ترجمة حضرة صاحب المعالي الجليل سعيد باشا ذو الفقار

من عظماء المصريين ونوابغ رجالها الذين امتازوا بالعلم والفضل والأدب، وجلائل الأعمال هذا الشهم الجليل وريث بيت المجد حضرة صاحب المعالي الجليل سعيد باشا ذو الفقار، نجل المغفور له صاحب العطوفة ذو الفقار باشا، سر تشريفاتي خديوي سابقًا في عهد ساكن الجنان الخديوي توفيق باشا الأسبق، الذي نال محظوظية سموه ورضاه العالي.

مولده ونشأته

ولد معالي سعيد باشا (حرسه الله) في سنة ١٨٦٣، فهو الآن في الثانية والستين من سنى حياته الزاهرة، فرباه والده تربية عالية في بيت المجد والشرف، وتلقى علومه في المدارس المصرية، ورحل إلى أوربا، ودخل في مدارسها وارتشف من بحور العلم أكثرها وأنفعها وحاز أهم الشهادات في العلوم التي برع فيها كاللغات العربية والفرنسية والتركية والإيطالية.
figure
حضرة صاحب المعالي الجليل سعيد ذو الفقار باشا كبير أمناء جلالة الملك فؤاد الأول.

وبعد أن عاد إلى مصر دخل في قلم الترجمة بسراي عابدين العامرة، ثم انتقل إلى الديوان الإفرنجي، وأخذ يتدرج في المناصب إلى أن بلغ المكانة، التي تليق بنجل والده العظيم ذو الفقار باشا، واختارته عابدين العامرة زمنًا طويلًا في مناصبها الرفيعة، إلى أن نال أسماها وأدلها على كرامة أصله وعلو همته، وواسع خبرته وكبير عمله.

وفي سنة ١٨٩٢م نقل إلى ديوان التشريفات، وترقى في هذا الديوان إلى أن وصل إلى منصب سر تشريفاتي، وهو أسمى مناصبها وأرفعها.

ثم عين مديرًا لمديرية الدقهلية في عام ١٩١٢م، فأحسن تدبير الأمور وإدارة الشؤون على محور الحكمة والنزاهة والعدل.

ثم رقي بعدئذ إلى الوزارة في عام ١٩١٣م، فكان وزيرًا للمالية وظهر حبه للأمة، وحب الأمة له فعين وكيلًا للجمعية التشريعية.

وفي ١٩ ديسمبر سنة ١٩١٤م جعله ساكن الجنان المغفور له السلطان حسين كامل الأول من أعوانه، وخواص حاشيته فأسند إليه منصب كبير الأمناء، وأنعم عليه بنيشان النيل الأول وهو أكبر النياشين المصرية الجديدة، ولقبه بصاحب المعالي كسائر الوزراء الكرام فقام بمهام منصبه خير قيام.

ولمعاليه منزلة سامية عظمى عرفتها الدول كما عرفتها الحكومة المصرية، فقد منح أسمى الناشين من الحكومة المصرية، والعثمانية، والنمساوية، والألمانية، والفرنسية، والإيطالية، واليونانية، والبلجيكية، والسياسية، والبرتوغالية، والإيرانية، والحبشية وجميع هذه النياشين تشهد برفعة مقامه وكبير فضله وعلمه الجم، وما لمعاليه من المكانة العالية في القلوب.

ولما جلس جلالة مولانا الملك المعظم أحمد فؤاد الأول على سرير جده الأكبر، وتأكد من إخلاص معالي سعيد باشا ذو الفقار صاحب الترجمة للسدة العلوية الملكية، ولا سيما نحو المليك المعظم (أدام الله ملكه) شمله بعين عنايته العالية، وتعطفاته السامية، وأبقاه في هذا المنصب السامي الجليل؛ كي يكون مقربًا من لدن جلالته وإن هي إلا نعمة كبرى من جلالته مليك البلاد قوبلت من عموم الشعب المصري بالشكر والدعاء بحفظ الذات الملكية العلوية، وولي عهدها بدوام العز والرفاهية لخير البلاد وعزها.

صفاته وأخلاقه

أما شهرة معاليه فيما يختص بصفاته العالية وأخلاقه السامية لا سيما بين الشعب المصري الكريم، فحدث عنهما ولا حرج: دمث الأخلاق بشوش الوجه صبوحه لين العريكة كريم الطباع مقدام في كل الأمور شجاع عند الحق، وبالإجمال فهو من كبار الرجال العاملين لخير البلاد ونفع العباد. حفظه المولى وأبقاه وأكثر من أمثاله العاملين.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤