الفصل الثاني

ملاحظة ظاهرة المد والجزر في البحار والأنهار عند العرب

مقدمة

نظرًا لأن أهم المدن العربية والإسلامية تقع على البحار أو الأنهار أو على مصبَّات الأنهار، فإن نسبةً كبيرة من أرصاد المد والجزر التي لدينا تتعلق بهذه المواقع. هذه الأرصاد إما إنها سُجلت من قبل المؤرِّخين المُقيمين في هذه المدن، أو من قبل الجغرافيين والرحالة الذين زاروا تلك المدن.

وقد سجل لنا الجغرافيون العرب الكثير من مشاهداتهم وأرصادهم لظاهرة المد والجزر، وذلك سواء في البحار أو الأنهار. وقد حاولوا أن يُقدموا لنا كل ما استطاعوا من معلوماتٍ أو قصص أو آراء حول أرصادهم تلك.

في الواقع لا يكاد يظهر أثر المد والجزر في الأنهار، والسبب في ذلك أنها صغيرة وتتحرك، وبالتالي لا يظهر فيها أثر الجاذبية كما هو الحال في البحار والمُحيطات.١
فالبحر يُشبه بركةً كبيرة وعميقة يرتفع فيها الماء ويهبط مع المد المُحيطي، ويُعتبر النهر بمثابة قناة تؤدي إليه. ويُولِّد الارتفاع والهبوط الإيقاعيَّان للبحر أمواجًا تنتقِل إلى أعلى النهر، أيًّا كان سبب تذبذُب البحر. تبعًا لذلك، تعود موجة المد في النهر بأصلها مباشرة إلى المد في البحر، والتي تَنتُج في حدِّ ذاتها عن عوامل تَشكُّل المد والجزر بسبب جاذبية الشمس والقمر. وتتقدَّم تلك الأمواج الطويلة في المياه الضحلة بسرعةٍ تعتمد فقط على عمق الماء، وتُعتبر تلك الأمواج طويلةً عندما يكون طولها ضعف عُمق الماء على الأقل.٢

سنحاول في هذا الفصل إجراء مسحٍ شامل لكل ما وصلَنا من أعمال الجغرافيين والمؤرخين العرب (المخطوط منها والمطبوع)، وتوثيق أماكن أرصادهم للمدِّ والجزر سواء في البحار أو الأنهار.

لكننا وجَدْنا أن نُلقي في البداية نظرةً سريعة على تعريف البحار عند العرب، وما هي التسميات الحديثة لأسماء البحار والمُحيطات التي كانت شائعةً ومُنتشِرة في كتُب التراث العلمي العربي.

(١) المبحث الأول: تعريف البحار

قدم لنا الحسن بن البهلول (القرن ٤ﻫ/١٠م) تعريفًا مُبسطًا للبحار، مُنوهًا إلى الدورة الهيدرولوجية التي تنشأ بين البحار والأمطار والأنهار.

قال ابن البهلول: «إن البحار، إنما هي مواضع عميقة في الأرض. ومن شأن الماء طلب العمق، فتنصبُّ المياه من الأنهار والأودية والسيول، فتستنقع فيه. فما كان من ذلك عذبًا؛ فإنه يصير فوقَ لِخفَّة العذب. وما كان مُرًّا أو مالحًا، صار إلى أسفل لثِقَله. فإذا مرَّت عليه الشمس، رفعت العذب لخِفَّته. فما كان من ذلك لطيفًا جدًّا، صار هواءً. وما كان دون ذلك في اللطافة، صار ندًى ومطرًا. وإنما لا تَستبين الزيادة في البحر، مع كثرة ما يجري فيه من الأنهار والأودية، لسَعته. وإنها لا تبقى، بل ترفع الشمس منها لَطيفَها، فيصير منه الندى والأمطار. ولا تنقص أيضًا؛ لأن الذي يرتفع منها، يعود إليها في الأودية والأنهار. وربما نقصت البحار في طول الزمان. وربما زاد بعضها. ولا يستبين ذلك في قدْر عمر إنسان، ولا إنسانَين.»٣
أما التعريف الحديث للبحار والمُحيطات، فهو يُقرِّر بأن البحار مسطحات مائية صغيرة إذا ما قورنت بالمُحيطات التي تُعَد مسطحات مائية كبرى.٤

والحقيقة، هناك تقارُب كبير بين تعريف ابن البهلول والتعريف الحديث. فالموضع العميق الذي افترضه ابن البهلول في تعريفه، لا يقلُّ أهميةً عن الانتشار السطحي للكتلة المائية.

لقد سُمِّي البحر بحرًا عند العرب لاتساعه وعُمقه، ولكثرة الماء فيه، سواء كان عذبًا أو مالحًا، وفي لغة العرب يُوجَد عدة مرادفات لكلمة البحر مثل: القميس، والقاموس، والعيْلَم، والطَيْسل، والطيش، والخضم، واليم.٥ وذكر ابن فارس (توفي ٣٩٥ﻫ/١٠٠٤م) في كتابه «معجم مقاييس اللغة» في مادة «قَمَسَ» هذا النص: «قَمَسَ: الْقَافُ وَالْمِيمُ وَالسينُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُل عَلَى غَمْسِ شَيْءٍ فِي الْمَاءِ، وَالْمَاءُ نَفْسُهُ يُسَمى بِذَلِكَ. مِنْ ذَلِكَ قَمَسْتُ الشيْءَ فِي الْمَاءِ: غَمَسْتُهُ. وَيُقَالُ: إِن قَامُوسَ الْبَحْرِ: مُعْظَمُهُ.»٦

وعلينا ألا نأخذ على العرب خلطَهم بين «البحر» و«المحيط»؛ لأن ذلك يرتبط بالدرجة الأولى بالكشوفات الجغرافية التي كانت محدودة، وبالجغرافيين المُنظِّرين.

كما أن هذا الخلط كان واضحًا في التراث اليوناني الذي وفد إليهم مُترجمًا. ففي مرحلةٍ ما قبل الإغريق كان هناك تعبير اصطلاحي شائع هو «البحار السبعة»، وهو يشمل المُحيطَين الهندي والجنوبي، والمحيط المُتجمِّد الشمالي، والمُحيط الهادي الشمالي والجنوبي، والمحيط الأطلسي الشمالي والجنوبي، كلها كان يُطلَق عليها اسم بحر. وفي مرحلةٍ ما بعد الإغريق، كان هناك تداخُل بين تعريف البحر والمحيط، ففي (القرن ٥ق.م) كان لا يزال تعبير البحار السبعة شائعًا، وبدأ يتم تخصيص لفظ المحيط للمحيط الهندي فقط، أما البحار السبعة الأخرى فهي: البحر الأحمر، والأسود، وآزوف، والأدرياتي، وقزوين، والخليج العربي.٧
سترد معنا كثيرًا في النصوص العربية أسماء بعض البحار التي عرفوها، وسنورد فيما يأتي قائمةً بها كما وردت عند العلماء العرب مع مُقابِلاتها الحالية:٨
  • (١)

    البحر الأخضر: أُطلق على ثلاثة مُسطحات مائية وهي: البحر الأبيض المتوسط، والمحيط الأطلسي والبحر الهندي.

  • (٢)

    بحر الخزر أو بحر الأعاجم أو بحر جرجان أو البحر الخرساني: بحر قزوين.

  • (٣)

    بحر الزنج أو بحر الحبش: المحيط الهندي المجاور لساحل أفريقيا الشرقي.

  • (٤)

    مجمع البحرَين أو بحر الزقاق أو معبرة هرقليس: مضيق جبل طارق.

  • (٥)

    بحر مايطس أو ماوطس: بحر آزوف (مُتفرع من البحر الأسود).

  • (٦)

    بحر هرقند: خليج البنغال (جزء من المحيط الهندي).

  • (٧)

    بحر بنطس أو بحر البرغر: البحر الأسود.

  • (٨)

    بحر الروم: البحر الأبيض المتوسط.

  • (٩)
    البحر المحيط:٩ المحيط الأطلسي.
  • (١٠)

    بحر البنادقة: البحر الأدرياتي.

  • (١١)

    بحر الهند: المحيط الهندي.

  • (١٢)

    بحر لاوري: البحر العربي.

  • (١٣)

    بحر فارس: الخليج العربي.

  • (١٤)

    بحر القلزم: البحر الأحمر.

  • (١٥)

    بحر أرميه: البحر الميت.

  • (١٦)

    بحر أخلاط: بحيرة وان.

  • (١٧)

    بحر خوارزم: بحر آرال.

  • (١٨)

    بحر ورتك: البلطيق.

figure
خريطة توزع البحار والمحيطات كما رسمها ابن الوردي (توفي ٨٥٢ﻫ/١٤٤٧م). (مصدر الصورة: مخطوطة خريدة العجائب وفريدة الغرائب، مكتبة الدولة، برلين، رقم (Sprenger ١٤)، ص٣ظ-٤و.)
كما سترد معنا تقسيمات للمناطق الجغرافية، نوردها فيما يأتي حسب مساحتها (من الأكبر إلى الأصغر):
  • (١)

    الإقليم.

  • (٢)

    الكورة.

  • (٣)

    الرستاق.

  • (٤)

    القصبة.

  • (٥)

    مدينة.

  • (٦)

    القرية.

figure
خريطة توزع الأقاليم الإسلامية في القرن الرابع الهجري/العاشر للميلاد. (مصدر الصورة والتعليق: مجموعة من المُستشرقين، تراث الإسلام، ترجمة: جرجيس فتح الله، ط٢، دار الطليعة للنشر، بيروت، ١٩٧٢م، ص١٢٦.)

(٢) المبحث الثاني: علماء القرن (٣ﻫ/٩م)

(٢-١) أحمد البَلَاذُري

تكلم أحمد بن يحيى بن جابر بن داود البَلَاذُري (توفي ٢٧٩ﻫ/٨٩٢م) عن نهر دجلة العوراء فقال: «حدَّثني جماعة من أهل العلم، قالوا: كان لدجلة العوراء وهي دجلة البصرة خور، والخور طريق للماء لم يحفُره أحد، يجري فيه ماء الأمطار إليها ويتراجع ماؤها فيه عند المدِّ وينضب في الجزر.»١٠ وفي حديث سهراب بن سرابيون (توفي نحو ٣٣٠ﻫ/٩٤١م) عن صفة نهر دجلة العوراء قال: «وإذا خرج الخارج من نهر أبي الأسد فإن دجلة العوراء تستقبله معترض له؛ فالطريق إلى البصرة على يمين الخارج ويُسرته إلى عبدسي والمذار وليس لها هناك مَصبٌّ ولا مخرج بل هي نهاية يلحقها المد والجزر.»١١
وقد أضاف ابن الفَقيه أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الهمذاني (توفي نحو ٣٤٠ﻫ/نحو ٩٥١.م) إلى رواية البلاذري قوله: «وكان طوله قدر فرسخ».١٢،١٣

(٢-٢) أبو القاسم بن خرداذبة

ذكر عبيد الله بن أحمد بن خرداذبة (توفي نحو ٢٨٠ﻫ/نحو ٨٩٣م) أنه «لكل مَرقى من مراقي الصين نهر عظيم تدخُله السفن ويكون فيه المد والجزر.»١٤

(٣) المبحث الثالث: علماء القرن (٤ﻫ/١٠م)

(٣-١) سهراب بن سرابيون

قال سهراب بن سرابيون: «إن البصرة على فيضٍ لها، وهذه الأنهار [الروافد التسعة] تصبُّ إليه والمدُّ والجزر يلحق إلى أواخرها ويجزر منها.»١٥ وقد تحدث إبراهيم بن محمد الفارسي الإصطخري (توفي ٣٤٦ﻫ/٩٥٧م) عن الأنهار التي تمر بالبصرة: «وهذه الأنهار مُخترقة بعضها إلى بعض؛ ولذلك عامة أنهار البصرة، حتى إذا جاءهم المد تراجَع الماء في كل نهارٍ حتى يدخل نخيلهم وحيطانهم وجميع أنهارهم من غير تكلُّف. فإذا جزر المد انحطَّت حتى تخلُوا منها البساتين وتبقى في الأنهار.»١٦ كما ذكر أبو المظفر سبط ابن الجوزي (توفي ٦٥٤ﻫ/١٢٦٥م) أن ملكشاه أقام في البصرة خصيصًا لمشاهدة المد والجرز فيها، حيث قال: «وفي ربيع الأول تُوفي رئيس العراقيين أبو أحمد بن عبد الواحد بن الخضر النهاوندي على باب ملكشاه بأصبهان. وفيه سار ملكشاه إلى خوزستان، ودخل البصرة، فأقام يومًا واحدًا لمشاهدة المد والجزر.»١٧
وأما عن سبب الملوحة التي في البصرة فيقول زكريا بن محمد القزويني (توفي ٦٨٢ﻫ/١٢٨٣م): «وهي مدينة على قرب البحر كثيرة النخيل والأشجار. سبخة التربة، ملحة الماء لأن المد يأتي من البحر، يمشي إلى ما فوق البصرة بثلاثة أيام. وماء دجلة والفرات إذا انتهى إلى البصرة خالَطَه ماء البحر فيصير ملحًا.»١٨
ومما ذكره إبراهيم فصيح الحيدري (توفي ١٢٩٩ﻫ/١٨٨١م) في كتابه «تاريخ المجد في تاريخ بغداد والبصرة ونجد» أنه عندما زار البصرة وشاهد «ما فيها من عجائب الأنهار وغرائب النخيل والأشجار المُمتنعة الحد والحصر مع ما فيها من المد والجزر في اليوم مرَّتَين بحيث تمتلئ الأنهار والسواقي وكل عينٍ وقد آلت إلى الخراب فلم يبقَ منها إلا الاسم واندرست آثارها فلم يبق إلا الرسم.»١٩ و«في بيان أنهار البصرة الموجودة في هذا العصر، الكبار المحصية والصغار التي لا يُحصيها عدٌّ ويجري فيها الماء من شطٍّ يُقال له شط العرب، وهو مجتمع دجلة والفرات ويحصل لهذا الشط ولجميع الأنهار المد والجزر في اليوم والليلة مرَّتَين؛ مرة في الليل وأخرى في النهار وتختلف ساعات المد تقديمًا وتأخيرًا والأنهار الكبار لم تزل مملوءةً من الماء إلا العشار فإنه يخلو من الماء حالة الجزر، وأما الصغار فهي خالية أثناء الجزر فإذا حصل المدُّ امتلأت الصغار وازدادت الكبار التي تجري فيها السفن وجميع الأنهار الكبيرة خارجة من شط العرب.»٢٠

(٣-٢) أبو إسحاق الإصطخري

ذكر إبراهيم بن محمد الفارسي الإصطخري عددًا من الأماكن التي رصد فيها المد والجزر. ففي حديثه عن خوزستان قال: «وتتَّصِل زاوية من خوزستان بالبحر فيكون له خور يخاف على سفن البحر إذا انتهت إليه فإنه يعرض، واستجمع مياه خوزستان بحصن مهدي فيتَّصِل بالبحر ويعرض هناك حتى ينتهي في طرفه المد والجزر ويتَّسِع حتى كأنه من البحر.»٢١ وقد كرَّر نقل هذه الرواية كلٌّ من: محمد بن حوقل البغدادي الموصلي (توفي بعد ٣٦٧ﻫ/بعد ٩٧٧م)،٢٢ وياقوت الحموي (توفي ٦٢٦ﻫ/١٢٢٩م)،٢٣ وعماد الدين إسماعيل بن محمد بن عمر أبو الفداء الحموي (توفي ٧٣٢ﻫ/١٣٣١م)،٢٤ ومحمد بن علي البروسوي سِباهي زاده (توفي٩٩٧ ﻫ/١٥٨٩م).٢٥
وفي حديث الإصطخري عن سجستان قال إن فيها: «نهر يُسمَّى سناروذ فيجري على فرسخ من سجستان وهو النهر الذي يجري فيه السفن من بست إلى سجستان إذا امتدَّ الماء ولا يجري إليهم السفن إلا في زيادة الماء، وأنهار مدينة سجستان كلها من سناروذ، ثم ينحدِر فيأخذ منه نهر شعبة فيسقي مقدار ثلاثين قرية، ثم يأخذ منه نهر يُسمَّى ميلى فيسقي رساتيق٢٦ كثيرة، ثم يأخذ منه زالق فيسقي رساتيق كثيرة وما يبقى من هذا النهر يجري في نهر يُسمى كزك، وقد سكر هناك سكر يمنع الماء أن يجري إلى بحيرة زره حتى يجيء المدُّ فإذا جاءت أيام المد زال السُّكَّر ووقع فضل هذا النهر إلى بحيرة زره.»٢٧
وقد أشار عبد المؤمن بن عبد الحق بن شمائل القطيعي البغدادي (توفي ٧٣٩ﻫ/١٣٣٧م) إلى المد الحاصل في هذا النهر قائلًا «سناروذ: بالفتح، وبعد الألف راء: اسم لنهر سجستان، يأخذ من نهر هندمند، فيجري على فرسخ من سجستان، يتشعَّب منه عدة أنهُر يسقي الرساتيق وتجري فيه السفن أيام المد.»٢٨
وفي حديث الإصطخري عن بحر فارس قال: «ولهذا البحر في اليوم والليلة مرتان مد وجَزر، من حدِّ القلزم إلى حدِّ الصين حيث انتهى، وليس لبحر المغرب ولا لبحر الروم ولا لسائر البحار مدٌّ وجَزر غير بحر فارس، وهو أن يرتفع الماء قريبًا من عشرة أذرع ثم ينصبَّ حتى يرجع إلى مقداره.٢٩،٣٠ وقد كرَّر هذه الرواية كلٌّ من: محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس الإدريسي (توفي ٥٦٠ﻫ/١١٦٥م)،٣١ وأبو الفداء الحموي.٣٢
لكن ابن حوقل تحدث عن بحر فارس برواية أخرى أدقَّ في تحديد الأماكن التي لا يحدث فيها مد وجزر، حيث قال: «ولهذا البحر مدٌّ وجَزر في اليوم والليلة مرتان من حدِّ القلزم إلى حدِّ الصين حيث انتهى، وليس لبحر المغرب من جانب المغرب ولا لبحر الروم من الجانب الشرقي مدٌّ ولا جزر إلا ما بالبحر المحيط في شمال الأندلس فإنه من ناحية جبل العيون إلى لب إلى أكشنبة إلى نواحي شلب وقصر بني ورديسن إلى المعدن ونواحي لشبونة وشنترين وشنترة فإن فيه مدًّا وجزرًا وزيادة تظهر ويرتفع الماء هناك فوق العشر الأذرع كارتفاعه بالبصرة ثم ينضب حتى يرجع إلى قدره الأول.»٣٣
figure
خريطة توزع البحار حسب الإصطخري. (مصدر الصورة: الإصطخري، أبو إسحاق، كتاب الأقاليم، ص١٩.)
وفي حديث الإصطخري عن النيل قال: «وبأرض مصر بحيرة يفيض فيها ماء النيل يتصل ببحر الروم تُعرف ببحيرة تنيس، إذا امتدَّ النيل في الصيف عَذُب ماؤها فإذا جزر في الشمال أوان الحر غلب ماء البحر عليها فَمَلُح ماؤها.»٣٤
figure
صورة بحر الروم (البحر الأبيض المتوسط) وما يُحيط به. (مصدر الصورة: الإصطخري، أبو إسحاق، كتاب الأقاليم، ص٣٩.)
وفي حديثه عن بحر الخزر قال: «وهو بحر مالح مُظلم لا مدَّ له ولا جزر».٣٥،٣٦ وقد كرَّر هذه الرواية كل من: شمس الدين أبو عبد الله محمد الدمشقي (توفي ٧٢٧ﻫ/١٣٢٧م)،٣٧ وزين العابدين محمد بن أحمد بن إياس (توفي ٩٣٠ﻫ/١٥٢٣م) مضيفًا أنه: «وهو بحر صعب السلوك، كثير الاضطراب، شديد الأمواج، لا مدَّ فيه ولا جزْر.»٣٨ ويفسر أبو حامد الغرناطي (توفي ٥٦٥ﻫ/١١٧٠م) سبب عدم حدوث مدٍّ وجزْر فيه بقوله: «وأما بحر الخزر وبحر خوارزم وبحر أخلاط وبحر أرمية والبحر الذي عنده مدينة النحاس وغير ذلك من البحار الصغار فهي منقطعة عن البحر الأسود، ولذلك فهي ليس فيها جزر ولا مد، وإنما هي ماء له مادة من الأنهار الكبار. وأكبرها بحر الخزر.»٣٩
figure
صورة بحر الخزر كما وردت عند الإصطخري. (مصدر الصورة: الإصطخري، أبو إسحاق، كتاب الأقاليم، ص٩٧.)

(٣-٣) شمس الدين المقدسي البشاري

قال محمد بن أحمد بن أبي بكر البناء المقدسي البشاري (توفي نحو ٣٨٠ﻫ/نحو ٩٩٠م) عن نهر الأُبُلَّة: «والماء بالبصرة ضيق؛ لأنه يحمل في السفن من الأُبُلَّة٤٠ وأما الماء المُلاصق لها فغير حلو ولا طيب ويُقال فيه ثلثه ماء البحر وثلثه ماء الجزر وثلثه ماء الحجر؛ لأن الماء إذا جزر شمرت شطوط الأنهار فبلذ الناس عليها ثم يقبل المد فيحمل تلك البلاذات.»٤١ وقد قال شاعر في مد وجزر هذا النهر:
ويا حَبذا نَهر الأُبُلة منظرًا
إذا مَد في إبانهِ النهرُ أو جزر٤٢
وحدثنا أبو الفداء الحموي بشكل مفصل أكثر عن نهر الأُبُلة فقال: «والأُبُلة بليدة عند فوهته وذلك بعد أن يتجاوز دجلة سمت البصرة ويسير نهر الأُبُلة إلى جهة البصرة ويتفرَّع منه أنهار تسقي ما على جانبَيه من البساتين المُلتفة التي هي إحدى مُتنزَّهات الدنيا ويجري نهر الأُبُلة مغربًا، ثم يعطف إلى جهة الشمال كالقوس حتى يلتقي مع نهر معقل عند البصرة فإذا مد البحر جرى نهر الأُبُلة في نهر معقل ورجع الماء قهقرى حتى ينتهي المد وتأتي السفن من بحر الهند وتصعد من عبادان في دجلة إلى الأُبُلة وتصعد في نهر الأُبُلة إلى البصرة، ثم تسير في نهر معقل إلى دجلة، وإذا جزر البحر رجع الماء وجرى نهر معقل في نهر الأُبُلة وهما على ذلك دائمًا، ونهر معقل مع نهر الأُبُلة مثل نصف دائرة ودجلة بمنزلة الوتَر أو القطر وما تُحيط به هذه الأنهر تُسمَّى الجزيرة العُظمى وجميعها بساتين ومزدرع.»٤٣ ويضيف أبو الفداء: «وأما الأُبُلَّة فإنها في سَمْتِ الشرق عن البصرة، وملوحة ماء البحر تصِل إلى فم نهر معقل عندما يَمد البحر، وأهل تلك البلاد يسقون الماء الحلو عندما يجزر البحر. وأما بعد نهر معقل فلا تظهر الملوحة، ولا يؤثر فيه المد تغيرًا.»٤٤
وقال البشاري: «وميراقيان لها رستاق واسع على نهر يصِل إليه المد والجزر.»٤٥

(٤) المبحث الرابع: علماء القرن (٥ﻫ/١١م)

(٤-١) ناصر خسرو

رصد أبو معين الدين ناصر خسرو الحكيم القبادياني المروزي (توفي ٤٨١ﻫ/١٠٨٨م) المد والجزر في عبادان التي تقع «على شاطئ البحر؛ وهي كالجزيرة إذْ إن الشط ينقسِم هناك إلى قسمَين مما يجعل بلوغها مُتعذرًا من أي ناحيةٍ بغير عبور الماء، ويقع المحيط جنوب عبادان، ولذا فإن الماء يبلغ سورها وقت المد كما أنه يبتعِد عنها أقل من فرسخَين أثناء الجزر. ويشتري بعض المسافرين الحصير من عبادان ويشتري البعض الآخر المأكولات منها، وفي صباح اليوم التالي أجريت السفينة في البحر وسارت بنا شمالًا وكان المد حلوًا مُستساغًا لغاية عشرة فراسخ ذلك؛ لأن الشط يسير كاللسان في وسط البحر.»٤٦
وقد ذكر ابن سعيد المغربي (توفي ٦٨٥ﻫ/١٢٨٦م) في الجزء الخامس من الإقليم الرابع حالة المد التي تحدُث في نهر دجلة، وكيف أنها تستمرُّ لمدة ستة أيام، وهو أمر غريب لم يذكُره أحد غيره. كما أنه يُسمِّي جزيرة «عبادان» ﺑ «عبدان» دون ألف بعد الباء؛ قال ابن سعيد: «وإذا صعد المد من نهر فارس لم يشرب من هذه المياه.٤٧ ويذكرون أنه يصعد ستة أيام، وتحل البصرة طوله سبعة أيام من العين إلى العين، يَعنون من عباس إلى عبدان. وتقع عبدان على نهر فارس، وهو يدور بها، فلا يبقى بينها وبين البر إلا قليل، حيث الطول خمس وسبعون درجة وثلاثون دقيقة والعرض إحدى وثلاثون درجة وخمس دقائق.»٤٨

(٤-٢) أبو عبيد البكري

تحدث عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الأندلسي (توفي ٤٨٧ﻫ/١٠٩٤م) أنه يُوجَد في بلاد السودان جزيرة أيوني على مقربةٍ من أوليل «وهي عند المد جزيرة لا يُوصَل إليها من البر وعند الجزر يوصَل إليها على القدم.»٤٩ وقد كرر نقل هذه الرواية مؤلف مجهول (بعد القرن ٦ﻫ/١٢م).٥٠
وفي حديث البكري عن صفاقس قال إنها تقع في «وسط غابة زيتون، ومن زيتها يمتار أهل مصر والمغرب وصقلية والروم، وربما بيع الزيت بها أربعين ربعًا بمثقالٍ واحد، وهي محطٌّ لسفن الآفاق، وإذا جزر الماء بقِيَت السفن في الحمأة فإذا مدَّ رجعت السفن وعامت، ولا بدَّ من المد والجزر كل يوم.»٥١ وقد كرَّر نقل هذه الرواية محمد بن عبد الله بن عبد المنعم الحِميري (توفي ٩٠٠ﻫ/١٤٩٥م).٥٢

(٥) المبحث الخامس: علماء القرن (٥ﻫ/١٢م)

(٥-١) الشريف الإدريسي

تكلَّم الشريف الإدريسي عن أنهار البصرة بشكلٍ مُفصل حيث قال: «وجميع أنهار البصرة المُحيطة بشرقَيها يصبُّ بعضها في بعض ويتشعَّب بعضها من بعض وأكثرها يدخله المد والجزر من البحر؛٥٣ فإذا كان المد دخل الماء من البحر وتراجعت مياه الأنهار فصبَّت في البساتين والمزارع وسقتها وإذا كان الجزر انحجزت وعادت الأنهار جاريةً على حسب عادتها. ومنها أنهار كثيرة مُحتفرة لا يجري بها ماء وإنما يدخلها ردع المياه الواصلة إليها مع المد، والغالب على مياه هذه الأنهار الملوحة.»٥٤ وقد أخذ عن الإدريسي محمد بن عبد الله بن عبد المنعم الحِميري.٥٥
كما تحدَّث الإدريسي عن نهر تستر الذي يجري في خوزستان، حيث «يخرج من نهر تستر نهر يُسمى بنهر المسرقان فيمر مغربًا حتى ينتهي إلى مدينة عسكر مكرم، وعليه هناك جسر كبير نحو من عشرين سفينة، وتجري فيه السفن الكبار ويتصل بالأهواز. وبين عسكر مكرم والأهواز ثلاثون ميلًا في الماء فإذا كان الماء في المد وزيادته في أول الشهر عبر هناك بالمراكب، وإن كان الجزر لم يمكن المراكب السير فيه لأن الماء به يجفُّ ولا يبقى منه إلا عدد منقطعة عن اتصال الجري».٥٦ وقد تحدث أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد المنعم الحِميري عن نهر تستر أيضًا فقال: «وبأرض خوزستان مياه جارية وأودية غزيرة وأنهار سائلة، وأكبر أنهارها نهر تستر، ويُسمَّى دجيل الأهواز … ولا يضيع شيء من ماء هذا النهر إنما يتصرَّف كله في سقي الأرض وغلات القصب وضروب الحبوب والنخيل والبساتين والمزارع، وفيه المد والجزر.»٥٧
وعندما تحدَّث الإدريسي عن أخوار الصين ذكر أن «المد يدخلها من البحر والجزر يكون منها أيضًا في كل يومٍ وليلة مرَّتَين.»٥٨
وذكر كذلك وادي سلا في الأندلس «وهذا الوادي يدخله المد والجزر في كل يومٍ مرَّتَين وإذا كان المد دخلت المراكب به إلى داخل الوادي وكذلك تخرج في وقت خروجها.»٥٩ كما ذكر أبو الفداء الحموي أن «سلا مُتوسطة بين بلاد المغرب الأقصى وقريبة من الأندلس، وتُربتها رمل أحمر، ونهرها كبير يصعد فيه المدُّ وهي مدينة كثيرة الرخاء والرخص.»٦٠
وذكر أن بِوادي قابس يُوجَد «نهر صغير يدخله المد والجزر وترسي به المراكب الصغار وليس بكثير السعة وإنما يطلع المد للإرساء نحوًا من رمية سهم.»٦١ وقد كرَّر هذه الرواية محمد بن عبد الله بن عبد المنعم الحِميري.٦٢
figure
خريطة توزع البحار حسب الإدريسي. (مصدر الصورة: نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، مخطوطة بودليان، رقم (MS Pococke 375)، ص٢.)
وفي الأندلس «مدينة شنت مارية على معظم البحر الأعظم (المحيط الأطلسي) والسور منها يصعد ماء البحر فيه إذا كان المد.»٦٣ وقد كرَّر هذه الرواية محمد بن عبد الله بن عبد المنعم الحِميري.٦٤
وفي حديثه عن لشبونة قال: «ومن القصر المُتقدِّم ذكره إلى مدينة لشبونة مرحلتان ومدينة لشبونة على شمال النهر المُسمَّى تاجه وهو نهر طليطلة وسعته أمامها ستة أميال ويدخله المد والجزر كثيرًا.»٦٥
وقال عن نهر بوغو: «ونهر بوغو نهر كبير تدخله المراكب والشواني وماؤه يدخله المدُّ والجزر أميالًا كثيرة ومنه إلى موقع نهر دويرة خمسة عشر ميلًا. وهذا النهر نهر كبير خرَّار كثير الماء شديد الجرية عميق القعر وعلى ضِفته مدينة سمورة وبين سمورة والبحر ستون ميلًا.»٦٦

بعدها تكلَّم عن أربعة أنهار أندلسية يحدث فيها المد والجزر أيضًا، حيث قال: «ومن هذا النهر إلى موقع وادي مينو ستون ميلًا، وهو نهر كبير عظيم واسع كثير العمق، والمد والجزر يدخله كثيرًا، والمراكب تدخله إرساءً وسفرًا لما على ضفتَيه من القرى والحصون وفي وسط هذا الوادي، وعلى ستة أميال من البحر حصن في جزيرة متوسطة النهر وهو في نهايةٍ من الحصانة والمنع؛ لأنه على قمة جبل وعر ليس بكثير العلو ويُسمَّى هذا الحصن أبراقة.

ومن نهر مينو إلى موقع نهر طرون ستون ميلًا وهو أيضًا نهر كبير يدخله المد والجزر أميالًا كثيرة وعلى مقربة من البحر في وسطه جزيرة وفيها حصن كبير والنهر يضرب سورية من كلتا الناحيتَين وهو عامر كثير العمارات وله أقاليم وعمارات متصلة.

ومنه إلى موقع نهر الأذر ستة أميال وهو نهر صغير لكنه يحمل المراكب الكبيرة إرساءً ومن هذا النهر إلى مصبِّ نهر وادي مرار ستة أميال وهو أيضًا نهر كبير والمد والجزر يدخله وترسي به كبار المراكب وهو نهر جريُه من قريب وعلى موقع هذا النهر في البحر جزيرة صغيرة غير معمورة فيها مرسى وماء وحطب.

ومن موقع هذا النهر إلى موقع نهر شنت ياقوب ستة أميال ويُسمى هذا النهر نهر أناشت وهو نهر كبير كثير الماء رحب الفناء يدخله المد والجزر وتطلُع فيه المراكب الكبار نحوًا من عشرين ميلًا وهناك قنطرة عظيمة عدد قُسيِّها خمس قسيٍّ كبار جدًّا وارتفاعها بمقدار ما يدخله المركب الكبير بقلاعه وعلى طرف القنطرة حصن عظيم يُسمَّى أناشت.»٦٧
ثم أشار إلى المد والجزر في نهر أرتقيرة: «ومن الماء الأحمر إلى أرمدة ستة أميال وهو حصن كبير على مقربة من البحر وله عمارات وقرى مُتصلة ومنه إلى حصن الفارو وهو حصن كبير جدًّا وبه أثر كنيسة عظيمة ومن الفارو إلى وادي أرتقيرة وهو نهر يدخله المد والجزر وعليه حصن يُسمَّى مُنتويه ذبليه ستون ميلًا وله زراعات وحراثات متصلة.»٦٨

(٥-٢) أبو حامد الغرناطي

تحدَّث أبو حامد الغرناطي عن المد والجزر في البحر الأسود، لكن كان يقصد به المحيط الأطلسي وليس البحر الأسود الذي يقع بين الجزء الجنوبي الشرقي لأوروبا وآسيا الصغرى ويتَّصِل بالبحر المتوسط عن طريق مضيق البوسفور وبحر مرمرة ويتَّصِل ببحر آزوف عن طريق مضيق كيرتش. حيث قال: «فأما البحر الأسود الذي يخرج منه بحر الروم وبينهما مجمع البحرَين الذي عرضه ثلاثة فراسخ، وطوله عشرون فرسخًا، والله أعلم. وفيه الجزر والمد من طلوع الشمس يعلو البحر الأسود، وينصبُّ في بحر الروم من مجمع البحرَين، حتى يفيض في بحر الروم ويخرج على جوانب البحر حتى يصل المد إلى خلف القسطنطينية، مسيرة شهور في ساعة واحدة حتى إلى وقت الظهر، فإذا استوت الشمس في كبد السماء، غاص البحر الأسود فعاد ينصبُّ الماء من البحر الأخضر الذي هو بحر الروم في البحر الأسود إلى وقت مغيب الشمس فيستوي البحران ثم يعلو الأسود فيعود الماء يجري في مجمع البحرين إلى بحر الروم إلى نصف الليل، ثم ينصبُّ أيضًا في البحر الأسود إلى الصباح، يمد ويجزر كل يوم مرَّتَين.»٦٩
كما تعرض زكريا بن محمد القزويني لذكر البحر الأسود (المحيط الأطلسي) معتمدًا رواية الغرناطي، ومضيفًا عليها قوله: «ولون البحر أسود كالحبر. وإذا أخذته في الإناء لا ترى فيه السواد، فلا يزال البحر الأسود يصبُّ في البحر الأخضر إلى الزوال، فإذا زالت الشمس عاد الأمر معكوسًا فيصبُّ البحر الأخضر في البحر الأسود إلى مغيب الشمس، ثم يعلو البحر الأسود ويفيض في البحر الأخضر إلى نصف الليل، ثم ينعكس الأمر فيعلو البحر الأخضر ويصبُّ في البحر الأسود إلى طلوع الشمس، وهكذا على التواتُر، ذلك تقدير العزيز العليم.»٧٠ وقد كرَّر نقل هذه الرواية زين العابدين محمد بن أحمد بن إياس.٧١

(٦) المبحث السادس: علماء القرن (٧ﻫ/١٣م)

(٦-١) أبو الحسن الهَرَوي

في إطار حديث علي بن أبي بكر بن علي الهَرَوي (توفي ٦١١ﻫ/١٢١٥م) عن عجائب بحر الهند ذكر أن الجزر والمد الذي يحدُث فيه «لا يُوجَد مثله في الربع المسكون إلا نهر مهران بمدينة المنصورة بالسند والملتان».٧٢

(٦-٢) ابن جبير

تحدث محمد بن أحمد بن جبير الأندلسي (توفي ٦١٤ﻫ/١٢١٧م) عن مدينة ثرمة في جزيرة صقلية وعن المد والجزر الذي شهده بنفسه: «والجزيرة بأسرِها من أعجب بلاد الله في الخصب وسعة الأرزاق. فأقمْنا بها يوم الخميس الرابع عشر للشهر المذكور، ونحن قد أرسَينا في وادٍ بأسفلها ويطلع فيه المد من البحر ثم ينحسر عنه.»٧٣

(٦-٣) عبد الواحد المَراكشي

ذكر عبد الواحد المَراكشي (توفي ٦٤٧ﻫ/١٢٥٠م) أن الناس بنوا قنطرة بين مدينة رباط الفتح وسلا العتيقة على نهر الرمان، وهي مصنوعة «من ألواح وحجارة يعبُر الناس عليها حين يجزر النهر، فإذا مد عبروا في القوارب.»٧٤

(٦-٤) زكريا القزويني

لدى حديث زكريا بن محمد القزويني عن جزيرة دورقستان قال إنها «جزيرة بين بحر فارس ونهر عسكر مكرم خمسة فراسخ في خمسة فراسخ، ترفأ إليها مراكب البحر التي تُقدِم من ناحية الهند، لا طريق لها إلا إليها، وبها الجزْر والمد في كل يوم مرتَين.٧٥ وماؤها عذب، فإذا ورد المد عليها يبقى ملحًا كثيرًا.»٧٦ وقوله «مرتين» إشارة إلى المد والجزر نصف النهاري.

(٦-٥) ابن سعيد المغربي

قال ابن سعيد المغربي عن النهر الكبير وموقعه في الأندلس: «وطول قرطبة، قاعدة الأندلس في مدة بني أمية، عشر درجات، وعرضها ثمانٍ وثلاثون درجة ونصف. وهي على غربي النهر الكبير الذي عليه إشبيلية. وهذا النهر إنما حسن جانباه عند إشبيلية، ويصعد المدُّ فيه من البحر المحيط اثنين وسبعين ميلًا».٧٧،٧٨
كما تحدَّث عن المد الكبير الذي يحدث في نهر يانه: «وفي شرقي نهر تاجه، منبع نهر يانه، الذي يمر على بطليموس. وهو كبير يصعد فيه المد نحو ستِّين ميلًا في آخر عرض الإقليم السادس.»٧٩

(٧) المبحث السابع: علماء القرن (٨ﻫ/١٤م)

(٧-١) شيخ الربوة

ذكر شمس الدين أبو عبد الله محمد الدمشقي أن نهر قرطبة في الأندلس «يمد ويجزر كل ليلة ويوم.»٨٠
أما البحر الأبيض المتوسط فيذكر أنه يمد ويجزر مثل المحيط الأطلسي: «ولهذا البحر الرومي مدٌّ وجزر مع امتلاء القمر ونقصانه منه، وله مد وجزر في كل يومٍ وليلة كما البحر المحيط منه.»٨١ طبعًا لا يقصد أن البحر الأبيض المتوسط مثل المحيط الأطلسي من ناحية قوة المد والجزر، وإنما من ناحية حدوث الظاهرة. فهي بلا شك أقوى في المحيط الأطلسي.
وفي حديثه عن المحيط الجنوبي — والذي يُدعى أيضًا بالبحر الجامد وبحر الظلمات وبحر أصطيفون، وهو ما يُعرف حاليًّا باسم «المحيط الهندي» — ذكر المد والجزر في جزيرة القمر الكبرى، وتحديدًا في الخليج المُتاخِم لجبال أصطيفون، فقال: «وفي هذا الجبل خليج عظيم الدفع، لا يستطيع مركب صغير أو كبير أن يدخله لشدة حركته وسرعة جريانه بالمدِّ والموج والغليان، دافعًا أبدًا من الجنوب إلى الشمال، وسعته نحو مائة ميلٍ ومده وجزره هناك عظيم يرتفع في الأماكن المحصورة عن ستِّ قامات، وينفَرِش في الأماكن المبسوطة نحو يوم. [و]يفعل ذلك في اليوم والليلة أربع مرات.»٨٢
وفي حديثه عن وادي الفَرَج في إشبيلية ذكر أنه «يأتيها من قرطبة يمد ويجزر في كل يوم.»٨٣

(٧-٢) أبو الفداء الحموي

ذكر عماد الدين إسماعيل بن محمد بن عمر أبو الفداء الحموي أن بحر أوقيانوس «يقع في هذا البحر أيضًا المد والجزر في اليوم والليلة مرتَين.»٨٤ وقد كرَّر هذه الرواية سِباهي زاده.٨٥
وعن المدِّ في نهر إشبيلية يقول الحموي: «ويقع في هذا النهر المد والجزر من البحر مثل دجلة عند البصرة ويبلغ فيه المد والجزر سبعين ميلًا؛ وذلك إلى فوق إشبيلية عند مكانٍ يُعرف بالأرحى، ولا يملح ماؤه بسبب المد عند إشبيلية؛ بل يبقى على عذوبته.٨٦ وقد أضاف على هذه الرواية سِباهي زاده «وبين مصب نهر إشبيلية في البحر وبين إشبيلية خمسون ميلًا، فالمد يتجاوز إشبيلية عشرون ميلًا ولا يبرح المد والجزر فيه يتعاقبان‏ كل يومٍ وليلة وكلما زاد القمر نورًا زاد المد، والمراكب لا تزال فيه مُنحدرة مع الجزر صاعدة مع المد.»٨٧

وقد ذكر أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى المقري التلمساني (توفي ١٠٤١ﻫ/١٦٣١م) أن المد في نهر إشبيلية يبلُغ ٧٢ ميلًا وليس ٧٠ ميلًا كما قال أبو الفداء: «ونهرها الأعظم الذي يصعد المد فيه اثنَين وسبعين ميلا ثم يحسر، وفيه يقول ابن سفر:

شق النسيم عليه جيب قميصِهِ
فانساب من شطَّيهِ يطلبُ ثارَهُ
فتضاحكت وُرق الحمام بدَوحها
هزءًا فضمَّ من الحياء إزارَه.»٨٨
أما عن المد والجزر قُبالة شاطئ مدينة القطيف، وهي إحدى مدن المنطقة الشرقية ومركز محافظة القطيف في المملكة العربية السعودية حاليًّا فيقول الحموي: «وللقطيف سور وخندق، ولها أربعة أبواب، والبحر إذا مدَّ يصِل إلى سور القطيف، وإذا جزر ينكشف بعض الأرض، وللقطيف خور من البحر يدخل فيه المراكب الكبار الموسقة في حالة المد والجزر.»٨٩ وقد كرَّر هذه الرواية سِباهي زاده.٩٠ وفي حديث لمؤلِّف مجهول (بعد القرن ٩ﻫ/١٥م) عن تاروت ذكر أنها «بُليدة في الشرق عن القطيف، وإذا مدَّ البحر أحاط بها وبأرضها فتصير جزيرةً، وإذا جزر البحر انكشفت بعض الأرض التي بينها وبين القطيف، فيصِل إليها الناس بالبر.»٩١
كما تحدَّث عن مدينة نبزرت في الأندلس حيث قال: «ومدينة نبزرت على نهر يجري في شرقيها وعليه المَنازِه، ولها بحيرة حلوة في جنوبيها وبحيرة مالحة في شرقيها تصب كل واحدة منهما في الأخرى ستة أشهر فلا الحلوة تفسد بالمالحة، ولا المالحة تعذب بالحلوة … قال الشيخ عبد الواحد: وهي مدينة خراب، والبحيرات بها حسبما ذكروا … قال العزيزي في أمر البُحيرتَين المذكورتَين: إنه إذا جاء الشتاء وكثرت السيول على البحيرة فاضت على المالحة، ومدَّتها، وإذا جاء الصيف قل المد عنها وغارت واشتغلت عن المالحة فتمد المالحة إلى أيام السيول.»٩٢
أخيرًا يُحدثنا الحموي عن أحد أنهار أوربا، نهر طنابرس أو نهر دنيبر كما يُسمَّى حاليًّا وكيف يعتريه مدٌّ كبير: «وأكبر الأنهار التي تنزل إلى بُحيرة طوما نهر طنابرس الطويل الكبير المد الذي عليه كثير من عمائر البلغار والترك وعلى هذه البحيرة مدن كثيرة وعمائر غزيرة وأكثر سكانها البلغاريون ومعظمهم مسلمون وفيهم نصارى.»٩٣
وتقع مدينة البلغار التي ذُكرت في النص في أوربا الشرقية قُرب مدينة غازان الحالية في روسيا الوسطى، وينبغي ألَّا يُخلَط بينها وبين بلاد بلغاريا الحالية.٩٤

(٧-٣) ابن عبد الحق البغدادي

تحدث عبد المؤمن بن عبد الحق بن شمائل القطيعي البغدادي عن دير نهيا بالجيزة من أرض مصر فقال: «والماء يُحيط به من جميع جهاته في المد، فإذا انصرف الماء وزرع ظهر في أراضيه أنواع الزهر.»٩٥

(٧-٤) ابن بطوطة

تحدث محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم اللواتي الطنجي الشهير بابن بطوطة (٧٧٩ﻫ/١٣٧٧م) عن كل المدن والبلدات التي زارها، وما يحدُث فيها من مدٍّ وجزر. ففي حديثه عن البصرة قال: «والبصرة على ساحل الفرات والدجلة وبها المد والجزر كمثل ما هو بوادي سلا من بلاد المغرب وسواه، والخليج المالح الخارج من بحر فارس على عشرة أميال منها، فإذا كان المد غلب الماء المالح على العذب، وإذا كان الجزر غلب الماء الحلو على المالح، فيستسقي أهل البصرة الماء لدورهم، ولذلك يقال: إن ماءهم زعاق.»٩٦
ولدى ذكره مدينة القسطنطينية قال: «وهي مُتناهية في الكبر منقسمة بقسمَين بينهما نهر عظيم فيه المد والجزر على شكل وادي سلا من بلاد المغرب.»٩٧ ولعله يقصد بالنهر العظيم مضيق البوسفور حاليًّا الذي يصِل بين البحر الأسود وبحر مرمرة.
أما «مدينة كِنْبَايَة، وهي على خور من البحر وهو شبه الوادي تدخله المراكب، وبه المد والجزر وعاينت المراكب به مرساة في الوحل حين الجزر فإذا كان المد عامت في الماء.»٩٨ وقد زوَّدَنا ابن عبد المنعم الحِميري بتفاصيل أكثر عن مدينة كنباية الهندية حيث قال: «مدينة بأرض الهند من مملكة بلهرى وهي على خليج من البحر أعرض من النيل، فيجزر الماء في هذا الخليج حتى يبدو الرمل وقعر الخليج ويبقى فيه اليسير من الماء، فيرى الكلب على هذا الرمل وقد نضب ماؤه وصار كالصحراء، فإذا أقبل المد وأحس به الكلب أقبل يحضر ما استطاع ليفوت دفع الماء فلا يُفيده ذلك ويغرقه.»٩٩
وفي «بلدة كاوي، وهي على خور فيه المد والجزر وهي من بلاد الري.»١٠٠
أما «مدينة قوقة، وهي بضم القاف الأولى وفتح الثانية، وهي مدينة كبيرة عظيمة الأسواق أرسينا على أربعة أميال منها بسبب الجزر، ونزلت في عشاري مع بعض أصحابي حين الجزر لأدخل إليها فوحل العشاري في الطين، وبقي بيننا وبين البلد نحو ميلٍ فكنت لمَّا نزلنا في الوحل أتوكَّأ على رجُلَين من أصحابي، وخوفني الناس من وصول المد قبل وصولي إليها وأنا لا أحسن السباحة، ثم وصلت إليها وطفت بأسواقها.»١٠١
وبخصوص سَنْدَابور الهندية فهي «جزيرة في وسطها ست وثلاثون قرية، ويدور بها خور وإذا كان الجزر فماؤها عذب طيب، وإذا كان المد فهو ملح أجاج.»١٠٢

(٨) المبحث الثامن: علماء القرن (٩ﻫ/١٥م)

(٨-١) القلقشندي

في حديث أحمد بن علي بن أحمد الفزاري القلقشندي (توفي ٨٢١ﻫ/١٤١٨م) عن أحد أعظم أنهار الأندلس وهو نهر إشبيلية، ذكر قادس التي سبق وأن مرت معنا عند أرسطو وبوسيدونوس الرودسي وسترابو؛ حيث قال: «جزيرة قادس في البحر الرومي على يسار مصبِّه، ويقع في هذا النهر المد والجزر من البحر كما في دجلة عند البصرة، ويبلغ المد والجزر فيه سبعين ميلًا إلى فوق إشبيلية عند مكانٍ يُعرف بالأرحى، ولا يملح ماؤه بسبب المدِّ عند إشبيلية بل يبقى على عذوبته، وبين إشبيلية وبين مصب النهر في البحر خمسون ميلًا، فالمد يتجاوز إشبيلية بعشرين ميلا، والمد والجزر يتعاقبان فيه كل يومٍ وليلة، وكلما زاد القمر نورًا زاد المد، والمراكب لا تزال فيه منحدرة مع الجزر صاعدة مع المد، وتدخل فيه السفن العظيمة الإفرنجية بوسقها من البحر المحيط حتى تحطَّ عند سور إشبيلية.»١٠٣

(٨-٢) محمد الحِميري

تحدث أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد المنعم الحِميري عن جزيرة شيره في الأندلس حيث قال: هي «جزيرة بقُرب ساحل وادي القرى تضيق هناك الشعاب والجزائر، فيرصد أهل السفينة فتور الماء في أول المدِّ وفي آخر الجزر وقبل طغيان الماء وشدَّته.»١٠٤

(٩) المبحث التاسع: علماء القرن (١٠ﻫ/١٦م)

(٩-١) ابن إياس

في حديث زين العابدين محمد بن أحمد بن إياس عن البصرة ذكر أن «من عجائبها المد والجزر، وذلك أن الدجلة والفرات يجتمعان من أعلى البصرة ويصيران نهرًا واحدًا يجري من ناحية الشمال إلى الجنوبي، ويسمُّونه جزرًا. ثم يرجع من الجنوب إلى الشمال ويُسمُّونه مدًّا، وذلك بحسب الريح في كل يومٍ وليلة مرتَين. وفي ذلك يقول الشاعر:

وجازرٍ ليس له صولة
إلا إذا ما هدت الريح
وهو إذا ما سكنت ساكن
كأنما الريح له روح١٠٥،١٠٦

(٩-٢) سِباهي زاده

تحدث سِباهي زاده عن البحر الأعظم (المحيط الأطلسي) فقال: «وأكثر ما يبلغ سالكو البحر الأعظم من جانب المغرب سفالة الزنج ولا يتجاوزونها، وسبَبُه أن هذا البحر طعن في البر الشمالي في ناحية المشرق ودخله في مواضع كثيرة، وكثرت الجزائر في تلك المواضع كالرانج والرنجات وقير والوقواق والزنج، وعلى مثله بالتكافؤ طعن البر في البحر الجنوبي في ناحية المغرب وسكنه سودان المغرب وتجاوزوا فيه خطَّ الاستواء إلى جبال القمر التي منها منابيع نيل مصر فحصل البحر هناك فيما بين جبال وشعاب ذوات مهابط ومصاعد، يتردَّد فيه الماء بالمدِّ والجزر الدائمين ويتلاطم فيُحطم السفن ويمنع السُّلَّاك، ومع هذا فليس بمانعه عن الاتصال ببحر أوقيانوس من تلك المضائق، ومن جهة الجنوب وراء تلك الجبال فقد وُجدت علامات اتصالها ولم يشاهد، وبذلك صار بر المعمورة وسط ما قد أحاط به باتصال، وفي خلال هذا البر مُستنقعات مياه كثيرة مختلفة المقادير؛ فمنها ما استحق بعظمته اسم البحر كبحر نيطش الأرمني وبحر الروم وبحر الخزر.»١٠٧
وفي إطار حديثه عن البحر الأعظم ذكر مؤلف مجهول (توفي بعد ٣٧٢ﻫ/بعد ٩٨٢م): «وفيه يحدث المد والجزر مرَّتَين في اليوم والليلة من حدود القلزم حتى الصين. والمد هو أن يزداد الماء ويرتفع، والجزْر هو أن يقلَّ الماء وينخفض. وفي أي بحرٍ آخر لا يكون المد والجزر إلا بزيادة أو انخفاض الماء في البحار.»١٠٨ وقوله «مرَّتَين» إشارة إلى المد والجزر نصف النهاري.
١  مجلة الهلال، الجزء ٦، السنة الأولى، أول فبراير (شباط)، القاهرة، ١٨٩٣م، ص٢٠٧.
٢  Darwin, George Howard, The Tides and Kindred Phenomena in the Solar System, p. 55.
٣  ابن البهلول، الحسن، المختار من كتاب الدلائل، اختيار وتقديم: إياد خالد الطباع، وزارة الثقافة، الهيئة العامة السورية للكتاب، دمشق، ٢٠١٤م، ص١٤٨-١٤٩.
٤  عبده، طلعت أحمد محمد، وحورية محمد حسين جاد الله، جغرافية البحار والمحيطات، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، ١٩٩٧م، ص٩٦.
٥  محمدين، محمد محمود، التراث الجغرافي العربي، ط٣، دار العلوم للطباعة والنشر، الرياض، ١٩٩٩م، ص٤٥٩.
٦  ابن فارس، أحمد بن زكريا القزويني الرازي، أبو الحسين، معجم مقاييس اللغة، ج٥، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، دار الفكر، بيروت، ١٩٧٩م، ص٢٦.
٧  عبده، طلعت أحمد محمد، وحورية محمد حسين جاد الله، جغرافية البحار والمحيطات، ص٩٣-٩٤.
٨  محمدين، محمد محمود، التراث الجغرافي العربي، ص٤٦٣.
٩  يوجد ٢٠ تسمية أخرى للمُحيط الأطلسي جمعها الباحث عباس المسعودي من كل التراث الجغرافي العربي، وهي: أقيانس، وأقيانوس، ولبلاية، وبحر الظلمات، وبحر الظلمة، والبحر المحيط، والبحر الغربي، والبحر الغربي المحيط، والبحر المظلم المحيط، والبحر الكبير المظلم، والمحيط، والبحر المحيط الجنوبي، والبحر الأعظم، والبحر المحيط الغربي، والبحر المحيط بالمغرب، والبحر الأعظم الغربي، وبحر المغرب، وبحر أوقيانوس الغربي، وبحر أوقيانوس الأعظم، والبحر المالح المحيط، والبحر المغربي. عن: المسعودي، عباس فضل حسين، المحيط الأطلسي في التراث الجغرافي العربي الإسلامي، مجلة آفاق الثقافة والتراث، السنة ٢٣، العدد ٨٩، مركز جمعة الماجد، دبي، ٢٠١٥م، ص١٣٧-١٣٨.
١٠  البَلَاذُري، أحمد بن يحيى بن جابر بن داود، فتوح البلدان، دار ومكتبة الهلال، بيروت، ١٩٨٨م، ص٣٤٧.
١١  سهراب بن سرابيون، كتاب عجائب الأقاليم السبعة إلى نهاية العمارة، اعتنى بنسخه وتصحيحه: هانس فون مزيك، مطبعة أدولف هولز هوزن، فيينا، ١٩٢٩م، ص١٣٥.
١٢  كل فرسخ عربي يقابل ٦ كيلومترات تقريبًا (بالضبط ٥٩١٩٫٢٩٧٢٤ مترًا). فاخوري، محمود وخوام، صلاح الدين، موسوعة وحدات القياس العربية، ط١، مكتبة لبنان ناشرون، بيروت، ٢٠٠٢م، ص١٤٤.
١٣  الهمذاني، أحمد بن محمد، كتاب البلدان، تحقيق: يوسف الهادي، ط١، عالم الكتب، بيروت، ١٩٩٦م، ص٢٣٣.
١٤  ابن خرداذبة، عبيد الله بن أحمد، المسالك والممالك، أوفست عن طبعة ليدن، دار صادر، بيروت، ١٨٨٩م، ص٦٩.
١٥  سهراب بن سرابيون، كتاب عجائب الأقاليم السبعة إلى نهاية العمارة، ص١٣٥.
١٦  الإصطخري، أبو إسحاق، كتاب الأقاليم، تحقيق: مولر غوتا، ١٨٩٣م، ص٢٨.
١٧  ابن الجوزي، سبط، مرآة الزمان في تواريخ الأعيان، ط١، ج١٩، تحقيق وتعليق: محمد بركات، كامل محمد الخراط، عمار ريحاوي، محمد رضوان عرقسوسي، أنور طالب، فادي المغربي، رضوان مامو، محمد معتز كريم الدين، زاهر إسحاق، محمد أنس الخن، إبراهيم الزيبق، دار الرسالة العالمية، دمشق، ٢٠١٣م، ص٣٢١.
١٨  القزويني، زكريا بن محمد، آثار البلاد وأخبار العباد، دار صادر، بيروت، (د.ت)، ص٣٠٩.
١٩  مجلة المُقتبس، العدد ٨٨، يُصدرها محمد بن عبد الرزاق بن محمد كُرْد عَلي، دمشق، ١ / ٥ / ١٩١٤م، ص١٨.
٢٠  مجلة المقتبس، العدد ٨٨، يصدرها محمد بن عبد الرزاق بن محمد كُرْد علي، دمشق، ١ / ٥ / ١٩١٤م، ص٢٠.
٢١  الإصطخري، أبو إسحاق، المسالك والممالك، دار صادر، بيروت، ٢٠٠٤م، ص٩٤. وقد أعاد هذا الحديث مرة أخرى في كتابه كتاب الأقاليم، تحقيق: مولر غوتا، ١٨٩٣م، ص١٦. كما اقتبس جزءًا منه مؤلِّف مجهول، طريق الرشاد إلى تعريف الممالك والبلاد، مكتبة بايزيد العمومية (رقم ٤٦٨٩)، ص٦٥ظ.
٢٢  ابن حوقل، محمد، صورة الأرض، ج٢، دار صادر، أفست ليدن، بيروت، ١٩٨٣م، ص٢٥٧.
٢٣  الحموي، ياقوت، معجم البلدان، ج٢، دار صادر، بيروت، ١٩٩٥م، ص٤٠٥.
٢٤  أبو الفداء، عماد الدين إسماعيل، تقويم البلدان، المكتبة الثقافية الدينية، القاهرة، ٢٠٠٧م، ص٣٦١.
٢٥  سباهي زادة، محمد بن علي البرسوي، أوضح المسالك إلى معرفة البلدان والممالك‏، تحقيق: المهدي عبد الرواضية، ط١، دار الغرب الإسلامي‏، بيروت، ٢٠٠٦م، ص٣٢٠.
٢٦  مفردها رستاق، وهي المواضع التي فيها زرع وقرى أو بيوت مجتمعة.
٢٧  الإصطخري، أبو إسحاق، المسالك والممالك، ص٢٤٣-٢٤٤.
٢٨  البغدادي، عبد المؤمن، مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع، تحقيق: السيد علي محمد البجاوي، ط١، ج٢، دار الجيل، بيروت، ١٩٩٢م، ص٧٤٢.
٢٩  كرر هذه الفقرة مؤلف كتاب) هيئة أشكال الأرض ومقدارها في الطول والعرض(، مخطوطة المكتبة الوطنية باريس، رقم ٢٢١٤ Arabe، ص٨ وكذلك ابن حوقل لكن مع تفصيل أكثر في كتاب (صورة الأرض(، ج ١، دار صادر، أفست ليدن، بيروت، ١٩٨٣ م، ص٤٧.
٣٠  الإصطخري، أبو إسحاق، كتاب الأقاليم، ص١٧.
٣١  الشريف الإدريسي، محمد بن محمد، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، ط١، ج١، عالم الكتب، بيروت، ١٩٨٩م. ص٩٢.
٣٢  أبو الفداء، عماد الدين إسماعيل، تقويم البلدان، المكتبة الثقافية الدينية، القاهرة، ٢٠٠٧م، ص٢٧.
٣٣  ابن حوقل، محمد، صورة الأرض، ج١، دار صادر، أفست ليدن، بيروت، ١٩٨٣م، ص٤٧.
٣٤  الإصطخري، أبو إسحاق، كتاب الأقاليم، ص٢٨.
٣٥  كرَّر ذلك أيضًا مؤلِّف مجهول، هيئة أشكال الأرض ومقدارها في الطول والعرض، مخطوطة المكتبة الوطنية باريس، رقم (Arabe 2214)، ص٧٠.
٣٦  الإصطخري، أبو إسحاق، كتاب الأقاليم، ص٩٤.
٣٧  الدمشقي، شمس الدين أبو عبد الله، نخبة الدهر في عجائب البر والبحر، طبعة فرين وأغسطس بن يحيى بن مهران، كوبنهاجن، ١٨٦٥م، ص١٤٧-١٤٨.
٣٨  ابن إياس، محمد بن أحمد، نشق الأزهار في عجائب الأقطار، مخطوطة في المكتبة الوطنية بباريس، رقم (Arabe 2208)، ص٢٦٩.
٣٩  الغرناطي، أبو حامد، تحفة الألباب ونخبة الإعجاب، تحقيق: إسماعيل العربي، ط١، منشورات دار الآفاق الجديدة، المغرب، ١٩٩٣م، ص١١٨-١١٩. وقد أخذ عن أبي حامد الغرناطي: عبد الرشيد الباكوي، في كتابه «تلخيص الآثار في عجائب الأقطار»، مخطوطة المكتبة الوطنية بباريس، رقم (Arabe 2247)، ص١٧٥.
٤٠  مدينة في العراق تبعد عن البصرة مقدار (٤ كيلومترات).
٤١  المقدسي البشاري، أبو عبد الله محمد بن أحمد، أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، ط٣، مكتبة مدبولي القاهرة، ١٩٩١م، ص١٢٩.
٤٢  المرزوقي، أبو علي، الأزمنة والأمكنة، تحقيق خليل المنصور، ط١، دار الكتب العلمية، بيروت، ١٩٩٦م، ص٤٥٢.
٤٣  أبو الفداء، عماد الدين إسماعيل، تقويم البلدان، المكتبة الثقافية الدينية، القاهرة، ٢٠٠٧م، ص٦٢. وقد اقتبس هذا النص مؤلِّف مجهول لكتاب «طريق الرشاد إلى تعريف الممالك والبلاد»، ص١٦ظ.
٤٤  أبو الفداء، عماد الدين إسماعيل، تقويم البلدان، ص٣٤٢.
٤٥  المقدسي البشاري، أبو عبد الله محمد بن أحمد، أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، ط٣، مكتبة مدبولي القاهرة، ١٩٩١م، ص٤١٢.
٤٦  خسرو، ناصر، سفرنامة، تحقيق: يحيى الخشاب، ط٣، دار الكتاب الجديد، بيروت، ١٩٨٣م، ص١٥١.
٤٧  كرر ابن سعيد المغربي هذه العبارة مرةً أخرى في كتابه «بسط الأرض في الطول والعرض»، حقَّقه: خوان فيرنيط خينيس، معهد مولاي الحسن، تطوان، ١٩٥٨م، ص٩٢.
٤٨  المغربي، أبي الحسن علي بن موسى بن سعيد، الجغرافيا، حقَّقه ووضع مُقدمته وعلق عليه: الدكتور إسماعيل العربي، منشورات المكتب التجاري للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، ١٩٧٠م، ص١٥٩.
٤٩  البكري، أبو عبيد، المسالك والممالك، ج٢، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ١٩٩٢م، ص٨٦٧.
٥٠  مؤلف مجهول، الاستبصار في عجائب الأمصار، دار الشئون الثقافية، بغداد، ١٩٨٦م، ص٢١٤-٢١٥.
٥١  البكري، أبو عبيد، كتاب المُغرِب في ذكر إفريقية والمغرب، مكتبة المُثنى، إعادة طبع الجزائر ١٨٥٧م، بغداد، (د.ت)، ص٢٠.
٥٢  الحِميري، محمد بن عبد الله بن عبد المنعم، الروض المِعطار في خبر الأقطار، تحقيق: إحسان عباس، ط٢، مؤسسة ناصر للثقافة، بيروت، ١٩٨٠م، ص٣٦٦.
٥٣  اقتبس ابن الوردي في كتابه «خريدة العجائب وفريدة الغرائب» هذا النص أيضًا، ص١١٩.
٥٤  الشريف الإدريسي، محمد بن محمد، نزهة المُشتاق في اختراق الآفاق، ط١، ج١، عالم الكتب، بيروت، ١٩٨٩م. ص٣٨٤.
٥٥  الحِميري، محمد بن عبد الله بن عبد المنعم، الروض المِعطار في خبر الأقطار، ١٩٨٠م، ص١٠٥.
٥٦  الشريف الإدريسي، محمد بن محمد، نزهة المُشتاق في اختراق الآفاق، ط١، ج١، عالم الكتب، بيروت، ١٩٨٩م، ص٣٩٣.
٥٧  الحِميري، محمد بن عبد الله بن عبد المنعم، الروض المعطار في خبر الأقطار، ص٢٢٥.
٥٨  الشريف الإدريسي، محمد بن محمد، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، ط١، ج١، ص٩٠.
٥٩  المرجع السابق نفسه، ص٢٣٩.
٦٠  أبو الفداء، عماد الدين إسماعيل، تقويم البلدان، ص١٤٦.
٦١  الشريف الإدريسي، محمد بن محمد، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، ط١، ج١، ص٢٨٠.
٦٢  الحِميري، محمد بن عبد الله بن عبد المنعم، الروض المعطار في خبر الأقطار، ص٤٥١.
٦٣  الشريف الإدريسي، محمد بن محمد، نزهة المُشتاق في اختراق الآفاق، ط١، ج٢، ص٥٤٣.
٦٤  الحِميري، محمد بن عبد الله بن عبد المنعم، الروض المِعطار في خبر الأقطار، ص٣٤٧.
٦٥  الشريف الإدريسي، محمد بن محمد، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، ط١، ج٢، ص٥٤٧.
٦٦  المرجع السابق نفسه، ص٧٢٦-٧٢٦.
٦٧  الشريف الإدريسي، محمد بن محمد، نزهة المُشتاق في اختراق الآفاق، ط١، ج٢، ص٧٢٧-٧٢٨.
٦٨  المرجع السابق نفسه، ص٧٢٩.
٦٩  الغرناطي، أبو حامد، تحفة الألباب ونخبة الإعجاب، تحقيق: إسماعيل العربي، ط١، منشورات دار الآفاق الجديدة، المغرب، ١٩٩٣م، ص١١٨-١١٩. وقد أخذ عن أبي حامد الغرناطي: عبد الرشيد الباكوي، في كتابه «تلخيص الآثار في عجائب الأقطار»، مخطوطة المكتبة الوطنية بباريس، رقم (Arabe 2247)، ص١٧٥.
٧٠  القزويني، زكريا بن محمد، آثار البلاد وأخبار العباد، دار صادر، بيروت، (د.ت)، ص٥٠٤. وقد أعاد القزويني هذه الفقرة في كتابه «عجائب البلدان»، مخطوطة مكتبة الدولة، برلين، رقم (Diez A quart. 133)، ص٣٢٤.
٧١  ابن إياس، محمد بن أحمد، نشق الأزهار في عجائب الأقطار، مخطوطة في المكتبة الوطنية بباريس، رقم (Arabe 2208)، ص٢٢٦، ٢٦٤.
٧٢  الهروي، أبو الحسن، الإشارات إلى معرفة الزيارات، ط١، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، ٢٠٠٢م، ص٧٣.
٧٣  ابن جبير، محمد بن أحمد، تذكرة بالأخبار عن اتفاقات الأسفار، تحقيق: علي كنعان، ط١، دار السويدي للطباعة والنشر، أبو ظبي، ٢٠٠٨م، ص٢٥٨.
٧٤  عبد الواحد بن علي التميمي المراكشي، مُحيي الدين، المُعجِب في تلخيص أخبار المغرب من لدن فتح الأندلس إلى آخر عصر الموحِّدين، تحقيق: الدكتور صلاح الدين الهواري، المكتبة العصرية، صيدا، بيروت، ٢٠٠٦م، ص٢٥٧.
٧٥  اقتبس هذه الفقرة فقط محمد بن أحمد بن إياس، في كتابه «نشق الأزهار في عجائب الأقطار»، مخطوطة في المكتبة الوطنية بباريس، رقم (Arabe 2208)، ص١٣١، ١٥٩. كما اقتبسَها عبد الرشيد الباكوي، في كتابه «تلخيص الآثار في عجائب الأقطار»، مخطوطة المكتبة الوطنية بباريس، رقم (Arabe 2247)، ص٧٨.
٧٦  القزويني، زكريا بن محمد، آثار البلاد وأخبار العباد، دار صادر، بيروت، (د.ت)، ص١٩٥.
٧٧  كرر ابن سعيد المغربي هذه العبارة في كتابه «بسط الأرض في الطول والعرض»، حققه: خوان فيرنيط خينيس، معهد مولاي الحسن، تطوان، ١٩٥٨م، ص١٠٠.
٧٨  المغربي، أبي الحسن علي بن موسى بن سعيد، الجغرافيا، حقَّقه ووضع مُقدمته وعلق عليه: الدكتور إسماعيل العربي، منشورات المكتب التجاري للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، ١٩٧٠م، ص١٦٧.
٧٩  المرجع السابق نفسه، ص١٧٩.
٨٠  الدمشقي، شمس الدين أبو عبد الله، نخبة الدهر في عجائب البر والبحر، ص١١٢.
٨١  الدمشقي، شمس الدين أبو عبد الله، نخبة الدهر في عجائب البر والبحر، ص١٣٩.
٨٢  المرجع السابق نفسه، ص١٤٨.
٨٣  المرجع السابق نفسه، ص٢٤٥.
٨٤  أبو الفداء، عماد الدين إسماعيل، تقويم البلدان، ص٣٠.
٨٥  سباهي زادة، محمد بن علي البرسوي، أوضح المسالك إلى معرفة البلدان والممالك‏، ص٤٣-٤٤.
٨٦  اقتبس هذا النص مؤلف مجهول لكتاب «طريق الرشاد إلى تعريف الممالك والبلاد»، ص١٢ظ.
٨٧  سباهي زادة، محمد بن علي البرسوي، أوضح المسالك إلى معرفة البلدان والممالك‏، ص٧٣-٧٤.
٨٨  المقري، أحمد، نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، تحقيق: إحسان عباس، ط١، ج١، دار صادر، بيروت، ١٩٩٧م، ص١٥٧.
٨٩  أبو الفداء، عماد الدين إسماعيل، تقويم البلدان، ص١١١. وقد اقتبس هذا النص مؤلِّف مجهول، طريق الرشاد إلى تعريف الممالك والبلاد، مكتبة بايزيد العمومية (رقم ٤٦٨٩)، ص١٠٧ظ-١٠٨و.
٩٠  سباهي زادة، محمد بن علي البرسوي، أوضح المسالك إلى معرفة البلدان والممالك‏، ص٥٢٣-٥٢٤.
٩١  مؤلف مجهول، طريق الرشاد إلى تعريف الممالك والبلاد، مكتبة بايزيد العمومية (رقم ٤٦٨٩)، ص٥٠و.
٩٢  أبو الفداء، عماد الدين إسماعيل، تقويم البلدان، المكتبة الثقافية الدينية، القاهرة، ٢٠٠٧م، ص١٦٤.
٩٣  المرجع السابق نفسه، ص٢٣٠.
٩٤  الشيرازي الشافعي، محمود، ابتداء دولة المغول وخروج جنكيز خان، ترجمة وتحقيق: يوسف الهادي، كربلاء، دار الكفيل، ٢٠١٧، ص٧٧.
٩٥  البغدادي، عبد المؤمن، مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع، تحقيق: السيد علي محمد البجاوي، ط١، ج٢، دار الجيل، بيروت، ١٩٩٢م، ص٥٧٩.
٩٦  ابن بطوطة، أبو عبد الله، رحلة ابن بطوطة «تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار»، ج٢، تحقيق وتقديم عبد الهادي التازي، أكاديمية المملكة المغربية، الرباط، ١٩٩٧، ص١٥-١٦.
٩٧  المرجع السابق نفسه، ص٢٥١.
٩٨  المرجع السابق نفسه، ج٤، ص٢٧.
٩٩  الحِميري، محمد بن عبد الله بن عبد المنعم، الروض المعطار في خبر الأقطار، ص٤٩٦.
١٠٠  ابن بطوطة، أبو عبد الله، رحلة ابن بطوطة «تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار»، ج٤، ص٢٩.
١٠١  ابن بطوطة، أبو عبد الله، رحلة ابن بطوطة «تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار»، ج٤، ص٣٠-٣١.
١٠٢  المرجع السابق نفسه، ص٣١.
١٠٣  القلقشندي، أحمد بن علي بن أحمد الفزاري، صبح الأعشى في صناعة الإنشاء، تحقيق: محمد حسين شمس الدين وآخرون، ط١، ج٥، دار الكتب العلمية، بيروت، ١٩٨٧م، ص٢٢٧.
١٠٤  الحِميري، محمد بن عبد الله بن عبد المنعم، الروض المعطار في خبر الأقطار، ص٣٥١.
١٠٥  ورد هذان البيتان في «نهاية الأرب في فنون الأدب» للنويري، ج١، ص٢٥٥، لكن في أول شطر من البيت الأول وضعت كلمة «زاخرٍ» بدلًا من «جازرٍ»، ونعتقد ما ذكره ابن إياس أصح؛ لأنه يشمل معنى الجزر وليس الزخر. من ناحية أخرى اقتبس هذا النص نفسه مؤلف «نزهة الجليس ومنية الأديب الأنيس»، ج١، موسوي حسيني، عباس بن علي، تحقيق: خرسان محمد مهدي، المكتبي الحيدري، قم، ١٩٩٦م، ص٥٣١.
١٠٦  ابن إياس، محمد بن أحمد، نشق الأزهار في عجائب الأقطار، مخطوطة في المكتبة الوطنية بباريس، رقم (Arabe 2208)، ص١٢٣.
١٠٧  سباهي زادة، محمد بن علي البرسوي، أوضح المسالك إلى معرفة البلدان والممالك‏، ص١١١-١١٢.
١٠٨  مؤلف مجهول، حدود العالم من المشرق إلى المغرب، تحقيق وترجمة عن الفارسية: السيد يوسف الهادي، الدار الثقافية للنشر، القاهرة، ٢٠٠٢م، ص٢٦.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤