الفصل الأول

في القهوة التي خارج البورصة

المنظر الأول

(فرج فقط)
فرج : جيت أدخل البورصة أشوف الخواجة، مسكني البربري على الباب، وقال لي: الهَدَّامين ما يُدْهُلوش هنا، الهَدَّامين رايْهِين يعملوا إيه في البورصة، وانت رَوَّه يا فلَّاه، إنت ملكش شُجْل هنا، رُوه اكنس الأوضة بتاع هواجتك وسهِّن الطَّبْية، يلَّا رُوه. وزَجِّني زَجَّه خلَّا بيني وبين الباب أربع أَدْرُع، أَجُول إيه؟ حتى البرابرة شافوا لهم يوم، ودا كله من الخواجات اللي بيدلَّعوهم، يَخِي إحنا ما لنا ومال الكلام دا، إحنا في الخواجة سليم اللي ما قدرناش نشوفه، ونقول له إن سِتِّي لبيبة بنته بتِترجَّاه ما يغِبْش الليلة؛ لأن جَتْهم عزومة في بيت الخواجة موسى؛ لأجل يُرُوحوا يسمعوا ألمَس (ينظر إلى الباب) أهو الخواجة بتاعنا مِتْحوَّطاه السماسرة، ونازلين عليه زي ما ينزل الدِّبَّان على العسل، أمَّا أياديهم والبلاط، وخواجِتْنا من اللي ما يتلعبش عليهم. داه دا داه دا، وادي الخواجة يعقوب، وأنا في جيبي جواب له من السِّت، قالت لي أعطيه له في يده، لاكن بالسِّر من غير ما حد يشوفك. حقَّا دا أمر صعب، ربنا يوفَّق، أما السِّت بتاعتنا ميِّتة في هوا الخواجة يعقوب، والظاهر أنه هو التاني بيحبها؛ لأن جواباتهم لم تنقطع، يَخِي ربنا يديم حبهم ونستنفع من أَفَاهم، دا الخواجة يعقوب شَب ظريف، ربنا يسعد أوقاته. داه دا، الخواجات اتراكبت على بعضها، وهم خارجين على هنا، أما أنا رايح أتركن على جنب لوقت ما أقدر أستفرد بالخواجة بتاعنا، أو بالخواجة يعقوب (يرتكن على جنب).

المنظر الثاني

(الخواجة سليم وحليم ثم السماسرة وجملة خواجات)
سليم (يخرج وفي يده تلغراف) : ما صدقتوش بخاطِرْكم، إنشالله ما صدقتم، أنا عليَّ لكم ما أقرا التلغراف آمنتوا ما آمنتوا كيفكم.
حليم (إلى سليم) : طيب تعملش معروف وتخليني أقراه أنا بعيني، رايح تخسر إيه؟ إنت خايف لآكله؟ أنا ما أمسكوش بإيدَيَّه، بس أبص فيه من بعيد لبعيد؛ لأني — أنكِرْشِ منك — الخبر دا غريب.
يعقوب : طيب اقرأ يا عديم الأمانة.
حليم (يقرأ التلغراف وكل الخواجات مطبوقة عليه) : واحد بانكيير شهير من معارف سعادة ناظر المالية، مؤكَّد أن السُّلْفة حصلت.
يعقوب : صدَّقت يا بني ولا لسه عندك شك؟
أنطون : لا شك ولا رَك.
يوسف : شك إيه دا حرام عليه، خبر من بِز أمه، يالله يا خواجات.
أنطون : يالله ننزل في ميدان البون.
يوسف : فرَّجونا على شطارتكم وجسارتكم.
أنطون : بِحْدَاشَر ونصف، استحقاق مارس من يشتري؟
حليم : عندك قد إيه؟
أنطون : عشرين ألف جنيه.
حليم : روح، استابينا.
أنطون : طيب تعالى أكتب لك النوطة (يدخلوا الاثنين).
حليم : يالله يا وليد (يخرج).
يوسف : وانتو يا خواجات ما حدش فيكم يبيع ويشتري (يتوشوش مع الخواجات) طيِّب حاضر فهمت (في نفسه) أمَّا التلغراف دا مبروك، على كل حال عملنا لنا بِأكَمْ جنيه. (لسليم) وانت يا خواجة سليم باشوفك ساكت لا بتبيع ولا بتشتري.
حليم : الصبر طيب أنا ما أحِبِّش الهوجة، الشغل بِدُّه عقل وتأمُّل، مش كده اخبيط ارقيع.
يوسف : إزاي بقا الخبر دا موش مالي مخك، والحال التلغراف دا جاي لك من عين محل شغلك باسكندرية، وإذا ما صدقتش فيه إنت، مين رايح يصدق فيه؟
سليم : الحق معك يا بني، أمَّا مع كل ذلك على رأْيِ اللي قال: من تأنَّى نال ما تمنَّى.
يوسف : أخيرًا حضرتك موش عاوز تعمل شغل الليلة كيفك، اصحا تندم، بقا عن إذنك أنا داخل مع الخواجات (إلى الخواجات … يخرجوا معه).

المنظر الثالث

(سليم ويَنِّي ثم فرج الخَدَّام)
سليم (يجلس بقرب سفرة، ويطرق بالعصاية عليها) : جارسون، جارسون، أما الجماعة قاعدين جوَّا هايجين، ولو أن الخبر دا لازم يكون صحيح؛ لأنه مشالله اسم الحكومة متشرف وأعظم البنكات مستعدة لتقديم أيُّها سُلْفة ان كانت للميري، ولا شك إذا طلبت المالية ماية مليون جنيه في الصبح الظهر يكونوا حاضرين، مع كل ذلك ما أظنش ان السُّلفة المذكورة بالتلغراف ده تتم؛ لأن شروطها متخلصش، والميري الحمد لله موش قد كدا محتاج. أمَّا الجارسون ده أَطْرش (يخبط) يَنِّي، جارسون.
يَنِّي : كوماندي.
سليم : فنجان قهوة بالعَجَل.
يَنِّي : حاضر (يخرج).
فرج : يا خواجة.
سليم : إنت هنا جيت تعمل إيه يا فرج؟
فرج : الست باعتاني أقول لك ما تغيبش الليلة؛ لأن جاتكم عزومة في البيت.
سليم : أيوا من بيت الخواجة موسى، أنا عارف بالعزومة دي، طَيِّب روح قول لها آديني جاي.
فرج : بس أُمَّال تعالى بدري شوية. بتقول الست، لَحْسَان بتزعل وحدها.
سليم : روح انت آديني جاي وراك.
فرج : حاضر يا سيدي، (في نفسه) أما احْنَا بِدِّنا نسلم الجواب إلى الخواجة يعقوب، لما نتركن لنا على جنب لحينما يجي ونعطيه له (يخرج).

المنظر الرابع

(يوسف وأنطون وحليم والخواجات والمذكور)
سليم (ينظر إلى جهة الباب) : دول الجماعة هايجين وجايين على هنا، لازم يكون وَرَد لهم تلغراف آخر، أنا لولا خوفي من بيت إسكندرية لكنت دخلت فيه، بازارات كُبار، وعملت لي شغلة عظيمة، أمَّا عَسى لا تكرهوا شيء وهو خيرًا لكم.
أنطون (يدخل ومعه تلغراف، وهو يقول لسليم) : لو كنت سمعت كلامي واشتريت لك كام ألف جنيه كنت كسبت فيهم مبلغ جسيم.
حليم : زَيِّي أنا اللي كسبت ماية جنيه في دقيقة.
سليم : ليه الخبر إيه؟ بيقول إيه التلغراف ده اللي في إيدك؟
أنطون : البون اتشرَّف تَلَت أربع الماية، هَيَّا تشتري تبيع؟ يالله كوراجيو، سمَّعْنا كلمة استابينا، اكتب لك النوطة؟
سليم : بلا كوراجيو بلا استابينا بلا نوطة، ابعد عني يا شيطان وخُدْ نصيبك.
يوسف : الخواجة سليم دا خوَّاف (إلى الخواجات) اصحوا تتبعوا إرادته، يالله تعالوا بنا ندخل البورصة نستفتحوا، دي ليلة عظيمة، وأشغال مبروكة، هيدا بنا انديامو (يدخلوا الخواجات البورصة).
أنطون (لحليم) : قول لي يا حليم، تعطيني إيه إذا كسبت لك أربعة خمسة آلاف جنيه من دول.
حليم : أدِّيك روحي، إذا جيت للحق المبلغ ده محتاج له الأمر قوي.
أنطون : أنا رَاسِي، وإنت بتعمل طيِّب، تورِّي إن عندك ملايين؛ لأن في الزمن ده ما تنفعكش إلا اللَّهجة، مع كل ذلك حاسب.
حليم : أيوا، إذا كان عندنا عَشَم في التحصيل على المبلغ الحاكي عنه، كُنَّا نتجاسر وندخل لنا في شغلة كبيرة، بس ما فهمناش الطريقة اللي نتحصَّل بها على الألفات جنيه دي.
أنطون : شايف صاحبنا اللي قاعد يشرب القهوة هنا، دا الخواجة سليم، ودا له قطعة بنت، إيش من حاجة، تعرفها؟ حاجة ربنا يجعلها بالهَنا، والضوطة بتاعتها يا وليد أحلى منها.
حليم : بس فهمتك، اقضي لنا البيعة دي، ولك مايتان جنيه يابا.
سليم (إلى أنطون) : تبيع له إيه؟
حليم : باع لي أربعين ألف جنيه بعشرة ونصف.
أنطون (لسليم) : ليش تعجبك البيعة دي؟ تعطيهم له انت يا خَمْران؟
سليم : لا أنا قلت لك إني ما باشتغلش الليلة.
أنطون : كيفك (لحليم) اشتريت الأربعين ألف جنيه، استابينا؟
حليم : استابينا.
أنطون : رُوح جُوَّه لشريكي يكتب لك النوطة.

(حليم يخرج.)

المنظر الخامس

(أنطون وسليم)
أنطون : بقا جَنابك حَكِّمْت رَأْيك أنك ما تعملش شَي الليلة، لا اسكوميسا ولا بريمو ولا على الريق ولا حاجة؟
سليم : دايقتني، ما قلت لك ما ليش كيف الليلة على الشغل؛ لأن بيت إسكندرية عملت بازارات كُبار، وخايف أبوَّظهم ببيعي وشِرايا.
أنطون : السمسار ياكل هَوا ما عليهش، أنا عندي لك شغلة عظيمة لكن السمسرة بتاعتها اتنين الماية وماية جنيه بريمو.
سليم : طيب الشغلة دي إيه؟
أنطون : لقيت لك عريس للبُنَيَّة، واد يعجبك بشرط جدع في السوق مِلَحْلَح، يا خواجة يحسب لك الحسبة في دقيقة، أصره، المسيو حليم تقول فيه إيه؟
سليم : موش رَضِي، لكن فارغ ماهوش عَاكِم.
أنطون : مين قال لك؟ دا يحتكم له على أربع خمس آلاف جنيه، زي جديد وربَّاهم في أقرب وقت، تقدر تسأل كل الناس عليه، وإذا ما كَنِتْش عنده الفلوس كان يبقا له الجراعة دي يشتري بالأربعين ألف جنيه مرة واحدة؟
سليم : أيوا صحيح، لازم يكون غني، طيب استابينا، تعالى انت ويَّاه اتغدوا بكرة عندي وربنا يوفَّق.
أنطون : مبروك (في نفسه) إذا كان كل شهر نعمل لنا ليلة زي دي تبقا أَشْيِتْنا معدن (يخرج).
سليم : أمَّا السماسرة دول يحتاروا إيش يعملوا على شان يكسبوا فلوس، والله بوَّظوا على النسوان الخطَّابات، لمَّا ندخل نشوف الجماعة بيعملوا إيه (يخرج).

المنظر السادس

(يعقوب ويوسف يدخلوا)
يعقوب : أنا راسي داخت من دِلبورصة.
يوسف : بس مالك؟ أنا شايفك الليلة معكنن، كفا الله الشر، دا انت قاعد تِبان عاشق، يا ترى مين دي اللي واخده عقلك؟ تِكُنْش بنت من الجماعة دول اللي بيسرسعوا في التياترو؟
يعقوب : اخرس ما تشبِّهَّاش لهم.
يوسف : ها، أَدِيك طبِّيت يا وليد، أمَّا أنا لي نظر على دول، بقا عاشق بسلامتك، تِكُنش بنت خواجتك إيَّاها الإنجليزية؟ يعني كويسة في الواقع بس يا خسارة، رفيعة وطويلة طول العون، أمَّا فلوسها كويسين، عشرة آلاف جنيه دول موش مسخرة.
يعقوب : أنا مش من الجماعة اللي بِيِجْروا على الفلوس والجمال؛ لأني أنا ما انظرش إلا للفضايل.
يوسف : بقا عليَّ الكلام ده؟ محبوبتك صاحبة فضايل؟ بس قول لنا اسمها إيه يمكن أوجد لك طريقة واساعدك، ما تخافشي احنا اصحاب، وما فيش واحد زَيِّي في كتم السِّر، افتح لي قلبك انت وما تشوف إلا الخير.
يعقوب : طيب أنا، آه منك، بقا شوف، أنا صار لي سنة أحب بنت الخواجة سليم السِّت لبيبة، وحيث ان أبوها كان معرفة المرحوم؛ فأنا ليَّ رِجْل في البيت، ومن شهر وهيَّ الجوابات رايحة جَيَّه بيني وبينها، وأنا قصدي أطلبها من أبوها لكن مِسْتِحي.
يوسف : وساكت ليه من زمان، دا الراجل كان هنا لوحده دلوقت، لو كنت عارف بالأمر دا كنت كلِّمته لك، وكسبت لي على كل حال سمسرة عظيمة، خَلِّي قلبك في بطيخة صيفي، وحضَّر هدية الخطوبة، شوف شوف، هناك واحد يبُص لك وفي إيده جواب.
يعقوب : دا خَدَّامها، روح انت ادخل شوف ابوها.
يوسف : طيِّب أروح أجيبه هنا وأكلِّمه (يخرج).

المنظر السابع

(يعقوب – فرج)
يعقوب : قرَّب يا فرج ما تخافش.
فرج (يدخل) : مساء الخير يا خواجة يعقوب، تفضَّل (يعطيه الجواب).
يعقوب (ياخد الجواب، ويعطيه ريال) : شُرْب دخانك.
فرج : ربنا يخليك ويتمِّم مرغوبك، ربنا يعلم مقدار حبي لك (يعزم على الذهاب).
يعقوب : لأ، اصبر شوية لحد ما أعطيك رد الجواب، أقول لك، يَخِي بلاش روح انت.
فرج : حاضر يا سيدي (يخرج).
يعقوب (يفتح الجواب ويقراه في سِرِّه) : أمَّا اللي سمَّاها لبيبة ما غلِطْش، إيش من فصاحة وإيش من حلاوة لسان، دي كل كلمة من الجواب ده تموِّت ماية جدع، يوه عليهم من أشعار دي باين عليها قارية، ربنا يجعلها من نصيبنا، يَخِي العشم بوجه الله، ويوسف السمسار ده شاطر وصاحبي الروح بالروح، ولا بد انه يساعدني في الأمر ده، (ينظر لجهة الباب) أهو جاي مع الخواجة سليم، لمَّا ندخل من الناحية التانية أحسن يشوفونا (يخرج).

المنظر الثامن

(سليم ويوسف)
سليم : أدِحْنا لوحدنا، بقا بِدَّك تقول لي إيه؟ سمَّعْنا من تحايفك.
يوسف : أنا ما أعرفش أتكلم على الواقف، خُدْلك كرسي اتفضل ارتاح واصغي لأقوالي.
سليم : وادي قعدة … (يجلس) هات من أخبارك، بس افتكر إنه الوقت راح وأنا بِدِّي أقوم؛ لأن الجماعة في البيت بيخربوا الدنيا على غيابنا في البورصة، وشوية كمان بِدُّهم يدعوا الخواجة فلاك ويسرجنوه ويقفلوا له البورصة.
يوسف : واحنا ناكل منين؟ دي البورصة فَتْحها من نوع التمدُّن؛ لأنها محفل التجار، ودلوقتي انشهرت ورغبتها مَلَت الدنيا.
سليم : خلينا من الكلام ده، واحكي لنا بما عندك من الحوادث، بس من فضلك ما تطوِّلش.
يوسف : ما تخافش العبارة كلها كلمتين، تعرف الخواجة يعقوب رَيِّس بيت فلستون وشركاه؟
سليم : إزاي ما اعرفوش والمرحوم ابوه كان أعز أصحابي، يعقوب ولد شاطر وأنا عيني عليه.
يوسف : وبِدَّك تاخده لبنتك.
سليم : لأ، أنا بِدِّي آخده لبنت الخواجة إسحاق باشكاتب بنكنا، مادموازيل روز، بنت لطيفة تتكلم تلياني وفرنساوي وإنجليزي قوي عال، دي مشدودة بحمس.
يوسف : طيِّب وليه تعزم على بنات الناس عَوَض ما تعزم على بنتك، يعني الولد ما يستهلش الشرف دا؟
سليم : يعقوب ابن ناس وجدع صاحب شَرَف، لكن اللي زيِّنا ينبغي عليه كونه يناسب اللي من مقامه ودرجته، ويعقوب، ولو انه ريِّس محل فلستون، لكنه برده اسمه مُستخدِم.
يوسف : أيوا، أمَّا إذا خطبته على بنتك بالضوطة بتاعتها والأكم جنيه اللي عنده، يقدر يتشارك مع واحد من نِدُّه، ويصير في أقرب وقت بانكيير عظيم، يعني من غير مؤاخذة مين فيكم اتولد بانكيير.
سليم : الحق معاك، أمَّا أنا أعطيت استابينا، وبالضرورة اللي زيِّي ما يرجعش في كلمته.
يوسف : ومين العريس يا ترى؟ نقدر نعرفه أو العبارة لسه في السر؟
سليم : العريس الخواجة حليم، تقول فيه إيه؟
يوسف : عندي أقول فيه إيه، مبروك بس حضرتك خلِّي بالك، وقبل ما تحُط فيرمتك في الخطوبة، استقصى على الجدع، أحسن خايف عليك لا تطُب.
سليم : قلبك فيه الخير، أنا أعرفك حبيب، وإذا اتفضلت عليَّ تعالى اتغدا عندي بكرة، وإذا أردت هات معاك الخواجة يعقوب؛ لأن الشَّب دا أنا أحبه كتير.
يوسف : نتشرف يا سيدي.
سليم : بكرة عندنا في الغدا العريس والخواجة أنطون السمسار، بقا نحن في الانتظار.
يوسف : على عيني وراسي (في نفسه) بقا أنطون هو اللي لَحَس السمسرة دي؟!

المنظر التاسع

(أنطون والمذكورين)
أنطون (يدخل ويقول لسليم) : يا خواجة سليم تعالى ادخل بنا البورصة، الخواجات بدُّهم يشوفوك ويهنُّوك ويباركوا لك (بصوت خفي ليوسف) ها، تعرفش تعمل لك شغلة زي دي؟ لَحَسْنا فيها خمسماية جنيه يا وليد.
يوسف (بصوت خفي إلى أنطون) : يَخِي ما تفرحش، والله ما يبقوا بتوعك إلا لمَّا يدخلوا جيبك.
سليم (ياخد أنطون من دراعه) : يالله بنا (ثم يخرجوا).
يوسف : والله ما انت فالح في المشوار ده يا أنطون، والله أحلق شواربي.

المنظر العاشر

(يعقوب والمذكور)
يعقوب (يدخل) : بشَّرنا يابو يوسف، ربنا يبشرك بالخير.
يوسف : ما فلحناش آدي الكلام الجَد، أنطون سَبَقنا، وأخد من الخواجة سليم استابينا على الخواجة حليم، لكن ما تخافشي، أقطع دراعي إذا تمِّت العبارة.
يعقوب : بقا حليم اللي رايح يتجوِّزها، إلا واللهي لا اموِّته، هوَّا فين؟ فرَّجوني.
يوسف : إيه دا إيه دا، موش كدا الكلام، الصبر طيب.
يعقوب : اصبر ازاي، بقا اصبر وأخليه يتجوِّزها، وديني وما أعبد إلا اموِّته واموت فيه، الخواجة سليم فين يا هوه؟
يوسف : الخواجة سليم دخل البورصة، الناس قاعدين بيهنُّوه، وانت اكتم الدم على القيح، موش تعمل نفسك هتيكة، ومن غير شك انت اللي تتجوزها وتخرق عينه، بكرة أنا معزوم ويَّاك نتغدا عند العروسة، وأنا مستحضر على ملعوب تسعة وتسعين الماية يصح، بقا عليك ما تستناتي قبل الضهر بساعة لاجل ما نروح على هناك، والا الأحسن اسبقني انت على كل حال تقابل البنت، وتعمل غاية جهدك كونك تعصيها على الجدع، أهُمْ كل جماعة البورصة طالعين على هنا، فرَّجني مرجليتك وبارك للخواجة سليم، واعمل نفسك كأنه ما عندكش خبر وإلا ملعوبنا يخسر.
يعقوب : ما تفتكرش.

المنظر الحادي عشر

(سليم وحليم وأنطون والتجار وجملة خواجات والمذكورين)
يعقوب (لسليم) : مبروك ما عملت يا خواجة سليم.
سليم : الله يبارك فيك يا بني عقبال عندك.
يعقوب (لحليم) : ربنا يتمِّم بخير يا خواجة حليم.
حليم (ليعقوب) : الله يحفظك عقبال عندك انت التاني.
يوسف (في نفسه) : والله الواد جدع (ينطفي نور السين) داه دي، إحنا بقينا في الظلام.
أنطون : الساعة لسة ما جاتش تسعة، الشغل دا إيه (الخواجات يصيحوا) فين الخواجة فلاك؟
سليم : الساعة تقريبًا عشرة، بس إحنا اللي خَدْنا الوقت في البيع والشِّرا، وميعاد البورصة خالص من زمان، يالله بنا، بُنا سِيرَة (جميعهم يمسُّوا على بعض رايحين جايين بنا سيرة بنا سيرة بون نوي بون نوي ثم يتوجهوا وتنقفل الستارة).

غِنْوة أول فصل

انفضِّت البورصة وخلصت أشغالها
والجاز انطفى والناس راحت لحالها
اطلبوا من الله يا بنكييريَّه
يحرس لنا البورصة المصريَّة

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤