ترجمة صاحب العزة السري الوجيه محمد بك رفاعة

figure
حضرة صاحب العزة السري الوجيه محمد بك رفاعة كبير وجهاء بندر طهطا مديرية جرجا ومن عظام رجال الماسونية.

كلمة للمؤرخ

رجل فذ ومن نوابغ الأمة المصرية، ونجل فقيد المروءة والإحسان بدوي بك رفاعة من أكبر ثراة صعيد مصر وأحد رجالها المعدودين المشهود لهم بطهارة الذمة وحسن السمعة، وجده لأبيه هو المغفور له رفاعة بك رافع الكبير المشهود له بالعلم الغزير، والجاه الرفيع، وصاحب الترجمة يعد بلا جدال من عظماء رجال الماسونية، وليس في مقدورنا أن نأتي هنا بجميع ما بذله من المال الوفير على نهضتها ورقيها، وما كان منها لوجه الإحسان ومساعدة من أخنى عليهم الدهر بما يوحي إليه شريف وجدانه وعواطفه.

مولده ونشأته

ولد صاحب الترجمة ببندر طهطا عام ١٨٧١، وتربى التربية المنزلية العالية في وسط بيئة صالحة، ولما أن شب عن الطوق أدخله المرحوم والده مدارس اليسوعيين، ثم انتقل إلى مدرسة المعلمين فكان مضرب المثل في الجد والذكاء.

ولما كان المرحوم عمه العالم الجليل علي باشا رفاعة وكيلًا لوزارة المعارف وقتئذ، فقد تلقن المترجم على يديه اللغة العربية، وعلم البيان حتى تبحر فيهما، وقد شب متحليًا بصفات عالية، ومناقب سامية أفادته فائدة تذكر عندما عين أستاذًا بالمجمع الماسوني الأعظم الذي تدرج في سمو رتبه، حتى نال أعلاها وهو ركن متين من أركانها، كما أنه يعد من الرجال المعدودين في الهيئة الاجتماعية.

ومن مآثره الخالدة التي ندونها بقلم الفخر والإعجاب أنه عندما أراد جلالة الملك فؤاد الأول زيارة عواصم بلاده، وشرف بندر طهطا لوضع الحجر الأساسي للمستشفى عام ١٩٢١م، أوقف حضرة صاحب الترجمة أربعين فدانًا من أجود وأخصب أطيانه على هذا المستشفى، غير التبرعات المالية الأخرى التي جاد بها لإتمامه وزخرفته.

وقد تبرع لجمعية الهلال الأحمر بمبلغ ألف جنيه مصري عام ١٩١٢، وبمبلغ يربو عن الخمسماية جنيه مصري لجمعية الصليب الأحمر، وذلك إبان الحرب الأوربية الكبرى هذا فوق ما تبرع به للمعهد العلمي بأسيوط ومدرسة الصنائع بسوهاج ومدرسة البنات بها، ومدارس البنين والبنات بطهطا وله غير ذلك كثير من التبرعات في أعمال علمية وأدبية مختلفة، يرى من ورائها الخير والنفع للبلاد.

وقد اقتدى هذا الشهم الكريم بآبائه وأجداده العظام في عمل البر ومساعدة البؤساء وسبقهم في الجود والكرم.

صفاته وأخلاقه

وإن كان صاحب الترجمة يعد من سراة رجال مصر، ومن أغنيائها العظام وأشرف الأسر حسبًا، ونسبًا، وفرعًا، فله صفات جليلة يمتاز بها عن كثيرين، فقد حاز منزلة لا تداني في الهيئة الاجتماعية بوجه عام ورفعة ومقامًا بالمجمع الماسوني الأعظم بوجه خاص، وجمع بين الكرم واللطف ودماثة الخلق، والعلم الغزير والأدب الجم.

أدامه المولى وأبقاه ومتعه بالصحة والهناء، وأكثر من أمثاله بين عظماء الأمة لرفع شأن البلاد ونفع العباد.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤