ترجمة حضرة الأستاذ القدير عبد المجيد بك إبراهيم من وجهاء مديرية أسيوط

figure
حضرة صاحب العزة الأستاذ القدير عبد المجيد بك إبراهيم من وجهاء مديرية أسيوط والعضو بمجلس النواب عن دائرة البداري في الدر الثاني المنحل والذي انتخب مراقبًا ثانيًا لمجلس النواب في جلسة ٢١ نوفمبر سنة ١٩٢٥.

نسبه

صميم في أسرة صاحب السعادة محمود باشا سليمان تلك الأسرة المصرية العريقة، التي لها مقامها الرفيع، ومجدها العظيم في أسر مصر المعروفة.

نشأته

ولد ببلدة «ساحل سليم» من أعمال مركز البداري مديرية أسيوط.

علمه

بدأ الدراسة في مدارس مصر الأميرية، وأتمها في فرنسا معهد العلم والمدنية فأضاف إلى ذكاء المصري وعلم الغربي، وعاد إلى وطنه يحمل شهادة الليسانسية في الحقوق من جامعة باريز فكان آية النبوغ والتفوق.

جهاده الوطني

هناك عاملان يكفيان المرء في الكيفية التي يحرز بها في الحياة هما: الغريزة، والتربية، ثم يزكيهما «الظرف». متى كانت الغريزة واقعة إلى حب الوطن والمرء ناشئًا في أسرة أشربت في قلوبها حب الوطن والظرف ملائمًا، متى كان كل ذلك نال الإنسان أحسن أحدوثة في ميدان الجهاد الوطني.

والمترجم عنه من الأفذاذ الذين منحتهم الطبيعة ميلًا قويًّا إلى بلاده، كما منحته آباءً تاريخهم في الجهاد لبلادهم أشهر من أن نفصله؛ ولذا بدا عليه النشاط القومي من حداثته فكان عضوًا عاملًا في الحزب الوطني مع فقيد الوطن والوطنية المرحوم «مصطفى كامل باشا».

ورأي إخوانه الطلبة في جامعة «مونبليه» أنه خير من يصلح لرياستهم وأولى من يمنحوه ثقتهم، فانتخبوه رئيسًا لجمعيتهم مكافأة له على صدق وطنيته وجهاده المستمر.

ولما استيقظ المصري من نومه، وهب من رقدته، وزأر أسدًا في المطالبة بحقوقه سنة ١٩١٩، كان الأستاذ في طليعة العاملين بعقل وروية والخادمين لقضية مصر خدمة المحنك المجرب، فاختاره الوفد المصري عضوًا عاملًا في لجنة الوفد المركزية في القاهرة.

وله مبدؤه الذي هو أغنيته التي يتغنى بها، وأنشودته التي يطلق حولها البخور وحيدًا أو مستأنسًا بأصدقائه وذلك المبدأ هو:

الاستقلال التام لمصر والسودان مع الولاء والإخلاص لمليك البلاد المعظم

وحدث أن عندما اتحدت الأحزاب السياسية الثلاثة: الأحرار الدستوريين والسعديين، والحزب الوطني عقب اجتماع مجلس النواب بنزل الكونتنتال يوم ٢١ نوفمبر سنة ١٩٢٥، قرر انتخاب حضرة صاحب الترجمة مراقبًا ثانيًا له، وفي هذا الانتخاب الدليل الناصع على غيرته وإخلاصه نحو بلاده، وتقدير الناخبين لكفاءته وحسن جهاده الوطني.

أعماله

عاد من فرنسا بقسط أوفى من القانون فاشتغل بالمحاماة فبرز فيها، وشهد له زملاؤه بطول الباع، وسعة الإطلاع، وقوة الحجة، مع طلاقة اللسان، وحسن البيان، فنصر المظلوم وأعان العدالة في مهمتها، ثم بدأ بعدئذ أن يتفرغ لأعماله الخاصة يشرف عليها بنفسه فوفق أيما توفيق، وأفلح خير فلاح.

أخلاقه

جمع إلى أخلاق العرب في بداوتهم جمال المصريين في وداعتهم وتفوق الغربيين في مدنيتهم، فأضاف إلى الإباء والهمة والشجاعة والكرم والنجدة دماثة الأخلاق، ولين الجانب، وسعة الصدر، وحلى كل ذلك بمدينة خالية من زائف التقليد.

مكانته

له في موطنه مديرية أسيوط مكانته السامية وأما دائرة بلده فله في كل قلب فيها محبة لا تستثني من ذلك إلا ما استثنى في كل قاعدة باعتبار الشذوذ، ودل على ذلك فوزه الباهر في انتخابه لعضوية مجلس النواب في دوره الثاني، كما أن له في العاصمة شخصيته البارزة، وإذا رأيته وأصدقاءه من ذوي الجاه والمكانة السامية، رأيت شخصيته المقدسة منهم هي ملتقى عقدهم، وملتقى أبصارهم، وما أحوج الأمة إلى كثير من هذا المثال؛ لتتبوأ مكانها اللائق بها فإنما الأمم الأفراد وإنما الأفراد بعلمهم وما يعملون.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤