ترينيداد». وبعد أن انتقل «ثيرو» للعمل في سنغافورة أصدر ثلاث روايات ذات خلفية أفريقية، منها «محبو الغابة» (١٩٧١م). وبعد أن ترك منصبه كمدرس في جامعة سنغافورة ورحل مع أسرته إلى إنجلترا، أصدر روايته «سان جاك»، عن مغتربين في سنغافورة يتقلَّبون في حياتهم القلقة هناك. ومن رواياته التالية: «البيت الأسود» (١٩٧٤م) عن عالِم في الأنثروبولوجي يعود من أفريقيا إلى بلده الأصلي إنجلترا ويجد أنها أكثر غرابةً من البلد الأفريقي الذي توفَّر على دراسته. «تاريخي السري» (١٩٨٩م) عن المغامرات والإحباطات الغرامية لكاتب رحَّالة. وتوالت بعد ذلك رواياته بغزارة ملحوظة حتى اليوم.

ومن مجاميع قصصه القصيرة: «سفارة لندن» (١٩٨٢م). وكتب الكثير من المؤلفات عن رحلاته العديدة، بالقطار في آسيا، وفي الأمريكتَين، والساحل الإنجليزي، وبولونيزيا. كما أصدر كتابًا عن صديقه الروائي «نايبول»، والكثير من قصص الأطفال.

هنري ديفيد ثورو THOREAU, Henry David (١٨١٧–١٨٦٢م)

وُلد في مدينة «كونكورد» بولاية ماساشوستس، وهي المدينة التي مثَّلت مركز حياته وكتاباته. كانت صداقته بالكاتب الأمريكي «إمرسون» نقطةَ تحوُّل في حياته، وتأثَّر بكتابه «الطبيعة»، فشاركه فلسفته التي أطلقا عليها «العُلويَّة» Transcendentalism، وهي ما يُمكن أن يُطلَق عليه «المثالية الأمريكية» أو «الأفلاطونية الحديثة» أو «مذهب كانط الأمريكي».
figure

أصدر «ثورو» عدة كتب هامة، قبل أن يصدر أهم كتبه «والدِن»، وهو اسم بحيرة حيث عاش «ثورو» في كوخ يملكه «إمرسون» هناك سنتَين متقطعتَين، مُجرِّبًا الحياة البدائية البسيطة سعيًا وراء اكتشاف جوهر الحياة الحقيقي. وقد حقَّقت له هذه التجربة ارتباطًا وثيقًا بالطبيعة. وفي أثناء إقامته هناك، كتب كتابَيْه الأولَين، ومقاله الهام «العصيان المدني» (نُشر المقال بعنوان «مقاومة الحكومة المدنية» عام ١٨٤٩م، ولكنه أصبح يُعرَف باسم «العصيان المدني»). وقد تأثَّر قادةٌ كثيرون بهذا المقال، منهم «غاندي» و«مارتن لوثر كنج». وقد طبَّق «ثورو» نظرته تلك في العصيان المدني بامتناعه عن دفع ضرائبه، فاعتُقل وسُجن يومًا واحدًا؛ إذ إن شخصًا مجهولًا سدَّد عنه الضرائب المطلوبة.

وقد كتب «ثورو» مُسوَّدة كتابه «والدن» حين كان يعيش إلى جوار البحيرة، وأصدره عام ١٩٥٤م، والكتاب يصف تجرِبةً لعَيش الحياة في أبسط صورها، وتحقيق كل ما يريده المرء من حياته حسب خطة يضعها، دون أن يدع الظروف هي التي تُحدِّد له نظام حياته، مُطبِّقًا نظرية «العُلويَّة» في تنمية الذات وتثقيفها. ويستبين من بعض فصول الكتاب كيف أن «ثورو» يرى توازيًا بين زراعة الأرض وتثقيف العقل، وهو ما يبين باستخدام الكلمة الإنجليزية Cultivating. وقد عالج الكتاب موضوعات كثيرة؛ منها الاقتصاد، والهدف من الحياة، والقيمة العظمى للحرية الشخصية. وبدأ «ثورو» منذ عام ١٨٤٩م أول رحلاته التي يقضيها سيرًا على الأقدام، والتي بلغت أربع رحلات، كتب بعدها عن أهمية التنقُّل ودراسة الطبيعة والأمكنة التي لا يمكن استيعابها إلا بالسير في أنحائها وقريبًا منها.

وقد شارك «ثورو» أيضًا في إلقاء المحاضرات العامة التي شرح فيها آراءه الأساسية، والتي ظهرت كاملةً في «اليوميات» التي صدرت بعد وفاته في أربعة عشر مجلدًا عام ١٩٠٦م. وهي ليست يوميات بالمعنى المعهود، بل هي أقرب لدائرة معارف خاصة به، تحدَّث فيها عن الطيور والحيوانات والأسماك والحشرات، وعن النباتات والأشجار، في مدينته «كونكورد». وفيها أيضًا تعليقاته على الكتب التي يقرؤها، وعن أفكاره عن الحياة وعن الطبيعة. وكان ثورو من مناهضي «الرق»، ودعا دائمًا إلى إلغاء نظام الاستعباد. وقد قضى «ثورو» صغيرَ السن بعد إصابته بداء الدرن.

جيمس ثيربر THURBER, James (١٨٩٤–١٩٦١م)

أُصيب «ثيربر» في إحدى عينَيه وهو صبي، فلم يعد يستطيع المشاركة في اللعب والرياضة مع أقرانه، فقضى وقته في القراءة وأحلام اليقظة؛ ممَّا ألهمه خيالًا دفاقًا استخدمه في رواياته. وعمل في شبابه مراسلًا صحفيًّا للطبعة الباريسية لصحيفة «شيكاغو تريبيون»، ثم التحق بمجلة «النيويوركر» الشهيرة عام ١٩٢٧م، حيث ابتكر أسلوبه النثري القصير الشفاف الذي اشتهر به. وحين نشر كتابه الساخر «هل الجنس ضروري؟» عام ١٩٢٩م بمشاركة أحد زملائه في تحرير المجلة، استقرَّت شهرته كموهبة فكاهية كبرى. ثم نشر كتاب «حياتي والأوقات الصعبة» عام ١٩٣٣م، وهو مقالات تشبه السيرة الذاتية، مليئة بالصور الساخرة والفكاهة. وتميَّزت قصص «ثيربر» ورواياته التالية بموضوعات الرجل ضد المرأة والخيال ضد الواقع. وفي عام ١٩٤١م، أُصيب «ثيربر» بالعمى التام، ومنذ ذلك التاريخ تفرَّغ للكتابة «المُبسَّطة»، فكتب قصصًا وصورًا خرافية للأطفال، فيها من التفاؤل الكثير، وإن كان يُمرِّر في بعضها نهايات مؤسية ومواعظ كئيبة.

مجلة تايم TIME Magazine (١٩٢٣م–…)

المجلة الأسبوعية التي تصدر في نيويورك، أسَّسها «بريتون هادن» و«هنري روبنسون لوس» بُغية تقديم مُلخَّص شامل للأخبار الجارية، مقسمةً على عدة أبواب مُتخصِّصة مختلفة، تتغيَّر أو تزداد من وقت لآخر، وكل عدد يحتوي على موضوع تفصيلي يتصل بصورة غلاف العدد. والعدد الذي يصدر في أول كل عام يشمل غلافًا وموضوعًا عن «شخصية العام».

وللمجلة مراسلون في جميع أنحاء العالم، وهي تشترك في خدمات وكالات الأنباء المختلفة. وتُوَزَّع المجلة في جميع أنحاء العالم تقريبًا، وهي تصدر الآن عن الشركة الأم: «تايم إنكوربوريتد» التي تصدر عنها مطبوعات أخرى. وفي عام ١٩٨٩م اندمجت الشركة مع شركة «وارنز للاتصالات» ليُكوِّنا أكبر مركز إعلامي وترفيهي في العالم.

مقتل طائرٍ غَرِد To Kill A Mocking Bird

من أشهر الروايات في تاريخ الأدب الأمريكي الحديث، «كتبَتها «هاربر لي»» وصدرت عام ١٩٦٠م، وتكرَّر صدورها والاحتفاء بها بعد ذلك مرات عديدة.

والرواية تقصها فتاة تُسمَّى «جان لويز فينش» عمرها ست سنوات، التي تعيش مع والدها المحامي وأخيها في بلدة بولاية «آلاباما». وتشهد الفتاة وأخوها أحداثَ دفاع أبيها عن «توم روبنز»، الرجل الأسود المتهم باغتصاب فتاة بيضاء تُدعى «مابيلا إويل». وقبل المحاكمة، يتعرَّض الأخوان لمضايقات زملائهما بالمدرسة بسبب وقوف أبيهما إلى جوار أحد السود للدفاع عنه. ويتصاعد التوتُّر بانعقاد المحاكمة، حيث يفشل الأب المحامي في إقناع المحلَّفين ببراءة المتهم الأسود برغم الأدلة التي قدَّمها. وتقدِّم المؤلفة إلى جوار ذلك شخصية «بو رادلي» الذي يتعرَّض لاضطهاد السكان بسبب مشاكساته البريئة، رغم أنه في النهاية يقوم بأعمال طيبة، منها إنقاذ الأخوَين من انتقام والد الضحية البيضاء ضدهما. وهكذا يستبين غرض المؤلفة من عدم جواز استباق الحكم على الأشخاص بسبب لونهم أو مسلكهم البريء، وهو الدرس الذي يتفهَّمه الأخوان «جان لويز» و«جيم».

وقد أثنى النقاد على البراعة السردية لمؤلفة الرواية، واستخدامها الفعَّال للرموز، حتى إنها قدَّمت فيها «عرضًا ملحميًّا للسلوك الإنساني». وقد ظهر فيلم عن الرواية بطولة «جريجوري بِك» أحرز نجاحًا كبيرًا.

وقد احتلَّت هذه الرواية رقم ٨٢ بين أفضل ١٠١ رواية عالمية من وضع كاتب هذه السطور.

العُلويَّة Transcendentalism

وتُترجَم أحيانًا بكلمة «الاستعلائية»؛ ممَّا يعطي انطباعًا خاطئًا لمعنى فلسفتها. وهي حركة أدبية وفلسفية نشأت في ولايات نيو إنجلاند، خاصةً في مدينة «كونكورد» نحو عام ١٨٣٦م، كردِّ فعل للنزعة القومية، وفلسفة الشك لدى «لوك»، والتشدُّد الديني في اتباع مذهب كالْفِن لدى البيوريتانيين. وكانت تلك العقيدة العُلويَّة، بما فيها من رومانسية ومثالية وصوفية وفردية بمثابة اتجاه في التفكير أكثر منها فلسفةً منهجية. وكانت لها مصادر عدة، منها الإيمان بنور إلهي يقذفه الله مباشرةً إلى القلوب، والكنيسة التوحيدية. وقد اتخذ هذا الاتجاه اسمه والكثير من مبادئه من كتاب «كانط» «نقد العقل العملي» (١٧٨٨م)، كما تأثَّر بكتابات «فِخْتة» و«شِيلينج» و«نوفاليس».
وللعُلوية أشكال مُتعدِّدة، ولكن من أساسياتها إيمانها بأن كل شيء في العالم هو كِيان مُصغَّر Microcosm يحتوي في ذاته على جميع قوانين الوجود ومعانيه. وكذلك، فإن روح كل فرد تماثل روح العالم وتحتوي على كل ما يحتويه العالم. وبوسع الإنسان تحقيق إمكانياته إمَّا عن طرق حالة من الوجد الصوفي، أو الاتصال بالحقيقة، والجمال، والخير، المتجسِّدة في الطبيعة. ومن دعاة العُلوية في أمريكا: «ثورو»، «إمرسون»، ومن حولهما كثير من المفكِّرين والأدباء.

مجلة ترانزيشَن TRANSITION, Magazine (١٩٢٧–١٩٣٨م)

figure
مجلة أدبية هامة تأسَّست في باريس بوصفها «مجلةً أدبية للتجربة الإبداعية»، على يد «يوجين جولاس» و«إليوت بول»، وكانا يؤمنان بأن الخيال الأدبي لعصرهما واقعي أكثر من اللازم، وأن دراسة اللامعقول شرط مبدئي لإعطاء الخيال أبعادًا جديدة؛ ولهذا فقد استكشفا عالمًا جديدًا كان مهمَلًا، وحاولا تحرير اللغة التقليدية عن طريق استخدام كلمات جديدة وقواعد لغوية جديدة لابتعاث حالات عقلية ووجدانية للتعبير عن الأحلام والهلوسة واللاوعي. وقد نشرا فيها أجزاءً من عمل جيمس جويس «فنيجانز ويك» تحت عنوان «عمل في طور التنفيذ». وشارك فيها بالكتابة إرنست همنجواي وهارت كرين، كما نشرت المجلة ترجمات عن مؤلفين أجانب. وقد توقَّفت المجلة ما بين عامَي ١٩٣٠ و١٩٣٢، حين «هُدِّد نجاحها بأن تصبح مجلةً تجارية»!

ليونل ترِلِنْج TRILLING, Lionel (١٩٠٥–١٩٧٥م)

أستاذ الأدب بجامعة «كولومبيا» بنيويورك. كتب في المجلتَين الشهيرتَين «كينيون ريفيو» و«بارتيزان ريفيو». أصدر دراستَين عن «ماثيو آرنولد» (١٩٣٩م) و«إ. إم. فورستر» (١٩٤٣م). واشتهر بكتابه النقدي «الخيال الحر» (١٩٥٠م). ومن كتبه الأخرى «فرويد وأزمة ثقافتنا» (١٩٥٦م) وهو مجموعة محاضرات له، و«العقل في العالم الحديث» (١٩٧٣م). وصدرت مجموعة أعماله بعد وفاته في ١٢ مجلدًا. وتتميَّز مقالاته وأبحاثه بتأثير المدارس السيكولوجية في الأدب والفن عليها.

مارك توين TWAIN, Mark (١٨٣٥–١٩١٠م)

الاسم الأدبي الذي عُرف به «صمويل لانجورن كليمنس»، أحد أشهر المؤلفين الأمريكيين. نشأ وسط أسرة مفعمة بروح المغامرة في سبيل الثراء، فانتقلت إليه في صباه روح المغامرة تلك، وانعكست في أهم روايتَين له؛ «توم سوير» و«هكلْبري فِنْ». وبعد وفاة والده، ترك المدرسة وعمل بالطباعة، ثم الصحافة كاتبًا في جريدة أخيه «أوريون». عمل بعد ذلك قبطانًا بحريًّا للقوارب البخارية التي تجوب نهر «المسيسيبي». وفي أثناء الحرب الأهلية الأمريكية، عمل في عام ١٨٦٢م ضمن محرِّري صحيفة «تِرْتوريال إنتربرايز»، واتخذ عندها اسم «مارك توين». وكان أول ما لفت الأنظار إليه كتابه الساخر «الضفدعة النطاطة» الصادر عام ١٨٦٥م، فطاف في المدن يُلقي المحاضرات التي تصف زياراته وعمله السابق في البواخر، ثم يقوم برحلته الشهيرة إلى الأراضي المقدسة والشرق الأوسط، التي وصفها في كتابه «الأبرياء في الخارج» (١٨٦٩م). وفي عام ١٨٧٠م تزوَّج من «أوليفيا لانجدون» واستقرَّ معها في ولاية «كونيتيكت»، وبعدها توالت كتبه ما بين السرد الساخر، وكتب الرحلات. ثم عاد إلى تجارب صباه بإصداره «مغامرات توم سوير» (١٨٧٦م)، «الحياة على المسيسبي» (١٨٨٣م)، «مغامرات هَكِلْبِري فِن» (١٨٨٤م)، وكلها تمتلئ بالحكايات الغريبة ومغامرات الصعلكة الصبيانية التي عرفها من قبل. وقد أدَّت بعض الاستثمارات الخاطئة إلى إعلان إفلاسه عام ١٨٩٤م، ممَّا اضطرَّه إلى القيام بجولة لإلقاء محاضرات في أماكن متفرِّقة من العالم، رغم كراهيته لذلك الأمر. وكانت كتبه التي تلت مليئةً بالمرارة، وعاد فيها إلى توم سوير إذ يصوِّره في الخارج مرة، وكمحقِّق مرةً أخرى.

ومنذ عام ١٩٠٦م، انشغل بإملاء سيرته الذاتية على سكرتيره، وأصدر مجموعةً من خطاباته. وبعد وفاته، أصدر وكلاؤه الأدبيون عددًا آخر من أعماله.

آن تايلر TYLER, Anne (١٩٤١م–…)

روائية اتخذت المدن الجنوبية الصغيرة مسرحًا لأحداث معظم رواياتها. نشرت ثلاثًا من رواياتها الأولى قبل سن الثلاثين، وهي «لو جاء الصباح» (١٩٦٥م)، و«شجرة العِلَب الصفيح» (١٩٦٦م)، و«حياة تنزلق إلى أسفل» (١٩٧٠م)، وتتناول الصعوبات التي تواجه أُسرًا بسبب الفراق نتيجة الموت والعُزلة. ونشرت بعد ذلك الكثير من الروايات التي تتضمَّن بدرجات مختلفة هذا الموضوع ذاته. واشتهرت لها روايات «ممتلكات أرضية» (١٩٧٧م)، «السائح العارض» (١٩٨٥م)، «دروس في التنفُّس» (١٩٨٨م) التي حازت جائزة بوليتزر للرواية.

وقد تحوَّلت بعض رواياتها إلى أفلام ناجحة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤