بيت السهم
في قلب مدينة «ديجون» الفرنسية الهادئة، تهتزُّ الأجواء بجريمةٍ تقشعر لها الأبدان. تُفجع المدينة الهادئة بنبأ العثور على السيدة «هارلو» جثةً هامدة، مقتولة بسهمٍ مسموم، داخل غرفةٍ أُحكِم إغلاقها من الداخل في مشهدٍ يفوق الخيَال. وما يزيد الطين بِلة هو اختفاء عِقدها الثمين، وكأنه تبخَّر في الهواء، تاركًا وراءه فراغًا يصرخ بالأسئلة. تُنسج خيوطُ هذه المأساة الغامضة في رحاب قصر عتيق، جدرانه تحكي قصصًا خفيَّة، وأروقته تضجُّ بالأسرار المنسية. بين طياته، تتحرَّك شخصياتٌ تتوارى خلف أقنعةٍ زائفة، كلٌّ منها يخبِّئ في جوفه دوافعَ عميقة ونوايا مظلمة، مما يجعل مهمَّة كشف الحقيقة تيهًا في دروب الغموض. وفي غمرة هذا الظلام الحالك، يلوح في الأفق بصيصُ أمل بقدوم المحقِّق الفرنسي «هانو». على عاتقه تقع مهمَّة اختراق هذا العالَم المخادع والحافل بالمظاهر الكاذبة. لا يقتصر سعيه على فكِّ رموز الجريمة المعقَّدة، بل يتعدَّاها إلى الغوص في أعماق عائلة مضطربة، تتقاذفها التناقضاتُ وتخنقها الأسرار. بفطنته الثاقبة وتحقيقاته المتعمِّقة، يمضي «هانو» قُدمًا، ناظرًا إلى ما وراء السطح، ساعيًا إلى الكشف عن حقيقةٍ صادمة، حقيقة قد تزعزع أركانَ الجميع وتكشف المستور. فمن يا تُرى أطلق سهم الموت؟ وما السر الذي يختبئ بين طيَّات هذا القصر المسكون بالغموض؟ هذا ما ستكشفه صفحات هذه الرواية المثيرة، التي تأخذنا في رحلةٍ لا تُنسى إلى عالَم الجريمة والتشويق.