ملاحظة ظاهرة المد والجزر في البحار والأنهار عند العرب
مقدمة
نظرًا لأن أهم المدن العربية والإسلامية تقع على البحار أو الأنهار أو على مصبَّات الأنهار، فإن نسبةً كبيرة من أرصاد المد والجزر التي لدينا تتعلق بهذه المواقع. هذه الأرصاد إما إنها سُجلت من قبل المؤرِّخين المُقيمين في هذه المدن، أو من قبل الجغرافيين والرحالة الذين زاروا تلك المدن.
وقد سجل لنا الجغرافيون العرب الكثير من مشاهداتهم وأرصادهم لظاهرة المد والجزر، وذلك سواء في البحار أو الأنهار. وقد حاولوا أن يُقدموا لنا كل ما استطاعوا من معلوماتٍ أو قصص أو آراء حول أرصادهم تلك.
سنحاول في هذا الفصل إجراء مسحٍ شامل لكل ما وصلَنا من أعمال الجغرافيين والمؤرخين العرب (المخطوط منها والمطبوع)، وتوثيق أماكن أرصادهم للمدِّ والجزر سواء في البحار أو الأنهار.
لكننا وجَدْنا أن نُلقي في البداية نظرةً سريعة على تعريف البحار عند العرب، وما هي التسميات الحديثة لأسماء البحار والمُحيطات التي كانت شائعةً ومُنتشِرة في كتُب التراث العلمي العربي.
(١) المبحث الأول: تعريف البحار
قدم لنا الحسن بن البهلول (القرن ٤ﻫ/١٠م) تعريفًا مُبسطًا للبحار، مُنوهًا إلى الدورة الهيدرولوجية التي تنشأ بين البحار والأمطار والأنهار.
والحقيقة، هناك تقارُب كبير بين تعريف ابن البهلول والتعريف الحديث. فالموضع العميق الذي افترضه ابن البهلول في تعريفه، لا يقلُّ أهميةً عن الانتشار السطحي للكتلة المائية.
وعلينا ألا نأخذ على العرب خلطَهم بين «البحر» و«المحيط»؛ لأن ذلك يرتبط بالدرجة الأولى بالكشوفات الجغرافية التي كانت محدودة، وبالجغرافيين المُنظِّرين.
- (١)
البحر الأخضر: أُطلق على ثلاثة مُسطحات مائية وهي: البحر الأبيض المتوسط، والمحيط الأطلسي والبحر الهندي.
- (٢)
بحر الخزر أو بحر الأعاجم أو بحر جرجان أو البحر الخرساني: بحر قزوين.
- (٣)
بحر الزنج أو بحر الحبش: المحيط الهندي المجاور لساحل أفريقيا الشرقي.
- (٤)
مجمع البحرَين أو بحر الزقاق أو معبرة هرقليس: مضيق جبل طارق.
- (٥)
بحر مايطس أو ماوطس: بحر آزوف (مُتفرع من البحر الأسود).
- (٦)
بحر هرقند: خليج البنغال (جزء من المحيط الهندي).
- (٧)
بحر بنطس أو بحر البرغر: البحر الأسود.
- (٨)
بحر الروم: البحر الأبيض المتوسط.
- (٩) البحر المحيط:٩ المحيط الأطلسي.
- (١٠)
بحر البنادقة: البحر الأدرياتي.
- (١١)
بحر الهند: المحيط الهندي.
- (١٢)
بحر لاوري: البحر العربي.
- (١٣)
بحر فارس: الخليج العربي.
- (١٤)
بحر القلزم: البحر الأحمر.
- (١٥)
بحر أرميه: البحر الميت.
- (١٦)
بحر أخلاط: بحيرة وان.
- (١٧)
بحر خوارزم: بحر آرال.
- (١٨)
بحر ورتك: البلطيق.
- (١)
الإقليم.
- (٢)
الكورة.
- (٣)
الرستاق.
- (٤)
القصبة.
- (٥)
مدينة.
- (٦)
القرية.
(٢) المبحث الثاني: علماء القرن (٣ﻫ/٩م)
(٢-١) أحمد البَلَاذُري
(٢-٢) أبو القاسم بن خرداذبة
(٣) المبحث الثالث: علماء القرن (٤ﻫ/١٠م)
(٣-١) سهراب بن سرابيون
(٣-٢) أبو إسحاق الإصطخري
(٣-٣) شمس الدين المقدسي البشاري
(٤) المبحث الرابع: علماء القرن (٥ﻫ/١١م)
(٤-١) ناصر خسرو
(٤-٢) أبو عبيد البكري
(٥) المبحث الخامس: علماء القرن (٥ﻫ/١٢م)
(٥-١) الشريف الإدريسي
بعدها تكلَّم عن أربعة أنهار أندلسية يحدث فيها المد والجزر أيضًا، حيث قال: «ومن هذا النهر إلى موقع وادي مينو ستون ميلًا، وهو نهر كبير عظيم واسع كثير العمق، والمد والجزر يدخله كثيرًا، والمراكب تدخله إرساءً وسفرًا لما على ضفتَيه من القرى والحصون وفي وسط هذا الوادي، وعلى ستة أميال من البحر حصن في جزيرة متوسطة النهر وهو في نهايةٍ من الحصانة والمنع؛ لأنه على قمة جبل وعر ليس بكثير العلو ويُسمَّى هذا الحصن أبراقة.
ومن نهر مينو إلى موقع نهر طرون ستون ميلًا وهو أيضًا نهر كبير يدخله المد والجزر أميالًا كثيرة وعلى مقربة من البحر في وسطه جزيرة وفيها حصن كبير والنهر يضرب سورية من كلتا الناحيتَين وهو عامر كثير العمارات وله أقاليم وعمارات متصلة.
ومنه إلى موقع نهر الأذر ستة أميال وهو نهر صغير لكنه يحمل المراكب الكبيرة إرساءً ومن هذا النهر إلى مصبِّ نهر وادي مرار ستة أميال وهو أيضًا نهر كبير والمد والجزر يدخله وترسي به كبار المراكب وهو نهر جريُه من قريب وعلى موقع هذا النهر في البحر جزيرة صغيرة غير معمورة فيها مرسى وماء وحطب.
(٥-٢) أبو حامد الغرناطي
(٦) المبحث السادس: علماء القرن (٧ﻫ/١٣م)
(٦-١) أبو الحسن الهَرَوي
(٦-٢) ابن جبير
(٦-٣) عبد الواحد المَراكشي
(٦-٤) زكريا القزويني
(٦-٥) ابن سعيد المغربي
(٧) المبحث السابع: علماء القرن (٨ﻫ/١٤م)
(٧-١) شيخ الربوة
(٧-٢) أبو الفداء الحموي
وقد ذكر أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى المقري التلمساني (توفي ١٠٤١ﻫ/١٦٣١م) أن المد في نهر إشبيلية يبلُغ ٧٢ ميلًا وليس ٧٠ ميلًا كما قال أبو الفداء: «ونهرها الأعظم الذي يصعد المد فيه اثنَين وسبعين ميلا ثم يحسر، وفيه يقول ابن سفر:
(٧-٣) ابن عبد الحق البغدادي
(٧-٤) ابن بطوطة
(٨) المبحث الثامن: علماء القرن (٩ﻫ/١٥م)
(٨-١) القلقشندي
(٨-٢) محمد الحِميري
(٩) المبحث التاسع: علماء القرن (١٠ﻫ/١٦م)
(٩-١) ابن إياس
في حديث زين العابدين محمد بن أحمد بن إياس عن البصرة ذكر أن «من عجائبها المد والجزر، وذلك أن الدجلة والفرات يجتمعان من أعلى البصرة ويصيران نهرًا واحدًا يجري من ناحية الشمال إلى الجنوبي، ويسمُّونه جزرًا. ثم يرجع من الجنوب إلى الشمال ويُسمُّونه مدًّا، وذلك بحسب الريح في كل يومٍ وليلة مرتَين. وفي ذلك يقول الشاعر: