ترجمة الأستاذ القدير والمحامي الشهير الدكتور مرقص صادق

كلمة للمؤرخ

إذا ذكر التاريخ في بطون صفحاته الجليلة الأفراد الذين نبغوا بجدهم واجتهادهم، واكتسبوا صيتًا طيبًا ومنزلة عليا في قلوب عارفيهم، فحضرة صاحب هذه الترجمة يعد في مقدمة هؤلاء الذين تفتخر الأمة المصرية بهم.
figure
الأستاذ القدير والمحامي الشهير الدكتور مرقص صادق من نوابغ محامي القاهرة.

مولده ونشأته

ولد حضرته في ٣١ يوليو ١٨٨٢م ببلدة فيشا الصغرى مركز منوف من أبوين شريفين عرفا بالتقوى والصلاح، فوالده هو حضرة جرجس أفندي ملطي كبير وجهاء قومه، وقد كان مولعًا بالآداب وحب المعارف، ولما ملك أصول التربية المنزلية وغرس فيه والده المبادئ القومية والآمال السامية، أدخله مدرسة الحسينية الأميرية فتمم علومها وأحرز الشهادة الابتدائية منها، ثم التحق بمدرسة الأقباط الكبرى وأخذ يبدي نشاطه المعهود وذكاءه الفطري، حتى نال منها الشهادة الثانوية عام ١٩٠٢، والتحق بعد ذلك بمدرسة الحقوق الفرنساوية، فنال شهادة الليسانس في الحقوق عام ١٩٠٥م، وما كاد ينصرم العام الذي يليه حتى حصل على شهادة المعادلة ثم الدكتوراه في الحقوق عام ١٩٠٨م، وقد فاز بنواله شهادة الدكتوراه هذه على أثر وضعه كتابه المشهور ألا وهو «قانون النظام المصري»، وقد أخذ صاحب الترجمة في مزاولة مهنة المحاماة الشريفة منذ عام ١٩١٠م حتى الآن، وهو من كبار المحامين الذين يشار إليهم بأطراف البنان في الدفاع عن الحق وطهارة الذمة، ومن المشهود عنهم بطلاقة اللسان، وبلاغة الإشارة، مؤثر بحسن ترتيب دفاعه، ونبرات صوته ولسانه، بل بهيئة وقوفه، وحركاته، وإشاراته، مما جعل مرافعاته موضع إعجاب من سمعها.

وقد جادت عليه الطبيعة بذكاء مفرط يدلك على ذلك عدم رسوبه في أي فصل من فصول المدارس الأولية والعالية، التي دخلها وحصوله على أكبر شهادة في علم الحقوق مع حداثة سنه.

صفاته وأخلاقه

وإذا كان للبيئة تأثير في النفس والأخلاق فالأستاذ صاحب الترجمة أكثر الناس حظًّا من ذلك، فإنه نشأ نشأة صالحة، في بيئة صالحة، كان له منها فضيلة الشجاعة وعلو الهمة والتمسك بالحق والعدل، ونصرة المظلوم مع العفة، والتقوى وخشية الله، وأن هذه الأخلاق السامية الطاهرة يعرفها فيه عشراؤه، ويشهد له بها حتى خصومه، وهو وقت الشدة لا يحب العنف، ووقت اللين لا يعرف الضعف، كثير الحلم والأناءة راجح العقل رزين، أدامه الله قدوة صالحة، وأبقاه لنصرة الحق والعدل.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤