اللوح الرابع

[يرجح علماء الآشوريات أن تكون الأعمدة أو الحقول الخمسة والنصف الأولى من هذا اللوح الذي أصابه التلف الشديد قد تضمنت الوصف التفصيلي لرحلة الملك وصديقه وتجاربهما في غابة الأرز، وقد بقيت من اللوح شذرة صغيرة تعطينا فكرة عن هذه التجارب …]

  • (١) بعد عشرين ساعة مضاعفة تناولا بعض الزاد،١
  • (٢) وبعد ثلاثين ساعة مضاعفة توقفا في المساء

    (ليأخذا حظهما) من النوم،

  • (٣) ثم قطعا أثناء النهار خمسين ساعة مضاعفة،

  • (٤) واجتاز مسيرة شهر ونصف في ثلاثة أيام.

  •   وقبل أن يخلدا للنوم حفرا بئرًا.٢،  ٣

    [فجوة تدل على ضياع ما يزيد على المائتي سطرًا، وعندما تبدأ السطور المتبقية يتضح أن جلجاميش وأنكيدو قد وصلا إلى باب الغابة المسحور الذي يجدان عندها ماردًا ضخمًا عيَّنه خمبابا لحراسته، والظاهر من النص المشوه أن جلجاميش قد ساوره الشك في قدرتهما على القضاء على هذا الحارس، إذ يقول له أنكيدو]:

العمود الخامس

  • (٣٩) «فكر فيما قلته في أوروك!
  • (٤٠) وانهض وتقدم إليه لتقتله.
  • (٤١) أي جلجاميش، يا ابن أوروك!»
  • (٤٢) سمع كلام فمه وامتلأ ثقة (بنفسه).
  • (٤٣) «هيا اهجم عليه بسرعة، حتى لا يهرب،
  • (٤٤) ولا ينحدر إلى الغابة ويفلت منا.
  • (٤٥) لقد تعوَّد أن يلبس سبعة دروع،

    لا يقوى أي سلاح على اختراقها،
  • (٤٦) وهو يلبس الآن واحدًا، (بعد أن) نُزِعَت الستة الأخرى،
    وطُرِحَت على الأرض أمام قدميه
  • (٤٧) كثور وحشي (انقضَّ عليه).٤
  • (٤٨) صرخ للمرة الأولى وامتلأ (قلبه) رعبًا
  • (٤٩) ينادي حارس الغابة …

  • (٥٠) خمبابا مثل …

    [فجوة من اثنين وعشرين سطرًا، يحتمل أن تكون قد روت قصة انقضاض البطلين على حارس الغابة وقتله، وكيف فتح أنكيدو الباب المؤدي إلى الغابة فأصيبت ذراعه بشللٍ مؤقت … ويلاحظ أن اللوح السابع (ابتداءً من السطر السابع والثلاثين) يورد الوصف التفصيلي لهذا الباب على لسان أنكيدو الذي يهذي في مرضه الأخير …]

العمود السادس

  • (٢٣) فتح أنكيدو فمه للكلام وقال لجلجاميش:

    «لا تدعنا نهبط إلى الغابة!»
  • ***

  • (٢٦) فتح جلجاميش فمه للكلام وقال لأنكيدو:

  • (٢٧) «أي صديقي، هل كنا من الضعف (بحيث نتخاذل الآن)؟

  • (٢٨) لقد اجتزنا جميع الجبال،
  • (٢٩) لكن ما زال الهدف بعيدًا عنا …
  • (٣٠) أي صديقي الذي تمرَّس بالقتال، وخبر المعارك.
  • (٣١) … فلا تهاب الموت بعد،
  • (٣٢) … بجانبي، وكن منافسًا لي.
  • ***

  • (٣٤) عندئذٍ يزول الشلل من يدك،

    وتفارقك التعاسة (والحزن؟).

  • (٣٥) أيمكن أن تبقي هنا يا صديقي؟
  • (٣٦) دعنا ننطلق سويًّا (للغابة).

  • (٣٧) وليتشجع قلبك (ويقدم على القتال).

    انس الموت، ولا تخش شيئًا!

  • (٣٧) إن القوي إذا سار في المقدمة وهو متأهب حذر،

  • (٣٨) فهو يحمي نفسه، ويحفظ صاحبه،

  • (٣٩) فإذا سقط فقد خلَّد اسمه.»

  • (٤٠) وصلا للجبل الأخضر.

  • (٤٨) سكتت كلماتهما، وقفا ساكنين.

هوامش

(١) تبلغ المسافة التي يقطعها البابلي في الساعة المضاعفة حوالي ١٠٫٨ كيلومترات، ولما كان اللوح الخامس من الملحمة (في السطر الثلاثين من العمود الرابع من شذرة ترجع للعصر البابلي القديم) تحدد مكان غابة الأرز في لبنان، وكانت المسافة من أوروك إلى لبنان عبر البادية السورية تقدَّر بخمسين ساعة مضاعفة مضروبة في ثلاثة؛ أي بنحو ألف وستمائة كيلومترًا، فإن هذا يعادل المسافة التقريبية التي قطعها الملك وصديقه في رحلتهما إلى غابة الأرز (راجع ترجمة ألبيرت شوت، ص٤٣، هامش ١).
(٢) الغرض من حفر البئر هو تقريب الماء لإله الشمس شمش.
(٣) في الترجمة البابلية القديمة: أمام شمش حفر بئرًا. [المراجع]
(٤) الأبيات التالية شديدة التشوه بحيث يتعذر فهم معانيها، وقد أخذت بترجمة فراس السواح (ص١٣٧، سطر ٤٧) بدلًا من ترجمة شوت التقريبية التي تقول: كثور وحشي … للاصطدام ببعضهما … ومن ترجمة سامي سعيد الأحمد التي لا تقل عنها غموضًا: وقدم العون مثل البقرة الوحشية، سطر ١٠، ص٢٣٩.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤