عتاب

ذهب الوفاءُ فما أُحسّ وفاءَ
وأرى الحفاظ تكلفًا ورياءَ
الذنب لي أني وثقتُ وأنني
أصفي الوداد وأتبع الغلواء
أحبابيَ الأدنين مهلًا واعلموا
أن الوشاةَ تفرق القرباء
إلا يكن عطف فردوا ودنا
ردًّا يكون على المصاب عزاء
إلا يكن عطف فربَّ مقالة
تسلي المشوقَ وتكشف الغمَّاء
إلا يكن عطف فلا تحقر جوًى
بين الضلوع يمزق الأحشاء
هب لي وحسبي منك أن تك فرقةٌ
لفظًا يخفف في النوى البرحاء
فإذا ذكرتُ لياليًا سلفت لنا
حنَّ الفؤاد ونفَّس الصُّعَداء
دعني أقول إذا النوى عصفت بنا
وأجدَّ لي ذكر الهوى أهواء
ما كان أسلس عهده وأرقَّه
ولَّى وألهج بالثنا الشعراء
لا تبخلوا بالبشر وهو سجيةٌ
فيكم كما حبس السحابُ الماء
لا يحسن التعبيس أبلجُ واضحٌ
ضحك الجمال بوجهه وأضاء
قد كنتُ آمل منك أن سيكون لي
قلبٌ يشاطرني الوفاءَ سواء
فإذا بكم كالشمس يأبى نورها
أبد الزمان تلبُّثًا وبقاء

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤