غَدًا

غدًا تطلع الشمس التي أترقَّب
وينجاب ليلٌ لم يقد فيه كوكبُ
وتصبح مني قيد لحظيَ بعد ما
تقاذف ما بيني وبينك سبسب
فيافي زمان ظَلْتُ أشبر طولها
وما لي سوى رمضائها متقلب
مقيليَ آمالي وهن لوافحٌ
ونجميَ ذكرى نورها ليس يلهب
إذا افترَّت الدنيا رأيت خواطري
تسوِّد ما يبدو بها وتغيب
وما أنا بالتسويد مغرًى وإنما
أطير غبار العيش عني وأسكب
ورائيَ أيام خلعت بياضها
وظلَّت ديباجها معي حيث أذهب
لقد أخمدت جري الحوادث وانثنت
تذرِّي رمادي كل ريح توثب
وما تضحك الدنيا انبساطًا وإنما
لنحسن تقدير الأسى إذ تقطب

•••

ألفت النوى حتى أراني إذا دنا
أصدق قلبي تارة وأكذب
وتخدعني الآلام حتى إخالني
سلوت، وتلهو بي الشجون وتلعب
ويغضبني حبي وأرضى احتماله
ويا لشقائي حين أرضى وأغضب!
وأُجري لساني مفصحًا ثم أنثني
فأعجم ما أعني وقد كدت أعرب
غرائب حالات تظل صروفها
بنفسيَ تطفو تارة ثم ترسب

•••

غدًا تلتقي الألحاظ بعد شرودها
وأنشد ما جودت فيك وتطرب
وترنو بعين يلثم الكون لحظها
يقربها القلب المُعنَّى المعذب
وأنشق أنفاسًا بفي حاجة لها
فمنه لها أهل وسهل ومرحب
وتمنح كفي راحتيك مؤاتيا
وترخي عنان الشوق طورًا وتجذب

•••

سأشدو! ومن يدري إذا كف صادح
أيدوي بآذان الحبيب التطرب
إذا ما عيينا بالقريض وصوغه
أتعطفك الذكرى علينا وتحدب؟
ويا ليت من يدري أتضحك لاهيًا
إذا أطبق الدهر الشفاه وتغرب؟
ويلمع في عينيك نور عهدته
إذا ضم جفنيَّ الردى المتوثب؟

•••

غدًا تشرق الشمس التي كنت أرقب
فيا ليت شعري في غدٍ كيف تغرب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤