الفصل التاسع عشر

النهاية

شعر توم في الصباح التالي أنه أفضل حالًا بكثير. استيقظ وأنا والخالة سالي في غرفته.

فقال وهو ينظر إلي: «عجبًا، أنا في المنزل. كيف حدث ذلك؟ وأين الطوف؟»

فقلت له: «الطوف بخير.»

فسألني: «وماذا عن جيم.»

فأجبته: «بخير كذلك.» لكن كان من الصعب جدًّا أن نتحدث والخالة سالي في الغرفة.

فقال: «جيد! رائع! الآن جميعنا بخير وبمأمن! هل أخبرت خالتي بالأمر؟»

كنت سأجيب بنعم، لكن الخالة سالي قاطعتني وقالت: «بم يخبرني يا سيد؟»

فقال توم: «بالكيفية التي جرى بها الأمر برمته.»

فقالت: «ما الأمر برمته؟»

– «الأمر برمته؛ أعني كيف أطلقت أنا وتوم سراح العبد الفار.»

– «رباه! عم يتحدث هذا الصبي؟»

– «نحن أطلقنا سراحه. أنا وتوم فعلنا هذا. وفعلنا هذا ببراعة أيضًا.»

ثم أخبرها بالأسابيع التي قضيناها في التخطيط، والأغراض التي أخذناها من المنزل، والخطابات والرسومات التي تركناها وعن مطاردة الرجال لنا وإطلاقهم الرصاص علينا.»

فقالت: «لم أسمع بمثل هذا من قبل. إذن كان هذا أنتما أيها الوغدان. أنتما من أحدث كل هذه المشكلات وأخاف الجميع إلى هذا الحد.»

غضبت غضبًا شديدًا، لكن توم شعر بالفخر والسعادة الشديدة حتى إنه لم يستطع احتواء فرحته، إلا أنه بالطبع لم يعد بهذه السعادة عندما علم أن جيم لم يعد حرًّا. فنهض وجلس منتصبًا وطلب إطلاق سراح جيم.

قال: «إنه يتمتع بحريته كأي شخص آخر.»

فقالت هي له: «عم تتحدث؟»

فأجابها: «لقد عهدته طوال حياتي كما عهده توم. السيدة واتسن توفيت قبل شهرين وقد واتاها شعور بالذنب الشديد بعدما غادر جيم لأنها أرادت بيعه، فأطلقت سراحه في وصيتها.»

فقالت الخالة سالي: «إذن لماذا بحق السماء تكبدت كل هذا العناء لمساعدته على الفرار إن كنت تعلم أنه حر؟»

فأجابها: «بالطبع من أجل المغامرة!» ثم حدق في الباب وقال: «الخالة بولي!»

كانت الخالة بولي تقف وهي تبدو لطيفة وودودة كملاك. ركضت الخالة سالي إليها واحتضنتها وبكت، فزحفتُ متسللًا إلى تحت الفراش. حيت الخالة بولي توم فقالت الخالة سالي: «هذا ليس توم، إنه سيد. توم كان هنا قبل لحظة. أين هو الآن؟»

فقالت الخالة بولي: «تعنين أين هاك فين.» وطلبت مني أن أخرج من تحت الفراش.

بعدها اتضح كل شيء. أخبرت الخالة بولي أختها والعم سيلاس عني. كان الخطاب الذي أوشكت الخالة سالي على قراءته — قبل أن يعود توم — من الخالة بولي التي كاتبتها لتخبرها بأنها آتية لزيارتها؛ سمعت الخالة بولي أن توم وسيد كلاهما هنا، ولما كانت تعلم أن سيد لديها في بيتها، أرادت أن تكتشف حقيقة الأمر.

لم نلبث أن حررنا جيم من قيوده، ولما علمت الخالة بولي وسالي والعم سيلاس بمساعدته للطبيب افتخروا به، وأعطوه كل ما أراد أن يأكله ووفروا له مكان إقامة ملائمًا.

تحدثت أنا وتوم كثيرًا عن القيام بالمزيد من المغامرات معًا، لكنني قلت إنني لن أستطيع أن أصحبه إذ لم يتبق معي أي نقود. لم يكن لدي شك في أن والدي قد استحوذ على أموالي كلها من القاضي ثاتشر بحلول هذا الوقت.

فقال توم: «لا لم يفعل هذا. المال كله هناك. لم يعد والدك منذ مغادرتك، أو أنه — على أقل تقدير — لم يعد قبل أن أترك البلدة.»

عندئذ بدت على جيم الجدية الشديدة وقال: «إنه لن يعود مجددًا يا هاك.»

فسألته: «لم يا جيم؟»

لم يرد أن يقول شيئًا، لكنني أصررت على أن يجيبني، حتى فعل.

قال: «هل تذكر المنزل الذي رأيناه طافيًا على النهر وبداخله رجل ميت؟ أتذكر كيف أنني نظرت إلى الرجل ولم أردك أن تنظر إليه؟ حسنًا، أنت تستطيع أن تحصل على مالك متى شئت؛ لأن هذا الرجل كان والدك.»

شُفي توم ولم يعد هناك الكثير لأكتب عنه. وهذا أمر يسعدني؛ فلو كنت أعلم مدى صعوبة تأليف كتاب، لما شرعت في ذلك. لن أفعل هذا ثانية.

وإن كنت أعتقد أنني قد أرحل ثانية عما قريب. تقول الخالة سالي إنها ستتبناني وتهذبني. لا أستطيع احتمال هذا، فقد مررت به من قبل.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤