السُّلُوُّ

أبليت فيك العمر وهو جديدُ
وعرفت فيك الصبر كيف يبيدُ
وغدوتَ أجلك في الحياة محسدًا
تغلي عليَّ ضغائنٌ وحقود
وتركتني مثلًا شرودًا في الهوى
يُومي إلي الأصبعُ الممدود
لي كلَّ يوم منك موقفُ ذلة
صعبٌ على الطبع الحميِّ شديد
وأراك تلقاني ووجهك عابس
وبناظريك بوارقٌ ورعود
مهلًا حبيبي إنَّ فيَّ لَعزةً
أبدًا عليَّ لواؤها معقود
لا يخدعنَّك ما ترى من حبنا
فكأنه مع يومه ملحود
إن الهوى كالنار يخمد جمره
والحسن ليس له كذاك خلود
ولقد تكون غدًا وما في قربكم
ريٌّ ولا في بعدكم تصريد
ولسوف يطوي اليأسُ صفحة ذكركم
ويصد نثرٌ عنكمُ وقصيد
ما أنت أول من سلوتُ وردَّني
عن حبه شممٌ بنا محمود
إن الشتاء وإن تطاول عهده
للأرض بعد ذهابه تجديد
يمضي بأدمعه التي ما إنْ تني
تهمي ويحلو بعده التغريد
فابسط غضونًا في جبينك إنني
قد ذدت عنك القلب قبل تذود

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤