الفصل السادس

سجايا القلب وصفاته

س: ما هي سجايا القلب التي تود أن تتحلى بها؟

ج: إِن السجايا القلبية التي أود أن أتحلى بها هي: الرحمة البنوية، وحب الأسرة، وحب الأقران والنظائر، وحب الوطن، والولاء، والرأفة، والإِخلاص.

س: ما هو مظهر الشفقة البنوية؟

ج: مظهرها العطف على الوالدين واحترامهما والعناية بهما في أيام الشيخوخة.

س: ما هو مظهر حب الأسرة؟

ج: مظهره الاحترام الممزوج بالعطف لجميع الأقارب والأسلاف، أو في الرابطة المتينة بين الإِخوة والأخوات، وفي تبادل المعاونة والمساعدة في وقت الحاجات، فالأسرة المرتبط بعضها ببعض تكون في مأمن من غوائل القدر.

س: ما هو مظهر حب الأقران والنظراء؟

ج: مظهره في أيام الدراسة في حسن الصحبة، والمعاشرة، ومظهره بعد ذلك في مشاطرتهم أفراحهم وأحزانهم، وفي المبادرة إِلى إِعانتهم، حب النظراء خليق بأن يسمى بالإِحسان.

س: ما هو مظهر حب الوطن؟

ج: مظهر حب الوطن في الطفل أن يتعلم حتى يصير وطنيًّا نافعًا، وجنديًّا باسلًا، ومظهره في الرجل أن يخدم بلده، ولو كان في سبيل خدمته ذهاب حياته، فالوطن هو الأم.

س: ما هو الولاء؟ وما هو الانتماء؟

ج: هو أن يذكر المرء بخير كل من أسدى إِليه نعمة أو أولاه جميلًا، فأنا أحفظ الولاء لأقاربي وأساتذتي وكل من يصنع معي الجميل؛ فلا محل لنكران الجميع في القلب الطيب والسريرة الصافية.

س: ما هو روح الخير؟

ج: هو تلك العاطفة الشريفة التي تسوقنا إِلى عمل الخير لكل إِنسان، فصديقي فلان هو من الخيرين؛ لأنه يثني دائمًا على أقرانه، ويبادر إِلى خدمتهم، فإِن روح الشر يسمم الحياة ويقتل روح المحبة.

س: ما هي الشفقة أو المحبة؟

ج: هي ذلك الأثر الذي نشعر به في نفوسنا عند نزول المصاب بغيرنا، وتلك الرغبة التي نجدها في المبادرة إِلى مساعدتهم وإِسعافهم، فالرأفة هي الزهرة التي تعطر النفس، والرأفة التي لا تتحرك في النفس هي بمثابة الزهرة التي لا ثمر لها.

س: ما هو التفاني في الإِخلاص أو بذل الذات؟

ج: التفاني في الإِخلاص هو الحب الذي يمتزج بنفوسنا لأقاربنا، ونظرائنا، وأوطاننا، ولكل ما هو حق وعدل، وهو الحب الذي يدفعنا حتى إِلى تضحية النفوس.

ومثل ذلك أن خالتي وقفت حياتها على خدمة جدي العاجز، فهي إِذن مخلصة، باذلة لذاتها، وجارُنا فلان، تعقب كلْبًا كلِبًا١ حتى قتله وعرض بذلك حياته للخطر، فهو إِذن مخلص باذل لذاته. والفارس (أساس) نجَّى الجيش الفرنساوي بتضحية حياته، فهو إِذن مخلص باذل لذاته، والمجد الأثيل يكون في بذل الذات لكل عمل نبيل.
س: كيف تكون متواضعًا؟

ج: أكون متواضعًا إِذا أنا لم أبالغ في تقدير مواهبي الضعيفة وكنت مجتهدًا في تعظيم مواهب الغير وتكبيرها.

س: كيف تكون رحيمًا؟

ج: أكون رحيمًا إِذا نسيت عيوب الغير وهفواته، ولم أفكر في غير صفاتهم الحميدة وأعمالهم الجليلة.

س: كيف تكون متساهلًا؟

ج: أكون متساهلًا إِذا عرفت لغيري حق التفكير والإِرادة، كما أعرفه لنفسي.

س: كيف تكون محترِمًا للغير موقِّرًا له؟

ج: أكون محترمًا (دون أن أنزل بنفسي إِلى منزلة الذل والعبودية) إِذا أنا عرفت حق الإِجلال والإِكبار لكل من فاتني في السن، وفاقني في العلم والعقل.

س: كيف تعلم أنك رقيق الشعور؟

ج: أعلم أني رقيق الشعور لأني أشاطر الناس في أفراحهم وأحزانهم، ولأني أشعر بهزة في النفس وحركة في العواطف كلما شهدت منظرًا جميلًا، أو رأيت عملًا جليلًا.

س: أترى تكون هذه الصفات القلبية من أصل واحد؟
ج: نعم، إِنها من أصل واحد، وهو ذلك الشعور، ويمكننا التعبير عنها بكلمة واحدة، وهي الطيبة، كن طيبًا، فإن الطيبة تتناول جميع الفضائل. كذلك قال فيكتور هيجو.٢
١  الكلِب: بكسر اللام، هو المسعور.
٢  هو الشاعر الفرنساوي الشهير.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤