تمهيد: رجل ذو إقدام وعبقرية

من بين ملايين الوثائق التي يمتلكها الأرشيف الوطني التابع للحكومة البريطانية يوجد ملف رفيع يُعرَف باسم «سي أو ٢ / ٢٠». هذا الملف ليس موضع طلب كبير. ففي نهاية الأمر، هذه المحفوظات تحوي أوراقًا تُغطِّي ألف سنة من التاريخ البريطاني، ومعظم زائري غرف الاطلاع الفسيحة في منطقة كيو يأتون بحثًا عن كنوزٍ أوضحَ مثل «كتاب ونشيستر»، أو وصية شكسبير، أو الملفات التي جرت إتاحتها حديثًا عن خونة وجواسيس الحرب الباردة. ومع ذلك كل بضعة أعوام سيطلب شخصٌ ما ملف وزارة المستعمرات ٢ / ٢٠، وستُسَلَّم رسالة إلى بلدة تشيشير التابعة لوينسفورد، المحفوظ فيها الملف في منشأة تخزين في أعماق أضخم منجم ملح في بريطانيا. هناك، سيُقْدِم موظفٌ على الدخول في الظلام الممل، ويلتقط الملف من وسط أكثر من اثنين وعشرين ميلًا من الرفوف الممنوحة للأرشيف الوطني، ويرسله جنوبًا.

الصندوق الذي يصل بعد أيام إلى غرفة المطالعة مصنوع من ورق مقوَّى سميك وملفوف بشريط قطني أبيض. بداخله حزمة من مائة أو نحو ذلك من الاتصالات المكتوبة؛ مخطوطات، حسبما يمكننا أن نَصِفها، مرسلة من القنصل البريطاني في طرابلس إلى لندن في منتصف العقد الثالث من القرن التاسع عشر. تُلقي كل ورقة من الأوراق البالية، التي سافرت مسافات بعيدة، ضوءًا على ركن صغير من الزمان والمكان، ولبعضها صلة خاصة بحكايتنا. تلك هي الرسائل الأخيرة لمستكشِفٍ مغمور، هو ألكسندر جوردون لينج، وتغطي فترة حمْلته لاكتشاف «عاصمة وسط أفريقيا النائية الشهيرة»، بحسب وصفه لمدينة تمبكتو.

كان مقدرًا للينج، الذي كان ميجورًا بالجيش طويل السوالف من أدنبرة، أن يصبح أول مستكشِف أوروبي يصل إلى هذا المكان البعيد المنال. في عشرينيات القرن التاسع عشر، هيمنت تمبكتو على أفكار أوروبا مثلما شَكَّل يومًا ما تصورها عن إلدورادو مفهومَها للأمريكتين. كان يُعتقَد أن تمبكتو تحكم منطقة غنية جنوب الصحراء الكبرى تُسمى «السودان»، حسب التسمية العربية «بلاد السودان» (أرض السود). كانت الشائعات عن وجود المدينة قد سرت في أوروبا لمئات السنين، وذاع صيت ثرائها منذ القرن الرابع عشر على الأقل. مثلما قيل على أرض زيبانجو التي بلغها ماركو بولو إنها أرض كان قصر الملك فيها مسقوفًا بمعدِن نفيس، قيل أيضًا على منازل تمبكتو إنها كانت مغطاةً بالذهب. كان عشرات الرحالة قد أُرسِلوا للعثور عليها، لكن كل محاولة كانت تبوء إما بالموت أو بالفشل.

في عام ١٨٢٦، جاء دور الميجور لينج. كان لينج بريطانيًّا من نوع خاص، إذ كان نتاجًا لذلك الزمن ما بين معركة ووترلو و«هجوم اللواء الخفيف» عندما كان العسكريون يسعَون إلى الموت أو المجد، أو إلى مزيجٍ من الاثنين. بملامحه الوسيمة واستغراقه في ذاته، كان يمكن له أن يكون ممن تظهر صورهم على أغلفة مجلة «فانيتي فير». كتب يقول: «سوف أفعل أكثر مما فعل أي أحد من قبل، وسأثبت أنني مثلما اعتبرت نفسي دومًا رجل ذو إقدام وعبقرية.»

لم يتفق الجميع مع لينج في تقييمه غير المتواضع لقدراته. بينما كان متمركزًا في سيراليون في عام ١٨٢٤، كتب قائده لوزير الحرب والمستعمرات يقول إن «إنجازات لينج العسكرية كانت أسوأ [حتى] من شِعره.» لكن يبدو أن هذا الهجاء اللاذع كان قليل الأثر؛ ففي ذلك العام عُيِّن لينج قائدًا لبعثة بريطانية جديدة لتحديد مكان المدينة التي كان يُعتقَد أنه كان مقدرًا له أن يعثر عليها. كان من شأن أن يصبح أول مَن يصل إلى تمبكتو أن يمنحه أكثر ما كان يصبو إليه في العالم، كما أوضح في قصيدة:

إن ذلك هو ما يهفو إليه قلبي،
أن أرتقي درجات الشهرة الشاقة،
أن أنال نصيبي من التمجيد الذي يسبغه العدل،
وأن أمنح نفسي اسمًا خالدًا.

انطلق لينج من طرابلس في صيف عام ١٨٢٥، ممتطيًا جمله عبْر حرارة الصحراء الكبرى البالغة ١٢٠ درجة. كانت الأرض في هذا الوقت من العام قاحلة جدًّا حتى إن جِماله صارت نحيفة كهيكل عظمي. أما دليله الذي كان ذا شخصية معتدلة وودودة على الساحل، فأصبح أكثر جشعًا كلما ارتحلوا جنوبًا، وفي تنزروفت، وهو سهلٌ ملتهب الحرارة في مساحة كاليفورنيا، يبدو أنه خان لينج وأسلمه لمجموعة من الطوارق. أحاط رجالٌ مدججون بالسلاح بخيمة المستكشف في الليل، وأطلقوا عليه النار، واخترقوا خيمته قبل أن يتركوه ظانين أنه فارق الحياة. تُعَد رواية لينج عن الإصابات التي لحقت به في هذا الهجوم واحدةً من أبرز الآثار في ملف وزارة المستعمرات. فقد كُتِبَت في العاشر من مايو من عام ١٨٢٦، من معسكر صحراوي على بُعد مائتي ميل شمال تمبكتو. حتى هذه المرحلة، كانت رسائله مكتوبة بخط منمَّق مزخرف مائل. أما هذه الرسالة، المبقعة حاليًّا بالعفن الفطري، والتي طبقاتها المطوية مسودة بتراب الصحراء الكبرى، فعبارة عن شخبطةٍ لأعلى ولأسفل بغير نظام، ومكتوبة، كما أوضح، بيده اليسرى.

كتب يقول: «عزيزي القنصل، أرسل إليك رسالة قصيرة فقط، بواسطة وسيلة إرسال غير مضمونة، لأحيطك علمًا بأنني أتعافى من … جروح بالغة تفوق بكثير أي حسابات كان يمكن لأي توقعات متفائلة أن تتوقَّعها.» تفصيل الواقعة عبارة عن حكاية مفاجئة من «الحرب والخيانة الدنيئة»، لكن لا بد من الاحتفاظ بها لوقتٍ آخر. أما الآن، فسوف يحيط القنصل علمًا بعدد وطبيعة الجروح التي أصيب بها في الهجوم:

بدايةً من الأعلى، لديَّ خمسة جروح بسيفٍ قاطع على قمة الرأس، وثلاثة على الصدغ الأيسر، وانفصل كثير من العظم من كل الكسور الناتجة عنها، وواحد على خدي الأيسر كسر عظمة الفك وقَسَم الأذن، مُشَكِّلًا جرحًا قبيح المنظر، وواحد على الصدغ الأيمن، وجرح غائر مريع في خلفية العنق، خَدَش القصبة الهوائية خدشًا بسيطًا.

كانت لديه طلقة بندقية في الورك، اخترقت جسده، وخدشت أثناء مرورها عموده الفقري. وكان لديه أيضًا خمسة جروح بسيف قاطع في ذراعه ويده اليمنى، وهي «غائرة بعمق ثلاثة أرباع طولها»، وقد اخترقت عظام الرسغ. وكان لديه ثلاثة جروح في ذراعه اليسرى، التي كُسرت، وجرح بسيط في رجله اليمنى، واثنان، منهما «جرح غائر مريع»، في رجله اليسرى، فضلًا عن الضربة التي تلقاها في أصابع اليد التي يستخدمها للكتابة.

مدققًا في حصيلة الخسائر هذه، كما لا بد أن القنصل الجزع قد فعل عندما وصلت الرسالة طرابلس بعد ستة أشهر، سيبحث القارئ عن مؤشرات على التراجع. من المؤكد أن لينج كان يخطط للعودة من أسرع طريق ممكن، ما إن تسمح حالته بذلك، مبتكرًا طريقةً لتجنب قطَّاع الطرق في طريق عودته. لم يكن الأمر كذلك على الإطلاق. إن جاذبية تمبكتو، الواقعة وراء الأفق، والتي لم تكن قد وقعت عليها عين أوروبية بعدُ، كانت جاذبيةً شديدةً للغاية. إنه لن يجلب على نفسه العار بالاستسلام الآن. قال للقنصل إنه «بخير» رغم جروحه. وأضاف أنه ما زال يأمل في أن يعود إلى إنجلترا ومعه «الكثير من المعلومات الجغرافية المهمة.» لقد اكتشف أمورًا كثيرة لا بد من تصحيحها على خريطة أفريقيا، وكان يتضرع إلى الرب أن يمنحه الوقت لينهي مهمته.

بعد شهرين تقريبًا، كتب لينج مجددًا. لقد أصبح موقفه أسوأ. لقد أصاب المعسكر «داءٌ مروع» أشبه بحمى صفراء أودت بحياة نصف مَن فيه، وفيهم آخر مَن بقي من خَدَمه. وأبلغ القنصل بتعاسة: «أنا الآن العضو الوحيد الباقي على قيد الحياة من أعضاء البعثة.» وأضاف: «إن وضعي ليس طيبًا على الإطلاق.» ومع ذلك، فإن حس المصير لديه الذي ينقله قوي جدًّا:

إنني مدرك تمام الإدراك أنني إن لم تطأها قدمي، فإن العالم سيظل جاهلًا بها [تمبكتو] … كما أنني لا أبدي أي تأكيد مزهو باطل حين أقول إنه لن تطأها قدم مسيحية بعدي.

حقَّق لينج طموحه الكبير بعد ذلك بستة أسابيع، بدخوله تمبكتو في الثالث عشر من شهر أغسطس من عام ١٨٢٦. ثم حدث أمر غريب جدًّا؛ لم يرد منه أي أخبار.

لمدة خمسة أسابيع لم يرسل كلمة واحدة عن وصوله إلى القنصل. لم يكتب مجددًا إلا في الحادي والعشرين من سبتمبر، ثم لم يَزِد طول رسالته عن خمسمائة كلمة. كان لا يزال يمسك بالقلم في يده اليسرى، وخطه الآن متشنج ومتوتر. أخبر القنصل بأن حياته مهددة، وأنه يتعجل المغادرة:

ليس لديَّ وقتٌ لأقدم لك روايتي عن مشاهداتي في تمبكتو، لكنني سأذكر بإيجازٍ أنه من كل ناحية عدا الحجم (الذي لا يتعدى محيط أربعة أميال) أنها قد أوفت بتوقعاتي بالكامل … لقد كنت مشغولًا أثناء إقامتي، أفتِّش في السجلات الموجودة في المدينة، وهي وفيرة، وأتحصل منها على معلومات من كل نوع، ولن يكون مرضيًا بأي درجة مقبولة أن أقول إن مثابرتي قد أُجزيت بسخاء.

في اليوم التالي لكتابته لهذه الرسالة، غادر لينج تمبكتو وخرج من سجلات التاريخ. بعث القنصل بالرسالة الأخيرة إلى لندن مع مذكرة تمهيدية تزعم تحقيق انتصار من نوعٍ ما؛ إذ كانت «أول رسالة على الإطلاق تُكتَب من ذلك المكان على يد رجل مسيحي»، ولكن من ناحية تقديم معلومات عن هدف عظيم للجغرافيا الأوروبية، كانت رحلة لينج الاستكشافية فاشلة. لو أن تمبكتو كانت قد أوفت بتوقعاته «بالكامل»، فأين هي التفاصيل؟ الأمر الأكثر مدعاةً للحيرة كان تأكيد لينج بأنه كانت توجد «سجلات وفيرة في المدينة»، والتي تحصَّل منها على «معلومات من كل نوع.» ما نوع السجلات الذي يمكن أن يسترعي انتباه رجل عسكري؟ وكيف تكون ذات نفع للحكومة البريطانية؟

•••

بعد قرنين تقريبًا، من الجلي أن «السجلات الموجودة في المدينة» كانت كثيرة، وكان معظمها من النصوص العربية المعروفة حاليًّا إجمالًا باسم «مخطوطات تمبكتو». تتسم مخطوطات المدينة، التي يبدو أن لينج كان أول أوروبي تقع عيناه عليها، بأنها كثيرة العدد لدرجة أنه لا أحد يعرف بالضبط عددها، وإن كان يُعتقد أن عددها يبلغ عشرات أو حتى مئات الآلاف. وهي تحتوي على بعضٍ من أقيم المصادر المكتوبة لما يُطلَق عليه العصر الذهبي لتمبكتو في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، وإمبراطورية سونجاي التي كانت المدينة جزءًا منها. اعتبر الخبراء تلك المخطوطات المكافئ الأفريقي لمخطوطات البحر الميت أو للوثائق الأنجلوساكسونية، والتي تُعدُّ بمنزلة دليلٍ على تاريخ القارة المكتوب النابض بالحياة.

في عام ٢٠١٢ بدا أن ذلك التاريخ معرَّض للتهديد. فبعد انقلابٍ في جنوب مالي، سيطر على تمبكتو مقاتلو تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. بدأ الجهاديون يهدمون أضرحة أولياء المدينة الصوفيين التي يبلغ عمرها عدة قرون هدْمًا منهجيًّا. وفي الثامن والعشرين من يناير من عام ٢٠١٣، أعلن عمدة تمبكتو للعالم أن كل مخطوطات المدينة القديمة قد أُحرِقَت هي الأخرى.

أتذكَّر صباح ذلك اليوم جيدًا. كنت في ذلك الوقت أعمل محرر أخبار دولية في صحيفة «ذا جارديان»، وكان لمالي وقع خاص عندي. فقبل ذلك بسنوات كثيرة، وأنا في الثامنة عشرة من عمري، فكَّرت في السفر بالسيارة عبر الصحراء الكبرى. ادخرت المال، واشتريت سيارة لاند روفر قديمة، وانطلقت من يوركشاير مع صديقٍ لي، مسافرًا عبْر المغرب والجزائر إلى مالي، التي وصلتُ إليها في ربيع عام ١٩٨٧. كانت مدينة عقلحق الصحراوية هي علامة نهاية رحلة العبور، أي، بمنزلة ذروة رحلتنا، وما إن وصلنا إلى هناك حتى تكوَّنت لدينا فكرة جديدة. ماذا لو قايضنا السيارة المتهالكة بثلاثة جمال أو أربعة وركبناها إلى تمبكتو؟ وهذه هي القصة التي سنرويها! عثرنا على بائعٍ وتفاوضنا معه طيلة أسبوع، ولكن بما أنه لم يستطع إلا أن يقدم إلا جملًا واحدًا صغيرًا، تخلينا عن الخطة وتابعنا المضي جنوبًا. بِعت السيارة في جاو، عاصمة سونجاي القديمة، وسافرت إلى بوركينا فاسو وكوت ديفوار ثم سافرت عائدًا إلى الوطن. لم أكن قد وصلت إلى تمبكتو، لكنني أُغرِمت بحب فكرة السفر عبر الصحراء. عُدت إلى الصحراء الكبرى في عام ١٩٨٩ بسيارة مختلفة، ولكنها لم تكن موثوق فيها بما يكفي للمخاطرة بقيادتها إلى مالي. مرةً أخرى، ظلت مدينة الثلاثمائة والثلاثة والثلاثين وليًّا بعيدةَ المنال على نحو مشوق.

في يوليو من عام ٢٠١٢، شاهدت، بغضب وحزن، المَشاهد المصورة للجهاديين وهم يهدمون آثار تمبكتو. في يناير من العام التالي، عندما قيل لمراسلنا إن الثوار قد أحرقوا النصوص التاريخية للمدينة، كنَّا سباقين إلى نشر الخبر على الطبعة الإلكترونية على الإنترنت لصحيفة «ذا جارديان». بعدها بأيام، أصبح واضحًا أن المخطوطات لم تكن مع ذلك قد أُتلِفَت؛ في حقيقة الأمر، كانت قد هُرِّبَت إلى بر الأمان على يد رجال مكتبات المدينة. أصبحتُ شغوفًا بتفاصيل هذه العملية. بدا لي أنها تكرار لحبكة لرواية روبرت كرايتون الهزلية «سر سانتا فيتوريا»، التي ينقذ فيها سكان بلدة توسكان الصغيرة مليون زجاجة من الخمر من النازيين الذين كانوا ينهبون البلدة. غير أن الأمر كان أفضل من ذلك بكثير؛ فالكنز في تمبكتو كان أكثر أهميةً للغاية؛ والأكثر من ذلك، أن عملية الإجلاء هذه كانت حقيقية. استقلت من عملي، مصمِّمًا على أن أحوِّل هذه القصة إلى كتاب.

ذكر بروس تشاتوين ذات مرة أن هناك مدينتين تحملان اسم تمبكتو. إحداهما هي المكان الحقيقي، مدينة مُنهَكَة تعبرها القوافل حيث ينعطف نهر النيجر نحو الصحراء الكبرى. أما الأخرى فأروع بكثير، وهي مدينة أسطورية في أرضٍ خيالية، تمبكتو التي في الأذهان. خططت أن أقدِّم عرضًا لمدينتَي تمبكتو هاتين باتباع مسارين بالتناوب: مسار نضال الغرب لعدة قرون للعثور على المدينة، وغزوها، وفهمها؛ ومسار المحاولة المعاصرة لإنقاذ مخطوطاتها وتاريخها من التدمير. سيستكشف السرد الأول دور الأسطورة في تشكيل رؤيتنا لتمبكتو؛ أما الثاني فسيروي حكاية الاحتلال والإجلاء.

ما لم أفهمه حينئذٍ كان كم تعكس بشدة هاتان القصتان بعضهما بعضًا.

تشارلي إنجليش
لندن، ٢٠١٧

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤