مصر والسيادة على السودان: الوضع التاريخي للمسألة

«يربط نهر النيل بين القُطرين المصري والسوداني منذ أزمنةٍ سحيقة، ولا جدال في أن تتبُّع ما نشأ بينهما من مُختلِف العلاقات أمر له أهميته، غير أن الذي يعنينا الآن إنما هو الوقوف على حقيقةِ ناحيةٍ واحدة من تلك العلاقات في فترةٍ معينة، ونقصد بذلك طبيعة الصلة التي ربطت بين هذين القُطرين منذ الفتح المصري لبلاد السودان في أوائل القرن التاسع عشر، إلى أن عُقد الوفاق الثنائي المشهور بين مصر وبريطانيا في آخر القرن نفسه.»

سعى «محمد علي» منذ ارتبط مصير بلاد السودان بمصر، في أوائل القرن التاسع عشر، إلى فرض سيادة مصر على حوض النيل كله، وزاد أواصرَ هذا الارتباط ما أقرَّته الفرمانات العثمانية من انتقال ولاية مصر وما يتبعها من ولايات إلى أكبر أبنائه بشكلٍ وراثي، وعلى أثر ذلك سعى كلُّ مَن جاء بعده لفرض السيادة المصرية كاملةً على بلاد السودان، باعتبارها ومصر قُطرًا واحدًا لا يتجزأ. والمؤلف في هذا الكتاب وضع على عاتقه إظهار ما تستند إليه مصر من حقوق تاريخية في تحديد ما يجب أن يكون عليه وضع السودان، وكذلك بيان شكل الحُكم المصري وطريقته. وقد استعان المؤلف بالكثير من الوثائق التاريخية التي تُبيِّن مراحل هذا الارتباط، والتي يحاول من خلالها نفي ما نُسِب إلى الحُكام المصريين ببلاد السودان من مساوئ.


هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا من مؤسسة هنداوي بشكل قانوني؛ حيث إن نص الكتاب يقع في نطاق الملكية العامة تبعًا لقوانين الملكية الفكرية.

تحميل كتاب مصر والسيادة على السودان: الوضع التاريخي للمسألة مجانا

تاريخ إصدارات هذا الكتاب‎‎

  • صدر هذا الكتاب عام ١٩٤٦.
  • صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٥.

عن المؤلف

محمد فؤاد شكري: مُؤرخٌ مِصري، اتَّسمَت دراساتُه باعتمادِها على المعلوماتِ الدقيقةِ والموثوقِ فيها؛ ممَّا أضفى عليها قِيمةً تاريخيةً كبيرة. واهتمَّ كثيرًا بالدراساتِ التاريخيةِ التي تَخدمُ القضايا الوطنيةَ والقوميةَ العربية، وكذلك القضايا القومية في أوروبا.

الْتحقَ بدارِ المُعلمينَ العُليا وتخرَّجَ فيها عامَ ١٩٢٧م، وحصلَ على درجةِ الماجستيرِ في التاريخِ الحديثِ من جامعةِ ليفربول عامَ ١٩٣١م، ونالَ درجةَ الدكتوراه من الجامعةِ نفسِها عامَ ١٩٣٥م عن موضوع «إسماعيل والرقيق في السودان». عملَ في التدريسِ بكليةِ الآدابِ جامعةِ القاهرةِ لِمَا يَقرُبُ من رُبعِ قرن، بالإضافةِ إلى انتدابِه مُفتِّشًا للتعليمِ الثانويِّ بوزارةِ المعارفِ عامَ ١٩٤١م. وبسببِ كتاباتِه وآرائِه التاريخيةِ القَيِّمة، اعتمدَ عليه الوفدُ المِصريُّ في الأممِ المتحدةِ عندما عُرِضت القضيةُ المِصريةُ السودانيةُ على مجلسِ الأمنِ عامَ ١٩٤٧م، كذلك اعتمدَت ليبيا كثيرًا على أوراقِه التي دافَعَ فيها عن قضيتِها ببسالة، وطالَبَ بضرورةِ حصولِها على الاستقلالِ والتمتُّعِ بالوَحدة، وكانت نتيجةُ ذلك أنْ قامَت السُّلطاتُ البريطانيةُ بطَردِه من ليبيا عامَ ١٩٥١م.

له العديدُ من المُؤلَّفات، منها: «مصر والسودان: تاريخ وَحدة وادي النيل السياسية ١٨٢٠–١٨٩٩م»، و«الحُكم المصري في السودان»، و«السنوسية دين ودولة»، و«ميلاد دولة ليبيا الحديثة: وثائقُ تحريرها واستقلالها»، و«الحملة الفرنسية وخروج الفرنسيين من مصر»، و«الصراع بين البورجوازية والإقطاع ١٧٨٩م–١٨٤٨م»، و«عبد الله جاك مينو»، و«مصر والسيادة على السودان: الوضع التاريخي للمسألة»، و«ألمانيا النازية».

رحلَ عن عالَمِنا عامَ ١٩٦٣م، إثرَ إصابتِه بمرضٍ خطيرٍ ظلَّ يُصارِعُه لأكثرَ من ثلاثِ سنوات.

رشح كتاب "مصر والسيادة على السودان: الوضع التاريخي للمسألة" لصديق

Mail Icon

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥