الخريطة والعقد
أدار هانو خريطته ودفعها عبر الطاولة إلى جيم فروبيشر.
وقال: «ماذا تفهم من هذا؟» فجذب جيم كرسيًّا وجلس لينظر فيها.
في البداية صنع خريطة مُفصَّلة لمدينة ديجون ومحيطها، تقع المدينة نفسها في أسفل الدائرة الحمراء، مشكِّلة الجزء العلوي من مقبض مضرب التنس. أما الدائرة الحمراء، فبدت كأنها تمثل جولة قام بها شخص ما انطلاقًا من ديجون، مارًّا بجزء كبير من الريف المحيط ثم عائدًا إلى المدينة. لكن المسألة لم تقتصر على هذا فقط. فهناك مثلًا الخط المتعرج الفاصل، والذي يصل أعلى الدائرة عند المقبض، أي إلى ديجون؛ وعند الحافة اليسرى للدائرة، كما رآها فروبيشر منحنيًا فوق الخريطة، وعلى مشارف ديجون تمامًا، كانت هناك علامة حمراء، مربع صغير أحمر رسمه هانو للتو. وإلى جانبه كُتب توقيت محدد.
قرأ فروبيشر الوقت المكتوب: «الحادية عشرة صباحًا.»
تتبع فروبيشر المنحنى الأحمر بعينيه، وعند النقطة التي يلامس فيها الخط الفاصل حافة الدائرة، كان هناك توقيت آخر مكتوب. وقرأ هناك:
«الحادية عشرة وأربعون دقيقة.»
رفع فروبيشر نظره إلى هانو في دهشة.
فهتف: «يا إلهي!» ثم انحنى مجددًا فوق الخريطة. كانت النقطة التي يتفرَّع عندها الخط الفاصل تقع في وادٍ، كما أظهرت خطوط الارتفاع؛ نعم، لقد عرف اسم ذلك المكان الآن؛ فال تيرزون. قبل الساعة الحادية عشرة بقليل، أوقفت بيتي السيارة خارج ديجون، قبالة حديقة بها منزل كبير في الخلف، وطلبت منه أن يشدَّ حزام صندوق الأدوات. ثم انطلقا مجددًا في تمام الحادية عشرة. كانت بيتي قد لاحظت الوقت بدقة؛ وقد توقفا حيث تتفرع الطريق الثانوية وتعود إلى ديجون، عند أعلى الدائرة، عند تقاطع حافة الدائرة والخط الفاصل، في تمام الحادية عشرة وأربعين دقيقة.
فهتف جيم: «هذا تتبع لمسار الرحلة التي قمنا بها اليوم. كنا مُراقَبَيْن إذَن؟»
وتذكَّر فجأة راكب الدراجة النارية الثاني الذي ظهر من خلفهم وسط الغبار وتوقف بجانب سيارتهم لينضم إلى حديثهم مع السائح.
فسأل: «أهو راكب الدراجة النارية؟» لكنه لم يتلقَّ أي إجابة.
لكن راكب الدراجة لم يتبعهم طوال الطريق. وفي رحلة العودة، توقفوا لتناول الغداء في الحديقة الكثيفة. ولم يكن هناك أي أثر للرجل. فطالع جيم الخريطة من جديد. وتتبع الخط الأحمر من نقطة التقاء الطريقين، عبر منحنى الوادي، إلى الزاوية التي تقطع فيها الطريق الوطنية الكبرى إلى باريس، حيث تناولوا الغداء. بعد الغداء واصلوا طريقهم عبر الطريق الوطني إلى ديجون، بينما عبر الخط الأحمر هذه الطريق وعاد عبر طريق أطول ويتضح أنه مطروق بشكل أقل.
فهتف بنبرة فيها شيء من الانفعال: «لا أفهم لماذا وضعتنا تحت المراقبة هذا الصباح، يا سيد هانو. لكن يمكنني أن أؤكد لك شيئًا واحدًا: الملاحقة لم تكن منظمة على نحو جيد. فنحن لم نعد من ذلك الطريق على الإطلاق.»
أجاب هانو بثبات وهدوء: «ليس لدي أي فكرة عن الطريق الذي عدتم منه. الخط في ذلك الجانب من الدائرة لا علاقة له بكما على الإطلاق، كما يمكنك أن ترى بنفسك بالنظر إلى الوقت المحدد عند نقطة بدايته.»
لم تكُن الدائرة الحمراء مكتملة عند أسفلها؛ كان هناك فراغ ينبغي أن يسع مقبض مضرب التنس، ذلك الفراغ تشغله مدينة ديجون، وعند النقطة على الجهة اليمنى حيث يبدأ الخط، قرأ فروبيشر أرقامًا صغيرة لكن واضحة:
«العاشرة وخمس وعشرون دقيقة صباحًا.»
فازدادت حيرة جيم.
وهتف: «لا أفهم شيئًا من هذا!»
مدَّ هانو قلمه ولمس النقطة بطرفه.
وقال: «هنا بدأ راكب الدراجة النارية، ذلك الذي التقاك عند مفترق الطريق في الحادية عشرة وأربعين دقيقة.»
سأل جيم: «السائح؟» قبل لحظة بدا له أن تشوشه قد بلغ مداه في عقله، لكنه ازداد تشوشًا.
فصحَّح له هانو قائلًا: «لنُشِر إليه بالرجل ذي الحقيبة على المقطورة. ترى أنه غادر نقطة انطلاقه من ديجون قبل أن تغادر أنت بخمس وثلاثين دقيقة. يبدو أن العملية كلها قد دُبرت بإتقان. والسبب في ذلك أنكم التقيتم تمامًا في المكان المحدد في الحادية عشرة وأربعين دقيقة. فلم تُضطر لا السيارة ولا الدراجة إلى الانتظار لحظة واحدة.»
صاح فروبيشر، وهو ينظر حوله كمَن فقَدَ صوابه: «عملية! مكان محدد! هل فقد الجميع عقولهم؟ لماذا بحق السماء قد ينطلق رجل بحقيبة على مقطورة من ديجون في العاشرة وخمس وعشرين دقيقة، ويجوب ثلاثين أو أربعين ميلًا في الريف عبر طريق ملتف ثم يعود عبر طريق رديء مستقيم؟ لا منطق في هذا!»
أقرَّ هانو: «لا شك أن الأمر مُربِك.» وأومأ إلى مورو الذي خرج من الغرفة عبر باب داخلي يؤدي إلى مقدمة المكان. ثم تابع يقول: «لكنني أستطيع مساعدتك. ألا يوجد، عند النقطة التي شَدَّ منها حزام صندوق الأدوات وانطلق، على تخوم المدينة، منزل ريفي فسيح وسط حديقة غنَّاء؟»
قال جيم: «نعم.»
«ذلك هو منزل السيدة لو فاي حيث تُقام حفلة التنكر الليلة.»
ردَّد فروبيشر: «قصر مدام لو فاي! حيث …» لكنه تراجع. لكن هانو أكمل نيابة عنه.
«نعم، حيث توجد آن أبكوت الآن. لقد انطلقتما من هناك في تمام الساعة الحادية عشرة صباحًا.» ثم نظر إلى ساعته. «لم تحِن الساعة الحادية عشرة ليلًا بعد. إذَن، هي لا تزال هناك.»
ارتدَّ فروبيشر إلى الوراء في كرسيه. كانت كلمات هانو كأنها شعاع من الضوء الفضي يخترق ظلام قاعة السينما وينعكس في صورة مشعة على الشاشة. لقد انكشف له معنى الرسم الأحمر على خريطة هانو، والدافع الخفي وراء رحلة بيتي هذا الصباح.
فهتف: «كانت بروفة!»
وأومأ هانو برأسه.
«بروفة زمنية.»
فكَّر فروبيشر: «نعم، مثل ما يحدث في المسارح، بدون الممثلين الرئيسيين.» لكن بعد لحظة شعر بعدم الرضا عن هذا التفسير.
فقال: «انتظر لحظة! لا أظن أن هذا كافٍ.»
لقد أوقف راكب الدراجة النارية ذو المقطورة تسلسل أفكاره. كانت أوقاته موضحة على الخريطة، لذا فهي مهمة. ما علاقته بهروب آن أبكوت؟ لكنه تخيل راكب الدراجة النارية ومقطورته، وتبيَّنت له صلته بالأمر. مثَّلت الحقيبة الكبيرة مفتاح الحل. ستغادر آن أبكوت قصر السيدة لو فاي بملابس الحفلة، وكأنها عائدة إلى منزل كرينيل؛ دون أي أمتعة. ولا يمكنها أن تصل إلى باريس صباحًا بذلك الشكل دون أن تثير على أدنى تقدير الشكوك وربما الفضول. كان راكب الدراجة النارية سيلتقيها في فال تيرزون، وسينقل أمتعتها بسرعة إلى سيارتها، ثم يعود إلى ديجون عبر الطريق المباشر، بينما تنعطف آن في نهاية الوادي إلى باريس. وتذكَّر أنَّ سبع دقائق مضت بين لحظة لقاء الدراجة النارية بالسيارة وفراقهما. إذَن، خُصِّصت سبع دقائق لنقل الأمتعة. كما خطرت له ومضة أخرى: لم تخبره بيتي بشيء عن هذه الخطة. بل قُدِّمت له الرحلة وكأنها مجرد نزهة صيفية، في أولى ساعات حريتها، وهذا طبيعي. صمتها يتماشى تمامًا مع تصميم بيتي وآن أبكوت على استبعاده تمامًا من الخطة. أخذت كل تفصيلة مكانها مثل قطع الأحجية. نعم، لقد كانت بروفة زمنية. وكان هانو يعلم كل شيء عنها!
كانت تلك القناعة المزعجة هي أول ما اجتاح جيم فروبيشر حين تغلَّب على دهشته من الخطة. كان هانو يعلم! وكانت بيتي قد علَّقت آمالها كلها على فرار آن.
فقال متوسلًا بحرارة: «دعها تذهب! دع آن أبكوت تفر إلى باريس، ثم إلى إنجلترا!» فمال هانو إلى الخلف في كرسيه وقد انفلت منه زفير خافت. وانفرجت على وجهه أغرب ابتسامة.
وقال: «أفهم الآن.»
فاندفع فروبيشر يناشده بحماسة: «أعلم، أعلم. أنت من ضباط الشرطة الجنائية، وأنا رجل قانون ومحامٍ بهيئة المحكمة العليا في بلادي، ولا يحق لمثلي أن يرفع إليك طلبًا كهذا. بيد أنني أقدمه إليك دونما أدنى تردد. لن تفلحوا في إدانة آن أبكوت. لا فرصة لديكم. لكنكم تستطيعون أن تحيطوها بشبكة من الشبهات لن تستطيع الفكاك منها أبدًا. نعم يمكنكم تحطيمها، ولكن ذلك كل ما يمكنكم فعله.»
قاطعه هانو بهدوء: «أنت تتحدث بحماسة، يا صديقي.»
لم يكن بوسعه أن يشرح له أن قلق بيتي على إنقاذ صديقتها آن هو ما دفعه لهذا الرجاء. فالتفَّ على الموضوع مستعينًا بما قد يسببه الأمر من فضيحة.
فأردف يقول: «لقد كان هناك الكثير من التشهير بسبب بوريس وابرسكي. ألم يكفِ ذلك لإيلام الآنسة هارلو! لماذا تُجبر على الوقوف في منصة الشهود والإدلاء بشهادتها ضد صديقتها في محاكمة لن تسفر عن شيء؟ هذا ما أريدك أن تدركه يا سيد هانو. إن لي شيء من الخبرة في المحاكمات الجنائية …» — يا طيف السيد هاسلت! ليتك حاضر الآن بشخصك الحريص على الشكليات لتمحو بكلمة ناقمة منك هذه السُّبَّة التي لحقت باسم «فروبيشر وهاسلت»! — «وأؤكد لك أن هيئة المحلفين لن تصدر إدانة بناءً على أدلة كهذه. إن عقد اللؤلؤ لم يُعثر عليه حتى؛ ولن تجدوه أبدًا. خذها مني يا سيد هانو، لن تجدوه!»
هنا فتح هانو درج الطاولة وأخرج علبة من خشب الأرز، من تلك العلب الصغيرة التي تُصنَع لتحمل ١٠٠ سيجارة، والتي يستخدمها المصنعون من الطبقة الأرفع في إنجلترا في سلعهم. ودفع بها عبر الطاولة إلى جيم. فسمع فروبيشر شيئًا أثقل من السجائر يهتز بداخلها. فتناول العلبة بفزع. إذ لم يشك للحظة أن بيتي كانت تفضَّل أن يضيع عقدها إلى الأبد على أن يُستخدم سلاحًا لتحطيم آن أبكوت. وفتح غطاء العلبة. فوجدها مملوءة بالقطن. ومن بين خيوط القطن استخرج عقدًا من اللؤلؤ، منتظم الحبات، يتلألأ بوميض وردي خافت، يذهب جماله بالعقل حتى لمَن لا يعرف قيمته.
قال هانو: «كان من الأدق أن أعثر عليه في علبة ثقاب. لكنني سأشرح للسيد بيكس أن هناك علاقة وثيقة بين الثقاب والسجائر.»
ظلَّ جيم يحدِّق في العقد، تملؤه خيبة الأمل، وذلك حين طرق مورو الباب الآخر الواصل بالغرفة المجاورة. فنظر هانو إلى ساعته مرة أخرى.
ثم قال: «لقد أصبحت الساعة الحادية عشرة. علينا أن نذهب. لقد انطلقت السيارة من منزل السيدة لو فاي.»
ونهض من كرسيه، وأعاد العقد بين طبقات القطن، ثم أقفل الدرج على العلبة مجددًا. كانت الغرفة قد اختفت من أمام عيني فروبيشر. كان يرى الآن بيتًا كبيرًا مضاءً بأنوار ساطعة، وفتاة تنسلُّ من نافذة وقد لفَّت رداءً داكنًا فوق فستانها اللامع، وتركض في حذاء الرقص الخفيف نحو سيارة تنتظرها تحت الأشجار.
فقال جيم وقد دبَّ فيه أمل مفاجئ: «ربما لا تكون السيارة قد انطلقت. ربما أصابها عطل. أو ربما تأخر السائق. ثمة أشياء كثيرة يمكن أن تكون قد حدثت!»
ردَّ هانو: «وهل يمكن ذلك في خطة أُعدِّت بعناية وجُرِّبت بدقة؟ كلا يا صديقي.»
ثم سحب من خزانة على الجدار مسدسًا أوتوماتيكيًّا، ووضعه في جيبه.
فسأل جيم: «أتترك العقد في درج الطاولة بهذه البساطة؟ يجب أن نأخذه إلى مركز الشرطة.»
فقال هانو: «هذه الغرفة ليست بدون رقابة. سيكون العقد في أمان.»
فحاول جيم حجة أخرى مترقبًا.
فقال: «لقد تأخرنا كثيرًا لنعترض آن أبكوت عند الطريق الفرعي. كما قلتَ أنت بنفسك، الساعة تجاوزت الحادية عشرة. وقطع مسافة مثل تلك على دراجة نارية في النهار في ٣٥ دقيقة يعني قطعها ليلًا بالسيارة في ٥٠ دقيقة، خصوصًا على طريق غير معبَّد.»
فرد هانو: «نحن لا نعتزم اعتراض آن أبكوت عند الطريق الفرعي.» ثم طوى الخريطة ووضعها على رف الموقد.
وأضاف بصوت خافت: «أنا أخاطر مخاطرة كبيرة. لكن لا مفر! لا يمكنني أن أكون مخطئًا!» بيد أنه التفت عن رفِّ الموقد بوجه متجهم مضطرب. ثم خطرت له فكرة جديدة وهو ينظر إلى جيم.
فقال: «بالمناسبة. هل طالعت واجهة كاتدرائية نوتردام؟»
هزَّ جيم رأسه إيجابًا.
وقال: «نقش «يوم الحساب». ذهبنا لنراه. ظننا أن طريقتك في التعبير عن معتقدك كانت قاسية نوعًا ما.»
ظلَّ هانو صامتًا للحظات وهو ينظر إلى الأرض، ثم قال بهدوء: «عذرًا.» ثم أضاف سؤالًا: «أقلت «ظننا»؟»
فأوضح جيم يقول: «الآنسة هارلو وأنا.»
فقال هانو: «أوه، أجل، أجل؛ كان يجدر بي أن أنتبه لذلك.» ثم انطلق من شفتيه أنين مضطرب من جديد. وأضاف: «لا بد أن يكون الأمر كذلك! كلا، لا يمكن أن أكون مخطئًا … على أي حال، فات الأوان الآن لتغيير الخطة.»
دقَّ مورو على الباب الواصل بين الغرفتين من جديد. فانتفض هانو منتبهًا.
وقال: «حان الوقت! خذ قبعتك وعصاك يا سيد فروبيشر! ممتاز! هل أنت جاهز؟» وفجأة لفَّ الظلام الغرفة.
فتح هانو الباب الواصل بالغرفة الأمامية ودخلوها؛ كانت عبارة عن غرفة نوم تطل على الساحة الكبيرة للمحطة. وكانت هي الأخرى في ظلام دامس. لكن مصاريع النوافذ لم تكن مغلقة، فتسللت بقع من الضوء على الجدران من مصابيح الساحة ومن فندق جراند تافيرن في الزاوية. كان بمقدور الرجال الثلاثة أن يروا بعضهم بعضًا، لكن في تلك العتمة، بدا لجيم وجها رفيقيه شاحبين كالأموات.
وقال مورو: «اتخذ دونيه موقعه عندما طرقت الباب أول مرة. وقد لحق به الآن باتينو.»
وأشار إلى الجهة المقابلة من الساحة، نحو مباني المحطة. كانت بعض سيارات الأجرة بانتظار قطار باريس، وأمامها رجلان يرتديان زي العمال يتحدثان. أشعل أحدهما سيجارة من عقب قدَّمه له الآخر. فرأى الرجال الثلاثة من خلف النافذة طرف السيجارة يتوهج.
فقال مورو: «الطريق خالٍ يا سيدي. يمكننا الانطلاق.» ثم التفت وغادر النُّزُل نحو الدرج. وهمَّ جيم باتباعه. حدث ذلك دون أن يعلم إلى أين سيذهبون، ولا حتى تخمينًا. لكنه كان شديد القلق. بدا أن كل آماله وآمال بيتي في دفن قضية وابرسكي قد انهارت. ولم يزده اطمئنانًا أن شعر بكفِّ هانو توضع على ذراعه وتمنعه من التقدم.
قال هانو بصوت هادئ حازم، بينما عيناه تتلألآن في العتمة، ووجهه يشعُّ بياضًا باهتًا: «عليك أن تفهم يا سيد فروبيشر أن القانون الفرنسي هو مَن يتولَّى الأمر الآن. لا ينبغي منع الضباط من أداء واجبهم ولو بقول كلمة أو بتحريك إصبع. وعلى الجانب الآخَر، أعدك بالذي طلبتَه. لن يُعتقل أحد لمجرد الاشتباه به. ستشهد عيناك على كلامي.»
ثم تبع الرجلان مورو نزولًا على الدرج وخروجًا إلى الشارع.