الفصل الرابع

مراحل ومراكز صناعة النَّسيج في بلدان الغرب الإسلامي

بلغت صناعة النَّسيج في بلدان الغرب الإسلامي مرحلة من التقدم كانت بدايتها من القرن ٤ﻫ/١٠م، واستمرت حتى القرن ٨ﻫ/١٤م،١ وهو ما أكده عدد من المؤرخين والرحالة منذ القرن الرابع الهجري؛ فابن حوقل٢ الذي زار الأندلس عام ٣٣٧ﻫ/٩٤٨م أعطى وصفًا يعكس تقدم صناعة المنسوجات بأنها فاقت في جودتها وصناعتها وحجمها إنتاج أي بلدٍ آخر، فتفوَّقت على ما كان يُصنع بالعراق على الرغم مما تمتعت به بغداد في هذا الشأن إبان تلك الفترة.
واستمر هذا حتى القرن الثامن الهجري حيث يقول العمري:٣ «إن أهل الأندلس … يلبسون الثياب الرفيعة الملونة من الصوف والكَتَّان ونحو ذلك، وأكثر لباسهم في الشتاء الجوخ، وفي الصيف البياض.» ولأن تصل صناعة النَّسيج لهذه الدرجة من الإتقان، فلا بد أنها قد مرت بعدة مراحل من الإعداد للتصنيع والغَزْل، ومن ثم خروجها على شكل مَنْسوجات حَرِيرية وصوفية وقُطْنية وكَتَّانية، وهو ما سيبين فيما يلي:

(١) مراحل صناعة النَّسيج

(١-١) مرحلة التجهيز

تدخل المواد الخام النَّسيجية — الحيوانية أو النباتية — عدة مراحل حتى تصير في النهاية منتجًا يُلبس أو مادة جاهزة للتصنيع، ومن بين تلك المرحل والخطوات:

  • (أ)
    تجهيز الصوف: لا يدخل الصوف مراحلَ كثيرةً حتى يخرج في صورته النهائية على هيئة ألياف وشعيراتٍ ناعمة تكون صالحة للاستخدام في أمور الغَزْل والنسج أو حتى الاستعمال الشخصي؛ فالصوف يُحصَل عليه من جزة الفروة التي تغطي جسم الضأن من الخرفان أو الكباش، وتُقصُّ بالمقراض لتكون مناسبة، ثم تُضرب بالقضيب لتُفرد وتلين، وبضربها تتبين نوعية هذا الصوف من الخرفان أو الكباش، لأن صوف الخرفان يكون أطول من صوف الكباش،٤ وبعدها ينظف الصوف من الوذح، وهو ما يعلق به من أبعار وبول الغنم أو التبن أو الحسك.٥
    وتتباين أطوال وأشكال الصوف؛ بحسب مدة بقاء الصوف على بدن الضأن ومكانه على جسمه؛ لهذا يُفضَّل الحصول على الصوف الذي مرَّ عامان على بقائه على بدن الضأن؛ فالصوف المتَّخذ من جذع وعنق الغنم يكون قصيرًا، والمتَّخذ من ثني الغنم فهو طويل وقوي، وصوف الظهر يأتي في المرتبة الأولى المفضلة للصناع والتجار، أما صوف الجنبَين والخاصرة فهو في المرتبة الثانية، وبالنسبة لصوف البطن فيكون في المرتبة الثالثة، كذلك صوف الفخذين يقبع في المرتبة الرابعة للصناع والتجار من حيث الاختيار.٦
    وبعد تنظيف الصوف من الوذح وما يعلق به يُغسل غسلًا جيدًا فيصير جاهزًا كي يُنفَش وتُسرَّح أليافه وتنفك، فالألياف الطويلة تُمشَّط عن طريق مشطٍ كبيرٍ مصنوع من الخشب أو الصدف، وهو من الأدوات الأساسية التي تُفكُّ بها عقد الصوف، وقد احتكر صناعتها بعض الصناع اليهود وخاصة المقيمين في مدينة فاس خلال القرن ٧-٨ﻫ/١٣-١٤م،٧ وبالنسبة للألياف القصيرة يتم تنقيتها عن طريق مشط يتكون من لوحَين بهما أشباه مسامير يُحك بها الصوف؛ فيعلق بالمسامير ما بقى متشبثًا بالصوف من عقد، وما حل من الصوف فيصعد لأعلى اللوح فيصير جاهزًا ليدخل مرحلةً جديدة،٨ كما اسْتُخْدِمت بعض النباتات الشوكية في تسليك شعيرات الصوف، وهو ما عرف عند صناع المغرب بصفةٍ خاصة ﺑ «القرظاج» وهو ما ذكره ابن قزمان بقوله: «أر بعد لس شير من قزظاج ولا تهجم فلس اغرنون.»٩
    ثم يدخل الصوف مرحلة الغَزْل التي أطلق عليها «العميتة» فكانت تتم باليد،١٠ وتكمن في تحويل ألياف الصوف لخيوط، وغالبًا ما تقوم بتلك العملية النساء؛ لما تطلبته عملية الغَزْل من المهارة والدقة وهو ما يتناسب وطبيعة التوافق الجسمي للمرأة.١١
  • (ب)
    تجهيز الكَتَّان: تُعتبر زراعة الكَتَّان من الزراعات التي تحتاج للكثير من الماء، وهو ما وُجد ببلدان الغرب الإسلامي نتيجة كثرة الأودية العذبة والعيون والآبار بها، بالإضافة إلى التربة الرملية الصالحة لزراعة الكَتَّان، فيزرع الكَتَّان بداية من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) ويُحصَد في شهر مايو (آيار)، ويُضاف إليه روث البهائم ويُزرع بطريقة تُسهِّل وصول المياه إليه ومن ثم غمره، فحرص الفلاحون على ألَّا يُسقى الكَتَّان بالمياه المالحة؛ لأنها تفسده، فروي بالمياه العذبة، ثم يُنظَّف ويُنقَّى من الأعشاب الضارة الموجودة به للحصول على أفضل إنتاجيه من ألياف الكَتَّان، ومن العلامات التي تشير لنضجه وبداية حصاده اصفرار اللون،١٢ وبعدها تبدأ عملية الجمع، فيجمع الكَتَّان في حزم، كلٌّ منها يقارب في مجمله راحة اليد؛ ليستطيع العمال والفلاحون تطويقها بكلتا يديهم وهو ما يقارب حجم الذراع أي ما يعادل «٤٧سم» تقريبًا، ثم يُترك الكَتَّان لمدة أربعة أو خمسة أيام في الشمس مع تغطية بذوره حتى تجفَّ، ثم تُفرك الأوراق الجافة المعلَّقة على سيقانه، وتُوضع الجذور لأعلى ويُوجَّه الكَتَّان في اتجاهٍ معاكس مع الحرص والحفاظ على سلامة البذور كي لا تتفتح وتفسد.١٣
    وبعدها مرحلة نقع الكَتَّان وغمسه بالمياه أو كما أطلق عليها المقريزي «الهدار»١٤ التي تتم في برك ومستنقعات مياه خُصصت لذلك أو في الأنهار، كما كان يحدث في نهر قُرْطُبَة وبخاصة في أيام الصيف؛ مما أدى لتغير طعم ورائحة مياه النهر،١٥ وتستمر هذه المرحلة من شهر أبريل حتى يونيو، بترك مياه البرك لفترة لتسخن بواسطة الشمس؛ نظرًا لارتفاع درجات الحرارة في هذه الأوقات من السنة، وفُضلت المياه العذبة للحصول على ألياف كَتَّان بيضاء، أما المياه الراكدة العكرة التي يُنقع فيها الكَتَّان فتُخرج الكَتَّان رمادي اللون ومعها تقل جودة الكَتَّان، وفي بعض الأحيان كان يُلقى روث البهائم في المياه للإسراع في نضج الكَتَّان.١٦
    أما عملية الغمر فيُوضع الكَتَّان في حزم مع غمر الأجزاء السفلية منها في الماء، ثم توضع أحجار أو عوارض خشبية ثقيلة عليها كي لا تطفو سيقانه على السطح، وبعد عملية الغمر يتم إخراج الكَتَّان لتهويته في الشمس مع ضرورة تقليبه من مرة لأربع مرات، حتى يصير الكَتَّان ناضجًا بنسبةٍ كبيرة، وهذه العملية تتم في شهر يوليو.١٧
    وبعدها تبدأ المرحلة الثالثة من مراحل تجهيز الكَتَّان وهي الحلج، وذلك بغمر الكَتَّان في الماء، ثم تبدأ مرحلة «تعطين الكَتَّان»، وتستغرق هذه العملية ما يقرب من الشهر مع الأخذ في الاعتبار أن مدة الغمرة تختلف من منطقة لأخرى حسب درجة الحرارة، ففي المناطق الحارة تستمر هذه العملية مدة ثلاثين يومًا كما هو الحال في بلاد المغرب، أما في المناطق الرطبة فكانت تصل إلى خمسين يومًا متتالية حتى ينضج الكَتَّان، كما في الأندلس وصِقِلِّيَّة، وتُعرف عملية النضج عن طريق إمساكها بالأصابع مع الضغط على ساق الكَتَّان، فإذا فُصلت أليافه عن الساق أصبح صالحًا، أو عن طريق أخذ بعض سيقانه وضربها على المياه، فإذا تسلَّخت صارت ناضجة، وفي هذه الحالة يتم رفع الكَتَّان من برك المياه تجنبًا للتعفُّن،١٨ ثم يخرج الكَتَّان ليجف من سبتمبر حتى أكتوبر وبعدها يُضرب الكَتَّان بالمطارق الحديدية أو الخشبية للحصول على الألياف.١٩
    وتبدأ مرحلة التصنيع من حيث ما انتهت إليه مرحلة التجهيز، فجودة الكَتَّان تبدأ من تلك المرحلة، وهو ما يعني أن أي تقصير في مرحلة من المراحل السابقة يأتي سلبًا على جودة الكَتَّان، وهو ما أبرزته إحدى وثائق الجنيزة التي تُبين أن لون الكَتَّان كان متغيِّرًا عن لونه الطبيعي والمعتاد؛ ويرجع ذلك لأن الكَتَّان لم يحظَ بالوقت الكافي حتى يجفَّ في الشمس،٢٠ فأولها مرحلة تمشيط الكَتَّان وهي تتم بواسطة الفلاحين أو عمال مأجورين، لديهم الخبرة الكافية للقيام بتلك العلمية، مستخدمين أمشاطًا خاصة مُعدة لذلك،٢١ وبعدها تصير ألياف الكَتَّان جاهزة للغَزْل، ثم تُجمع الخيوط على شكل خُصل وتُجهَّز للصباغة وتُلفُّ على بَكَر أو قضبانٍ خشبية.٢٢
  • (جـ)
    تجهيز الحرير:٢٣ قبل الحديث عن الحرير ومراحل تصنيعه وإنتاجه، لا بد من الإشارة إلى تلك الحشرة التي تنشأ عليها صناعة الحرير، والتي تُعدُّ عماد صناعة الحرير ألا وهي دودة القز، فهي دودةٌ صغيرة تَقْطُن الأشجار؛ تتغذَّى على ورق التوت، وتحقق لنفسها قدرًا من الحماية عن طريق ما تنسجه من لعابها كي تحفظ نفسها من البرد والحرارة والرطوبة، وتُنتج خيوطًا لامعة ومنها يُصنع الحرير.٢٤
    ولكن سرعان ما انتشرت صناعة الحرير في الإمبراطورية البيزنطية زمن الإمبراطور جستنيان ٥٣٦م،٢٥ وتُعتبر صناعة الحرير من الصناعات القلائل التي قامت بمدينة تونس في أربطةٍ حصينة وورش، وتُباع في الأسواق في العصر الأغلبي للحفاظ على سِرِّها، وقد انتقلت صناعة الحرير لبلاد المغرب الإسلامي في عهد بني الأغلب (١٨٤ﻫ/٨٠٠م–٢٩٦ﻫ/٩٠٩م) إلى قَابِس ومنها إلى تُونس،٢٦ فكان أول مصنع أُنشئ في أرضٍ أوروبية أقيم بمدينة بليرم في صِقِلِّيَّة،٢٧ ومنها وصلت أساليب تربية دودة القز وصناعة الحرير إلى إيطاليا، والتي بلغت أوج ازدهارها في القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي.٢٨
    وتبدأ عملية إنتاج الحرير في فصل الربيع حيث يُجلب البزر «الشرانق» لتدخل عملية التحضين، وهذه العملية قامت بها النساء بانتقاء الشرانق لرعايتها وتحضينها، وتمت هذه العملية في الأندلس كما ذكر عريب بن سعد (ت القرن ٥ﻫ)٢٩ في شهر فبراير: «وتبدأ النساء بتحضين دود القز حتى تفقص.» فتحضن النساء البزر (الشرانق) لمدة أسبوع بوضعها تحت أثداء النساء وصدورهن، ثم تخرج وتنثر على أوراق التوت المقطعة، فتأكل لمدة ثلاثة أيام، وتُسمى تلك العملية ﺑ «الإطعام»، ثم تنقطع عن الأكل وهو ما يُعرف ﺑ «التصويم»، وتتكرر هذه العملية أكثر من مرة، حتى يجيء موعدها فيكثر لها العلف حتى تنتج الصلجة أو «الفليجة»٣٠ وتتم عملية فقس دود القز في شهر مارس وفيه «يتولد الحرير»٣١ نتيجة لاعتدال الجو وملاءمة نسبة الرطوبة لها.٣٢
    ومع عملية الفقس تبدأ الديدان في نسج الخيوط حولها، ورُوعي عند بداية ظهور الخيوط إبعادها عن المياه، وخاصة مياه المطر حتى لا تلين «الفليجة» — الصلجة — وتُثقَب عن طريق الفراشات ولا يُنتَج الحرير، وقد ذكر ابن قزمان٣٣ تَعرُّض دود القز للماء والأمطار في بعض أزجاله. ولهذا كانت تُنقل الفليجات (الشرانق) قبل خروج الفراشات إلى الشمس حتى تموت، وتستخلص خيوط الحرير، ثم تُترَك الفليجات الباقية ليثقبها الدود وتخرج الفراشات لتفقس وتبيض وتستمر دورة حياة «دود القز» مرةً أخرى.٣٤
    وتبدأ مدة حياة الدودة من التحضين إلى الفقس تتغير حسب الأقاليم والطقس ما بين سبعة وثلاثين وخمسين يومًا، وتصل في الأندلس لستين يومًا،٣٥ ويُسمى الحرير قبل أن يُنقى من أغراسه «درفس»٣٦ والمنقى يعرف ﺑ «الإبرسيم» وهو الحرير الخام.٣٧
    ولما كان الحصول على ورق التوت لازمًا لتغذية دود القز؛ فقد تعاون الكثير من الزرَّاع والصنَّاع بالاشتراك فيما بينهم لإنتاج الحرير، أطلق عليها الفقهاء «شراكة في علوفة الحرير»؛٣٨ وهو ما أغرى كثيرًا من الفلاحين والزراع في بعض الأوقات لبيع أوراق التوت قبل أن تُورق على الأشجار لتهافت صناع الحرير ومربي دودة القز لشرائها؛٣٩ وهو ما أوجد بعض الخلافات والخصومات والجوائح؛٤٠ فأوجب تدخل الفقهاء لحلِّها. فعندما سُئل الفقهاء عما هو جائز في شركة علوفة الحرير، أجاب بأن يقوم صاحب أشجار التوت باستئجار أحد ليجمع الورق الخاص بحصته في الشركة أو أن يقوم بتربية الدود بنصيبٍ معلوم على أن يكون ذلك منصوصًا في عقد محرَّر بينهم،٤١ وأوجز ابن سراج٤٢ شروط الشراكة في علوفة الحرير بقوله: «الشرط الأول: أن يكون الورق قد ظهر وبدأ صلاحُه، الشرط الثاني: أن ينظر إلى الورق ويحزرها ويعلم مقدارها بالحزر والتخمين، الشرط الثالث: أن يشترطا أنهما إن نفد الورق واحتاجا إلى ورقٍ آخر أن يشترياها معًا من غير أن يختص أحدهما بشراء دون الآخر، الشرط الرابع: أن يكون العمل معلومًا إما بالشرط وإما بالعادة، الشرط الخامس: أن يكون العمل معلومًا بينهما على حسب الشركة كما كان الشراء بينها كذلك.» أما عند قسمة لوز الحرير فكان بعضهم يريد قسمته بالوزن أو بالعد، فأوجب الفقهاء أن يُقسَّم بالوزن لأن العدَّ تؤثر عليه الأحجام،٤٣ كل تلك الخلافات أوجبت كتابة عقود تحفظ وتضمن حقوق الطرفين المشتركَين في شركة وزراعة ورق التوت.
    وبعدها يدخل الحرير مرحلة الجمع، التي تبدأ من شهر أبريل بجمع إنتاج الحرير من المزارع والقرى قبل أن يُرسَل إلى دور الطِّراز، وهو ما يذكره ابن سعد٤٤ أنه يتم في شهر مايو ويبدأ دخول الحرير في مرحلة التصنيع الفعلي بإصدار الأوامر للمنتجين بأن يسلموا غَزْلهم إلى دور الطِّراز، بقوله: «أيام شهر مايو عددها ثلاثون يومًا … وفيه تخرج الكتب في القرمز والحرير والغاسول للطراز.»
    ثم تأتي المرحلة الأخيرة من مراحل تصنيع الحرير بإصدار الكتب والمراسيم وإعطاء الأوامر إلى المسئولين عن مراقبة عملية صناعة الحرير والإشراف عليها من قِبَل المحتسبين والمشرفين، وتتم في شهر أكتوبر، بتسليم الحرير لدور الصناعة لإتمام أعمال الصباغة، فيخبر ابن سعد:٤٥ «وتخرج الكتب في الحرير والصباغ السماوي للطراز.»

    ومن خلال ما ذكره ابن سعد عن مراحل تصنيع وإنتاج الحرير وبخاصة في الأندلس، يتَّضح أنها خضعت لرقابةٍ حكومية أُشرف عليها في جميع مراحلها، فكان إنتاج الحرير بمثابة عملٍ قومي تباشر عليه الدولة، وهي تلك الفترة التي تميزت بها الأندلس بإنتاج الحرير، ولكن مع ضعف الحكومات الإسلامية في الغرب الإسلامي وعدم الاهتمام بمربي وصناع الحرير وسقوط العديد من المعاقل والحصون الإسلامية في الأندلس، والتي كانت من أهم المراكز الصناعية لإنتاج الحرير، فضعفت وانهارت تلك الصناعة، وخير مثال على ذلك قُرْطُبَة وألْمرية.

    كما تُعدُّ عملية حلِّ الحرير من أهم الأعمال في إنتاج الحرير، ويتم فيها تحويل الشرانق إلى خيوط لاستعمالها في الصناعة أو البيع، وتتمحور تلك العملية في تفريغ الشرنقة أي تحويلها إلى خيطٍ متصل، ولهذه العملية مراحل كثيرة أهمها التخنيق، وهي قتل الفراشة داخل الشرنقة حتى لا تخرج وتثقب الفليجة، ثم سلق الشرانق حتى تلين خيوطها ويسهل حلها، ثم إزالة الرغس أي اللزوجة التي تصاحب الحرير وهي لعاب دود القز،٤٦ وإمساك خيط الشرنقة ونزع ما لا يصلح للاستعمال، وأخيرًا جذب بضعة خيوط لعدة شرانق وجمعها وحلُّها معًا، ولفُّها على الدولاب حتى إذا بردت الْتصق بعضها ببعض وصارت خيطًا واحدًا، هو الذي يُحول في النهاية إلى خيطٍ صالح للاستعمال. ولإتمام عملية حل الحرير لا بد من توافر عدة أدوات، منها: «الخِلْقين» وهو عبارة عن إناءٍ نحاسي واسع العمق يُملأ بالقَدر اللازم ماءً، وتُضرم النار تحته حتى غليان الماء، فتُسلق الشرانق فيه حتى تتخنق، ويتم تحريك الشرانق داخل الإناء عن طريق عصًا، وذلك بطريقةٍ دائرية لفصل الشرانق عن الخيوط، حتى تصير لامعة وساخمة وبرَّاقة بعد تنقيتها.٤٧
    وكذلك لا بد من توافر «الدولاب» وهو عبارة قطعةٍ خشبية لها ماسكة من الحديد لتديره، مُثبَّتة على قاعدةٍ خشبية ترتكز على ست خشبات، خمس منها ثابتة، والسادسة متحركة — سهلة الخلع — يمكن حلُّها عند عملية فكِّ الحرير الذي يكون مشدودًا على الدولاب ويُثبت فوق الخلقين، وفوق الدولاب لوحةٌ خشبية يُركز عليها ثلاث أو أربع خشبات وبَكَر لبرم الخيط، وجدت به كرةٌ خشبية تساعد على تسليك الخيوط على الدولاب أثناء البرم، وأُطلق على هذه الآلة الطاحونة، وعُرفت تلك العملية برَدَن الحرير،٤٨ وبعدها تُنزع الخيوط وتُوضع على سقالة خشبية لنشرها حتى تجف، وبعد أن تجف تُكبُّ على سقالةٍ خشبيةٍ مستديرة، وبعده تُجمع الخيوط لتُفتل، وبذلك تكون خيوط الحرير جاهزة لأن تدخل مرحلةً جديدة وهي الغَزْل، وكانت تتمُّ باستخدام المغزل.٤٩
  • (د)
    تجهيز القُطْن: كما ذُكر — سابقًا — أن القُطْن يُشرع في جمعه في الصباح الباكر بداية من شهر سبتمبر قبل أن تشتدَّ حرارة الشمس، ويكون باليد بكل رفق ولين، ثم يُعرض في الشمس ليُجفَّف، ثم يُرفع ولا يُترك لفتراتٍ طويلة في الشمس حتى يحتفظ ببعض رطوبته وليونته ببقائه في الظل،٥٠ لأنه متى جُمع في الحر كُسر جوزه واختلط بالقُطْن ولا يمكن التخلص منه، وهو ما يهدر الكثير من الوقت في تخليصه، وإذا خُزِّن القُطْن دون أن يُنشر في الشمس فسد،٥١ ومن مراحل تجهيز القُطْن المهمة التخلُّص من محارين القُطْن وهو كل ما يعلق به من قشور وحب أثناء عملية جمعه، وتُعرف هذه العملية بالحَلْج، ثم يدخل بعد ذلك مرحلةً جديدة وهي الندف وهي فك القُطْن من العُقد وتشابك نَسِيجه، ليُحَلَّ ويُنفَش فيكون جاهزًا للغَزْل.٥٢

(١-٢) مرحلة الغَزْل

لإتمام تلك المرحلة لا بد من توافر الأدوات اللازمة لعملية الغَزْل من أنوال ومغازل وعمال وغيرها من الأدوات التي تساعد في عملية الغَزْل، والتي اعْتُبِرت قوام صناعة النَّسيج برُمَّتها، فبدونها لا تكتمل العملية الصناعية للنسِيج، وهو ما أوضحه ابن الخطيب٥٣ من خلال النص الذي أورده حول دار الطِّراز المريني بفاس يتضح أن به «آلات النسج وضخام المناول»، وألواح الرسوم الخاصة بكتابة أسماء الخلفاء والملوك على الثياب والأعلام، بالإضافة لأدوات التنعيم والصقل والتصفيق كالشمع الذي خُزن بكمياتٍ كبيرة حتى بلغ مخزونه «جبال الشموع»، فضلًا عن خيوط الذهب والفضة التي كانت تُطعَّم بها الثياب الملوكية. واسْتُخدمت المغازل في عملية الغَزْل وهي من العمليات التمهيدية التي تكمن في خروج الألياف بشكلٍ مبروم ومنتظم حتى تصير جاهزة.٥٤
والمغزل عبارة عن قضيبٍ دقيق الطرفين،٥٥ يُصنع من الخشب أو من الحديد أو النحاس،٥٦ اسْتُخْدم لغَزْل الألياف النَّسيجية واستخدمته النساء بصفةٍ خاصة، فكن يجلسن في وضعية القرفصاء — متربعة — ويضعن الخيوط باليد اليسرى، وتُلفُّ حول الكف، أو أنها تَلفُّ الخيوط على قضيب من الغاب، وتضع المغزل في اليد اليمني، ويتم إيصال أو لضم الخيط بالمغزل عن طريق خيطٍ مغزولٍ آخر كي يُسهِّل عملية اللضم، وهو ما عُرف بالطعمة، ثم تُرفع اليد اليسرى في مستوى الكتف الأيسر، ويمسك المغزل من الأسفل عن طريق سبابة وإبهام اليد اليمنى، ويُبرم الخيط من اليسار إلى اليمين مع رفع اليد اليسرى لأعلى، ومن ثم يُلفُّ حول المغزل، وتتكرَّر تلك العملية بنفس الخطوات للحصول على الخيوط والكمية المطلوبة ثم تُكبَّب أي تُلفُّ وتُجمَع.٥٧
وللحصول على غَزْلٍ منتظم ودقيق لجأت النساء إلى الجلوس في أماكنَ مرتفعةٍ حتى يخرج الغَزْل مُتقَنًا ودقيقًا، أو إلى الجلوس على مقاعدَ مرتفعةٍ أو في النوافذ، أو لجأن لحيلةٍ أخرى عن طريق ثقب فتحة في أرضية سقف المنزل، وفي العادة يكون بين كل طابق وآخر، ويتركن المغزل يتدلى إلى فناء البيت، فيمثل ثقل المغزل دورًا في أن يظل الخيط مشدودًا فيُبرم برمًا قويًّا وجيدًا، فيخرج الغَزْل في شكلٍ منتظم ودقيق.٥٨
بالإضافة لذلك اسْتُخدم النَّوْل أو المنوال في عملية الغَزْل وهو تلك الخشبة التي يُلفُّ عليها خيوط النسج،٥٩ وعُرف بالقرناس أو القرنور أو القرنون وهو تحريف للفظة المغزل المستخدم في إسبانيا Cardus،٦٠ وجودة صنع المِرْدن من الأمور المهمة التي تُوكل لأهل الأمانة من الصناع وأكثرهم صلاحًا ودينًا؛ لأن تعاملاتهم تكثر مع النسوة، وأجود أنواع المرادِن المصنوع من خشب السنط الأحمر الخالي من السُّوس والغَرَق؛ لأنه لو كان به عند البَرْم انكسر.٦١
وقُسِّمت الأنوال حسب الاستخدام، منها البدائي الذي اسْتُخدم في صناعة بعض الأقمشة والثياب للفقراء والبدو — ولعله المردن السابق ذكره — أما النوع الأكثر تطورًا فهو الذي خُصِّص لصناعة الأقمشة المزركشة والثمينة،٦٢ ومنها النَّوْل العمودي البسيط، وهو من الأنواع القديمة التي كانت منتشرة وأُطلق عليها النوال أو النير، وهو ما ذكره الونشريسي٦٣ عن «مسألة كراء الحاكة النير الذي ينسجون به مع الغرس الذي فيه من النيارين، فإذا فرغوا من النسج أخذوا غرسه وأتوا بغرسٍ آخرَ في منسجهن، وكانت هذه المسألة حيَّرت الصناع منهم عن صناعة الحياكة والحرارة.» ويتضح من النص السابق أن النير عبارة عن منسج اسْتُخدم في عملية النسج يتكون من خشبتين أفقيتَين متطابقتَين ممدودة عليهما السدى، وتشدهما دعامتان عموديتان، وتمرُّ الخيوط بواسطة اليد من خلالهما،٦٤ ومن النساجين والغزَّالين مَن مارَس أعماله على المغازل، وبخاصة في الطريق أو أمام المنازل والحوانيت، فكان يرتدي سروالًا قصيرًا فتنكشف عورته أثناء الغَزْل، فبعضهم كان يلجأ لوضع حصر أمام المغزل حتى لا تراهم أعين الناس.٦٥
ولضرورة وجود النَّوْل وتوافره في الأسواق انتشر صناع الأنوال في مدن الغرب الإسلامي، كما في فاس؛ فقد تخصَّصت جماعة من الصناع في صناعة الأنوال ودواليب الغَزْل التي استخدمها الحاكة،٦٦ لتوافر المواد الخام من أشجار البقس وبخاصة حول مدينة سلا وضواحي مدينة تطوان وفاس،٦٧ ومن لم يمتلك من الصناع المناسج لجأ لاستئجارها من الصناع على أجرٍ معلوم ومدةٍ معلومة،٦٨ غير أن ذلك لم يمنع حدوث بعض الخلافات بين النساج وصاحب المنسج حول الأجرة المتفق عليها، أو على مقدار النسج الذي ينسج على المنسج، في أن يقول أحدهم: «إن عملت ملحفةً واحدة إلى ذلك الأجل تعطني خمسة دراهم، وإن عملت اثنتين تعطني عشرة دراهم.» أو ما يتبقى من غَزْل يُعلَّق بالمنسج فيأخذه صاحب المنسج ولا يعطيه إلى النساج الذي بدوره كان يأخذه من صاحب الغَزْل دون وجه حق.٦٩
وخُصِّص النَّوْل الأفقي للرجال فهو مُعقَّد بعض الشيء، فهو مكوَّن من عدة أجزاء منها الدواسة، وهي عبارة عن بدال أو رافعة تُدار بواسطة القدم للتحريك والدرء، والدف وهو الجزء الذي يتم من خلاله عملية النسج الفعلية، وتشمل أجزاءً كبيرة من النَّوْل، بالإضافة إلى المشط وهو عبارة عن قطعةٍ خشبية وُضعت بها بعض المسامير والأسلاك، يمر بين الخيوط كي يحافظ على المسافات بينها، ويقوم بضمِّ خيوط اللحمة، بالإضافة إلى المكوك، وهو عبارة عن أداة تحمل خيط اللُّحمة داخل علبة من الخشب،٧٠ ويجلس النساج خلف النَّوْل.٧١
وتبدأ عملية النسج بتحريك النسَّاج الدواسة بقدمه، وتمرير مكوك الخيط باليد، ثم تحريك قدمه اليمنى وينتهى باليسرى، حتى يتمكَّن من تمرير المكوك الذي يحمل خيوط اللُّحمة، ثم يقوم النسَّاج بقذف المكوك بواسطة اليد يمينًا ويسارًا على التوالي، بحيث يتمكن من دمج خيوط اللُّحمة والسَّدَى، ثم يقدم بيده لتحريك المشط لضم الخيوط المنسوجة من السدى أو اللحمة بعضها لبعض، أو ضم الحبيكة كي لا تُخلل وتتصفق؛ فيكون بينها عيون تُضعف من قوة الثوب، وبعدها يقوم النسَّاج بتحريك قطعة الثياب بواسطة القلاب.٧٢ ويُرجِع البعض بداية ظهور الأنوال بهذا الشكل إلى الهند بين القرن ٥–٩ﻫ/١١–١٥م وسرعان ما انتقل إلى بلدن الغرب الإسلامي.٧٣
وعلى كل ما سبق تأثَّرت البيئة المحيطة في الغرب الإسلامي بتطور صناعة الغَزْل وبخاصة في تُونس؛ فأدَّى ذلك إلى ظهور بعض التجمُّعات الكبرى وبخاصة حول الحواضر والمدن لجمع الغَزْل من المناطق المحيطة، كما حوَّل الناحية الجنوبية من مدينة تُونس التي تُعرف ﺑ «مسبحة مقرين للغَزْل» فكانت مستودعًا كبيرًا للغَزْل المتجمِّع من المدن والبوادي ومعامل ومصانع الغَزْل المختلفة ليدخل مرحلة التصنيع، وقد حرصت السلطة على حماية هذا الموضع؛ لأهميته الصناعية والتجارية.٧٤

(١-٣) مرحلة التصنيع

قبل الاستطراد في تلك المرحلة وذكر خطواتها والتطرق لأهم مواضعها ومنتجاتها ومراكز صناعتها، لا بد من الإشارة إلى دُور الطِّراز الخاصة والعامة في بلاد الغرب الإسلامي، التي انتشرت خلال فترات تاريخها، فبوجودها تأثرت صناعة النَّسيج؛ مما ساهم في تنوع الإنتاج النَّسيجي بإنتاج نوعيات تميزت بها بلدان الغرب الإسلامي عن غيرها واشتهرت بها.

(أ) دور الطِّراز في الغرب الإسلامي٧٥

أُطلق الطِّراز أول الأمر على الكتابة الزخرفية الموجودة على المنسوجات، فهو لفظٌ أعجمي مأخوذ من كلمة طرازيدين أو ترازيدين وتعني التطريز وعمل المدبج، وقد شاع مدلولها على الدُّور والمصانع التي تقوم بإعداد تلك الصناعات،٧٦ وانقسم الطِّراز إلى: الطِّراز الخاص وهو ما خُصص إنتاجه للخلفاء والملوك، والطِّراز العام ووُجِّه إنتاجه لعامة الناس والبلاط أيضًا، وكلاهما خضع للمراقبة من قبل السلطة.٧٧
فدُور الطِّراز الخاصة أماكن معدَّة لصناعة ثياب الخلفاء والسلاطين والملوك، فاتُّخذ لها أمهر النساجين والحاكة والخياطين وأفضل الصباغين لإنتاج ما يتطلبه البلاط، وهو ما ذكره ابن خلدون٧٨ بقوله: «وكانت الدور المعدَّة لنسج أثوابهم في قصورهم تُسمى دور الطِّراز لذلك.» وكُلف شخص يتولى الإشراف على خزائن المَنْسوجات عُرف ﺑ «الوكيل» وهو القائم بشئونها.٧٩
وحوت دور الطِّراز كل ما يلزم لصناعة ثياب ونَسِيج الخلفاء والملوك وخاصتهم؛ فلم تهتم بإنتاج ما يحتاجه السوق المحلي بشكل كبير؛ فسعت جاهدة لإنتاج أجود الثياب التي حُظر بيعها في الأسواق وللعامة، فخضعت للرقابة الحكومية من قِبَل المحتسبين حتى لا يتدنَّى إنتاجها، وتخرج المَنْسوجات مثلما حُدِّد لها عن طريق المحتسبين ثم تُختم فتصير جاهزة،٨٠ فزُودت بالأنوال وبخاصة الضخام منها التي تنسج الخيام — كما وضح — كالأنوال الخاصة بصناعة الثياب «وآلات النسج وضخام المناول»، كما كان بها ألواح الرسوم الخاصة بكتابة أسماء الخلفاء والملوك على الثياب والأعلام، بالإضافة لأدوات التنعيم والصقل والتصفيق كالشمع الذي خُزن بكمياتٍ كبيرة حتى بلغ مخزونه الكثير بها «جبال الشموع»، فضلًا عن مواد الصباغة «عقار الصبغ»، فضلًا عن خيوط الذهب والفضة التي كانت تُطعَّم بها الثياب الملوكية.٨١
وأُسندت وظيفة الإشراف على دور الطِّراز للمقربين من الخلفاء والملوك، وأُطلق على القائم عليها اسم «صاحب الطِّراز» فكان يشرف ويراقب على الأعمال، ويدفع الرواتب وغيرها من «أمور الصباغ والآلة والحاكة فيها وإجراء أرزاقهم وتسهيل آلاتهم ومشارفة أعمالهم، وكانوا يقلدون ذلك لخواص دولتهم وثقات مواليهم وكذلك كان الحال في دولة بني أمية بالأندلس.»٨٢ فكان الصقالبة والفتيان المعروفون بالأكابر في عهد بني أمية هم من تولوا هذا الأمر منذ خلافة عبد الرحمن الناصر ومن بعده ابنه الحكم المستنصر؛٨٣ فكان يتفقَّد دار الطِّراز ويطلع على أمورها بنفسه ويتابع العاملين بها ويستفسر عن أوضاعهم وما يتعلق بسير أعمالهم.٨٤
وأول من اتَّخذ الطِّراز هو الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك،٨٥ والأمير عبد الرحمن بن الحكم وهو أول من أنشأ دارًا للطراز في الأندلس،٨٦ كما يذكر ابن الخطيب:٨٧ «وفي أيامه اتُّخذ الطِّراز الذي كان حديث الرفاق، وطرفة أهل الآفاق.» وهي في الأصل تطور واتساع لدار البُرد أو الدار البردية التي كانت تقع غرب قصر قُرْطُبَة التي كانت من بُنيان الأمير عبد الرحمن بن معاوية.٨٨ ويدلِّل انتشار دور الطِّراز في مدن الغرب الإسلامي وبخاصة مدن الأندلس على مدى اهتمام الدولة لتوثيق الأحداث والمناسبات عن طريق تطريزها وتصويرها على الأعلام والرايات.٨٩
وسعى الخلفاء والحكام على توفير ما تتطلَّبه دُور الطِّراز من موادَّ خام وبخاصة في عهد الأمويين الذين أصدروا الأوامر للولاة في شهر أيار (مايو) من كل عام بجمع إنتاج الحرير وإرساله لمعامل الطِّراز الموزَّعة بمناطق الأندلس المختلفة،٩٠ وهو ما أشار ابن الخطيب٩١ إليه بقوله: «ومن آثاره التي ضُربت بها الأمثال وقضيت منها العجائب، حال الطِّراز ببابه لنسج ما يحتاج إليه من الخلع والكُسى وملابس الحرم وغير ذلك … ولو تتبَّعنا أصنافهم وما كانوا يحاولونه من صناعاتهم ويناغون به المشرق من بضاعتهم ومقدار جراياتهم ونفقاتهم لضاق عنه الكتاب.» ويُفهم من هذا النص أن مَنْسوجات الغرب الإسلامي وبخاصة الأندلسية المصنَّعة بدُور الطِّراز كانت تضاهي في جودتها ودقَّتها وحجم المصنوع منها؛ المنسوجات المشرقية التي ذاعت شهرتها آنذاك، كما يُعتقد أن تلك التقاليد الخاصة بدور الطِّراز ظلَّت باقية في غرناطة بعد سقوط العديد من الممالك الأندلسية على يد إسبانيا ولفتراتٍ طويلة.
كما وُجدت ببلاد المغرب دُور الطِّراز التي أنتجت كل ما يتعلق بالخلفاء والحكام من ثياب ومَنْسوجات، فكان بالقيروان دار طراز خاصة بها، وما يدل على ذلك وجود باب من أبواب القيروان يعرف ﺑ «باب الطِّراز»٩٢ كما أشار الإدريسي٩٣ إلى وجود دار طراز اختصت بإنتاج الحرير في مدينة قابِس «فكان بها فيما سلف طرز يعمل بها الحرير الحسن». وفي هذا إشارة، على الرغم من أن قَابِس لم تكن عاصمةً إدارية للحكومات الإسلامية في الغرب الإسلامي، فإنها كانت قاعدة لإنتاج الحرير في فتراتٍ ليست قليلة، وهو ما يعكس وضع المراكز الصناعية ومراكز إنتاج النَّسيج في بلدان الغرب الإسلامي، ورغم عدم توافر نصوصٍ تاريخية تذكر وجود دور للطراز بالمغرب في عهد المرابطين فإن الدلائل الأخرى تساعد على افتراض وجود بعض دور للطراز في عهد المرابطين، خاصة في زمن يوسف بن تاشفين (٤٠٠–٥٠٠ﻫ/١٠٠٩–١١٠٦م) والذي اتخذ قرارًا يُفضي إلى إثبات اللقب الذي اتَّخذه في طرازه دون وجود دور للطراز،٩٤ غير أن خلفاء الموحدين حرموا على أنفسهم الطِّراز في بداية حكمهم، فلم يكن لهم شيء من طراز «فكانوا يتورَّعون عن لباس الحرير والذهب؛ فسقطت هذه الوظيفة من دولتهم واستدرك منها أعقابهم …»٩٥ لكن بعض الإشارات الأخرى تشير إلى وجود دور طراز في مدينة أغمات في العصر الموحدي،٩٦ ووُجد بفاس دار طراز لملوك بني مُرين اختصت بإنتاج الثياب والخيام والأعلام الخاصة بهم وببطانتهم وفرق الجيش، فخضعت لسلطانهم وتصرفاتهم لإنتاج ما يلزم للبلاط السلطاني،٩٧ وينوِّه برنشفيك٩٨ إلى أن الحفصيين لم يمتلكوا دور طرز خاصة بهم على غرار سلاطين الأندلس والمشرق الإسلامي.
أما عن الأندلس فكان بها من دور الطِّراز الكثير؛ كدار الطِّراز والخلع بقُرْطُبَة، التي أنشأها الأمير عبد الرحمن الأوسط، وتقع في مقدمة السوق العظمى غربي قصر الخلافة،٩٩ وأمر بأن يُعيَّن بها مملوكه «خلف الفتى الكبير» ناظرًا عليها وذلك في عام ٣١٣ﻫ/٩٢٥م، وعُرفت آنذاك بدار البرد،١٠٠ وبإِشْبِيلِية وُجدت دار للطراز خاصة أيام إبراهيم بن حجاج اللخمي الذي استقلَّ بإِشْبِيلِية وقرمونة فبها «يُطرز فيها على اسمه كفعل السلطان إذ ذاك.»١٠١ وبمقالة أيضًا دار طراز للمَنْسوجات على غرار إِشْبِيلِية وقُرْطُبَة.١٠٢
ووجد بصِقِلِّيَّة دار طراز على أيام الفاطميين وظلَّت قائمة إلى عهد الملك الصقلي وليام الطيب (١١٦٦–١١٨٩م)، واستمر يعمل بها في مصانعها ومعاملها صناعٌ مسلمون على الرغم من انتهاء الحكم الإسلامي بها، أمثال يحيى بن فتيان الطراز، فيطرز بالذهب داخل دار الطِّراز، وهي الصورة التي نقلها ابن جبير١٠٣ بقوله: «ومن أعجب ما حدَّثنا به خديمه المذكور، وهو يحيى بن فتيان الطِّراز، وهو يطرز بالذهب في طراز الملك.» ومن جملة الهدايا التي أرسلها المعز بن باديس إلى المعز لدين الله الفاطمي عام ٤٢٠ﻫ/١٠٢٩م «الثياب الصقلي والثياب السوسي والفرقات والعمائم الصقلي عدة ألوف.»١٠٤ ما يعكس دقة الصناعة الصِّقِلِّيَّة ودور الطِّراز في تلبية احتياج البلاط.
وعن دور الطرز العامة فقد انتشرت في معظم المدن والتجمعات العمرانية بالغرب الإسلامي؛ نتيجة لامتلاكها القدرة على الإنتاج لتلبية احتياجات ومتطلبات العامة وكذلك احتياجات البلاط إن لزم الأمر، كما بتدمير حيث يذكر العذري١٠٥ أن بها «عمل الطِّراز العجيبة والصناعة الغريبة»، وببسطة فكان بها «الطِّراز الشريفة».١٠٦ ولكي تتضح أهمية دور الطِّراز العامة في الغرب الإسلامي كان لا بد من الحديث عن مراكز صناعة النَّسيج في الغرب الإسلامي.

(٢) الصناعات النَّسيجية ومراكز صناعتها

مع توافر المواد الخام والمقوِّمات الزراعية والصناعية اللازمة لتصنيع النَّسيج، برزت العديد من المواضع التي اختصت بإنتاج نوعٍ معين من خام النسيج، أو إنتاج أنواعٍ معينة من المَنْسوجات، أو أن أهلها اختصوا وبرعوا في تصنيع أو صباغة أو التمهيد لتصنيع بعضها.

وهو الحال بالنسبة لسكان تُونس وما حولها من الحاكة؛ فأنتجوا أجود المَنْسوجات كالعمامات الرفيعة المسمَّاة بالعمامات التُّونسية، التي نالت قسطًا كبيرًا من الشهرة بالحياكة «فكان يغزل بها غَزْل ويُباع زنة المثقال منه بمثقالين من ذهب، وبسوسة تُقصر ثياب القيروان الرفيعة.»١٠٧ وكذلك مدينة الأربس١٠٨ فسكانها انقسموا إلى طائفتين الأولى من الحاكة والثانية من الفلاحين.١٠٩
أما مدينة المرسى ومدينة الحمامات على ساحل البحر المتوسط فسكانهما اشتغلوا بقصارة الثياب وتخصصوا في صناعة الأقمشة الكَتَّانية،١١٠ وسكان هنين عملوا في صناعة المنسوجات وبخاصة القُطْنية، وصفاقس فبعض سكانها عملوا بالنَّسيج،١١١ ووهران التي أكثر سكانها من الحاكة.١١٢
كما اشتُهر حصن بكيران بكثرة معامل وأماكن صناعة النَّسيج لإنتاج الثياب البيضاء التي فضلها أهل الأندلس؛ لهذا ارتفعت أسعارها بطريقةٍ ملحوظة نظرًا لكثرة الإقبال عليها، وراجت تجارتها، وأخذ تجار النَّسيج بالعمل على تصدير كمياتٍ كبيرة منها.١١٣

ولإيضاح الأهمية الاقتصادية لمراكز إنتاج النَّسيج في الغرب الإسلامي، وجب على الباحث التطرُّق بالحديث عن عاصمتين من أهم عواصم النَّسيج خلال فترة الدراسة، واللتان تنوعتا في إنتاج المَنْسوجات الحريرية والصوفية والقُطْنية والكَتَّانية، واختلفتا في كمية الإنتاج على الرغم من تباعد الفترة الزمنية التي ازدهرتا فيها، وجمعتهما منطقةٌ واحدة — الغرب الإسلامي — وهو ما استوجب إظهار تلك المفارقة.

  • مدينة ألمرية: من المدن التي تبوَّأت الصدارة في إنتاج النَّسيج وبخاصة إنتاج الحرير كانت مدينة ألمرية الأندلسية؛ الأمر الذي جعل كل من زارها يتحدث عن مَنْسوجاتها وعن دقَّتها وجودتها؛ فلم تكن فقط مركزًا مهمًّا في الغرب الإسلامي فحسب، لكنها تحوَّلت إلى مصدرٍ مركزي لإنتاج النَّسيج أيضًا وبعض المصنوعات المرفهة للممالك المسيحية المجاورة.١١٤
    وانتقلت صناعة الحرير إليها عن طريق بعض الممالك والمدن المجاورة وبالأخص مدينة بجانة التي عُدَّت من أهم مراكز إنتاج وتصنيع الحرير إبان القرنين الثالث والرابع الهجريين/التاسع والعاشر الميلاديين؛ فكانت المَنْسوجات الحريرية بها «تُحمل إلى مصر ومكة واليمن وغيرها.»١١٥ ومع بداية القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي وعلى أثر انتقال معظم صناع وحرفيي بجانة إلى مدينة ألمرية، وازدهرت وشهدت صناعة الحرير بألمرية تقدمًا ملحوظًا وما واكب ذلك من انهيارٍ اقتصادي وسياسي بإقليم بجانة خلال تلك الفترة.١١٦
    وقد اشتهرت ألمرية ﺑ «صناعة الوَشي والديباج على اختلاف أنواعه، ومن صنعة الخَز وجميع ما يُعمل من الحرير ما لم يصر مثله في المشرق ولا في بلاد النصارى.»١١٧ وهو ما ميزها عن سائر البلاد فكانت تنتج الديباج١١٨ «ما حسن صبغه وانتظمت نقوشه ودق حَرِيره وصفق نسجه وأشرق لونه وثقل وزنه وسلم من النار.»١١٩
    وذكر الزهري١٢٠ في حديثه عن مدينة ألمرية أن «فيها كان يُعمل الديباج المُحكَم الصنعة مثل المرنجات المعروفة بالعداديات وثياب السندس الأبيض وهو دِيباج أبيض … كله لا يخفى على أحد من صناعته شيء، وفيها استنبطت ثياب المعمة المعروفة بالخلدي، ليس في ثياب الحرير كلها أتم منها مجالًا ولا جمالًا؛ لذلك سُميت بهذا الاسم، وهو مشتقٌّ من الخلد … وأكثر صناعة نسائهم الغَزْل الذي يقارب الحرير في سوقه وأكثر صناعة رجالهم الحياكة.» وصُنع بألمرية من صنوف الحرير الكثير من الديباج والوَشي والسقلاطوني والبغدادي والستور١٢١ «والأصبهاني والجرجاني بالإضافة إلى الستور الملكية والثياب المعينة والخمر والعتابي والمعاجر وصنوف أنواع الحرير.»١٢٢ وفي هذا النص دليل على أن مصانع الحرير بألمرية اتبعت في صناعتها التقليد لبعض منتجات المشرق الإسلامي كالعتابي والأصبهاني والجرجاني وهو ما أُشير إليه، ويعكس مدى ما وصل إليه صناع الغرب الإسلامي، وبخاصة صناع ألمرية، من مهارة في إتقان جميع صنوف المَنْسوجات الحريرية لدرجة أنها طابقت في جودتها ودِقَّتها بلادها الأصلية،١٢٣ وهو ما يوضح عمليات الصنع والبيع للمَنْسوجات المقلدة من الحرير ذات السمعة الجيدة من الجرجانية وغيرها الذي قد أُنتج في ألمرية، حتى إن أبًا من عدن طلب بعض الحرائر الجرجانية من ألمرية من أجل جهاز عرس ابنته فجاءت بسهولة من الأندلس،١٢٤ ووُجد بألمرية ثمانمائة طراز من طرز الحرير النفيسة وألف منوال للديباج.١٢٥
  • مدينة فاس: عاصمة النَّسيج في بلدان الغرب الإسلامي من الكَتَّان والصوف والقُطْن والحرير، بفضل ما هيأته الطبيعة من جودة التربة وتوافر مصادر المياه بالإضافة إلى الأيدي العاملة الماهرة، وما يَقدم إليها من مواد خام سواء محلية أو عن طريق التجار والمزارعين، فضلًا عن كونها مركزًا إداريًّا وسياسيًّا خلال فترات طويلة من تاريخها؛ ما أهلها لأن تكون إحدى عواصم النَّسيج في الغرب الإسلامي.١٢٦
    فخلال فترة حكم الموحدين وخاصة أيام الخليفة الناصر الموحدي ٥٨٥ﻫ/١١٨٩م، كان بفاس ٣٠٦٤ موضعًا خاصًّا بالنَّسيج وطرزه،١٢٧ بالإضافة للعديد من الأماكن التي خُصصت لصنع وبيع وتجارة النَّسيج ومتعلقاته،١٢٨ كما وُجدت بها بعض الأزقة والشوارع الخاصة بالحاكة والنساجين،١٢٩ ما يعكس المكانة الاقتصادية والصناعية التي وصلت إليها فاس فيما يتعلق بصناعة النَّسيج، فهذا العدد الكبير من دور النَّسيج يُبرز كيف أنها زجَّت بالعمال والصناع فأصبحت قبلة النَّسيج، ففي ظل حكم بني مرين كان لهم دار طراز بفاس باعتبارها دار حكم، واستمرت تنتج المَنْسوجات الفاسية،١٣٠ وخلال القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي، وعلى إثر ما سمح به تخطيط مدينة فاس من إقامة العديد من حوانيت النَّسيج، استمرت فاس في تقدمها النَّسيجي؛ فكان بها ٢٥٠ محلًّا للحياكة، و١٥٠ دكانًا لصباغة الغَزْل، بالإضافة للعديد من حوانيت القطانين وأسواقهم؛ فكان بها ٣٠ دكانًا لباعة الأشرطة القُطْنية وبعض السروج، وبعض الأماكن الخاصة ببيع الأقمشة الصوفية الغليظة، فكان عددها ١٠٠ دكان و١٤١ دارًا مخصصة لأمور الغَزْل تستجلب الصوف القادم من الرعاة والفلاحين المحليين فيدخل في تلك الدور لإنتاج الثياب والمَنْسوجات الصوفية، والعديد من الحوانيت الخاصة بالمَنْسوجات، فكان بجوار باعة الشمع العديد من باعة الخيوط النَّسيجية، وبجوارها حوانيت تبيع الحبال والخيوط وحبال الخيل وأرسانها المصنوعة من القنب، فضلًا عن حوانيت بيع الكَتَّان والثياب والكثير من الأسواق الخاصة بالنَّسيج،١٣١ والكثير من الحوانيت المُعدة التي خُصصت لصناع الأشرطة الكَتَّانية والقلاع والشقق الكَتَّانية، وكذلك قماش الكَتَّان الغليظ الذي يُستخدم في تغطية الشوارع والأسواق، كالذي اسْتُعمل في تغطية صحن جامع القرويين.١٣٢

(٢-١) المَنْسوجات القُطْنية ومراكز صناعتها

ارتدى مسلمو الغرب الإسلامي النَّسيج القُطْني كغيره من المَنْسوجات نظرًا لتوافر المواد الخام الخاصة به، وهي القُطْن، في عددٍ من بلدانه، وذلك من وقتٍ طويل، منذ دخوله على يد الفاتحين العرب، فتميزت مواضع دون غيرها بصناعة المَنْسوجات القُطْنية، فمن بين تلك البلدان بلاد المغرب، فلم تنشط بها مواضع لصناعة المَنْسوجات القُطْنية بقدر ازدهار المَنْسوجات الصوفية والكَتَّانية، على الرغم من عدم قلة الأراضي المزروعة بالقُطْن، لكن لجأ سكانه لمزج القُطْن بالكَتَّان تارة والصوف تارة أخرى والحرير، فأنتج القماش «السفساري» في تُونس، وهو قماش مصنوع من حَرِير وقُطْن،١٣٣ كذلك أنتجت نساء مكناسة أقمشة من الحرير والقُطْن أو من القُطْن والصوف حَملت اسم البلد وذاع صيتها ببلدان كثيرة لنعومتها وجودتها،١٣٤ وبرع سكان قصر طلمثية في إنتاج ثيابٍ مصنعة من القُطْن والكَتَّان نُقلت إلى العديد من البلدان،١٣٥ وصنع أهل ندرومة أقمشةً قُطْنية غاية في الدقة والليونة،١٣٦ ومدينة سلا التي كانت محطًّا للقُطْن والكَتَّان فأنتج صناعها الأقمشة والملابس المصنعة من القُطْن الناعمة،١٣٧ ومن القُطْن صنع الأَوْدَغَسْتيون أُزر سمونها الشيكات.١٣٨
كما اشتهرت الأندلس بصناعة المَنْسوجات القُطْنية وبالأخص بوادي أش، فأنتج أنواعًا من المَنْسوجات القُطْنية الرقيقة،١٣٩ وهو ما يُستنتج من قول الإدريسي١٤٠ الذي جاء فيه: «وتُصنع من حصن بكيران ثياب بيض تُباع بالأثمان الغالية وهي من أبدع الثياب عتاقة ورقة حتى لا يفرق بينها وبين الكاغد في الرقة والبياض.» وأغلبها كانت ملابس للنوم أو ملابس داخلية، كما بأرون أصناف من المَنْسوجات القطينة العديدة،١٤١ بالإضافة لمدينة شبرب التابعة لبلنسية.١٤٢
وصِقِلِّيَّة التي اختصت بعض مدنها بإنتاج المَنْسوجات القُطْنية كمدينة بليرم؛ فكان بها العديد من الحوانيت الخاصة بالقطانين والحلاجين،١٤٣ فاستمرت تنتج تلك النوعية لفتراتٍ طويلة على الرغم من انتهاء الحكم الإسلامي بها، وظلت العديد من المصطلحات الصناعية باقية لصناعها.١٤٤

(٢-٢) المَنْسوجات الكَتَّانية ومراكز إنتاجها

برع صناع الغرب الإسلامي في إنتاج المنتجات الكَتَّانية بأصنافها العديدة وبالأخص مدن المغرب، فمن مدن المغرب الأدنى تُونس أنتجت أنواعًا مميزة من القماش عُرف ﺑ «القماش الأفريقي» وهو من الثياب الرفيعة المصنعة من القُطْن الممزوج بالكَتَّان، أو من الكَتَّان الخالص يسمو في جودته عن النصافي البغدادية، فاعْتُبرت من أحسن كساوي المغرب بفضل سكانها فمعظمهم كانوا من الحاكة، فضلًا عن نسائها؛ فقد تميزن في أمور الغَزْل وأتقنَّه بشكلٍ بارع،١٤٥ وهو ما أكده الصومعي١٤٦ في أن أحدهم كان يرتدي ثوبًا من الكَتَّان مصنوعًا في تُونس بقوله: «وعليه ثوب كَتَّان من عمل تُونس وفي القبة أقطفة ومخاديد وعليها ستور حسن.»
فمن بين مدن المغرب الأدنى والأوسط المعروفة بإنتاج المنسوجات الكتانية قسنطينة؛ فهي من بين المراكز المهمة والمعروفة بإنتاج المَنْسوجات الكَتَّانية، وصدَّرت جزءًا كبيرًا من إنتاجها لمدن الجنوب في السودان،١٤٧ وكذا مستغانم التي اشتهر سكانها بنسج الأقمشة الكَتَّانية الرقيقة،١٤٨ والمهدية التي نُسب لها الثياب السوسية المهدوية،١٤٩ وسوسة التي عُدت من أبرز مراكز صناعة الكَتَّان نظرًا لانتشار زراعة الكَتَّان هذه واحدة، والثانية أن صناعها برعوا وأجادوا في غَزْل الثياب وخاصة المرتفعة الثمن؛ فحُملت إلى البلاد شرقًا وغربًا، فنُسبت إليها الثياب الرفيعة السوسية.١٥٠
وتميزت كل من صفاقس وعنابة بصناعة المَنْسوجات الكَتَّانية فغالبية سكانهما كانوا من الحاكة،١٥١ ومدينة توزر التي اشتهرت بزراعة الكَتَّان الجيد، ومدينة بِجَاية التي امتاز صانعوها بعمل الأقمشة والمفروشات والزرابي على الطِّراز المغربي لتوافر المواد الخام من كَتَّان وقنب، قامت عليها صناعة الأقمشة الكَتَّانية بها،١٥٢ ومدينة قفصة المميزة بإنتاج الأقمشة الكَتَّانية،١٥٣ ومتيجة كانت من أهم مراكز إنتاج الكَتَّان في الغرب الإسلامي.١٥٤
ومن مدن المغرب الأقصى التي عُرفت بإنتاج المَنْسوجات الكَتَّانية مدينة سبتة؛ فقد تميزت بصناعات النَّسيج كافة، وقد تلت صناعة المراكب باهتمامها، فمنتجاتها صدرت إلى باقي البلدان في الشرق والجنوب والشمال بفضل تجارها والتجار الواردين إليها، لشراء منتجاتها وبخاصة «الكبوط» الكَتَّاني الذي صُدر لبلدان الغرب الأوروبي،١٥٥ وزرع سكان جبل مغسة كمياتٍ كبيرةً من الكَتَّان؛ لأن معظمهم من حاكة الأقمشة الكَتَّانية.١٥٦
هذا وقد أنتجت درعة نوعًا من ثياب الكَتَّان المقاومة للنار، نتيجة لوجود نوع من الحجارة عرف ﺑ «تاوطغيت» تُحك بها اليدان حتى تلين لتُسْتخدم في غَزْل ونسج الكَتَّان، فيُصنع منها القيود والحبال، وصُنعت منها المناديل المقاومة للنار، التي خُصَّ بها ملوك زناتة وكانت عندهم «من أعظم الذخائر»،١٥٧ فكان يُباع بسوق بنكور نوع من البرانس المقاومة للماء، تهافت عليها التجار، والتي صُنعت بها.١٥٨
واشتهرت الأندلس بصناعة المَنْسوجات الكَتَّانية، وكان أجودها كَتَّان البيرة فهو «الرفيع الذي له الفضل البائن.»١٥٩ ويضيف الحميري١٦٠ قائلًا: «فكَتَّان هذا الفحص [البيرة] يربو جيده على كَتَّان النيل.» كما ينسب ياقوت الحموي لأندراش الكَتَّان الفائق،١٦١ ولكَتَّان أرون فضل على سائر الكَتَّان الأندلسي لجودة الزراعة والصنع؛ فتغنى شعراء الأندلس بكَتَّانها، كما اشتهرت قادس بصناعة المَنْسوجات الكَتَّانية؛ نظرًا لتوافر البيئية الزراعية للكَتَّان.١٦٢
وعُمل بالأندلس «الكَتَّان الدني للكسوة ويُجلب إلى غير مكان، حتى ربما وصل إلى مصر منها الكثير.»١٦٣ كما أضاف ابن حوقل:١٦٤ «ويُستعمل عندهم للعامة وللسلطان من الكَتَّان ثياب لا يقصر عن الديبقي ما كان منها صفيقًا، ومن السلس الدقيق ما يستحسنه من لبس الشرب ويضاهي رفيع الشطوي الجيد.» وكانت باجة رائدة خلال القرن ٥ﻫ/١١م في إنتاج الكَتَّان، وبلنسية وكيران كانا مركزين لإنتاج الكَتَّان.١٦٥
وتبوأت صِقِلِّيَّة خلال القرن ٥-٦ﻫ/١١-١٢م مكانة مميزة في إنتاج المَنْسوجات الكَتَّانية ذات النوعية الجيدة التي نافست مثيلاتها في مصر والشام؛ فكان الثوب الصقلي المصنوع من الكَتَّان يساوي في مصر إبان الحكم الفاطمي أكثر من عشرة دنانير مصرية كما ذكر الرحالة ناصر خسرو أثناء زيارته لمصر.١٦٦

(٢-٣) المَنْسوجات الحريرية ومراكز صناعتها

ازدهرت صناعة الحرير في الكثير من المدن المختلفة لبلدان الغرب الإسلامي، ففي الأندلس ازدهرت صناعة الحرير خلال القرن ٥-٦ﻫ/١١-١٢م نتيجة اهتمام السلطات الحاكمة بإنتاج الحرير، فأصدرت له المراسيم الخاصة بإنتاجه، وتفاوتت درجة الإتقان والجودة من مركز لآخر، ومن مدينة لأخرى حسب المقومات الصناعية المتوافرة لديها، فكان لبعضها السبق؛ إذ تربعت على عرش إنتاج المَنْسوجات الحريرية دون غيرها.

فالمعروف أن الحرير هو الخَزُّ قبل أن يُغزل، وأطلق عليه المسلمون القَز، وإذا غُزْل يُسمى إِبْرَيْسَم وعند خلطه بالصوف يطلق عليه خَزًّا، وبعد صباغته يسمى عند ذلك حَرِيرًا،١٦٧ وأفضل أنواع الخَزِّ هو الذي سداه تكون قوية ومتينة، ناعم الملمس، وما انتظم نسجه وثقل وزنه، أما الرديء منه؛ فهو ضعيف السدى، خفيف الوزن، رخو النسج، غير زاهي اللون،١٦٨ فعبر العامة وبخاصة المجتمع الأندلسي عن جودة الخَزِّ ودقته بالمثل الشعبي: «شبهت الخَز بوبر المعز.»١٦٩
وأجود أنواع الحرير الإِبْرَيْسَم «النقي الحسن اللون السالم من الأحلاف والأوساخ الملتبسة لبعض خيوطه، فتكون خيوطه شكلًا واحدًا ليس فيها بعض غليظ وبعض دقيق ولا معدة … فهو أفضل.»١٧٠ وأفضل أنواعه الكوفي، فكان يُخلَط في بعض الأوقات مع الكَتَّان، مع اختلاف قدر الحرير أو الصوف.١٧١
أما الديباج؛ فأصله من بلاد فارس وهو من أكثر الأنواع شهرة ودلالة عن المَنْسوجات الحريرية،١٧٢ فاختلفت أنواع وأغراض الديباج ما بين الملبس وللتعليق أو فرش داخل البيوت «فأفضله ما حسن صبغه وانتظمت نقوشه ودق حَرِيره وصفق نسجه وأشرق لونه وثقل وزنه وسلم من النار.» وخير ما يعدُّ منه يصنع لا بد أن يكون مائتي شبر، أما إذ كان للتعليق فكان مائة وعشرين شبرًا.١٧٣
ولم تكن ببلدان الغرب الإسلامي — وبخاصة بلاد المغرب — صناعة الحرير ومَنْسوجاته على نفس المكانة التي تمتعت بها الأندلس، والتي لاقت مَنْسوجاته الكَتَّانية والقُطْنية والصوفية من الشهرة ما لم تلقها المَنْسوجات الحريرية نفسها؛ فانتشرت تلك الصناعة في عدد من مناطق وبلدان المغرب ما بين غَزْل ونسجٍ وطراز، كمنطقة السوس التي اشتهرت بصناعة الخَزِّ.١٧٤
وقد احتكر الصناع اليهود صناعة الحرير الموشَّى بالذهب؛ حتى إنهم أطلقوا على أرباب العمل والعمال الذين يمارسون هذه المهنة اسم الصقليين نسبة لعملية الصقل التي تتم في صنع الحرير، أو نسبة ليهود صِقِلِّيَّة الذين أتوا للمغرب وجلبوا معهم أسرار هذه الحرفة التي امتازوا بها، فصُنعت شارات سلاطين بني مرين وبني حفص من الحرير الأبيض وكُتب عليها بالذهب آيات من القرآن الكريم،١٧٥ كما طُعِّم الحرير بالذهب والفضة لتوشَّى به الأقمشة الحريرية كي تزيد من قيمتها، والتي قُصر إنتاجها على كبار رجال الدولة والفئات الاجتماعية المترفة؛ ما جعل الثياب الحريرية من تلك الشاكلة ثانوية لدى الصناع والزبائن والإنتاج.١٧٦
وفي المغرب الأدنى انتشرت المَنْسوجات الحريرية، وبالأخص مدينة قَابِس، التي بها طراز حَرِير وناسجو حَرِير كثر،١٧٧ فإليها يُنسب الحرير القَابِسي، وهو ما أشارت إليه رسائل التجار اليهود عند حديثهم عن جودة الحرير القَابِسي لكثرة الطلب عليه،١٧٨ كانت مدينة تُونس التي وُجدت بها مراكز لصناعة الحرير قد بُنيت لها أربطة محصَّنة وبعيدة عن أعين الناس؛ لأن صناعة الحرير بتونس لا تُصنع بالأسواق بل في أماكنَ بعيدةٍ عن أعين الناس للمحافظة على أسرارها وجودتها، وعُرفت تلك الأربطة بفنادق الحرير،١٧٩ كما ساعد الغرناطيون القادمون من الأندلس إبان القرن التاسع والعاشر الهجريين/الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين في أن تكون مدينة شرشال مركزًا لصناعة الحرير؛ لأن جلهم من نساجي الحرير ومربي دود القز.١٨٠
ومن مناطق إنتاج الحرير في المغرب الأوسط كانت مدينة توزر التي أنتجت أغطية من حَرِير وصوف بالإضافة للثياب الموشاة التي اشتهرت بها،١٨١ واشتهرت تلمسان بإنتاج وتصنيع الثياب التلمسانية المصنَّعة من صوفٍ وحَرِيرٍ مختم وغير مختم ذاعت شهرته في كثير من المواضع.١٨٢
ومن مدن المغرب الأقصى التي أنتجت المنسوجات الحريرية واشتهرت بتجارتها مدينة نَوْل لمطة، التي مزجت بين الحرير والقُطْن أو بين الحرير والكَتَّان، أو الحرير والصوف في إنتاجها، وتعدَّدت ألوانها بين الأبيض والأحمر والأخضر ولاقت شهرةً واسعة وعُرفت بالثياب السفسارية،١٨٣ ومدينة سبتة قبلة إنتاج النَّسيج خلال فتراتٍ طويلة من تاريخ الغرب الإسلامي؛ فكان بها العديد من الحوانيت لبيع وتصنيع وإنتاج الحرير، بالإضافة لكثرة أطرزة الحاكة فكانت لا تحصى، وإبان القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي وُجد بها ما يزيد على خمسة آلاف مشغل للحياكة يعمل بها قرابة عشرين ألف عامل،١٨٤ وفيها إحدى وثلاثون تربيعة خاصة بالحرارين وهم نساجو الحرير،١٨٥ ويصفها ابن الصباح١٨٦ بقوله: «مدينة سبتة حاضرة من حواضر الأندلس في الكسوة واللباس والسيرة والعادة … كثيرة ألوان الثياب من لباس الحرير والملف والأفرنقيات والجباب في بلاد زناتة والقبلارات أطوارًا أطوارًا أي ألوانًا ألوانًا.»
كما تميزت الأندلس بإنتاج الحرير على نطاقٍ كبير من «حَرِير الاستغزال»، والحرير «الأحمر النقي الطيب غاية الطيب» وحَرِير «السقلاطون» الذي استعمل في المناسج الفاخرة،١٨٧ وهو من الحرير المطرز بخيوط الذهب ومن أفضل أنواع الحرير لكثير من التجار؛ لما يتمع به من ألوانٍ براقة،١٨٨ ففي بسطة وُجدت الطرز الشريفة التي صُنع بها «طرز الوطاء البسطي من الديباج الذي لا يُعلم له نظير».١٨٩ نتيجة توافر الأراضي المخصصة لزراعة أشجار التوت، وتوافر الأيدي العاملة المدرَّبة والماهرة؛ ما جعل صناعها ينتجون نوعًا من أنواع البسط لا يُصنع مثلها في أي مدينة أخرى، وهو ما يعني تفرد بسطة بنوع من الديباج.
ووُجد بتدمير «الطرز العجيبة والصناعة الغريبة»،١٩٠ فتفوقت في هذا على قُرْطُبَة، وأجاد أهلها هذه الصناعة إجادةً تامة،١٩١ أما مدينة مرسية فتخصصت في صناعة البسط الرفيعة والشريفة لخبرة صناعها في هذا الشأن وكذلك الثياب المطرزة بالذهب.١٩٢
وعُدت مالقة مركزًا مهمًّا لإنتاج النَّسيج وخاصة الحرير فكانت على قدرٍ كبير من الأهمية الصناعية لألمرية،١٩٣ فيذكر ابن سعيد١٩٤ عند حديثه عن نارجة المالقية وعن دقة أهلها وحذاقتهم بصناعة الحرير وصبغه: «اجتزت في إحدى المرات مع والدي قرية نارجة فرأينا جماعات كبيرة من الأهالي نصبوا خيامهم في مكانٍ مكشوف متسع في بطن وادي القرية وقاموا جميعًا بجمع وغَزْل وصباغة الحرير، ولما سأل موسى وابنه الصناع: بما يُعرف ذلك الموضع؟ قالوا: الطِّراز، قال موسى: اسم طابق مسماه، ولفظ وافق معناه، ثم قال الشعر: بنارجة حيث الطِّراز المنم، فرد ابن سعيد: أقم فوق نهر ثغره يبتسم.» ومعظم العمال، في أثناء عملهم، بعضهم يشرب، والبعض الآخر يغني ويطرب، في وسط جوٍ مليء بالبهجة والسرور، وهي عادة اتخذها الأندلسيون بشكلٍ عام، كما يذكر عنها ابن الخطيب:١٩٥ «وحلل دِيباجها البدائع ذات تطريز … والحلل التي تلح صنعاء فيها بالطلب وتدعو إلى الجلب.»
كما أُنتج الحرير بكمياتٍ كبيرة في حصن شنش التابع لمدينة مالقة،١٩٦ الذي انفرد بصناعة الديباج المذهب والثياب المحلاة بخيوط الفضة الجافة التي تُسمى «الدست» كما ذكره ابن الخطيب١٩٧ في قوله: «إلى الدست الرهيف ذي الورق الهيف.» وأُنتجت أيضًا ثياب الحرير في العصر الموحدي، وبخاصة الموشاة بالذهب ذات الصنائع الغريبة، التي تُصدر إلى المشرق والمغرب وتُباع بأغلى الأسعار، وربما تجاوز ثمن الحلة الواحدة الآلاف، واستمرت في تقدمها حتى القرن ٨ﻫ/١٤م، فاتجهت المَنْسوجات الحريرية القادمة من نارجة نحو بلدان المغرب ومصر والأمراء المسيحيين في ممالكهم، كما شهدت بذلك المدونات النصرانية بكثرة إنتاج مالقة للديباج والوَشي أثناء حديثها عن زيارة عدة سفن قشتالية لمالقة عام ٨٠٦ﻫ/١٤٠٤م، وعودتها محملة بالضيافة من مَنْسوجات الحرير الموشَّى واتصف بالجودة والرقة،١٩٨ فكانت «أكثر بلاد الله حَرِيرا.»١٩٩
وبالنسبة لإقليم البشارات الذي كثرت به أشجار التوت فاتُّخذ منه مركزٌ للصناعات الحريرية فكان به ٦٠٠ قرية يعمل أهلها في هذا المجال،٢٠٠ وأنتجت قلعة أيوب أنواعًا من الغفارات المذهبة حُملت إلى العديد من الجهات،٢٠١ كذلك قُرْطُبَة اعْتُبرت مركزًا مهمًّا لإنتاج الصناعات الحريرية من الديباج والوَشي قبل أن تحل محلها ألمرية إبان القرن الخامس الهجري/العاشر الميلادي، فأصبحت قُرْطُبَة بعد ذلك سوقًا رائجًا لعرض وبيع المنتجات الحريرية المصنَّعة بألمرية،٢٠٢ وكذا الحال بالنسبة لمدينة جيان أو كما عُرفت «جيان الحرير»؛٢٠٣ لكثرة إنتاجها من الحرير؛ فكان بها أكثر من ثلاثة آلاف قرية من قراها تعمل في صناعة الحرير نتيجة توافر الأيدي العاملة من زُرَّاع وصُنَّاع دأبوا على تربية دود القز ومن عملوا بالصناعات الحريرية، إذ يذكر الإدريسي روايتَين عن الحرير في مدينة جيان؛ إحداهما، كما يبدو، قد أخذها من مصدرٍ أقدم،٢٠٤ يذكر من خلالها أن جيان كان «لها زائد على ثلاثة آلاف قرية، كلها يُربَّى فيها دود الحرير.»٢٠٥ والرواية الثانية وهي ربما تعبر عن وقته تقول بأن في «جيان قرًى كثيرة تشف على ستمائة قرية يُتخذ بها الحرير.»٢٠٦
ومدينة سَرَقُسْطة التي اشتهرت بإنتاج أفخم المَنْسوجات الحريرية وأفضلها نظرًا لخبرة صُناعها وشهرتهم في إنتاج الثياب وبخاصة «الثياب السرقسطية»، وقد قال ابن العذري٢٠٧ عن الثياب السرقسطية: «ولأهل سَرَقُسْطة الحكمة في صنعة السمور والبراعة فيه بلطيف التدبير يقوم في طرازها بكمالها منفردة بالنسج وهي الثياب المعروفة بالنسبة بالسرقسطية، ولا تُدانَى تلك الصنعة ولا تُحكَى في أفق من الآفاق.» ما يوضح دَوْر الطرز العامة في سَرَقُسْطة التي أنتجت الثياب التي لا تضاهيها ثياب في كثير من البلدان نتيجة مهارة وحذاقة صناعه؛ مما جعلها تصدر إلى الكثير من الجهات.٢٠٨
وأنتجت غرناطة الحرير وصنعته بدرجاتٍ متفاوتة، فاشتهرت بنوع من الثياب المحررة عُرف بالملبَّد المختم ذي الألوان العجيبة والتي تميزت به لفتراتٍ طويلة،٢٠٩ كما أنتج وادي آش مختلف أنواع الثياب من خيوط الإبريسم.٢١٠
كما كانت قرى جبل شلير والمتصلة به بها «أفضل الحرير»٢١١ وهو ما أكده الزهري٢١٢ بقوله عن جبل شلير: «إنها من أكثر بلاد الله حَرِيرًا.» كما كان حصن البيرة من أفضل المراكز التي أنتجت الحرير «وبكورة البيرة حَرِيرٌ كثير يُفضَّل ويُقدَّم على غيره.»٢١٣ فصُدِّر حَرِير البيرة إلى العديد من البلدان «ويعم الآفاق ويكثر حتى يصل إلى أقصى بلاد المسلمين.»٢١٤ ففي عصر بني أمية جُمع أيام الأمير الحكم وابنه عبد الرحمن «ألفا رطل حَرِير، وألفا رطل عصفر».٢١٥ كما أنتجت قرية فنيانة إحدى القرى الصغيرة من قرى الأندلس، والقريبة من وادي آش، نوعًا من الحرير الفخم والجيد وهو من طراز الديباج.٢١٦
وعُرفت صِقِلِّيَّة بصناعة وإنتاج الحرير، فكان من بين المنتجات التي لاقت رواجًا كبيرًا داخل الأسواق الصِّقِلِّيَّة خلال القرن ٥ﻫ/١١م، فاعْتُبِرت موضعًا لإنتاج الحرير منذ عصر النورمان،٢١٧ ومع بداية الحكم الإسلامي تميزت سيراكوزة بإنتاج الحرير السيراكوزي المنتج في شرق صِقِلِّيَّة، بالإضافة لحَرِير مدينة بليرم ومازارا اللتين اشتهرتا بإنتاجه،٢١٨ على يد الصناع المسلمين بعد أن أدخلوا دود القز إلى صِقِلِّيَّة وطرق تصنيع الحرير، إذ أُرسلت العباءات الحريرية الدقيقة الصنع من صِقِلِّيَّة إلى مصر زمن الحكم الفاطمي للخليفة المعز،٢١٩ بالإضافة للصناع اليهود الذين جلبهم روجر الثاني ٥٤٢ﻫ/١١٤٧م من الجزر اليونانية فساهموا في ازدهار صناعة الحرير مع الصناع المسلمين.٢٢٠

(٢-٤) المَنْسوجات الصوفية ومراكز صناعتها

عُرف الصوف الجيد لدى الصناع والتجار بنقائه ولِينِه؛٢٢١ فخير الأكسية المصنوعة من الصوف اللَّيِّن، المستوية الدقيقة النسج الجيدة الصباغة القوية لحسن نسجها ونعومة صوفها ورِقَّة ملمسها، ليس فيها غليظ أو دقيق، فوجب المحافظة عليها من الغبار ومن السوس، وأفضله اللبود الصينية، ثم المغربية وبخاصة اللبود الحمر منها،٢٢٢ فلجأ بعض النسوة لاستخدام بعض المواد التي تُضفي على الصوف الليونة والنعومة، كما فعلت نساء جزيرة شاشين فكُنَّ يدهنَّ الصوف بشحم الخنزير.٢٢٣
ومن مدن المغرب الأدنى التي اشتهرت بصناعة المَنْسوجات الصوفية مدينة قفصة التي امتازت بصناعة الأردية والطيالس والعمائم الصوفية فكانت غاية من الرقَّة،٢٢٤ كما صُنعت بطرَّة — إحدى قاعدتي بلاد نفزاوة ببلاد الجريد — ثياب وأقمشةٌ صوفية جيدة؛ فزاد الطلب عليها وصُدِّرت إلى الإسكندرية وغيرها من البلدان،٢٢٥ ونُسب إلى مدينة درجين، وهي من أواخر بلاد الجريد، القماش الدرجيني الذي يُضاهي الثياب السجلماسية،٢٢٦ وسوسة فخلال فترات طويلة استمرت منذ القرن ٥ﻫ/١١م حتى القرن ٨ﻫ/١٤م أَنتجت أنواعًا من الأكسية الرقيقة والثياب الصوفية مما لا يقدر أحد على صنعها؛ لمهارة أهلها في أمور الغَزْل والنسج دون غيرهم في هذا الأمر،٢٢٧ فقصَدَها المسافرون والتجار لشراء الثياب السوسية الرفيعة،٢٢٨ فيذكر صاحب كتاب الاستبصار٢٢٩ عنها أنها «مخصوصة بكثير الأمتعة وجود الثياب الرقاق وقصارها وجميع أشغال الثياب الرفيعة من طرازها وكمدها، لا يُصنع ببلد مثل صنعته بهذه المدينة، والثياب السوسية معلومة لا يوجد لها نظير، لها بياضٌ رائق وبصيص لا يوجد في غيرها، ومنها تُجلَب الثياب الرفيعة مثل عمائم المعمور وغيرها، تساوي العمامة مائة دينار وأزيد.»
ومن مناطق المغرب الأوسط تميزت مدينة وجدة بجودة أغنامها وصناعتها للأكسية الصوفية التي عُرفت بالعبيدية، فكان الكساء الواحد منها يساوي خمسين دينارًا أو أزْيَد،٢٣٠ ومدينة بِجَاية كان أكثر أهلها صناع أقمشة وأغطية صوفية،٢٣١ كما اشتهرت جزيرة قرقنة بأكسيتها الصوفية الناعمة،٢٣٢ فضلًا عن جزيرة جربة التي تميزت بشياهها الجيدة وصوفها الناعم الحسن والتي اختصت دون غيرها بحسنه؛ فبرع أهلها في عمل الصوف ومشتقاته من عمائم وأردية صُدرت للعديد من البلدان،٢٣٣ ومن قسنطينة حُملت المَنْسوجات الصوفية إلى الكثير من البلاد،٢٣٤ واشتُهرت عنابة بصناعة الأغطية المقلمة «الحنبلي».٢٣٥
وتلمسان المدينة ذات الصناعات المعروفة والمعلومة، فيذكر ابن الحاج النميري٢٣٦ أن بها «مصانع يعجز عن وصفها كل لسان.» فلا عجب أن تكون الصناعات النَّسيجية وبخاصة الصوفية من بينها «فكان أغلب تكسُّبهم الفلاحة وحوك الصوف يتغايون في عمل أثوابه الرقاق … بذلك عُرفوا في القديم والحديث، ومن لدنهم يُجلب إلى الأمصار شرقًا وغربًا.»٢٣٧ لأنها «دار مملكة يُعمل فيها من الصوف كل شيءٍ بديع من المحرَّرات والأبدان وأحاريم الصوف والسفاسير والحنابل المكلكلة وغير ذلك … ويوجد فيها كساءٌ كامل وزنه تسع أواقٍ ونحوها.»٢٣٨ فكانت بها مناطق وأحياء مخصصة في إنتاج الصوف كدرب ابن شاكر الذي امتلك أغلبه الصانع أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن النجار فكان ينتج الثياب الصوفية الرفيعة،٢٣٩ التي اشتهرت بها تلمسان كما يقول ابن مرزوق التلمساني:٢٤٠ «ثياب الصوف التلمسانية الخالصة.» فهذه الثياب كان منها المختم وغير المختم والتي نُسجت من الصوف الخالص أو صوف وحَرِير؛ لأن صناعها من الرجال والنساء اتخذوا أنواعًا من الكنابيش لا توجد في بلدٍ آخر، بالإضافة إلى البرانس الرقيقة والرفيعة التي صُنعت من الصوف،٢٤١ كما يخرج من مسجد إيلان بتلمسان كل يوم «حمل للبضع من عمل الصوف، وهذا موضع من آحاد المواضع.»٢٤٢
أما عن بلدان المغرب الأقصى التي اشتهرت بصناعة المَنْسوجات الصوفية فمنها سِجِلْماسَة المدينة الشهيرة بمَنْسوجاتها الجيدة والمميزة على كافة الأصعدة وبخاصة الصوفية منها، فكان لموقعها المميز وتوافر المواد الخام الأولية بها وبالمناطق المجاورة لها، بالإضافة إلى الأيدي العاملة الماهرة من رجال ونساء احترفوا العمل بالنَّسيج، وأنتجت سِجِلْماسَة أقمشةً رقيقة وصل ثمن إحداها إلى عشرين دينارًا، وذلك خلال القرن الرابع الهجري/التاسع الميلادي،٢٤٣ فنساؤها ينسجن ثيابًا من صوفٍ رفيع تفنَّنَّ في غَزْله واشتهرن به كما اختصصن بعمل نوع من الأُزُر،٢٤٤ على غرار ما يُصنَع في مصر ويفوقه، وبلغ ثمن الإزار خمسة وثلاثين دينارًا ويزيد، كما عملن قطعًا من الثياب تسمى غفارات ويصبغنها بأنواعٍ جيدة ويبلغ ثمنها مثل ثمن الأُزُر، كما اختصت نَوْل لمطة بصناعة برانسَ غاليةٍ وأثوابٍ سفسارية تميزت بصناعتها لكثرة قطعان شياهها،٢٤٥ بالإضافة إلى جبل مديونة شرقي فاس، فكانت نساء أهل البلد يصنعن نوعًا من البرانس الصوفية مقاومة للمطر عُرفت بالبرانس المديونية،٢٤٦ وفي هذا إشارة إلى قدرة صناع الغرب الإسلامي على إنتاج ملابس مقاومة للأمطار لا تمتص الماء، فإن دل ذلك فإنما يدل على براعة الصانع الإسلامي في إنتاج مثل هذه الملابس في وقت توافرت فيه موادُّ خام محدودة.
وتميز سكان جبل بني يازغة من نواحي فاس بالصوف الناعم والرقيق فكان لينًا كالحرير، فصنعت نساؤه منه المعاطف الفاخرة والأكسية الرفيعة كالحرير،٢٤٧ بالإضافة إلى نساء بلدة أفزة اللائي برعن في صناعة برانس وخمارات من الصوف فكن «يربحن من المال أكثر من رجالهن إلى حد ما.»٢٤٨ وسكان مدينة آزُكِّي كانوا يلبسون ثياب صوف يُنتِجونها يسمونها بلغتهم «القداور».٢٤٩
وعُرفت تادلة بصنع البرانس الصوفية الشهيرة،٢٥٠ وإقليم هسكورة كثير الأغنام أنتج نساجوه الأقمشة الرفيعة من الصوف لتلبية الاحتياجات المحلية من الثياب، وأُشيد بثياب أَسَفِي الصوفية لدقة صناعها فهي «بلد موصوف برفيع الثياب الصوفية»، التي ينتجها الصناع المحليون،٢٥١ ومدينة أغمات إبان القرن السادس الهجري/الثاني عشر الميلادي قد اشتهرت بصناعة الأكسية والمَنْسوجات الصوفية من العمائم والأردية، التي حُملت إلى بلاد السودان، غير أنها فقدت شهرتها في هذا المجال إبان الحكم المريني.٢٥٢
وعملت نساء مدينة فيقيق أقمشةً صوفية غاية في الرقة والدقة شُبهت بالحرير في نعومتها وبيعت بأسعارٍ غالية في كل من تلمسان وفاس،٢٥٣ وحاك سكان مدينة محرس علي أو المحرس الجديد الأقمشة الصوفية الجيدة،٢٥٤ وصُنع أيضًا ببلاد ركراكة أكسية من الصوف في غاية الرقة والنعومة تلحَّفت بها نساء مراكش.٢٥٥
وتميزت مدينة أَوْدَغَسْت بإنتاج المَنْسوجات الصوفية، فأنتج الأَوْدَغَسْتيون اللثام والأكسية والغفائر من الصوف، وذلك لما مثله من عادة في حياتهم اليومية، مما أدى لازدهار صناعته لتلبية الاحتياجات المحلية، ومعها تطوَّرت صناعة الثياب الصوفية خلال القرن ٥ﻫ/١١م،٢٥٦ ويرجع إلى وفرة الأغنام بها التي تُؤخذ من جلودها الأصواف اللازمة لصناعة هذه الملابس المتنوعة، كما نسجوا من أوبار الإبل الملابس والعباءات.٢٥٧
كما تميزت بعض المواضع الأندلسية بجودة إنتاجها للمَنْسوجات الصوفية، نتيجة لتوافر الأغنام الحسنة كثيرة الصوف والوبر والشعر في بعض من أماكنها، بالإضافة إلى مهارة صناعها فكانوا الحاذقين بأمور صنعتهم، وهو ما أكده ابن حوقل٢٥٨ إذ امتدح الصوف الأندلسي بقوله: «ومن الصوف قطع كأحسن ما يكون، منه الأرمني المحفور الرفيع الثمن، إلى حُسن ما يعمل بها من الأنماط، ولهم من الصوف … فيه وفيما يعانون صبغه.» وقد أنتجت مدينة «أشكر» نوعًا من الحلل الموشاة من الصوف الرفيعة، عُرف ﺑ «الأشكري» نسبة إليها، وقد اختص الأعيان بارتدائها، وقد أشاد ابن الخطيب بها لجودة أغنامها أو «الإشكرلاط».٢٥٩ وكذلك جنجالة؛ فقد أنتجت من وطاء الصوف «ما ليس يمكن صنعه في غيرها باتفاق الهواء والماء.»٢٦٠

(٣) صناعات ارتبطت بصناعة النَّسيج

(٣-١) صناعة الأصباغ

الصبغ هو الطريقة التي يتم بها رسب مادة ملونة على نَسِيجٍ ما، شريطة أن يبقى اللون دون تغير بعد تعرضه للهواء والشمس،٢٦١ وقد ارتبطت صناعة الأصباغ ارتباطًا وثيقًا بصناعة النَّسيج منذ بداياتها والتي انتشرت في العديد من المدن الإسلامية بصفةٍ عامة وفي مدن الغرب الإسلامي بصفة خاصة، فكان لها مراكزها الصناعية المعروفة والشهيرة بها.٢٦٢
فبرع صباغو الغرب الإسلامي في استخدام الأصباغ المختلفة الألوان، مستفيدين من النباتات التي تدخل في صناعتها «ولهم … الأصباغ فيه وفيما يعانون صبغه بدائع بحشائش تختص بالأندلس، تُصبغ بها اللبود المغربية المرتفعة الثمينة والحرير وما يؤثرونه من ألوان الخَزُّ والقز.»٢٦٣ كما برعوا في تحويل المَنْسوجات القديمة إلى مَنْسوجات تبدو جديدة بصبغها وتغيير ملمحها، وهو ما نهى عنه المحتسبون والفقهاء لاعتباره نوعًا من أنواع الغش والتدليس.٢٦٤
وتعددت الألوان واختلفت باختلاف مكوناتها، ما بين الأبيض، والأسود، والأحمر، والأخضر، والأزرق، والأصفر، وما اشتُقَّ منها من ألوان، فاختلف الأحمر في درجاته ما بين الأرجوان، وهو شديد الحمرة، والبرهمان، وهو أقل منها في الحمرة، والمُفَدَّم والمُضَرَّج ثم المُورَّد،٢٦٥ كما استعمل القرمز للحصول على اللون الأحمر، وكذلك العندم أو البقم، وهو خشب شجرٍ عظام تنبت بأرض الهند، فورق هذا النبات مثل ورق اللوز الأخضر، وساقه وأفنانه حمراء، ويُصبغ بطبيخ خشبه،٢٦٦ كما لجأ الصباغون إلى استخدام الحناء للحصول على اللون الأحمر أيضًا.٢٦٧
فبجانب تلك المكونات استعمل الصباغون بعض المواد الأخرى للحصول على اللون الأحمر ﮐ «الطرطار» وهو ما تسرب من غليظ الخمر. وقد نهى الفقهاء والعلماء عن استخدام الطرطار في الصباغة، فجاءت الأمثال العامية لتؤكد استعمال الطرطار في الصباغة «تلاقي الشب مع الطرطار، وخرجت صباغة هندية.»٢٦٨ كما استخدم اللك للحصول على اللون الأحمر وأيضًا بعض الرخويات للحصول على اللون الأحمر، من بعض الحيوانات البحرية الرخوية من ذوات الصدف، فيُكسر الصدف وتُجمع في أحواض حتى تتحلَّل المواد بداخلها، ثم تُجمع الرواسب للحصول على اللون الوردي والبنفسجي، وبعد نشرها في الشمس يُحصل على اللون القرمزي بعد صبغها بهذه المادة؛ ما أعطى الملابس لونًا برَّاقًا وناصعًا.٢٦٩
أما الأصفر؛ فاسْتُخْدِم العصفر والزعفران للحصول عليه، فيقال: «ثَوب مُزَعْفَر — مَصْبوغ بالزَّعْفَران.» كما حُصل على الأصفر بخلط الأبيض والأحمر،٢٧٠ فالأصفر درجات، منها الأصفر الفاتح، والجلوقي والجنار، كما استخدم الصباغون الأسود لصبغ الثياب، فكان منه درجات من أسود مفحم، وأجون وفاحم، وحالك وحائك، وحلوك ومحكوك، وخداري ودهوجي، وغربيب وغدافي،٢٧١ كما حُصل على اللون الأسود من لحاء شجر الجوز الذي انتشرت زراعته في المناطق الجبلية بالمغرب والمناطق المحيطة بالريف المغربي؛ فشجر الجوز قبل النضج يكون لونه أخضر، وبعد النضج يصير أسود بعد أن يُقطَف ويُعرَّض للهواء، فكثر استعماله في كثير من مصابغ المغرب الأقصى.٢٧٢
واللون الأزرق أُطلق عليه الأكحل أو السماوي،٢٧٣ فيُحصَل عليه من شجرة النيلج أو النيلة، وأُدخلت النيلة إلى بلدان الغرب الإسلامي على أيدي الفاتحين المسلمين،٢٧٤ فهي من أهم مصادر اللون الأزرق، ويُستخرج منها النيل المشتق من مصطلح أنيلين الإنجليزية Aniline. والنيلج المعروف عند الصباغين هو نبات له ساق وفيه صلابة وله شعب دقاق، عليه ورق صغار على جانبي ساقه، ولونه يميل إلى الزرقة، وعرف بالعلظم، فيُغسل ورقه بالماء الساخن؛ لأنه يتكوَّن على ظهر الورق ما يشبه الغبار، ويُؤخَذ الماء الذي به النيل حتى يرسب فيه على ما يشبه الطين، ثم يُصفَّى من الماء ويُترك ويُجفَّف،٢٧٥ ولصباغة الصوف بالنيلة يتم وضعه في وعاء به ماء ويُضاف إليه قليل من الجير وخلاصة التمر المسحوق، والحناء المجفَّفة المسحوقة ثم تُضاف إليها النيلة المسحوقة، ثم يُغلى، ويُبرَّد ويُغطَّس فيها الصوف باليد حتى يتشرَّب الصبغ، وبعدها يُعرَّض لأشعة الشمس.٢٧٦
وتدرَّج الأخضر، من الفاتح إلى الداكن الذي عُرف بالجوزي أو النفضي، كما ذكر العمري:٢٧٧ «والسلطان يمتاز بلبس الخَزِّ ولونه الخضرة والسواد، وقال: وهو اللون المسمى بالجوزي وبالغبار والنفضي.»
واستخدمت بعض المواد الأخرى لتثبيت الألوان، كالشب والملح،٢٧٨ فالشب اسْتُعْمِل لتبييض وتدليك الثياب بعد حياكتها وصبغها.٢٧٩ بالإضافة لاستعمال العصفر في عمليات الصبغ، فكان من النباتات التي استفاد بها مسلمو الغرب الإسلامي للحصول على اللون الأصفر.٢٨٠
وأجاد صباغو الغرب الإسلامي استخدام العديد من النباتات للحصول على الألوان؛ جعلت مَنْسوجاتهم تلاقي الرواج التجاري في العديد من البلدان، وأبرزت مهارتهم، وأضفت نوعًا من الجمال من كثرة ما استخدموه من ألوان، وهو ما توضحه رسالة أرسلها صباغٌ يهودي تبرهن على ما وصل إليه المسلمون في الصباغة، يقول: «خمسة أغطية رقيقة: واحد بلون دم غزال، وواحد بلون البنفسجي الخالص، وكذلك البني المحمر «المسك الملونة»، وواحد فضي، والأصفر المكثف واحد؛ واثنان آخران بألوانٍ بيضاءَ نقيةٍ نظيفة؛ وآخر يميل إلى اللون الأصفر؛ وثمانٍ من سجاد الصلاة: اثنتان من اللون الأبيض واثنتان من الأزرق النيلي، واثنتان من الأخضر، واثنتان من الأحمر. وأرجوك يا سيدي، الأحمر يجب أن يكون الأحمر أحمر كما ينبغي أن يكون ممكنًا، وهكذا الأبيض والأصفر. واربد الأبيض والأزرق، بدلًا من لون البصل ويكون فاتح اللون، والرصاص الملون (أي الرمادي)، وتكون أفضل من البقية السابقة في قوائم الملابس والفراش الذين جُلبوا من قبلُ.»٢٨١
وشكلت الصباغة نسبةً كبيرة من تكلفة المَنْسوجات، فقد أوردت وثائق الجنيزة في القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي، بعض الرسائل من قبل بعض التجار، التي توضح أن سعر ٦٦ قطعة من الحرير غير مقصور تساوي ٣٠٠ دينار، متوقع خسارة مبلغ ٢٠ دينارًا، وقدر قرمز للصباغة ٥٨ دينارًا، النفقات (ضرائب وغيرها) ٢٥ دينارًا، أجور الصباغين ٢٠ دينارًا، لصباغة «الأسود والأخضر» ٢٤ دينارًا، فإن مجموع التكاليف بخلاف ثمن الحرير ١٧٤ دينارًا، والمجموع العام ٤٧٤ دينارًا لصبغ عدد ٦٦ قطعة من الحرير، وبالتالي من أصل التكلفة الإجمالية من ٤٧٤ دينارًا، وأنفق ١٢٩ دينارًا على الصباغة؛ ما يعني أن أكثر من ربع التكلفة كانت على الصباغة، وتكلفة مواد الصباغة أعلى أربع مرات بالنسبة لأجور الصباغين فضلًا عن تكلفة الصباغة.٢٨٢
وانتشر الصباغون في معظم المراكز الصناعية في الغرب الإسلامي، فشُيِّدَت لهم أماكن خاصة بهم خارج أسوار المدن وبعيدًا عن الطرق لما تُسبِّبه من أضرار وروائحَ كريهةٍ بالإضافة إلى الضجيج المتكرِّر؛ فلهذا نصح الفقهاء وولاة الأمر بوجودها خارج نطاق المدن،٢٨٣ فكان بفاس ١١٦ دارًا للصباغة، لتوافر منابع المياه المتوافرة بها، فاعتاد الصباغون الذهاب إلى الأنهار والبرك الموجودة بها لغسل الغَزْل.٢٨٤
واشتهرت توزر بصباغها للمَنْسوجات، فبها موضع اسْتُعْمل في عمليات الصباغة عُرف بباب المنشر، كان يلجأ إليه القصَّارون والصباغون لنشر الثياب المصبوغة والأمتعة الموشية، بفضل ما وُجد به من مياه ساعدت الصباغين على أداء عملهم كما ساهمت نوعيتها الموجودة بتلك الموضع على جودة الصباغة وتثبيت الألوان فتعطيها رونقًا وجمالًا.٢٨٥
وكان بسبتة نحو ٢٥ مقصرًا للصباغة، تقع أسفل الأسوار والأبراج والأبواب، لكل مقصر برج من أبراج المدينة،٢٨٦ وعَرفت أَوْدَغَسْت الصباغة، ولكن على نطاقٍ ضيق، ويرجع الفضل في معرفة الأَوْدَغَسْتيين لهذه الصناعة للمغاربة الوافدين عليها، وما جلبوه معهم من ملابس مصبغة بالحمرة والزرقة، فبدأ الأَوْدَغَسْتيون يستفيدون من خبرتهم ويطبقونها.٢٨٧
وعُدَّت الأندلس إحدى المعاقل الشهيرة والمركزية في صناعة الأصباغ بفضل هيمنة اليهود على تلك الصناعة، فوُضع لهم عدد من المعايير والشروط الصارمة للحافظ على هذه الصناعة،٢٨٨ وقد استخدم أهالي حصن البلوط صبغة الزنجفور للمَنْسوجات،٢٨٩ واستفاد أهلُ الأندلس عمومًا وسكان إِشْبِيلِية ولبلة وشذونة وبلنسية خاصة من وجود القرمز لصبغ المَنْسوجات الحريرية والصوفية،٢٩٠ فيجمعه الصباغون من شجر البلوط ويستخلصون منه اللون الأحمر، فالحرير عادة كان يصبغ في موضع إنتاجه؛ إذ اشتهرت إحدى قرى مالقة وهي نارجة بصباغة الحرير، فكان أهلها ينصبون الخيام قرب النهر، وكانوا يعتبرون ذلك عيدًا بالنسبة لهم؛ فأطلقوا حناجرهم بالغناء أثناء عملهم بصبغ الحرير، وعُرف الموضع الذي يصبغون فيه الحرير بالطِّراز، فذكر ابن سعد٢٩١ أن كُتُب حكَّام بني أمية من الحرير كُتِب عليها بالصبغ السماوي للطراز.

(٣-٢) صناعة البُسُط

اعتاد العرب والمسلمون على استخدام البسط في فرش أرض دورهم وأرصفة المساجد، كما استخدموها في تزيين الجدران، واسْتُعمل شعر الماعز في نسجها، ولكن بدرجة أقل من الصوف في صناعة البسط، أما السجاد الفاخر (البسط) فقد امتزج الحرير بالصوف عادة لإنتاج نوعياتٍ جيدة ومميزة منه.٢٩٢
ومن بين تلك النوعيات الطنافس التي حرص على استخدامها مسلمو الغرب الإسلامي، وهو ما أكدته أمثالهم «الركوب على الخنافس، ولا المشي على الطنافس.»٢٩٣ فصنع سكان أَوْدَغَسْت الأُزر ويسمونها الشيكات،٢٩٤ بجانب السجاد والحصر المصنوعة؛ نظرًا لأن هذه الصناعة قديمة بها، ومن ثم تطوَّرت مع زيادة العلاقات مع بلاد المغرب.٢٩٥
والمسلمون الفاتحون هم أصحاب الفضل في إدخال هذه الصناعة إلى الأندلس، فعن مدينة جنجالة يذكر الإدريسي٢٩٦ أنه: «يُعمل بها من وطاء الصوف ما ليس يمكن صنعه في غيرها باتفاق الماء والهواء.» فإليها يُنسب الوطاء الجنجالي،٢٩٧ كما كانت مدينة بياسة وبسطة من أهم مدن إنتاج البسط التي لا نظير لها في البلدان،٢٩٨ فنُسب لبسطة «طرز الوطاء البسطي من الديباج الذي لا يُعلم له نظير.»٢٩٩ كما اشتهرت مدينة مرسية بصناعة «البسط الرفيعة الشريفة، ولأهلها حذق بصنعتها وتجويدها لا يبلغه غيرهم.»٣٠٠ وتميزت تنتالة، إحدى قرى مرسية، بإنتاج نوع من البسط الجيدة «واختصت بالبسط التنتالية التي تُسفَّر لبلاد الشرق، وبالحصر التي تُغلَّف بها الحيطان المبهِجة للبصر.»٣٠١
بالإضافة لمدينة قونقة (كونكة) «فيُصنع بها من الأوطية المتَّخَذة من الصوف كل غريبة.» هذا كما اشتهرت مدينة ألش بصناعة البسط الرائعة والفاخرة التي لا مثيل لها في كثير من البلدان،٣٠٢ وتميزت مدينة تدمير بصناعة البسط،٣٠٣ وانتشرت أيضًا صناعة البسط في مالقة، ولعل Alfombra الإسبانية، التي تعني سجادة أو بساط، جاءت من الكلمة العربية الحمرة أو الخمرة أي الحصير.٣٠٤

(٣-٣) صناعة الشاشية

صناعة الشاشية أو صناعة الطاقية هي إحدى الصناعات التي اشتهرت بها مدن وصناع الغرب الإسلامي، وأصل صناعة الشاشية جاء من مدينة شاش وإليها تُنسب تلك الصناعة، فصُنعت الشاشية في القيروان ومنها إلى بلاد السودان، فأشار الإمام سحنون٣٠٥ إبان القرن الثاني الهجري أن صناعة الشاشية كانت موجودة بالقيروان.
وتتكون الشاشية من قلنسوة مظفورة بالإبر، ثم تُلبَّد بالماء والصابون، ثم تُحلَج بنوع من الخرشوف يُسمى الكرضون والقلانس حتى تخرج شعرتها الحريرية، وتُليَّن وتُملس ثم تُصبَغ بالقرمز وتُحلَج مرةً ثانية، وجُعل لها زر من الحرير، ويؤكَّد على دخول الحرير في تلك الصناعة، وتُلبَس الشاشية على الرأس وتُوضع فوقها عمامة في أغلب الأحيان.٣٠٦
وعُرفت تُونس بصنعها ولبسها،٣٠٧ وهو ما أكدته الأمثال العامة «خرجت الشاش … قد الرأس.»٣٠٨ كما كان للأَنْدلسيين دور في دفع هذه الصناعة بتُونس؛ فنهضوا بها وطوَّروها وطبعوها بنمطهم الخاص؛ فأُسِّست للشاشية حوانيتُ وأسواق خاصة بها فوجد بتُونس أربعمائة حانوت للشاشية،٣٠٩ فكان بعض سكان تُونس من صناع الشاشية فخورين بتلك الصناعة، وإن أحدهم يخدم فيها بإتقان وحسن صنع وصبغ، فكان الصانع منهم يُفضِّل الخسارة على أن يفقد سمعته وسط الصناع والتجار من أهل صنعته؛ فكان لا يخرج عمله إلا وعليه خاتمه.٣١٠
ولعل من بين أبرز العائلات الأندلسية التي عُرفت بحذقها لهذه الصناعة عائلة «كرباكة» من مدينة كباكة، عائلة «سيدة» من مالقة، عائلة «طروال» من مدينة تريل، عائلة «العروسي» من جبل الأوراس قرب قُرْطُبَة، عائلة «ويشكا» من جهة ويشكا، وعائلة «القسطلي» من قرية كاستيا في غرب البرتغال، لورقة، الريكاخون، الإيراني، الكاشو، الدرافل، كذلك عائلة الأخوة ذات الأصول الغرناطية العريقة بالإضافة للعديد من العائلات الأخرى، كعائلة بالمة من بالما، وعائلة وويشكه من ويشكة.٣١١
وانتقلت الشاشية إلى فاس ومنها سميت Fez بالفرنسية، على أيدي الصناع الأندلسيين،٣١٢ وكان لصناع الشاشية أمينٌ خاص بهم، فكان من أمهر الصناع وأكثرهم خبرة وحذقة بتلك الصنعة، وهو أمين الشواشية وفي العادة يُنتخب من الصناع.٣١٣

(٣-٤) صناعة الحِبال

تُعدُّ الحبال من المواد النَّسيجية التي اسْتُعملت في الحياة اليومية بشكلٍ شبه أساسي في بلدان الغرب الإسلامي وغيرها من البلاد، فصُنعت الحبال من شعر الماعز أو الصوف أو من الألياف المستخرَجة من النباتات الأخرى كالخوص أو لحاء الشجر أو القُطْن أو الكَتَّان أو القنب، وأجود الحبال تلك المصنعة من القنب،٣١٤ حيث يُؤخذ ويُدَقُّ ثم يُفتل ويُسمى هذا النوع من الحبال «القَرْن»٣١٥ وهناك نوعٌ آخر من الحبال وهو «الخَيْطة»٣١٦ وهو حبل يُتخَذ من شجرة تعرف «السَّلبَ»، فهو أجود ما يُتخذ من الحبال وتُصنع منه مختلف الحبال ويمتاز بالصلابة وهو ليف المقل، وهناك «المغزل»٣١٧ «وهو حبل دقيق يستخدمه النساجون.» وتُغزل الحبال بالمغازل وتُسمى المبارم، أو عن طريق البرم، الذي كان يتم بطريقتين إما شزرًا أو يسرًا.٣١٨

(٣-٥) صناعة الحُصر

ارتبطت صناعة الحصر بالنَّسيج، وأُطلق على صانعيها الحصارون فصنعوا القفاف والسلال والمكانس، خاصة من الحلفاء الطويلة المتوافرة في العديد من المدن، بخاصة مدن المغرب الأدنى كمدينة قرطاجنة، فكان الصناع يصنعونها أمام عيون زبائنهم، واسْتُخْدمت الحصر في تغطية الحيطان أو الفرش على الأرض بالمنازل والمساجد، واختصت مرسيه بصناعة الحصر الفاتنة المبهجة للنظر «التي تُغلف بها الحيطان المبهجة للبصر.»٣١٩
ومن مدن المغرب الأقصى أَوْدَغَسْت، وقد انتقلت صناعة الحصر لأَوْدَغَسْت عن طريق الوافدين إليها من الشمال الأفريقي؛ فكان الأَوْدَغَسْتيون يصنعون الحصر من نبات يشبه الحلفاء أو الديس، إلا أنه أقوى منه وأكثر سمكًا.٣٢٠ ومن مدن وقرى الأندلس التي عَرفت صناعة الحصر شذونة،٣٢١ ومدينة لقنت،٣٢٢ كما وُجدت بعض الأماكن الخاصة بإنتاج الحصر والسلال والأواني المصنوعة من الخوص بقُرْطُبَة.٣٢٣
وأُطلق على صانع الحصر؛ الحَصَّار،٣٢٤ فقد عمل بصناعة الحصر العديد ممن ذكرتهم كتب المناقب والسير، فمنهم أحمد بن سعيد بن محمد بن بشر أبو العباس (ت٣٩٢ﻫ/١٠٠١م) من أهل قُرْطُبَة، اشتهر بابن الحصَّار،٣٢٥ وأبو عمر الحصار الإمام الزاهد (ت٤٢٩ﻫ/١٠٣٧م).٣٢٦

هوامش

(١) ريكاردو كوردوبا: الصناعات المتوسطية، ص٢٤٦.
(٢) صورة الأرض، ص١٠٩.
(٣) مسالك الأبصار، ج٤، ص٢٢١.
(٤) ابن عبد الرءوف: رسالة في آداب الحسبة والمحتسب، ص١٠٣.
(٥) الحسك: نبات له ثمرة خشنة يعلق بصوف الإبل. ابن منظور: المصدر السابق، ص٨٧٤.
(٦) بلقزيز: حضارة وثقافة عبر أنسجة ولباس، ص٥١.
(٧) لوترنو: فاس في عهد بني مرين، ص١٣٩.
(٨) بلقزيز: المرجع السابق، ص٤٧-٤٨.
(٩) ديوان ابن قزمان، زجل ٩٠، ص٢٨٧.
(١٠) يقول ابن سيده: هو فَتْل الصوف باليَدِ حتى يَصِير خُصَلًا فيغزل، وهي العَمِيتة. المخصص، ج٤، ص٨٩.
(١١) حنان قرقوتي: ملامح من صناعة النَّسيج عند المسلمين، ص١٣٣.
(١٢) Vincent Lagardère: Culture et industrie du lin en al-Andalus au Moyen Âge (VIIIe-XVe s), Studia Islamica, No. 74, (1991), p. 151-152.
(١٣) Vincent: Op.cit., p. 153; Moshe Gil: The Flax Trade in the Mediterranean in the Eleventh Century A.D. as Seen in Merchants’ Letters from the Cairo Geniza, Journal of Near Eastern Studies, Vol. 63, No. 2 (April 2004), p. 82.
(١٤) المقريزي: المواعظ والاعتبار، ج١، ص٢٧٢.
(١٥) ابن رشد: فتاوى ابن رشد، ص٨٩٧.
(١٦) Vincent Lagardère: Op.cit., p. 157; Moshe Gil: Op.cit., p. 82.
(١٧) المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار، ج١، ص٢٧٢.
Vincent Lagardère: Culture et industrie du lin en al-Andalus au Moyen Âge, p. 82.
(١٨) Vincent Lagardère: Op.cit., p. 159; Moshe Gil: The Flax Trade in the Mediterranean in the Eleventh Century, p. 83.
(١٩) المصدر السابق، ج١، ص٢٧٣.
Moshe Gil: Ibid., p. 83-84.
(٢٠) Moshe Gil: Op.cit., p. 84.
(٢١) وهو ما تم ذكره في إحدى وثائق الجنيزة والمؤرَّخة بتاريخ ١٠ نوفمبر ١٠٥١م، وتراوح ثمن شراء تلك الأمشاط في مصر ما بين دينار ودينار وثلث.
Moshe Gil: The Flax Trade in the Mediterranean in the Eleventh Century, p. 84.
(٢٢) Vincent Lagardère: Culture et industrie du lin en al-Andalus au Moyen Âge, p. 159.
(٢٣) تذكر بعض الروايات أن أول من عَرف الحرير الطبيعي وطرق استخراجه هي الإمبراطورة «سجي بنج شي» زوجة الإمبراطور «هونج تي» حاكم بلاد الصين، وذلك عام (٢٦٠٠ق.م)، إذ لاحظت الإمبراطورة وجود بعض الديدان على شجرة التوت بالحديقة الملكية، تقوم بعمل شرانق من خيوطٍ لامعةٍ دقيقة، فجمعت الأميرة عددًا من الشرانق وتمكَّنت من حلها بغَلْيها في الماء ثم صنعت نولًا، ونسجت عليه قطعةً صغيرة من القماش، فاحتفظ الصينيون بسر صناعة الحرير، وادَّعوا بأن الخيوط الحريرية تُستخرج من «جزة» فرو الخراف بعد غليها بالماء وتعريضها للشمس الساطعة المضيئة؛ فلهذا سنَّت السلطة الصينية القوانين الرادعة لكل من يُحاول تهريب ديدان القز أو الشرانق؛ وبذلك حافظ الصينيون على هذا السر قرابة الثلاثة آلاف سنة. حميدة محمد البقلي: الحرير الطبيعي عند العرب، مجلة منبر الإسلام، السنة ٣٦، ١٣٩٨ﻫ، ع١، ص١٢٤.
(٢٤) وفي ذلك يعرفها القزويني بقوله: «دودة القز: وهي دويبة إذا شبعت من الرعي طلبت مواضعها من الأشجار والشوك، ومدَّت من لعابها خيوطًا رقاقا ونسجت على نفسها كُنًّا مثل الكيس؛ ليكون حرزًا لها من الحر والبرد والرياح والأمطار ونامت إلى وقت معلوم.» عجائب المخلوقات، ص٣٦٦.
(٢٥) فهناك رواية تقول: إن ديدان القزِّ نقلها رجلا دين صينيان وعدهما جستنيان بعطاءٍ جزيل إن تمكنا من إحضار المواد اللازمة لتربية ديدان القز وطرق صناعة الحرير، فتحقق ذلك عام ٥٥٠م، فقد جلبا بويضات ديدان القز وبذور شجر التوت في تجويف عصيهما. حميدة محمد البقلي: المرجع السابق، ص١٢٥.
Goitein S. D.: The Main Industries of the Mediterranean Area, p. 173-174.
(٢٦) عثمان الكعاك: العلاقات بين تُونس وإيران، ص١٨٧.
(٢٧) حميدة محمد البقلي: الحرير الطبيعي عند العرب، ص١٢٧.
(٢٨) الطيبي: العرب في صِقِلِّيَّة والأندلس، ص٣٢٦.
(٢٩) الأنواء، ص٤٩؛ القزويني: عجائب المخلوقات، ص٣٦٦؛ محمد مرسي الكحلاوي: مراكز صناعة الحرير في الأندلس، ص٢٠٥.
(٣٠) القزويني: المصدر السابق، ص٣٦٦.
(٣١) ابن سعد: المصدر السابق، ص٦٣؛ محمد مرسي الكحلاوي: المرجع السابق، ص٢٠٥.
(٣٢) محمد مرسي الكحلاوي: نفس المرجع، ص٢٠٥.
(٣٣)
رأتني في المحج، قالت إيش تسأل
دودة الحرير؟ (لس) تفرغ من رعد؟
ديوان ابن قزمان، ص١٦٥.
(٣٤) القزويني: نفس المصدر، ص٣٦٦.
Serjeant: Material for a History of Islamic Textiles, p. 73; Goitein: The Main Industries of the Mediterranean, p. 177.
(٣٥) محمد مرسي الكحلاوي: مراكز صناعة الحرير في الأندلس من خلال النصوص التاريخية، ص٥١.
(٣٦) ابن منظور: لسان العرب، ص١٣٦٣؛ بلقزيز: حضارة وثقافة عبر أنسجة ولباس، ص٤٣.
(٣٧) ابن الحشاء: مفيد العلوم ومبيد الهموم، ص٧.
(٣٨) الونشريسي: المعيار، ج٨، ص١٩٢.
(٣٩) الونشريسي: المصدر السابق، ج٦، ص٧٣.
(٤٠) كتاب الوثائق والسجلات، ص٣٩٥.
(٤١) الونشريسي: المعيار، ج٥، ص٣٦.
(٤٢) فتاوى قاضي الجماعة، ص١٩١-١٩٢.
(٤٣) الونشريسي: المصدر السابق، ج٨، ص١٣٠.
(٤٤) الأنواء، ص٩١؛ محمد مرسي الكحلاوي: مراكز صناعة الحرير، ص٢٠٥.
(٤٥) المصدر السابق، ص١٣٣؛ محمد مرسي الكحلاوي: المرجع السابق، ص٢٠٦.
(٤٦) الرغس: الجمع الأرغاس، وهي التي تخرج عن الولد، ورَغَسَ الشيء: مقلوب عن غَرَسَه. ابن منظور: لسان العرب، ص١٦٨١.
(٤٧) بلقزيز: المرجع السابق، ص٤٣؛ حنان قرقوتي: المرجع السابق، ص١٣٨.
(٤٨) بلقزيز: نفس المرجع، ص٤٤؛ حنان قرقوتي: نفس المرجع، ص١٣٨.
(٤٩) ابن سيده: المخصص، ج٤، ص٦٨.
Lombard: Les Textiles Dans Le Monde Musulman, p. 241.
(٥٠) ابن وحشية: الفلاحة النبطية، ج١، ص٥٢٠؛ النابلسي: علم الملاحة، ص١٥٠؛ لوسي بولنز: نباتات الصباغة والنَّسيج، ص١٣٩٦.
(٥١) ابن بصال: الفلاحة، ص١١٥.
(٥٢) بلقزيز: حضارة وثقافة عبر أنسجة ولباس، ص٥٩.
(٥٣) محمد المنوني: ورقات عن الحضارة المغربية في عصر بني مرين، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، جامعة محمد الخامس، ١٩٧٩م، ص٣١؛ عبد العزيز العلوي: صناعة النَّسيج بالمغرب الوسيط، ص٥٤.
(٥٤) Lombard: Les textiles Dans le Monde Musulman, p. 242.
(٥٥) بلقزيز: حضارة وثقافة عبر أنسجة ولباس، ص٧٨-٧٩.
(٥٦) Lombard: Op.cit., p. 241.
(٥٧) بلقزيز: المرجع السابق، ص٧٩؛ حنان قرقوتي: ملامح من صناعة النَّسيج عند المسلمين، ص١٣٣؛ محمد المقر: اللباس المغربي، ص٨٤.
Lombard: Ibid., p. 242.
(٥٨) ابن الوزان: وصف أفريقيا، ص٤٤٧.
(٥٩) الرازي: مختار الصحاح، ص٤٩٩.
(٦٠) محمد حسن: المدينة والبادية، ص٤٧٨.
(٦١) ابن بسام: معالم القربة، ص٣٢٩.
(٦٢) روجي لوترنو: فاس في عهد بني مرين، ص١٣٢.
(٦٣) المعيار، ج٨، ص٢٩٥.
(٦٤) برنشفيك: تاريخ إفريقية في العهد الحفصي، ج٢، ص٢٢٣.
(٦٥) ابن الحاج: المدخل، ج٤، ص١٤.
(٦٦) روجي لوترنو: المرجع السابق، ص١٣٥.
(٦٧) محمد المقر: اللباس المغربي، ص٨٣.
(٦٨) مارمول: أفريقيا، ج٢، ص٢٢٨؛ محمد المقر: المرجع السابق، ص٨٤.
(٦٩) الونشريسي: نفس المصدر والجزء، ص٢٢٣؛ ج٨، ص٢٩٥.
(٧٠) نصر عوض حسين: صناعة النَّسيج في مصر المملوكية، ص٤٠.
(٧١) برنشفيك: تاريخ إفريقية في العهد الحفصي، ج٢، ص٢٢٣؛ بلقزيز: حضارة وثقافة عبر أنسجة ولباس، ص١٤٦.
(٧٢) بلقزيز: المرجع السابق، ص١٤٧؛ نصر عوض حسين: المرجع السابق، ص٤٠.
(٧٣) Lombard: Les textiles dans le monde musulman, p. 240-241.
(٧٤) محمد حسن: المدينة والبادية، ص٤٧٨.
(٧٥) ويخبر ابن خلدون عن الطِّراز بقوله: «الطِّراز: من أبهة الملك والسلطان ومذاهب الدول أن تُرسَم أسماؤهم أو علامات تختص بهم في طراز أثوابهم المعدة للباسهم من الحرير أو الديباج أو الإبريسم … وكانت الدُّور المعدَّة لنسج أثوابهم في قصورهم تُسمى دور الطِّراز لذلك، وكان القائم على النظر فيها يسمى صاحب الطِّراز.» المقدمة، ج٢: ص٦٧١.
(٧٦) محمد المقر: اللباس المغربي، ص٨٧.
(٧٧) حنان القرقوتي: ملامح من صناعة النَّسيج، ص١٥٠.
(٧٨) المصدر السابق، ج٢، ص٦٧١-٦٧٢.
(٧٩) ابن أبي زرع: الذخيرة السنية، ص١٢٤؛ محمد المقر: اللباس المغربي، ص٨٣.
(٨٠) سحر سالم: دور الطرز في الأندلس في عصر الدولة الأموية، ضمن كتاب «بحوث مشرقية ومغربية في الحضارة الإسلامية»، مؤسسة شباب الجامعة، الإسكندرية، ١٩٩٧م، ص٩٠؛ عبد المنعم عبد العزيز رسلان: دراسة للنسيج المذهب في صِقِلِّيَّة، ص١٠.
(٨١) محمد المنوني: ورقات عن الحضارة المغربية في عصر بني مرين، ص٣١؛ عبد العزيز العلوي: صناعة النَّسيج بالمغرب الوسيط، ص٥٤.
(٨٢) ابن خلدون: المقدمة، ج٢، ص٦٧٢.
(٨٣) ابن عذاري: البيان المغرب، ج٢، ص١٩١، ٢٥٩.
(٨٤) ابن حيان: المصدر السابق، ص٩٢.
(٨٥) ابن الزبير: الذخائر والتحف، تحقيق: محمد حميد الله، تقديم ومراجعة: صلاح الدين المنجد، دائرة المطبوعات والنشر، الكويت، ١٩٥٩م، ص٢١٠.
(٨٦) سحر سالم: دور الطِّراز في الأندلس في عصر بني أمية، ص٨٩؛ محمد مرسي الكحلاوي: مراكز صناعة الحرير في الأندلس، ص٢٠٢.
(٨٧) ابن الخطيب: المصدر السابق، ص٢٠؛ ابن عذاري: البيان المغرب، ج٢: ص٩١.
(٨٨) سحر سالم: المرجع السابق، ص٨٧.
(٨٩) ابن غالب: فرحة الأنفس، ص١٥-١٦؛ ابن عذاري: المصدر السابق، ج٢: ص٩١.
(٩٠) ابن سعد: الأنواء، ص٥٨.
(٩١) المصدر السابق، ص٤٠.
(٩٢) البكري: المغرب، ص٢٥.
Serjeant: Material for a History of Islamic Textiles, p. 44.
(٩٣) نزهة المشتاق، ج١، ص٢٧٩؛ مقديش: نزهة النظار، ج١، ص١٠٧.
(٩٤) جمال طه: الحياة الاجتماعية بالمغرب الأقصى في عصرَي المرابطين والموحِّدين ٤٥٠ﻫ/١٠٥٤م إلى ٦٦٨ﻫ/١٢٦٩م، رسالة دكتوراه، كلية الآداب بسوهاج، جامعة جنوب الوادي، ٢٠٠٠م، ص٨٥.
Serjeant: Op.cit., p. 44.
(٩٥) ابن خلدون: المقدمة، ج٢، ص٦٧٢؛ كولان: الأندلس، ص١٨١-١٨٢.
(٩٦) جمال طه: المرجع السابق، ص٨٦.
Serjeant: Ibid., p. 44.
(٩٧) محمد المنوني: ورقات عن الحضارة المغربية في عصر بني مرين، ص٣١.
(٩٨) إفريقية في العهد الحفصي، ج٢، ص٢١.
(٩٩) أحمد فكري: قُرْطُبَة في العصر الإسلامي تاريخ وحضارة، مؤسسة شباب الجامعة، الإسكندرية، ١٩٨٣م، ص١٨٥؛ كولان: الأندلس، ص١٨١.
(١٠٠) ابن عذاري: البيان المغرب، ج٢، ص١٩١؛ سحر سالم: دور الطِّراز في الأندلس في عصر بني أمية، ص٨٩؛ محمد مرسي الكحلاوي: المرجع السابق، ص٢٠٢.
(١٠١) ابن عذاري: المصدر السابق، ج٢، ص١٢٧؛ كولان: المرجع السابق، ص١٨١.
(١٠٢) خالد بن عبد الله: مدينة مالقة منذ عصر الطوائف حتى سقوطها، ص٢٤٨.
(١٠٣) رحلة بن جبير، ص٢٩٩؛ حنان القرقوتي: ملامح من صناعة النَّسيج، ص١٥٥.
Serjeant: Material for a History of Islamic Textiles, p. 44.
(١٠٤) ابن الزبير: الذخائر والتحف، ص٦٩.
(١٠٥) ترصيع الأخبار، ص٩.
(١٠٦) ابن غالب: وصف الأندلس، ص٢٨٤.
(١٠٧) البكري: المغرب، ص٣٦.
(١٠٨) الأربس: مدينة على مقربة من القيروان وتونس طيبة الزعفران. الحميري: الروض المعطار، ص٢٤.
(١٠٩) ابن الوزان: وصف أفريقيا، ص٤٣٦.
(١١٠) ابن الوزان: المصدر السابق، ص٤٥٤-٤٥٥.
(١١١) مارمول: أفريقيا، ج٣، ص٩٥.
(١١٢) ابن الوزان: المصدر السابق، ص٣٩٩.
(١١٣) صالح محمد فياض: الزراعة في الأندلس وأثرها على التصنيع الزراعي، ص٢٠٠-٢٠١.
(١١٤) Margarita Campos. Kent; Figurative Hispano-Arabic textiles of the Almoravid and Almohad, p. 16.
(١١٥) ابن حوقل: صورة الأرض، ص١١٤.
(١١٦) محمد أحمد أبو الفضل: تاريخ مدينة ألمرية الأندلسية في العصر الإسلامي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ١٩٨١م، ص٢١٢؛ محمد مرسي الكحلاوي: مراكز صناعة الحرير في الأندلس، ص٢٠٨.
(١١٧) ابن سعيد: المغرب، ج١، ص١٩٣-١٩٤، ج٢، ص١٩٣-١٩٤.
(١١٨) المقري: نفح الطيب، ج١، ص١٦٢.
(١١٩) الدمشقي: محاسن التجارة، ص٢٥؛ النويري: الإلمام، ج٣: ص١١٤.
(١٢٠) الجغرافية، ص١٠٢.
(١٢١) ابن غالب: وصف الأندلس، ص٢٨٣-٢٨٤.
(١٢٢) الإدريسي: نزهة المشتاق، ج٢، ص٥٦٢؛ محمد الكحلاوي: مراكز صناعة الحرير، ص٢٠٨.
(١٢٣) محمد مرسي الكحلاوي: نفس المرجع، ص٢١١.
Sharon Hoshta: Almeria Silk and the French Feudal Imaginary Toward a “Material” History of the Medieval Mediterranean, Medieval abrications dress, Textiles, Clothwork, and other Cultural Imagnings, palgrave, p. 168.
(١٢٤) أوليفيا ريمي كونستبل: التجارة والتجار في الأندلس، تعريب: فيصل عبد الله، مكتبة العبيكان، الرياض، الطبعة الأولى، ٢٠٠٢م، ص٢٢٣–٢٢٥.
(١٢٥) الإدريسي: المصدر السابق، ج٢، ص٥٦٢؛ أبو الفداء: تقويم البلدان، ص١٧٧؛ ابن الوردي: خريدة العجائب، ص١٦؛ الحميري: الروض المعطار، ص٥٣٨، المقري: نفح الطيب، ج١، ص١٦٣.
(١٢٦) جمال طه: مدينة فاس، ص٢١٠؛ عبد العزيز العلوي: صناعة النَّسيج، ص٥٣.
(١٢٧) ابن أبي زرع: الأنيس المطرب، ص٤٨؛ الجزنائي: زهرة الأس، ص٤٤؛ جمال طه: المرجع السابق، ص٢١١؛ عبد العزيز العلوي: صناعة النَّسيج في المغرب، ص٥٣.
(١٢٨) مجهول: ذكر قصة المهاجرين المُسَمَّوْن اليوم بالبلديين، تحقيق: نوال علي محمد عبد العزيز، رسالة دكتوراه غير منشورة، جامعة القاهرة، معهد البحوث والدراسات الأفريقية، ١٩٩١م، ص٢٤٥: ٢٤٧.
(١٢٩) جمال طه: المرجع السابق، ص٢١١.
(١٣٠) العلوي: المرجع السابق، ص٥٤.
(١٣١) ابن الوزان: وصف أفريقيا، ص٢٣٩، ٢٤٠، ٢٤٢، ٢٤٣، ٢٤٥؛ المنوني: ورقات عن الحضارة المغربية، ص٣١؛ جمال طه: المرجع السابق، ص٢١١؛ العلوي: المرجع السابق، ص٥٣-٥٤.
(١٣٢) ابن أبي زرع: الأنيس المطرب، ص٦٣؛ مارمول: أفريقيا، ج٢: ص١٥٥.
(١٣٣) العمري: مسالك الأبصار، ج٤، ص٩٨؛ القلقشندي: صبح الأعشى، ج٥، ص١٤٢؛ برنشفيك: تاريخ إفريقية، ج٢، ص٢٤١.
(١٣٤) مارمول: المصدر السابق، ج٢، ص١٤١.
(١٣٥) الإدريسي: نزهة المشتاق، ج١، ص٣١٦.
(١٣٦) ابن الوزان: وصف أفريقيا، ص٣٨٤؛ مارمول: المصدر السابق، ج٢، ص٢٩٥.
(١٣٧) الوزان: المصر السابق، ص٢١٤؛ عبد العزيز العلوي: صناعة النَّسيج في المغرب، ص٥١.
(١٣٨) مجهول: الاستبصار، ص٢١٧.
(١٣٩) الحميري: صفة جزيرة الأندلس، ص١٩٢.
(١٤٠) المصدر السابق، ج٢، ص٥٥٧.
(١٤١) ياقوت الحموي: معجم البلدان، ج١، ص١٣٦.
(١٤٢) ابن غالب: فرحة الأنفس، ص١٦.
(١٤٣) ابن حوقل: صورة الأرض، ص١٢٠.
(١٤٤) Sarah. C. Davis; Sicily and the Medieval Mediterranean, p. 156.
(١٤٥) العمري: مسالك الأبصار، ج٤، ص١٤٦؛ القلقشندي: صبح الأعشى، ج٥، ص١٠٢؛ الوزان: وصف أفريقيا، ص٤٤٧؛ برنشفيك: إفريقية في العهد الحفصي، ج٢: ص١٤١.
(١٤٦) مناقب أبى يعزى، ص٢٦٤.
(١٤٧) ابن الوزان: المصدر السابق، ص٤٢٨؛ مارمول: أفريقيا، ج٣، ص١١.
(١٤٨) الوزان: نفس المصدر، ص٤٠١.
(١٤٩) ياقوت الحموي: المصدر السابق، ج٥، ص٢٣٠-٢٣١.
(١٥٠) التجاني: رحلة التجاني، ص٢٦؛ أبو الفداء: تقويم البلدان، ص١٤٥؛ الأندلسي: الحلل السندسية، ص٢٨١.
(١٥١) ابن الوزان: وصف أفريقيا، ص٤٣٣، ٤٦٠.
(١٥٢) مارمول: أفريقيا، ج٢، ص٣٧٦.
(١٥٣) ابن الوزان: المصدر السابق، ص٥١٥.
(١٥٤) البكري: المغرب، ص٦٥.
(١٥٥) ابن الخطيب: معيار الاختيار، ص٩٩؛ مارمول: أفريقيا، ص٢١٧.
(١٥٦) الوزن: المصدر السابق، ص٣٦٠.
(١٥٧) الحميري: المصدر السابق، ص٣٣٥.
(١٥٨) البكري: المغرب، ص١٥٥.
(١٥٩) ابن غالب: فرحة الأنفس، ص١٥؛ ياقوت الحموي: معجم البلدان، ج١: ص١٩٦.
(١٦٠) صفة جزيرة الأندلس، ص٢٤.
(١٦١) الحميري: صفة جزيرة الأندلس، ص٢٠٨.
(١٦٢) سحر سالم: قادس، ص١٣٠.
(١٦٣) ابن حوقل: صورة الأرض، ص١٠٩.
(١٦٤) المصدر السابق، ص١٠٩.
(١٦٥) موسى: النشاط الاقتصادي، ص٢١٩.
Serjeant: Material for a History of Islamic Textiles, p. 39.
(١٦٦) فائق بكر الصواف: بعض مظاهر الحضارة في صِقِلِّيَّة، ص١٢٧.
(١٦٧) ابن الحشاء: مفيد العلوم، ص٤٢.
(١٦٨) الدمشقي: محاسن التجارة، ص٢٦.
(١٦٩) الزجالي: الأمثال العامة في الأندلس، ص٤٣١.
(١٧٠) الدمشقي: المصدر السابق، ص٢٥؛ النويري: الإلمام، ج٣، ص١١٣؛ ابن البيطار: الجامع لمفردات الأدوية، ص٧-٨.
(١٧١) الجاحظ: التبصرة بالتجارة، ص٣٣٤.
(١٧٢) Moshe Gil: References to Silk in Geniza Documents of the Eleventh Century, p. 33.
(١٧٣) الدمشقي: المصدر السابق، ص٢٥.
(١٧٤) أبو حامد الغرناطي: تحفة الألباب ونخبة الإعجاب، تحقيق: إسماعيل العربي، منشورات دار الآفاق الجديدة، المغرب، ١٩٩٣م، ص٢١١؛ حسن علي حسن: الحضارة الإسلامية، ص٢٦٤.
(١٧٥) العمري: مسالك الأبصار، ج٤، ص١٤٨، ٢١٧؛ القلقشندي: صبح الأعشى، ج٥: ص٢٠٦.
(١٧٦) مارمول: أفريقيا، ج٢، ص١٧٥–١٧٧؛ عبد العزيز العلوي: صناعة النَّسيج، ص٥٧.
(١٧٧) الإدريسي: نزهة المشتاق، ج١، ص٢٧٩؛ مقديش: نزهة الأنظار، ج١: ص١٠٧.
(١٧٨) Moshe Gil: References to Silk in Geniza Documents of the Eleventh Century, p. 33.
(١٧٩) عثمان الكعاك: العلاقات بين تُونس وإيران عبر التاريخ، ص١٨٧.
(١٨٠) ابن الوزان: وصف أفريقيا، ص٤٠٥.
(١٨١) الأندلسي: الحلل السندسية، ص١٨٣.
(١٨٢) العمري: مسالك الأبصار، ج٤، ص٩٨.
(١٨٣) الإدريسي: نزهة المشتاق، ج١، ص٢٢٥؛ العمري: مسالك الأبصار، ج٤، ص١٥٩؛ القلقشندي: صبح الأعشى، ج٥، ص١٤٢؛ برنشفيك: تاريخ إفريقية، ج٢: ص٢٤١.
(١٨٤) المكناسي: جذوة الاقتباس، ج١، ص٥١؛ روجى لوترنو: فاس في عهد بني مرين، ص١٣٣.
(١٨٥) السبتي: اختصار الأخبار، ص٣٧.
(١٨٦) أنساب الأخبار وتذكرة الأخيار، ص٣٥.
(١٨٧) الجزيري: الوثائق والسجلات، ص٥٣؛ أحمد الطاهري: الفلاحة والعمران القروي، ص٢٤٣.
(١٨٨) Moshe Gil: References to Silk in Geniza Documents of the Eleventh, p. 33.
(١٨٩) الحميري: وصف الأندلس، ص٤٥.
(١٩٠) الحميري: المصدر السابق، ص٩.
(١٩١) ياقوت الحموي: معجم البلدان، ج٤، ص٢٥٨؛ ابن سعيد: المغرب في حلى المغرب، ج٢، ص١٩٣؛ القلقشندي: صبح الأعشى، ج٥، ص٢١٧.
(١٩٢) ابن سعيد: الجغرافيا، ص١٤٠؛ الحميري: الروض المعطار، ص٥٣٩؛ مجهول: ذكر بلاد الأندلس، ص٧٦؛ المقري: نفح الطيب، ج١، ص٢٠١.
(١٩٣) Margarita Campos. Kent; Figurative Hispano-Arabic textiles of the Almoravid and Almohad dynasties, p. 18.
(١٩٤) المقري: المصدر السابق، ج١، ص١٧٨؛ خالد بن عبد الله: مدينة مالقة، ص٢٥٠.
(١٩٥) معيار الاعتبار، ص٥٢.
(١٩٦) أبو الفداء: تقويم البلدان، ص١٧٥؛ المقري: نفس المصدر والجزء، ص١٦٤.
(١٩٧) مفاخرات مالقة وسلا: ٥٩؛ خالد بن عبد الله: المرجع السابق، ص٢٦٣.
(١٩٨) ابن سعيد: الجغرافيا، ص١٤٠؛ المغرب في حلى المغرب، ج١، ص٤٢٤؛ المقري: نفح الطيب، ج٣، ص٢١٩-٢٢٠، ج١، ص١٨٧؛ خالد بن عبد الله: المرجع السابق، ص٢٥٢-٢٥٣؛ ريكاردو: الصناعات المتوسطية، ص٢٤٦.
(١٩٩) الزهري: الجغرافية، ص٩٤.
(٢٠٠) الإدريسي: نزهة المشتاق، ج٢، ص٥٣٧.
(٢٠١) الحميري: الروض المعطار، ص٤٦٩.
(٢٠٢) أحمد فكري: قُرْطُبَة في العصر الإسلامي، ص٢٥٦؛ محمد مرسي الكحلاوي: مراكز صناعة الحرير في الأندلس، ص٢١٧.
Sharon Hoshta: Almeria Silk and the French Feudal Imagnary Toward, p. 168.
(٢٠٣) محمد مرسي الكحلاوي: المرجع السابق، ص٢١٦.
Serjeant: Material for a History of Islamic Textiles, p. 38.
(٢٠٤) موسى: النشاط الاقتصادي، ص١٩٧ هامش رقم ٣.
(٢٠٥) صفة جزيرة الأندلس، ص٧٠.
(٢٠٦) الإدريسي: المصدر السابق، ج١، ص٣٥٠.
(٢٠٧) ترصيع الأخبار، ص٢٢؛ ابن غالب: وصف الأندلس، ص٢٨٧-٢٨٨؛ المقري: المصدر السابق، ج١، ص١٩٧.
(٢٠٨) الزهري: الجغرافية، ص٨٢.
(٢٠٩) الزهري: المصدر السابق، ص٩٦، المقري: نفح الطيب، ج١، ص٢٠١.
(٢١٠) ياقوت الحموي: معجم البلدان، ج١، ص١٦١؛ الحميري: صفة جزيرة الأندلس، ص١٩٢.
Serjeant: Material for a History of Islamic Textiles., p. 37.
(٢١١) القزويني: آثار البلاد، ص٥٠٥.
(٢١٢) المصدر السابق، ص٩٤.
(٢١٣) الإصطخري: مسالك الممالك، ص٣٥.
Serjeant: Op.cit, p. 38.
(٢١٤) الحميري: صفة جزيرة الأندلس، ص٢٤.
(٢١٥) العذري: ترصيع الأخبار، ص٩٣.
(٢١٦) الحميري: المصدر السابق، ص١٤٤؛ محمد الكحلاوي: مراكز صناعة الحرير، ص٢١٨.
Serjeant: Ibid., p. 34.
(٢١٧) Moshe Gil: References to Silk in Geniza Documents of the Eleventh Century, p. 33; Sarah. C. Davis: Sicily and the Medieval Mediterranean, p. 213.
(٢١٨) Moshe Gil: Op.cit., p. 33-34.
(٢١٩) فائق بكر الصواف: بعض مظاهر الحضارة في صِقِلِّيَّة، ص١٢٧.
Sharon Hoshta: Almeria Silk and the French Feudal Imaginary Toward a “Material” History of the Medieval Mediterranean, p. 174.
(٢٢٠) Moshe Gil: Op.cit., p. 33; Sarah. C. Davis: Op.cit. p. 213.
(٢٢١) الدمشقي: محاسن التجارة، ص٢٥.
(٢٢٢) الجاحظ: التبصرة بالتجارة، ص٣٣٧-٣٣٨؛ الدمشقي: المصدر السابق، ص٢٥–٢٧.
(٢٢٣) القزويني، آثار البلاد، ص٥٣٩.
(٢٢٤) مجهول: الاستبصار، ص١٥٤؛ الحميري: الروض المعطار، ص٤٧٨؛ موسى: النشاط الاقتصادي، ص١٤٧؛ برنشفيك: إفريقية في العهد الحفصي، ج٢، ص٢٤١.
(٢٢٥) القلقشندي: صبح الأعشى، ج٥، ص١٠٨؛ برنشفيك: إفريقية في العهد الحفصي، ج٢: ص٢٤٢.
(٢٢٦) مجهول: الاستبصار، ص١٥٩؛ الحميري: الروض المعطار، ص٢٣٦؛ برنشفيك: المرجع السابق، ج٢، ص٢٤١.
(٢٢٧) الإدريسي: نزهة المشتاق، ج١، ص٢٢٧؛ الحميري: المصدر السابق، ص٣٣٠؛ مقديش: نزهة الأنظار، ج١، ص٥٧؛ موسى: المرجع السابق، ص٢٢١.
(٢٢٨) التجاني: رحلة التجاني، ص٢٦.
(٢٢٩) المصدر السابق، ص١٩٩.
(٢٣٠) مجهول: الاستبصار، ص١٧٧؛ مصطفى أبو ضيف: أثر القبائل العربية، ص٢٩٨.
(٢٣١) ابن الوزان: وصف أفريقيا، ص٤٢٣.
(٢٣٢) مصطفى عبد الرحيم: الحياة الاقتصادية في بلاد المغرب، ص١٢٠.
(٢٣٣) التجاني: رحلة التجاني، ص١٢٢؛ الأندلسي: الحلل السندسية، ص٣٥٧.
(٢٣٤) ابن الوزان: المصدر السابق، ص٤٢٨؛ مارمول: أفريقيا، ج٣، ص١٦.
(٢٣٥) جميلة مبطي المسعودي: المظاهر الحضارية في عصر دولة بني حفص منذ قيامها سنة ٦٢١ﻫ وحتى سنة ٨٩٣ﻫ، رسالة ماجستير، جامعة أم القرى، كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، ٢٠٠٠م، ص١٢١.
(٢٣٦) فيض العباب وإفاضة قدح الآداب في الحركة السعيدة إلى قسنطينة والزاب، إعداد: محمد بن شقرون، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، ١٩٩٠م، ص٤٨٨.
(٢٣٧) ابن مرزوق التلمساني: المناقب المرزوقية، ص١٨٩، هامش ١٨٨.
(٢٣٨) الزهري: الجغرافية، ص١١٣.
(٢٣٩) ابن مرزوق التلمساني: المصدر السابق، ص١٨٨-١٨٩.
(٢٤٠) المسند الصحيح، ص١٢٩.
(٢٤١) العمري: مسالك الأبصار، ج٤، ص١٥٩؛ ياقوت: معجم البلدان، ج٢، ص٤٤؛ القلقشندي: صبح الأعشى، ج٥، ص١٤٢.
(٢٤٢) ابن مرزوق التلمساني: المناقب المرزوقية، ص١٩٠.
(٢٤٣) البكري: المغرب، ص١٤٧؛ مصطفى أبو ضيف: أثر القبائل العربية في الحياة المغربية، ص٢٩٨؛ عبد العزيز العلوي: صناعة النسيج، ص٥٦-٥٧.
(٢٤٤) الأزر: أو الأرز أو الإزار وهو الثوب، أُطلق على الرداء الطويل الذي تلتف به النساء، صُنع من الحرير أو من الصوف. دوزي: المعجم المفصل، ص٣٧-٣٨.
(٢٤٥) الإدريسي: نزهة المشتاق، ج١، ص٢٢٥؛ مجهول: الاستبصار، ص٢١٣؛ عبد العزيز العلوي: المرجع السابق، ص٥٦.
(٢٤٦) ابن سعيد: الجغرافيا، ص١٤١؛ موسى: النشاط الاقتصادي، ص٢٢١.
(٢٤٧) ابن الوزان: وصف أفريقيا، ص٣٦٤؛ مارمول: أفريقيا، ج٢، ص٢٨٢.
(٢٤٨) ابن الوزان: المصدر السابق، ص١٩٠.
(٢٤٩) مقديش: نزهة الأنظار، ج١، ص٥٥.
(٢٥٠) مصطفى نشاط: إطلالات على تاريخ المغرب، ص٨٤.
(٢٥١) ابن الخطيب: معيار الاختيار، ص١٠٤؛ عبد العزيز العلوي: المرجع السابق، ص٥١-٥٢.
(٢٥٢) الإدريسي: نزهة المشتاق، ج١، ص٢٣٢.
(٢٥٣) ابن الوزان: وصف أفريقيا، ص٥٠٤.
(٢٥٤) ابن الوزان: المصدر السابق، ص٤٦٦؛ محمد حسن: المدينة والبادية، ص٣٩.
(٢٥٥) موسى: النشاط الاقتصادي، ص٢٢١؛ حسن علي حسن: الحضارة الإسلامية، ص٢٦٤.
(٢٥٦) نبيلة عبد النظير باكير عبادي: الأوضاع السياسية والحضارية لمدينة أودغشت «أَوْدَغَسْت» منذ القرن الثاني الهجري وحتى سقوط المدينة في القرن السادس الهجري، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الآداب بقنا، جامعة جنوب الوادى، ٢٠٠٢م، ص١٤٩.
(٢٥٧) البكري: المغرب، ص١٥٨، ابن غازي: الروض الهتون في أخبار مكناسة الزيتون، ص١٢٠.
(٢٥٨) صورة الأرض، ص١١٤.
(٢٥٩) معيار الاختبار، ص١١٠.
(٢٦٠) الإدريسي: المصدر السابق، ج٢، ص٥٦٠.
Serjeant: Material for a History of Islamic Textiles, p. 39.
(٢٦١) محمد المقر: اللباس المغربي، ص٨٠.
(٢٦٢) علي جمعان الشكيل: صناعة الأصباغ في الحضارة الإسلامية، ص١٤٧.
(٢٦٣) ابن حوقل: صورة الأرض، ص١٠٩.
(٢٦٤) عز الدين أحمد موسى: النشاط الاقتصادي، ص٢٣٩.
(٢٦٥) ابن سيده: المصدر السابق، ج٤، ص٩٦؛ صالح العلي: ألوان الملابس العربية في العهود الإسلامية الأولى، ص٩٠.
(٢٦٦) الدينوري: النبات، ص١٧٥؛ علي جمعان الشكيل: المرجع السابق، ص١٤٧-١٤٨.
(٢٦٧) محمد المقر: المرجع السابق، ص٨٠.
(٢٦٨) الونشريسي: المعيار، ج٦، ص٣١٤-٣١٥.
(٢٦٩) محمد المقر: نفس المرجع، ص٨٢-٨٣.
(٢٧٠) ابن سيده: المخصص، ج٤، ص٩٦.
(٢٧١) صالح العلي: ألوان الملابس العربية في العهود الإسلامية الأولى، ص٨٨-٨٩.
(٢٧٢) محمد المقر: نفس المرجع، ص٨٢.
(٢٧٣) ابن سعد: الأنواء، ص١٣٣.
(٢٧٤) المقر: نفس المرجع، ص٨١.
(٢٧٥) علي جمعان الشكيل: صناعة الأصباغ في الحضارة الإسلامية، ص١٤٧-١٤٨.
(٢٧٦) المقر: اللباس المغربي، ص٨١.
(٢٧٧) مسالك الأمصار، ج٤، ص٩٨.
(٢٧٨) ابن الوزان: وصف أفريقيا، ص١٨٥؛ جان ديفيس: أفريقيا من خلال العلاقات بين القارات، ضمن كتاب «تاريخ أفريقيا العام، أفريقيا من القرن الثاني عشر إلى القرن السادس عشر»، المشرف على المجلد، ج.ت. نياني، اللجنة العلمية الدولية لتحَرِير تاريخ أفريقيا العام (اليونسكو)، منظمة الأمم المتحدة، ١٩٨٨م، ج٤: ص٤٢٩.
(٢٧٩) محمد المقر: المرجع السابق، ص٨٢.
(٢٨٠) الدينوري: كتاب النبات، ج٣، ص١٦٧–١٧٢.
(٢٨١) Goitein: The Main Industries Of The Mediterranean Area, p. 182.
(٢٨٢) Goitein: Op.cit., p. 183; Moshe Gil: References To Silk In Geniza Documents Of The Eleventh Century, P. 35.
(٢٨٣) ابن عبدون: رسالة في القضاء والحسبة، ص٥٠؛ ابن عبد الرءوف: رسالة في آداب الحسبة والمحتسب، ص١١١.
(٢٨٤) ابن أبي زرع: الأنيس المطرب، ص٤٨؛ ابن الوزان: وصف أفريقيا، ص٢٤٩.
(٢٨٥) التجاني: رحلة التجاني، ص١٤٢، ١٥٨؛ مصطفى أبو ضيف: أثر القبائل العربية، ص٣٠٢؛ برنشفيك: تاريخ إفريقية، ج٢، ص٢٨٣.
(٢٨٦) السبتي: اختصار الأخبار، ص٤٩؛ أمين توفيق الطيبي: النشاط الاقتصادي والعلمي في مدينة سبتة، ص٣٠٠.
(٢٨٧) البكري: المغرب، ص١٥٩.
(٢٨٨) Margarita Campos. Kent; Figurative Hispano-Arabic Textiles Of The Almoravid And Almohad, P. 22.
(٢٨٩) ابن غالب: فرحة الأنفس، ص٢٠؛ الحموي: معجم البلدان، ج٢، ص٣٨٧.
(٢٩٠) العذري: ترصيع الأخبار، ص٩٦؛ ابن غالب: فرحة الأنفس، ص٣٩-٤٠.
(٢٩١) الأنواء، ص١٣٣.
(٢٩٢) جمال محرز: السجاد الإسلامي ومشتقاته في إسبانيا، المجلة التاريخية المصرية، مجلد ١١، ١٩٦٣م، ص١٨٥.
(٢٩٣) الزجالي: أمثال العوام في الأندلس، ص٢٩.
(٢٩٤) مؤلف مجهول: الاستبصار، ص٢١٧.
(٢٩٥) ابن الوزان: وصف أفريقيا، ص١٨٤.
(٢٩٦) نزهة المشتاق، مج٢، ص٥٦٠.
(٢٩٧) الحميري: صفة جزيرة الأندلس، ص١٧٢.
(٢٩٨) المقري: نفح الطيب، ج١، ص١٨٦.
(٢٩٩) الحميري: المصدر السابق، ص٤٥.
(٣٠٠) نفس المصدر، ص١٨٢.
(٣٠١) المقري: المصدر السابق، ج٣، ص٢٢١.
(٣٠٢) ياقوت الحموي: معجم البلدان، ج١، ص١٩٧؛ القزويني: آثار البلاد، ص٥٠٢.
(٣٠٣) العذري: ترصيع الأخبار، ص٩.
(٣٠٤) خالد بن عبد الله: مدينة مالقة، ص٢٦٨.
(٣٠٥) عثمان الكعاك: العلاقات بين تُونس وإيران عبر التاريخ، ص١٨٢-١٨٣.
(٣٠٦) عثمان الكعاك: المرجع السابق، ص١٨٦؛ مصطفى عبد الرحيم: الحياة الاقتصادية بالمغرب، ص١٢٩.
(٣٠٧) مقديش: نزهة الأنظار، ج١، ص١١٨؛ دوزي: المعجم المفصل للملابس، ص٦٨.
(٣٠٨) الزجالي: الأمثال العامة، ص٢٠٥؛ ابن هشام اللخمي: لحن العوام، ص٢٩٣.
(٣٠٩) عثمان الكعاك: نفس المرجع، ص١٨٢-١٨٣.
(٣١٠) مقديش: نزهة الأنظار، ج١، ص١١٨.
(٣١١) عثمان الكعاك: العلاقات بين تُونس وإيران عبر التاريخ، ص١٨٦؛ حسام شاشية: العائلات المورسكية في تُونس بين الحاضر والمستقبل المساهمة والمحافظة، شفشاون، المغرب ٢٨-٢٩-٣٠ أكتوبر ٢٠٠٩م، ص٣.
(٣١٢) لوترنو: فاس في عهد بني مرين، ص١٣٥؛ عثمان الكعاك: العلاقات بين تُونس وإيران عبر التاريخ، ص١٨٢-١٨٣؛ مصطفى عبد الرحيم: الحياة الاقتصادية في المغرب، ص١٢٨.
(٣١٣) مقديش: نزهة الأنظار، ج١، ص١١٨؛ عثمان الكعاك: المرجع السابق، ص١٨٦.
(٣١٤) الدينوري: النبات، ص٢٥٣–٢٥٥.
(٣١٥) ابن منظور: لسان العرب، ص٢٦١٢.
(٣١٦) ابن منظور: المصدر السابق، ص١٣١٢.
(٣١٧) ابن منظور: لسان العرب، ص٢٦١٢.
(٣١٨) الدينوري: المصدر السابق، ص٢٤١-٢٤٢.
(٣١٩) المقري: نفح الطيب، ج١، ص٢٠١، ج٣، ص٢٢١.
(٣٢٠) ابن الوزان: وصف أفريقيا، ص١٧٢.
(٣٢١) الحميري: صفة جزيرة الأندلس، ص١٠١.
(٣٢٢) الحميري: المصدر السابق، ص١٧٠.
(٣٢٣) أحمد فكري: قُرْطُبَة، ص٢٥٣.
(٣٢٤) ابن عبد الرءوف: رسالة في آداب الحسبة والمحتسب، ص١٠٢.
(٣٢٥) ابن الفرضي: تاريخ العلماء، ص٥٥ (رقم ١٩٨).
(٣٢٦) ابن بشكوال: الصلة، ج٢، ص٥٨٨ (رقم ٨٧٤).

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤