الأفول المشرق

أيها الأنجم التي قد رأينا
عِبَرًا في أفولها كالشموسِ
إن هذا الأفول كان شروقًا
في دياجيرِ طالعٍ منحوس
وسيأتي منه الزمان بسعد
تنجلي منه داجيات النُّحوس
شنقوكم ليلًا على غير مهلٍ
ثم دسوا جسومكم في الرموس
أفكانوا في ظلمة الليل تَجْرًا
هرَّبوا المال من جباة المكوس؟
هكذا الخائف المريب يواري
فعلة السوء منه بالتفليس
شنقوكم لأنكم قد أبيتم
أن تكونوا في ربقة الإنكليس
فاستحقوا اللعن الذي كررته
خاليات القرون في إبليس
سيديم الزمان لعنًا عليهم
شائع الذكر في بطون الطروس

•••

أيُّها الأنجم التي تركتنا
في أسًى من مصابها محسوس
في سبيل الأوطان متُّم ففزتم
بأجلِّ التمجيد والتقديس
وستبقى الذكرى لكم ذات رمز
هو تعظيمكم بخفض الرءوس
وسيجري احترامكم في مجاري
شرف خالد لكم قدموس
إن يومًا به نعيتم إلينا
يوم بؤس كحرب يوم البسوس
قد حكاها طولًا وشؤمًا وبغيًا
وتلَظَّى بِحَرِّ نارِ المجوس
فيه أبدت منا الوجوه كلوحًا
في شحوب وغبرة وعبوس
إذ سكنَّا وفي القلوب ارتجاج
مثل تيار لجة القاموس
وأطلنا عن الكلام سكوتًا
معربًا عن نشيجنا المهموس
ووجمنا حزنًا وربَّ وجومٍ
يتأتى من صاخبات النفوس
برأت ذمة المروءة منا
إن نُسي يوم شنقكم أو تُنُوسي

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤