ترجمة حضرة الشهم الوجيه الفاضل فوزي بك خليل

كلمة للمؤرخ

أتينا فيما تقدم من هذا الجزء على ترجمتي حضرتي الشهمين الفاضلين صاحبي العزة، توفيق بك خليل ونقولا بك خليل شقيقي صاحب هذه الترجمة، والآن وجب علينا أن نثبت بقلم الولاء والإخلاص ترجمة هذا الشهم الوجيه والعالم المجد نصير الإنسانية والمروءة.
figure
حضرة الشهم الوجيه الفاضل فوزي بك خليل من وجهاء القاهرة.

مولده ونشأته

ولد هذا الشهم بمصر القاهرة عام ١٨٨٦ ميلادية من أبوين كريمين اشتهرا بالصلاح والتقوى، ووالده هو المرحوم طيب الذكر جرجس بك خليل من كبار موظفي الحكومة المصرية سابقًا، فربياه التربية المنزلية الحسنة، ومن ثم أدخله والده كلية الآباء اليسوعيين بالقاهرة، فارتشف من بحر علومها وآدابها وتجلت في شخصه الكريم مواهب الذكاء الفطري، والأخلاق السامية، والأدب الجم، وأحرز الكثير من علومها، ومن ثم أدخل مدرسة الزراعة العليا ونال حظًّا وفيرًا من شتات علومها، ومارس تجاريب كثيرة من شؤونها، مما ساعده على أن يكون من كبار المزارعين.

ولما رأى من نفسه ميلًا شديدًا للاشتغال بالأعمال الحرة لا سيما بعد وفاة المرحوم والده، فقد شمر عن ساعد الجد والعمل، وأخذ في إدارة شؤون زروعاته الواسعة بمديرية بني سويف، عدا العقارات العديدة التي بتلك المديرية وبمصر حيث أعطي توكيلًا عامًّا من باقي أخوته لينوب عنهم فأصبحت هذه الأعيان بفضل جده ونشاطه وكفاءته ذات إيراد عظيم، إذ اتسع نطاقها وتضاعف مقدارها وليس ذلك على كبير نشاطه وسمو ذكائه بعسير، خصوصًا وأن خاله صاحب الدولة الجليل يوسف باشا وهبه رئيس الحكومة المصرية سابقًا ذاك الرجل الإداري الكفء والمفكر العظيم، وكذا زوج شقيقته الفضلي حضرة صاحب السعادة السري الجليل أمين غالي باشا شقيق ذاك الفقيد المرحوم بطرس غالي باشا.

فالمترجم بلا جدال من أكبر بيوتات الأقباط في المجد، والرفعة، وعلو الحسب، والنسب، في هذا العصر وقد اشتهر بمساعدة البؤساء، والأخذ بيد الفقراء وتعضيد العلم وتشجيع الأدباء.

صفاته وأخلاقه

سامي الأخلاق، كريم الصفات، على جانب كبير من الدعة، واللطف، والإقدام، والكفاءة الشخصية، ورجاحة الفكر.

أجزل الله عليه السعادة والصحة وأكثر من أمثاله العاملين.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤