الفصل الأول

(عين ذات الأصاد في يمين المسرح، وقد حفت بالنخيل وفي اليسار مضارب بني عبس، وأظهرها خيمة مالك الحمراء التي يبدو جزء منها حوله ومن ورائه فضاء. وفي جبهة المسرح ربوة عالية وكثبان من الرمال تستوي بالأرض من ناحية اليمين. الوقت في مطلع الشمس وقد وقف عنترة أمام الخيام باديا عليه النصب والكلال. يُسْمَعُ نباح كلاب من وراء الخيام.)

المنظر الأول

المشهد الأول

عنترة :
سَلي الصبْحَ عنِّي كيف يا عبلَ أُصبحُ
وأينَ يَراني نجْمُهُ حين يَلْمَحُ
أفي خَيْمتي كالناس أم في بُيوتكم
أَبُثُّ الخيامَ الشوْقَ وهْو مبرِّحُ
أُقبِّلُ أَطنابَ البيوت وَرُبما
تلفَّتُّ عن مُنْهلَّة الدمع تَسْفَحُ
أرى بوقُوفي في ديارك راحةً
كما يستريح ابْنُ السبيل المُطَرَّحُ
أبوك غريرُ القلب لم يعرف الهَوى
ولم يَدْر ما يأسُو القلوبَ ويَجْرَحُ
يَخفُّ لواشٍ يشرَح الزور سمعُه
وفي أُذْنه وقرٌ إِذا جئتُ أَشْرَحُ
أرى الغيدَ من حوْلي وفيهنَّ سَلوةٌ
فما لي أردُّ القلبَ عنك فيجمَحُ
فما سرني منهنَّ ما كان يُشْتَهى
ولا رَاقَ لي منهن ما كان يُملحُ
أَحيدُ عن الساري لكيلا يَريبُكم
وأُقْصي كلابَ الحيِّ عني فتَنبح
فيا عبْلَ قد طالَ التنائي وظلُّهُ
متى بتدانينا الحوادثُ تسمحُ؟

(يصعد الربوة من اليمين)

يا ليت حُبَّك عبلَ لي
حبُّ القطَاة لشكْلها
أو حُب قُبَّرَة الصَّفا
لأليفها ولخلِّها
أو مثلُ حُبِّ نجيبَة
مجنونة في فَحْلها
ليتَ افتنانَك لم يكن
بشجاعتي وبفَضْلها
أوْ ليتَ حبَّك لم يكن
لقصائدي ولنُبلها

(يهيئ لنفسه مضجعًا وراء نخلتين على الربوة يحجبانه عن سائر المسرح جهد المستطاع، ثم يرقد ويعلو نباح الكلاب وثغاء الشاة وصياح الديكة ويمر به فَتيان سائِرَين على الربوة وقادمين من ناحية الخيام.)

المشهد الثاني

أحد الفتيين :
ما ذاك؟ مَنْ؟ قفُوا، انظرُوا
جُلْمودُ صخرٍ أم جَسَدْ؟
الآخر :
هذا الفتى عنترَةٌ
كُلُّ الثرى له وُسُدْ
قد التوى كالأُفعُوا
نِ وتمطَّى كالأَسد

(يهبط الفتيان الربوة ويختفيان ناحية اليمين وراء النخيل ويُسْمَع صوتُ هاتف من وراء الخيام.)

المشهد الثالث

الهاتف :
الديكُ عند البيوت صاحا
يا حيَّ عبْس عموا صَبَاحَا
حيَّ هلاَ يا رُعاةُ هُبُّوا
هاتوا المواشي خُذُوا البطَاحا
هَلْمُمْنَ يا راعيات عَبْس
الرَّعْيَ والحلْبَ والفلاَحا

(تخرج صبية وجَوارٍ من كل ناحية في الحي مارين بالخيمة الحمراء ومتجهين إلى الحظائر وراء النخيل بينما يجلس جماعة من الجواري على حفافي العين يملأن الجرار ومن بينهن ناجية، ثم تخرج عبلة من الخيمة الحمراء وتقف أمام بابها تتمطى وتتثاءب.)

المشهد الرابع

عبلة :
وادي الصفا تجاوبتْ
وَزَقْزَقَتْ عصافرُهُ
وانتبهتْ خيامه
واستيقَظَتْ حظائرُهْ
صاحَتْ هناك شاؤهُ
وهاهنا أَباعره
أوَّلُهُ في لُجَّة الـ
ـفجر جَرَى وآخره
نباتُهُ وماؤُهُ
وظلْفُهُ وحافره
فتاة (تتغنى) :
جئن الصفا يا عَذَارى
واملأْنَ منه الجِرارا
الأخريات (متغنيات) :
جئن الصفا……………..
……………………
الأولى وحدها :
ماءٌ من الفجْر أَصْفَى
فَرِدْنَ صفًّا فصفَّا
واقعدْنَ فاضربْنَ دُفّا
وقمنَ فاضربْنَ طارَا
الأخريات :
جئْن الصفا يا عذارَى
واملأْنَ منه الجرارا
الأولى :
تلك دُموع الغَوادي
جُمِّعْنَ من كلِّ واد
في عين ذات الأصاد
ثم انفَجَرْنَ انفجارا
الأخريات :
جئن الصفا يا عذارى
واملأن منْهُ الجرارَا
الأولى :
رِدْنَ القَرَاحَ الزُّلالا
ردْنَ الرَّحيقَ الحلاَلا
فما سقَى منذُ سالا
كمثل عبْس ديارا
الأخريات :
جئن الصفا يا عذارى
واملأن منْهُ الجرارَا

(تدخل عبلة خيمتها ويمر صخر أمام الخيام متهاديًا واقفًا في المسرح هنا وهناك بين الحين والحين.)

المشهد الخامس

إحدى الفتيات :
ناجيةُ اسمعي انظري
مَن الفتى يا ناجيهْ؟
ذَاك الفَتى المُهَنْدَمُ الـ
ـحُلْوُ الرقيقُ الحاشيهْ
ناجية :
كيفَ أَلم تريه قبْـ
ـلَ هذه في الناحيه؟
الفتاة :
لله ما أَظرَفَهُ
ناجية :
أحببته يا غاويَهْ
خَلِّيه فهْو مغْرَمٌ
صَبٌّ بأخرى ساليهْ
الفتاة :
مَن الفَتى؟
ناجية :
من عامر
أبوهُ موفورُ النِّعَمْ
يقال في حظاره
ألفان من حمر النّعَمْ
الفتاة :
يحبُّ مَنْ؟ يعبد منْ؟
يا ليتني كنتُ الصنم
ناجية :
إن التي هامَ بها
بغير عبدٍ لم تهم
الفتاة :
عبلةُ؟
ناجية :
لِمْ لا؟ إنها اليـ
ـوْمَ حديثٌ للأُمَمْ
صيَّرها عنترة
نارًا على رأس علَمْ

(تظهر عبلة على باب الخباء)

المشهد السادس

ناجية :
خيمتك الحمراءُ يا
عبلَ لعمْري فاخره
تصلُحُ أن يَسكنُها
عقائلُ المناذره
فتاة :
مُتِّعْت يا أُخْتُ بها
ولا تَزالُ عامره
وعاشَ أهلوك وعاش مالكٌ
وعشت في بيتك يا عبلَ المدى
معْ رَجُل كأنه ليْثُ الوغَى
صخر :
بل رَجُل كأنه بدْر الدُّجَى
عبلة :
بدرُ الدجى؟ لا، ليس ذاك بُغْيتي
نحْنُ الغواني حسبُنا بدرُ السما
إن كان في الأسمار بات عنْدنَا
أو في الكَرَى على المضاجع انحنى
البدْرُ في بيض لياليه معي
صخر :
ماذا تريدينَ إذنْ؟
عبلة :
لَيثَ الشّرَى
أريدُ أَجلادًا شديدةَ القُوَى
وساعدًا خشْنًا كجُلمود الصفا
صخر :
وسِحْنَةً كأنما قد قُلِّبَتْ
على هَباب القِدر وجهًا وقفَا
عبلة :
تريدُ أن تسخَرَ من عنترة؟
بيِّن، كفَى يا صخرُ تعريضًا كفى
إن كنت كالفتيانِ فامْض لاقهِ
صخر :
أنا أُلاقيه؟ أمجنونٌ أنا؟
لِم لا تقولينَ الق حَيَّةَ الصَّفا
أو أسد الصحراءِ أو ذئبَ الفلا
عبلة :
خَلِّك منه صخْرُ لا تَقْتَس به
لا تتَّزن صخر بفارس الوغَى
صخْر :
الحقُّ أني يا بنـ
ـاتَ عبْس خانني الصَّبِرْ
سئمتُ من عنترة
ومن ثنائه العَطِرْ
ومن حديث بأسه
ومن نُعوته الأُخَرْ
وفتنة البَدوِ به
وشأنه بين الحَضر
أكل ذئب رِيُّهُ
وشَبْعُه من البشَرْ
وكلُّ ليث فاتك
وكل حَيَّة ذكَر
وكل سيْل لم يدْع
وكل ريح لم تَذَرْ
عند الرجال والنسا
ءِ كائنٌ له خَطَرْ؟
عبلة :
خَلَّينَ صخْرًا دَعْنه
قد قتَلَ الفتى الحسدْ
اسمْعنَ شاةَ عامرٍ
ماذا تقولُ في الأسد
صخر :
شَاةٌ أنا يا بناتِ عبْسٍ
احسبْنَني الشاةَ ما يضرُّ؟
في الشاة والله كُلُّ خيرٍ
وليس فيها أذًى وشرُّ
مزاجُهَا هادئٌ لطيفٌ
وشكلها رائقٌ يَسُرُّ

(عبلة ضاحكة)

اضْحكْنَ يا بناتْ
العامري شاةْ

(ثم إلى صخر)

بُسْبُسْ تعالَىْ بُسْبُسِ
أخرى :
هُس شاةَ عامرِ هُسي
خُذي كُلي من تُرْمُسي
صخر :
شهِد اللهُ قد أسأْتُن فهما
عبلة :
نحنُ بل أنتَ قد أسأت مَقَالا
صخر :
ما الذي قلت؟
عبلة :
قلتَ ما قيمةُ البأ
س وصغَّرتَ عندنا الأبطالا
صخر :
إنما قلتُ تأخذُ الذئبةُ الذئـ
ـب وتُعْطَى اللبؤةُ الرئبالا
وابْنةُ الناس لابنهمْ فقديمًا
سخَّر الله للنِّساءِ الرِّجالا
عبلة :
لا تريد الرجالَ يا صخْرُ إلا
جُبناء أذلَّةً أنذَالا
صخر :
بل أريدُ الحياةَ خيرًا وسلْما
ليس شرًّا سبيلُها وقتالا
أريدُ الجمال لهذا الجمال
وأبغي الشبَابَ لهذا الشبابْ
ويَحزُنني أن تُزفَّ الظباءُ
إلى أُسُد الغاب أو للذئابْ
وأن تُحمَلَ امرأةٌ كالشعاع
عَرُوسًا إلى رجل كالهَبَاب
وفي البيد كل فتى كالسِّراج
إذا أظلَم الليلُ أو كالشِّهاب
عبلة :
جميلٌ وليس بحامي البيوت
ولا مانعًا من يدٍ ما لَهُ
إذا ما عوى الكَلْبُ ضَلَّ السلاح
وبلَّ من الخوف سروالَه
يجودُ بزوجته للمُغير
ويرمي إلى الذئب أطفالَه
صخر :
ومَنْ تعنينَ يا عبلَ؟
عبلة :
وَمَنْ يا صَخْرُ مَنْ تعْني؟
لقد أسرَفْتَ في التعريض
بالليث وفي الطَّعْن

(تسمع ضجة وأصوات استغاثة من ناحية الخيام)

عبلة :
ويحَ جيراني وويحْ
صرخاتٌ وصفيرُ
وعلى الخيمات أشْـ
ـباحٌ وأقدَامٌ تدورُ
أتُرى قد نزل اللـ
ـصّ بعبْسٍ والمغيرُ؟
صخر :
الحياةَ الحَياه
النجاةَ النجاه
الفَرارَ الفَرارْ
القفارَ القفار

(يفر الجمع من هنا ومن هناك وتبقى عبلة وحدها فتخرج إليها من الخيمة الخادم سعاد.)

المشهد السابع

سعاد :
سيدتي هَيّا اهرُبي
جَمْعُ الشياطين اقترَبْ
عبلة :
أهرُبُ؟! لا، ما في طبـ
ـاع العربيات الهَربْ
نحن ثنْتَان يا سُـ
ـعادُ تعاليْ بجانبي
بل قفي حيْثُ أنت في
طرف الباب راقبي
سعاد :
وَمَعي
عبلة :
ما الذي حَمَلْت؟
سعاد (وتظهر خنجرها) :
خليلي وصَاحبي

(تدخل عبلة الخيمة ويسمع صوتها من الداخل وترى من بالباب)

عبلة :
خنجرٌ مثلُ خنْجري
جرِّديه تأهّبي
خنجَري أين خنجَري اليومَ مني
هُوَ ذا خنجري تعالَ أعِنِّي
حُطْ عفافي وحامِ عن قُدُس العُزَّى
ورُدَّ اللصوصَ عنها وعَنِّي

(تتجه عبلة إلى الصنم بداخل الخيمة)

عُزَّايَ قَوِّي يميني
عُزَّايَ لا تخذُليني
أبي تأخَّر عني
وإخْوَتي تَرَكوني
وأين عنترةُ اليومَ
أين حامي العَرين؟
لوْ كانَ في أرض عبسٍ
لجرَّد السيف دوني
عُزَّايَ معبودَ ثَقيفَ
وإلهَةَ العَرَبْ
إن اللصوص طَمعوا
فيما عليك من ذهَبْ
لن يسلُبوك شَعْرَةً
وفيَّ عرْقٌ يَضطربْ

(تخرج عبلة)

كم الرجَالُ؟ هلمِّي
قُومي انظري يا سعَادُ

(تدور سعاد حول الخباء في حذر ثم تعود)

سعاد :
سيدتي لا تُراعي
حول الخباء ثَلاثَهْ
وجوههُمْ كالحاتٌ
وبالثياب رثَاثَهْ

المشهد الثامن

(يظهر أحد اللصوص فتختفي الفتاتان وراء باب الخباء حتى إذا حاذى الباب طعنته عبلة في ظهره.)

عبلة (هامسة) :
ذئْبٌ؟ تعالَ خذ، مُتْ
قتلتُهُ بضربةْ

المشهد التاسع

«يظهر لص آخر فتطعنه سعاد»

سعاد (هامسة) :
وأنتَ أيضًا يا شَقي
خُذْ امض مُتْ به الحقِ
اللص (ممددًا على الأرض) :
آهِ من الخناجرْ
الأول :
شُلَّت يمينُ الغادرْ

(يظهر لصوص آخرون من هنا وهناك وراء الخباء)

المشهد العاشر

سعاد :
سيِّدَتي
عبلة :
سعادُ ماذا؟ ما الخَبر؟
سيِّدتي الآن نواجهُ الخطرْ
سربٌ من الذئاب نَحْونا انحدرْ
عبلة :
بل هو ذا سعاد في البيْت انفَجَرْ
قفي يا سعاد ناحيهْ
دُونك تلك الزاويَهْ
سعاد :
وأنت من وَرَائيَهْ
عبلة :
لا َبلْ مكاني هاهُنَا
فرَبَّةُ الدار أنا
سعاد لَلْمَنيَّهْ
أحلَى من الدنيَّهْ
ولا يزيدُ في العُمُرْ
شيءٌ إذا الموْتُ حَضَرْ
هيَّا ابنتي تَقَنَّعي
وناوليني برقُعي
وقاتلي الْجَمع مَعي
أحد اللصوص :
اللاتُ أكْبَر
ما ذاك؟
عبلة :
خَنْجَرْ

(تحاول أن تطعنه فيمسك بذراعها ويمسك لص آخر بذراعها الآخر، ويقبض لصان آخران على سعاد.)

اللص :
ما للمُبَرْقَعات والخَناجر
يحملْنها؟
عبلة :
لردع كلِّ فاجرْ
لص آخر :
تعَالَيْ أسفري ارْفَعي
ماذا وراءَ البرقُعِ؟
الآن تمضينَ مَعي

(يحمل بعض اللصوص عبلة وسعاد إلى ما وراء الستار من ناحية اليسار، فتسمع استغاثة عبلة من هناك بينما يبقى في المسرح سائر اللصوص.)

المشهد الحادي عشر

عبلة (مستصرخة) :
واعنْتَرَا واعنترا
ليتَك عندي فترى
حَلَّ الذئَابُ ساحتي
إليّ يا ليْثَ الشّرَى
أحد اللصوص :
الخيمةُ الحمرا
القبَّةُ الكبرى
هنا روائع التُّحَفْ
هنا نفائسُ الطُّرَفْ
هنا عصائبُ اليمنْ
ووشْيُها الغالي الثمنْ
سعاد، لَلْمَنيه
أحلى من الدنيهْ
آخر (ممسكا بخناق أخيه) :
بُشْرَايَ دعْ يا ابنَ الزنا
القرْطُ لي
آخر :
بلْ لي أنا
الأول :
السيفُ بينَنا حَكَمْ
الثاني (ويطعنه) :
خذها وما شئْت فَنَم
الثالث :
لا لك الْقُرْطُ ولا لَهْ

(ثم يطعن الثاني)

أعطنيه يا حُثَالهْ

(ضجة الغارة مستمرة من وراء الستار. يقدم من يسار الربوة المرتفع شداد ومالك فيهرب اللصوص ويعثر القادمان بعنترة وهو نائم.)

المشهد الثاني عشر

شداد :
أضَجْعَةً يا عبدُ والحيُّ سُبي
عنترة :
مَن المنادي؟ سيدي: صَوْتُ أبي
شداد :
ماذا يقولون غَدًا في العَرَب؟!

(يظهر من يمين الربوة بعض الهاربين)

المشهد الثالث عشر

أحد الهاربين :
أُبيحَت الحظارُ والخيامُ
واختُطفَت جروةُ يا هُمامُ
مالك :
وافَرسَا طارَ بها الطّغَامُ!
مالك (لعنترة) :
عنتر قم ردَّ عليَّ جَرْوَتي
عنترة (ببرود) :
سرْ أنتَ أنقذْها أو ابعثْ إخوَتي
وخلِّني أغنمْ لذيذَ غَفوتي

(ويرقد)

هارب آخر :
يا سَيِّد الماء
ليس لنا الماءُ
أُطردَت الإبلُ
وسيقَت الشَّاءُ
شداد :
يا ابن شَدَّاد
عنترة (بتهكم) :
ما أنا ابنًا لشدادَ
ولكن عبد يسُوم ويسْقي
لَسْتُ من عبْسَ لاَ، ولستُ لك ابنا
لونُ أمِّي أفاتني منك حَقّي
شداد :
قُمْ يا فتى عبس انهضْ
ذُد عن حريمي وعَنِّي
إذا رَدَدْتَ السبابا
فأنتَ عنترَةُ ابني
عنترة :
يا سيد الحيِّ قلْ لي
متى فطنْتَ لشأني
أَأَنْتَ ذا تدَّعيني
وكنتَ تبرَأُ مني؟
هارب ثالث :
يا سيد الوَادي
هَيَّا احمه هيّا
عبلَة…
عنترة (ناهضًا) :
ما الخطْبُ؟
الفتى :
سُلَّتْ من الحي
عنترة :
أنا كالليث ما الهزيمة في طبعي
وليس الفرار لي في جِبِلَّه
أنا حُرٌّ وإن أبَتْ عبْس والنا
س وآبائي السَّراة الأَجِلَّه
لا لحُريَّتي أموتُ ولكنْ
حبَّذا الموْتُ في سبيلك عَبْله

(يسمع صوت استغاثة من وراء الستار)

المستغيث :
عنترةَ البأس
ويا عزيزَ الجارْ
تلك نسا عبْس
حَلَّ عليها العارْ
عنترة :
لبَّيْكِ يا عبسُ
يا عبس لبيْكِ
عنترَةُ الرَّوْع
أمَّنَ سربَيْك

(يسمع صوت عبلة من بعيد ومن وراء الستار)

عبلة :
واعَنْتَرتَا واعنترتا
عنترة :
لبيْك عُبيْلَ الليثُ آتِي
عبلةُ يا عبلَ لا تُراعي
لبيك بالسَّيْف بالقنَاةِ
يا عبلة القلب لا تُراعي
لبيك بالرُّوح بالحياةِ
تأمَّلي غضبَتي تريْها
كغضبَةِ اللّيث للبَاةِ

(يظهر جماعة من اللصوص من ناحية الخيام يحملون أسلابًا. ويحاولون الهرب عن طريق العين حينما سمعوا صوت عنترة، فيهبط عنترة من الربوة ويقطع عليهم الطريق.)

المشهد الرابع عشر

عنترة :
يا سَرَقَهْ يا فسَقَهْ
الليْثُ جا
رُؤُوسكم نُفوسُكم
أو فالنَّجَا
خَلّوا الحُلي
دَعُوا الوُسُدْ
من يختلسْ
حَبْلَ مَسَدْ
فَوَيْلُهُ
من الأسَدْ

(يهجم عليهم)

كُونوا ذئابَ الفَلا
إني أنا القسوَرَهْ
أحد اللصوص :
عنْتَرة جاءكم
عنترَة عنتَرَهْ
عنترة :
رُدُّوا الحُرَمْ إلى الْخيم
سُوقُوا النَّعمْ إلى الحظارْ
هلمُّوا يا ذئابَ القَفرْ
لاقوا السيْلَ والنارا
هلمّوا جمعكم واجْرُوا
رياحًا أجر إعْصَارا
فهذا اليوْمُ في البيد
سيبقى بيننا ثَارَا
مَنْ يَتَّزنْ بالليث منْ؟
حَذَار من بطشي حذارْ
هاتُوا القَنا ألقُوا هنا
إني أنا سيْلٌ ونارْ
أحد اللصوص :
زمجرةٌ قسْورَةٌ
عنترَةٌ هَيُّوا الفَرارْ
آخر :
بل اهجُمُوا وأقدمُوا
لا تُحجموا فذاك عَارْ
أسيد :
مكانكم يا قومُ لا تفَرَّقُوا
كم ذا من العبد إلى كم نَفْرَقُ؟

(لعنترة)

هَلُمَّ عنترَ الْقَنِي
تُسْقَ الرَّدى أو تَسْقني
عنترة :
مَنِ الفتى؟
أسيد :
ابنُ حُرَّة!
عنترة :
عَرَّضْتَ يا أحمقُ بي
أنا ابنُ شدادَ فمنْ
أبوكَ؟ جئني بالأب
أسيد :
أبي معَانقُ الأسَلْ
سَلْ عن أبي مَنْ شئت سَلْ
عنترة :
شداد أعلَى وأجَلْ
أحد اللصوص :
صاحبكم وعنترَهْ
يا عجبًا هيُّوا نَرَه
أُسيْدُ شهمٌ
أسيدُ باسلْ
تعالَ ننظُرْ
كَيْف يُنَازل
ليْثَ الصحارَى
غولَ القبائل

(يطعن عنترة أسيد فيرديه ثم يجري إلى ما وراء الخيام باحثًا عن عبلة ووراءه مالك وشداد.)

المشهد الخامس عشر

لص :
أسيْدُ عشْ أنْتَ
أسيْدُ يَسْتَاهلْ
من يطفر النارَ
فليس بالعَاقل
آخر :
هذا القدَرْ
من يقْحَمُهْ
هذا الصخَرْ
مَنْ يصْدمه

(يفر اللصوص من اليمين ويدخل عنترة وعبلة من اليسار ووراءهما داحس وسعاد.)

المشهد السادس عشر

عنترة :
لبيك عبلةُ يا فداك حَياتي
نادي يُجبْك مُهَنَّدي وَقَناتي
لو رَنَّ صوتُك في جوانب حفْرَتي
لبَّاك من ثَبَج التراب رُفاتي
البيدُ تحت يدي وتَحْتَك ضيْعةٌ
أنا ليْثُ غابَتها وأنت لَباتي
رُوِّعْتِ بنت الْعَمِّ؟
عبلة :
ممَّ؟
عنترة :
ألم يَرُعْ
مرْأى البُزاة حَمامتي وقَطَاتي
عبلة :
مَرْأى البُزاة؟ تَرى اللصوصَ بَوازيا
همْ دون ذلك، هم حداءُ فلاةِ
جُبناءُ خطَّافونَ أكبرُ همِّهمْ
عكازُ شيخ أو حُلِيُّ فتاةِ
عنترة :
ماذا لقيتِ منَ اللصوص؟
عبلة :
بَل امض سَلْ

(تشير إلى قتيلين على باب الخباء)

هذيْن كيف تلَقَّيا طَعَناتي
أنا وابنتي هاتيكَ جَنْدَلْنَاهُما
عنترة :
حقٌّ سعادُ فعلْتِ
سعاد :
سَلْ مولاتي
عنترة :
أجَلْ أرى جثةً وأخرى
داحسُ ماذا تَرى؟
داحس :
دمَاء
عنترة :
أَأَنتما تَقتُلاَن؟
عبلة :
لِم لا؟!
عنترة :
مَنْ قلد الخنجرَ الظّبَاءَ؟
عبلة :
ذئابُ قفْر مَشَتْ إلينا
كوالحًا تُضْمرُ العدَاءَ
عنترة :
وأين كَان الرجَالُ؟
عبلة :
سلْهُمْ
عنترة :
وكيفَ لم يسمعوا النداءَ؟
عبلة :
لقد تلفَّتُّ لم أجدهم
ولم أجد حَوْليَ النساءَ
عنترة (ملتفتًا لداحس) :
دَاحسُ صِحْ وأَسمعِ
وناد عبلةٌ معي
وأنها سالمةٌ
وأنها لم تُرَعِ

(تدخل سعاد الخباء وينادي داحس من وراء الخيام)

المشهد السابع عشر

داحس :
يا عبسُ بُشْرى لكمُو
قد وُجِدَتْ أختُكمو
عنترةٌ حيالكُم
وعبلةٌ بينكُمو
عبلة :
عنترةٌ؟
عنترة :
عُبيلة
عبلة :
من
أينَ؟
عنترة :
من طول السُّرى
سَرَيْتُ أبغي الحيَّ ليـ
ـلي كُلَّه حتى دنا
وجئْتُ في مُنْبَلج الـ
ـصبح أسابقُ الضُّحَى
عسايَ أرعَى شاءَكُم
كعادتي فيمن رعَى
عبلة :
لا لسْتَ تَرْعى الشاءَ يا
عنتر بلْ تَرعَى الحمَى
وأين يا ابنَ العم كنـ
ـتَ لم تَزُرْنا من مَدَى
عنترة :
في عَالَم الدنيا وفي
وادي الحياة وفي شعابهْ
في البيد عبلةُ في عريـ
ـن الليث في سلطان غَابهْ
عبلة :
سعاد

(تخرج سعاد من الخباء ويعود داحس من وراء الخيام فيصعد الربوة ويختفي وراء النخيل.)

المشهد الثامن عشر

عبلة :
يا بنت اذهبي
جيئي بتمر ولبن

(تدخل سعاد الخباء)

المشهد التاسع عشر

عنترة :
أجل لي ثلاَثٌ ألبَسُ البيدَ حائرًا
كما يَلْبَسُ الليلَ الطويلَ سقيمُ
إذا قُمت من ذئبٍ عثرتُ بحيةٍ
طريقي منايا كلُّه وسموم
أهيمُ على وجهي وقلبي من الجوَى
على وجههِ بين الضُّلوع يهيم
ويهَدأُ إلا حين تهتزُّ بانةٌ
وَيُطْرِقُ إلا حين يشخَصُ ريم
أجيءُ حماكُم من نجوم بعيدة
وَتَرْجع بي من حيث جئتُ نجوم
ويُحزنني يا عبلَ أني أزوركم
فيصرفُ عَمّى الوجهَ وهْوَ كريم
يكاد يَسُلُّ السيفَ حين أجيئُه
ويوقد نارَ الطرْدِ حين أريمُ
فخاضَ الموالي في حديثي وأقبلَتْ
عليَّ من الوادي الظُّنُون تحومُ
وكم رامَ وُدّي في القبائل سيدٌ
وَوَدَّ مكاني في الديار زَعيم
ولو لم يكنْ يا عبلَ عمًّا ولا أبًا
لِعبَلة سِيمَ الخسفَ وهو كظيم
عبلة :
تسومُ أبي خَسفًا؟
عنترة :
معاذكِ عبلَتي
مَعاذَ الهوى إني إذن للئيمُ
ولكنَّ عمي جارَ
عبلة :
هَبْ لي ذنْبَه
وهبْني التي جارتْ أكنتَ تلوم؟
عنترة :
عُبيلةُ جوري واتركي عمّنا يَجُرْ
فإني على عهدِ الهوى لمقيمُ

(تخرج سعاد من الخباء حاملة قصعة فيها مجيع وهو طعام يصنعه العرب من التمر واللبن، فتضع القصعة على الأرض وتدخل من حيث خرجت.)

المشهد العشرون

عبلة :
عنترَ خذْ قاسمني المجيعا
عنترة :
هاتي فقد كدت أموتُ جوعًا

(يجلسان إلى قصعة المجيع فتتناول عبلة بضع بلحات تعطيها إلى عنترة.)

عنترة :
حَسْبي النَّوى عبلَ ما في التمر لي أرَبٌ
منايَ كلُّ نواة خالطتْ فاكِ
التمرُ أطيبُ ما فيه النواة إذا
مرَّتْ بثغرك أو مَسَّتْ ثناياك
لقد مررتُ بواد غير ذي شجرٍ
نَضْر وإن لم يُصبْه الغيث ضحاكِ
مُطيَّب نفحتْني منْه رائحةٌ
كالمسك يا عبلَ أو تعلو على ذاكِ
فقلتُ عبلةُ في الوادي مَشَتْ ورمتْ
على نواحيه من فيها بمسْواك
عبلة :
لقد أحسنتَ يا عنتَر
فاقبلْ منْ فمي التمرا
عنترة :
بروحي فوك يا عبلـ
ـةُ هاتي الشهدَ والخمرا
عبسُ اشهدوا عبلةُ قد
قامت تَزُقُّ عنتره
كما تزقُّ فَرْخَها
على الغصون القُبَّرَه
عبلَ
عبلة :
لبيك حاميَ الخيل
عنترة :
لا ما
أنا للخيل يا عبيْلةُ حَامْ
عبلة :
من إذن يُمسك النجيبةَ في السر
ج ويحمي النجيب خلْفَ اللجام؟
عنترة :
ألهذا أحبَبْتني؟
عبلة :
ولشأن
كضُحَى الشمس أو كبدْر التمام
كلَّ يوم يقالُ عنترةٌ أر
دى كميًّا وقَام عن ضرغام
عنترة :
لِم لا تعشقين عبْلَ جَوادي؟
لِم لا تعشقين عبلَ حُسَامي؟
أوَلَيْسا هما شريكيَّ في الفتك
وضرب الطُّلَى وحصْد الهام؟

(يظهر داحس على الربوة ثم يهبط منها حاملًا معه فراخ نسر وثلاثة أشبال.)

المشهد الحادي والعشرون

عبلة :
ما ذاك؟ ما تحملُ؟
ماذا عنترة؟
ما تلك عنتَر؟
عنترة (متناولًا أفراخ النسر من داحس) :
هَذي
يا عبلَ أفراخُ نسْرِ
اغْتَرَّ بي أبواها
وكنتُ بالشِّعْب أسْري
فظللَ الأبُّ صدري
وغطَّت الأم ظهري
ومسَّيَاني بكَرٍّ
على الجبال وفرّ
توَهَّمانيَ صيْدًا
يَهني الفراخَ ويمري
فلم أكنْ غيرَ يُتْم
لمُبتغي الصيد مُرِّ
عبلة :
مَاتَا؟
عنترة :
أجَلْ لقيا عبـلتي
جزاء التجرّي
مُحَطَّمَيْن بكفي
ممزَّقيْن بظُفري

(يدخل جماعة من الهاربين فتيانًا وفتيات من ناحية العين وبينهم صخر وناجية.)

المشهد الثاني والعشرون

صخر :
عبلةُ لم تُسْبَ
صوت :
عبلةُ في الحيّ
آخر :
عنترَةٌ ثُمَّ
لا خوفَ من شيّ
عبلة :
وما هذه الأخْرَى؟
عنترة :
شُبُولٌ ثلاثةٌ
تُربى هنا بين البيوت وَتُصْلَحُ
تَعرَّضَ لي ليثٌ يُدلُّ ببأسه
على جانبيه لبوة تتبجَّحُ
وقد ملأ البيداء رعدًا كأنما
بكل سبيل ذو رُعُود مُلَمِّحُ
مشيْتُ إليه فانْثَنى فطلبْتُهُ
فأقبَلَ تيَّاهَ الخُطا يترنحُّ
ظللْنا مليًّا أتقيه وَيَتَّقي
وَيُعْجمُ في قول الوعيد وَأُفْصحُ
فأغمدت سيفي في قرارة جوفه
أليس لسيفي ذلك الغمدُ يَصْلُحُ؟
إلى أن تعَايا في يدي فذبحْتُه
ومن ذا رأى الضّرْغام كالشاة يُذبح
وكم من كميٍّ في أعنّة سابح
تركتُ ورائي في الدم الحرّ يَسْبَحُ
عبلة :
وما صَنَعْتَ باللباة يا ابن عمّ؟
عنترة :
عَفَوْت عنها
عبلة :
ذاك والله الكرَمْ
عنترة :
اقتحمَتْني مرتين وانثنتْ
لم تَرَ من فائدة أن تقْتحم
أنثى ضعيفةُ القُوى تركتُها
إنَّ الإِناثَ عند أمثالي حُرَمْ
صخر :
شُبُولٌ تُرَبَّى في البيوت أغابةٌ
حماكُم؟ّ
عنترة :
ونحن الأسد في الغاب نَسْرَحُ
وما لَكَ يا هذا وعبْس ودُورها؟
وما أنْتَ؟ مَنْ هذا الفتى المُتَوَقِّح؟
صخر :
فَتًى زائرٌ من عامر من سَراتها
وما هو إلا معجَبٌ مُتَمَدِّحُ
عبلة :
جبانٌ ذليلٌ جاء عَبْسًا وماءها
يُعرّضُ للإفك العذارى وَيَفْضَحُ
فتاة :
فتى عامر في كُربة، أينَ عامرٌ؟
يكاد فتاها في السَّراويل يَسْلَحُ
ناجية :
أسأتَ به يا عنترَ الظنّ
عنترة :
ما أرى
وأسْمع؟ أنثى عنكَ يا فحل تنْضَح
صخر (همسًا) :
دَعينا دعيه لا تزيديه ثورَةً
ناجية :
تنحَّ إذن قد أوشك الكبشُ ينطَحُ

(ينصرف الجميع فلا يبقى إلا عبلة وعنترة)

عنترة :
يا عبل كم بيْدَاء جُبْتُ مَخُوفَة
قَذَفتْ إليّ بذئبها والضيغم
فلقيتُ كلَّ مغازل بسلاحه
وجعلْتُ أضربُ باليدين وبالْفَم
أخَّرت رُمْحي وادَّخرتُ مهنَّدي
وربطتُ سرجى للكميِّ المعْلَم
حتى تراءتْ ظبيةٌ فتملأتْ
مما رأتْ رُعبًا فلم تتقدم
لما رأتني والسباعُ تَنُوشُني
نفرتْ نفارَك من عيون الموسم
ريمٌ تلفَّتَ لم يَفُتك بجيده
وبمقلَتيْه وَفتِّه بالمعصم
فمنعتُها من كل ضار ثائر
وأبحتُها الوادي وقلْتُ لها اسْلَمي
يا ليتنا يا عبلَ عُصفورتَانْ
في غصن ضال أو على فرْعِ بانْ
في روضة غُفْل وراء الرُّبَا
لم يَسقها إلا الغوَادي يدانْ
على جَنَاحَيك جناحَيَّ وفي
فمي مكانَ الحَبِّ هذا الجُمانْ
عبلة :
لقد ودَدْتُ فوق ما
شئتَ لنا يا قَسْوَرَهْ
من عيشة وادعة
خاملة مُسَتَّرَهْ
لا بعُيون الناس أو
ألْسُنِهم مكدَّرَهْ
عنترة :
لو لم تهيمي عبلتي
بحملاتي المنكَرَهْ
وليس بي أنا ولا
بسحْنَتي المحْتَقرَهْ
لقلتِ إذا دعوتِني
يا قَمري يا سُكَّره!
عبلة :
هذا السوادُ يا ابن عـ
ـمي مثلُ صبغة السَّحَرْ
كالمسك والكُحْل هُمَا
في مفْرَقي وفي البصر
وما يَضُرُّكَ السوا
دُ يا ابن عمي ما يَضُرْ
الكعْبة الغراءُ من
أحسن ما فيها الحجَرْ
الْبَدْوُ في إجلاله
وفي وقاره الحضَر
عنترة :
ماذا ودَدْتِ يا عُبيـ
ـلَ يا حياةَ عنترهْ؟
عبلة :
ودَدتُ أنِّي صدفُ
وأنتَ فيه جوْهرَه
في زاخر لم يَدْرِ بعْدُ
الغائصونَ خَبَرَهْ
ومَوْضع لم يَسْمَع
الفُلْكُ به ولم يَرَهْ
عنترة :
بي أنت يا عبلةُ بي
لا بل بأمي وأبي
لا بل بعبْس بل بنجْـ
ـد بل بُمْلك العَربِ

(سـتار)

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤