اللوح الثامن

العمود الأول

  • (١) لم تكد تلوح أنوار الفجر،١
  • (٢) حتى فتح جلجاميش فمه وقال لصديقه:

  • (٣) «أنكيدو، يا صديقي، (يا من) أنجبتك أمك الغزالة،

  • (٤) وأبوك حمار الوحش.

  • (٥) أرضعتك من لبنها أربع حُمر وحشية،
  • (٦) وأرشدتك حيوانات البرية إلى كلِّ أماكن الرعي.
  • (٧) المسالك التي قادتك يا أنكيدو إلى غابة الأرز،

  • (٨) لتبكِ عليك ولا تتوقف (عن البكاء) ليل نهار!
  • (٩) ليبكِ عليك شيوخ أوروك الفسيحة الأرجاء،

  • (١٠) وَلْيصل الشعب كله بعد موتنا!
  • (١١) ليبكِكَ الرجال (الأبطال)، والجبال في المرتفعات!

  • (١٢) … أضطجع هناك.

  • (١٣) لتَنُحْ عليك المروج (والبراري) نواح أمك،

  • (١٤) وليندبك … ويقدم لك زيت الأرز.

  • (١٥) … وعسى ألَّا يقتربوا منا ونحن في غمنا (وحزننا).
  • (١٦) ليبكِكَ الدب والضبع والنمر والثور البري والفهد،
  • (١٧) والأسد والثور الوحشي والأيل والجدي وكل حيوان الحقل.

  • (١٨) ليبكِ عليك نهر «أولا» الذي (طالما) تمشينا على ضفافه،٢
  • (١٩) وليبكك نهر الفرات المقدس!
  • (٢٠) … الماء من القِرَب.
  • (٢١) ليبكِ عليك رجال أوروك الفسيحة الأرجاء.

  • ***

  • (٢٤) … مدينة أريدو ستعظم اسمك،

  • (٢٥) ليبكِ …

  • (٢٦) … سيعظم اسمك.

  • (٢٧) ليبكِ عليك …

  • (٢٨) … يملك الشعير … سواه (ليطعم) فمك.
  • (٢٩) ليبكِكَ …

  • (٣٠) … حمل إلى …ﻚ … الزبد.

  • (٣١) ليبكِكَ …

  • (٣٢) (من) قدم الجعة السائغة لفمك.

  • (٣٣) لتبك عليك الغانية (المنذورة) …

  • (٣٤) … بالزيت ضمخت (جسدك) وراقك هذا.

  • (٣٥) ليبكِكَ …

  • (٣٦) … في بيت العشيرة (الذي يختار فيه الزوج) أعطوك خاتمًا.
  • (٣٧) وَلْيبكِكَ …

  • (٣٨) ليبكِ عليك الأخوة والأخوات!٣
  • ***

  • (٤٠) لتتمزق شعورهن (حزنًا) عليك!
  • (٤١) … أنكيدو، إن أمك وأباك (يعيشان) في البرية،

    وأنا أبكيك …

العمود الثاني

  • (١) اسمعوني يا شيوخ أوروك، أنصتوا إليَّ،

  • (٢) إنني أبكي أنكيدو، أبكي صديقي،

  • (٣) وأنوح عليه نواح الندابة.

  • (٤) أنت أيها الفأس في جنبي، يشد أزر يدي،

  • (٥) أنت أيها السيف في حزامي، والدرع الذي يحميني،

  • (٦) أنت يا حُلَّة عيدي، يا مشدًّا لفَيْض قوتي،

  • (٧) لقد ظهر شيطان لعين واختطفه مني.

  • (٨) أي صديقي، أنت أيها البغل الخفيف،

    يا حمار الوحش الجبلي، يا فهد البرية!

  • (٩) أنكيدو يا صديقي، أنت أيها البغل الخفيف،

    يا حمار الوحش الجبلي، يا فهد البرية!

  • (١٠) بعد أن أتممنا معًا كل شيء وارتقينا الجبل،

  • (١١) واستولينا على المدينة (؟) … وصرعنا الثور السماوي،

  • (١٢) وقتلنا أيضًا خمبابا، الذي كان يسكن غابة الأرز.

  • (١٣) أي نوم هذا الذي أطبق عليك؟

  • (١٤) لقد طواك الظلام فما عدت تسمعني!»

  • (١٥) لكن (أنكيدو) لا يفتح عينيه،

  • (١٦) وحين وضع (جلجاميش) يده على قلبه، وجده لا ينبض!

  • (١٧) وبعد أن غطَّى وجه الصديق (كما يُغطى) وجه العروس،

  • (١٨) أخذ يحوم حوله كالنسر،

  • (١٩) كلبؤة اختُطِفَ منها أشبالها،

  • (٢٠) وطفق يذهب ويجيء (أمام فراشه)،

  • (٢١) وينتف شعره المسترسل ويرمي به على الأرض،

  • (٢٢) ويمزِّق ثيابه ويُلقي بها كأنها شيء (بخس) لا يلمس.

  • (٢٣) لم تكد تلوح أنوار الفجر،

  • (٢٤) حتى أطلق جلجاميش المنادين في أنحاء البلاد:

  • (٢٥) «أنت أيها الحداد وصاقل الأحجار الكريمة والنحاس والصائغ والنقَّاش،
  • (٢٦) اصنعوا تمثالًا لصديقي، أبدعوا صورته
  • (٢٧) عندئذٍ نحت … تمثالًا لصديقه،

  • (٢٨) من أعضائه …

  • (٢٩) … «ليكن صدرك من اللازورد، وجسمك من الذهب!»

    [فجوة من حوالي خمسة وعشرين سطرًا، يبدو أنها تضمنت رفض جلجاميش دفن جثمان صديقه في التراب، ظنًّا منه أن بكاءه عليه يمكن أن يردَّ إليه أنفاس الحياة. انظر كذلك اللوح العاشر، العمود الثاني، من سطر ٦–٨. حيث يروي جلجاميش لساقية الحانة سيدورى كيف رفض لمدة سبعة أيام وسبع ليالٍ أن يواري صديقه التراب …]

بقية من العمود الثاني

  • (٥٠) «جعلتك تستريح على فراش فاخر،

العمود الثالث

  • (١) أجل، على فراش الشرف (جعلتك) تستريح،

  • (٢) وأجلستك مجلس السلام إلى شمالي،

  • (٣) لكي يقبِّل حكام الأرض قدميك.

  • (٤) سأجعل أهل أوروك يبكونك ويندبونك،

  • (٥) والسعداء أملأ (قلوبهم) حزنًا عليك،
  • (٦) وأنا نفسي سأترك بعدك جسدي مغطًّى بالأوساخ،

  • (٧) وألبس جلد الأسد وأهيم (على وجهي) في البرية …»

    [فجوة من حوالي مائة وسبعة وثلاثين سطرًا، يحتمل أن تكون قد تحدثت عن دفن أنكيدو، والسطور الأربعة التالية تبدو ناشزة عن السياق، وربما سبقتها سطور مفقودة عن احتفال أجراه جلجاميش تكريمًا لروح أنكيدو أو على شرفه كما نقول اليوم، على الرغم من ثورته الجامحة على فكرة الموت نفسها، ورفضه أن يسري عليه المصير المحتوم على البشر، وهما الثورة والرفض اللذان سيدفعانه إلى رحلته الخطرة لجده الخالد أو تنابشتيم كما سيرد بالتفصيل فيما بعد …]

العمود الخامس

  • (٤٥) لم تكد تلوح أنوار الفجر،

  • (٤٦) حتى أمر بإحضار مائدة عظيمة من خشب «الأيلاماكو».٤
  • (٤٧) ملأ بالعسل إناء من العقيق (الأحمر)،
  • (٤٨) وملأ بالزبد إناءً من اللازورد (الأزرق)،

    بقية السطور من ٣٠–٥٠ في هذا اللوح مكسورة …

هوامش

(١) تعتمد ترجمة سطور العمود الأول (حتى السطر الثاني والأربعين) على لوح من ألواح التدريب على الكتابة التي كان يتعلم فيها التلاميذ مبادئ اللغة والخط المسماري؛ ولذلك تكثر فيه الأخطاء الإملائية بجانب التشوه الذي أصابه، ومن ثم تبقى الترجمة تقريبية وغير مؤكدة (ترجمة شوت، ص٦٧، هامش ١).
(٢) يحتمل أن يكون نهر «الأولا» هو نهر «كارون» الذي يقع الآن من خوزستان، وورد ذكره في المصادر اليونانية والرومانية بصيغة «أولاس» (عن ترجمة طه باقر، ص١٠٧، هامش ١١١).
(٣) من الواضح أن السطور السابقة تعدد كل من قدم «لأنكيدو» طعامًا أو شرابًا، أو أسدى إليه معروفًا، أو جلب له عروسًا … إلخ، وتؤكد أنهم جميعًا سيبكونه ويندبونه، ويرفعون اسمه ويخلدون ذكره … وقد التزمت بترجمة شوت ولم أحاول التصرف فيها — كما سبق القول — على طريقة الترجمات الشارحة؛ وذلك وفاءً للنص بقدر الإمكان …
(٤) لا نعرف عنه أكثر من أنه نوع من الخشب …

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤