حلم اليقظة

الحياة حُلم
وسم الربيعُ الأرض فهي كأختها
قبل العيون وأختها كالتوأم
بأبي جلالٌ راعني فنشدته
وأصبت معنًى فيه يخطئه العمي
فطفقت أرمق وردةً فتَّانةً
ضحك الندى في ثغرها المتكمم
فرأيت أني ناظرٌ حسانة
يقظى اللحاظ جليلة المتوسم
رفعتْ يدًا فإذا الغصون كواعبٌ
يرشقنني بنواظر المتهكم
وإذا بساط الروض لجٌّ زاخر
لله روعة موجه المتحطِّم
وكأنما الورق النضير حمائمٌ
كخواطرٍ طافت برأس مهوِّم
ووجدت صوتًا مثل أنفاس الصبا
عذب الورود كأنه من مغرم
صوت من البحر العميق كأنه
همس النسيم أو الحيا المترنم
عجبًا لمعنًى في مطاوي لفظه
يذر الخليَّ رهين شجو مضرم
يا من تأوبه الهموم حياته
والهول يغشى كلَّ كهف مظلم
قد طال ما قطَّبت وجهك للدُّنا
حتى نسيت بشاشة المتبسم
لا تحسب الزمن النضير براجعٍ
إن السعادة فذَّةٌ لم تتئم
هل كنت دهرك غير طيف حائر
أو كان عيشك غير حلم مبهم
ولهذه الآن التي تزهى بها
من طيبها حلمٌ بحلم أدوم

•••

ولَّى الظلام وأجفلت أحلامه
فرجعت أرمق غضة المتنسم
فإذا مكان الطل دودٌ فاتك
يا للحياة من الأذى المتحتم

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤