من أناشيد الليل
         
         
         
            			كتب هلدرلين أناشيد الليل وهو على الحافة بين قمة نضجه
            وهاوية جنونه، حين بدأ يبحث لنفسه عن أسلوب شِعري جديد ولغة
            شِعريةٍ جديدة، ويتخلص من البحور والأوزان الكلاسيكية التي
            تعلَّمها من ألكايوس وهوراس وغيرهما. وهي في جملتها قصائد ذات
            عنوانٍ غامضٍ غريب، تكتسب فيها الآلهة والأبطال معاني وأبعادًا
            جديدة، وتزدحم بالصور الغريبة التي تأثرت بانطباعاته الحية في
            رحلته إلى الجنوب الدافئ، كما تزدحم بأبطالٍ تحتاج الآلهة
            إليهم (لأن الآلهة — كما يقول في قصيدته الطويلة عن نهر الراين
            — لا تشعر من نفسها بشيء، ولهذا فهي في حاجة لمَن يشاركها
            الشعور ويغني باسمها …) وهكذا نجد سقراط بجانب المسيح،
            وديونيزيوس بجانب روسو. وتصل الألوهية إلى الوعي بنفسها من
            خلال البطل والشاعر، ولكن هذين يعرفان فداحة الثمن الذي لا بد
            أن يؤدياه في سبيل ذلك. وقد دفع إمبادوقليس وهيبريون وهلدرلين
            نفسه هذا الثمن الفادح، فقد طُرد إمبادوقليس من بلده واختار
            الانتحار في فوهة بركان إتنا، ويئس هيبريون من الثورة الفاسدة
            ومن جدوى الفعل والواقع كله فتنسَّك كالكاهن الزاهد في محراب
            الطبيعة الأم، وعكف هلدرلين على نفسه في هذه المرحلة الخطرة من
            حياته وراح يتأمل قدره البائس في الأدب والحب والحياة. ولعل
            هذه الأبيات من قصيدته الطويلة التي لم يتمها — وهي قصيدة
            «منتصف الحياة» التي تجدها في هذه المجموعة — أن تكشف عن حالته
            الروحية والعقلية في ذلك الحين:
            				
         
         
         
            
            ويلي! أين أعثر على الأزهار
            
            حين يأتي الشتاء؟ 
            
            وأين أجد نور الشمس
            
            وظلال الأرض؟
            
            الجدران تقف صامتة باردة
            
            وفي الريح ترفرف الأعلام …
            
          
         
         
            
            أناشيد الليل (١٨٠٣م)
دموع
            
            
            أيها الحب السماوي! أيها الحنون!
            
            ليتني استطعت أن أنساك، ليتني يا بنات القدر،
            
            يا أيتها الناريات الغارقات في الرماد والتراب
            
            وكنتن قديمًا مقفرات موحشات،
            
          
         
         
            
            (ليتني أنساك) أيتها الجزر الحبيبة، يا عيون دنيا
               العجائب!
            
            
            فقد أصبحت الآن همي الوحيد الفريد،
            
            (وكذلك) شواطئك التي يكفِّر فيها الحب — عابد الأوثان —
               عن خطاياه
            
            
            لكنه لا يكفِّر عنها إلا للسماويين.
            
          
         
         
            
            لأن المقدسين والأبطال الغاضبين
            
            قد أدوا هناك فروض العبادة في أيام الجَمال
            
            وكانوا جميعًا من الحامدين الشاكرين؛
            
            والأشجار الكثيرة والمدن كانت ماثلة في ذلك
               المكان،
            
            
          
         
         
            
            تراها العين أشبه برجلٍ عاكف على التفكير؛
            
            أما الآن فقد مات الأبطال، وجزر الحب
            
            تشوَّهت أو كادت. لذلك لا عجب
            
            أن يصبح الحب خداعًا وسخفًا في كل مكان.
            
          
         
         
            
            أيتها الدموع الرقيقة، لا تطفئي نور عينيَّ
            
            كل الإطفاء، أبقي لي، أيتها الخوانة المتلصصة، 
            
            ذكرى واحدة تحيا بعدي
            
            حتى أموت ميتةً نبيلة.
            
          
         
         
            
            
               (TRÄNEN)
               
            
            
            
               
                  Himmlische Liebe! zärtliche! wenn ich
                     dein
                  
               
            
            
            
               
                  Vergässe, wenn ich, o ihr
                     geschicklichen,
                  
               
            
            
            
               
                  Ihr feug’gen, die voll Asche sind
                     und
                  
               
            
            
            
               
                  Wüst und vereinsamet ohnedies
                     schon,
                  
               
            
            
          
         
         
            
            
               
                  Ihr lieben Inseln, Augen der
                     Wunderwelt!
                  
               
            
            
            
               
                  Ihr nämlich geht nun einzig allein mich
                     an,
                  
               
            
            
            
               
                  Ihr Ufer, wo die
                     abgöttische
                  
               
            
            
            
               
                  Büsset, doch Himmlischen nur, die
                     Liebe.
                  
               
            
            
          
         
         
            
            
               
                  Denn allzudankbar haben die
                     Heiligen
                  
               
            
            
            
               
                  Gedienet dort in Tagen der Schönheit
                     und
                  
               
            
            
            
               
                  Die zorn’gen Helden; und viel
                     Bäume
                  
               
            
            
            
               
                  Sind, und die Städte daselbst
                     gestanden,
                  
               
            
            
          
         
         
            
            
               
                  Sichtbar, gleich einem sinnigen Mann;
                     izt sind
                  
               
            
            
            
               
                  Die Helden tot, die Inseln der Liebe
                     sind
                  
               
            
            
            
               
                  Enstellt fast. So
                     muβ übervorteilt,
                  
               
            
            
            
               
                  Albern doch überall sein die
                     Liebe.
                  
               
            
            
          
         
         
            
            
               
                  Ihr weichen Tränen, löschet das
                     Augenlicht
                  
               
            
            
            
               
                  Mir aber nicht ganz aus; ein Gedächtnis
                     doch,
                  
               
            
            
            
               
                  Damit ich edel sterbe, lasst
                     ihr
                  
               
            
            
            
               
                  Trügrischen, Diebischen, mir
                     nachleben. 
                  
               
            
            
          
         
         
            
            إلى الأمل
            
            أيها الأمل! أيها الحبيب العطوف!
            
            يا مَن لا تزوَرُّ عن بيت الحزانى،
            
            وتظل، أيها النبيل، تسعى بالخير
            
            بين أبناء الفناء وقوى السماء،
            
          
         
         
            
            أين أنت؟ عشت قليلًا، لكن مسائي
            
            ينفث أنفاسه الباردة. وها أنا ذا أجلس هنا في
               سكون
            
            
            كالظلال، وقلبي المرتجف
            
            ينعس في صدري محرومًا من الغناء.
            
          
         
         
            
            في الوادي الأخضر، هناك حيث ينساب الغدير النضير
            
            كل يوم من الجبل، وتتفتح (أغصان) الزعفران
               الفاتنة
            
            
            في أحد أيام الخريف، هناك في ظل السكون
            
            أريد أيها الجميل الرقيق
            
          
         
         
            
            أن أفتش عنك، أو عندما تموج الحياة غير المنظورة
            
            في البستان إذا انتصف الليل،
            
            وتلمع فوقي النجوم المتفتحة (اليانعة)
            
            هذه الأزهار الدائمة الفرحة،
            
          
         
         
            
            هناك أطِلَّ يا بن الأثير
            
            من حدائق أبيك! وإذا لم يقدَّر لك
            
            أن تأتي على هيئة روح الأرض،
            
            فأفزع قلبي، أفزعه برؤيةٍ أخرى.
            
          
         
         
            
            
               (AN DIE HOFFNUNG)
               
            
            
            
               
                  O Hoffnung! holde!
                     gutiggeschäftige!
                  
               
            
            
            
               
                  Die du das Haus der Trauernden nicht
                     verschmähst, 
                  
               
            
            
            
               
                  Und gerne diened, Edle!
                     zwischen
                  
               
            
            
            
               
                  Sterblichen waltest und
                     Himmelsmächten,
                  
               
            
            
          
         
         
            
            
               
                  Wo bist du? wening lebt’ ich; doch
                     atmet kalt
                  
               
            
            
            
               
                  Mein Abend schon. Und stille, den
                     Schatten gleich,
                  
               
            
            
            
               
                  Bin ich schon hier; und schon
                     gesanglos
                  
               
            
            
            
               
                  Schlummert das schaudernde Herz im
                     Busen.
                  
               
            
            
          
         
         
            
            
               
                  Im grünen Tale, dort, wo der frische
                     Quell
                  
               
            
            
            
               
                  Vcm Berge täglich rauscht, und die
                     liebliche
                  
               
            
            
            
               
                  Zeitlose mir am Herbsttag
                     aufblüht,
                  
               
            
            
            
               
                  Dort, in der Stille, du Holde, will
                     ich
                  
               
            
            
          
         
         
            
            
               
                  Dich suchen, oder wenn in der
                     Mitternacht
                  
               
            
            
            
               
                  Das unsichtbare Leben im Haine
                     wallt,
                  
               
            
            
            
               
                  Und uber mir die
                     immerfrohen
                  
               
            
            
            
               
                  Blumen, die bluhenden Sterne,
                     glänzen,
                  
               
            
            
          
         
         
            
            
               
                  O du des Äthers Tochter! erscheine
                     dann
                  
               
            
            
            
               
                  Aus deines Vaters Gärten, and darfst du
                     nicht
                  
               
            
            
            
               
                  Ein Geist der Erde, kommen, schröck’,
                     o
                  
               
            
            
            
               
                  Schröcke mit anderem mut dar Herz
                     mir.
                  
               
            
            
          
         
         
            
            عصور
            
            يا مدائن الفرات!
            
            
            
            يا غابات الأعمدة في سهول الصحراء،
            
            
            
            قممك وذراك
            
            انتزعتها منك النار ودخان السماويين
            
            لما اجتزت حدود الأنفاس؛
            
            أما الآن فإني أجلس تحت السحب
            
            (من كلٍّ منها ينبعث سلامٌ خاص)
            
            في ظل أشجار البلوط المنسَّقة،
            
            وعلى مرج (تمرح فيه) الأيائل
            
            تبدو لي أرواح المباركين
            
            غريبة وميتة.
            
          
         
         
            
            
               (LEBENSALTER)
               
            
            
            
               
                  Ihr Städte des
                     Euphrats!
                  
               
            
            
            
               
                  Ihr Gassen von
                     Palmyra!
                  
               
            
            
            
               
                  Ihr Säulenwälder in der Eb’ne der
                     Wuste,
                  
               
            
            
            
               
                  Was seid Ihr?
                  
               
            
            
            
               
                  Euch hat die
                     Kronen,
                  
               
            
            
            
               
                  Dieweil ihr über die
                     Grenze
                  
               
            
            
            
               
                  Der Omenden seid
                     gegangen,
                  
               
            
            
            
               
                  Von Himmlischen der Rauchdampf
                     und
                  
               
            
            
            
               
                  Hinweg das Feuer
                     genommen;
                  
               
            
            
            
               
                  Jetzt aber sitz’ich unter Wolken
                     (deren
                  
               
            
            
            
               
                  Ein jedes eine Ruh’hat eigen)
                     unter
                  
               
            
            
            
               
                  Wohleingerichteten Eichen,
                     auf
                  
               
            
            
            
               
                  Der Heide des Rehs, und
                     fremd
                  
               
            
            
            
               
                  Erscheinen und gestorben
                     mir
                  
               
            
            
            
               
                  Der Seligen
                     Geister.
                  
               
            
            
          
         
         
            
            منتصف الحياة
            
            بالكمثرى الصفراء
            
            والوردات البرية
            
            يتدلى الشاطئ
            
            في ماء بحيرة،
            
            أيتها البجعات الحلوة،
            
            خمر القبلات أشاعت
            
            فيك النشوة،
            
            وغمست رءوسك
            
            في الماء الطاهر
            
            ويلي، لو جاء شتاء
            
            أين سأقطف أزهاري
            
            وألاقي نور الشمس
            
            وظل الأرض؟
            
            تبدو الجدران أمامي
            
            باردة خرساء
            
            والرايات
            
            ترفرف في الريح.
            
          
         
         
            
            
               (HÄLFTE DES
                  LEBENS)
               
            
            
            
               
                  Mit gelben Birnen
                     hänget
                  
               
            
            
            
               
                  Und voll mit wilden
                     Rosen
                  
               
            
            
            
               
                  Das Land in den
                     See,
                  
               
            
            
            
               
                  Ihr holden
                     Schwäne,
                  
               
            
            
            
               
                  Und trunken von
                     Küssen
                  
               
            
            
            
               
                  Tunkt ihr das
                     Haupt
                  
               
            
            
            
               
                  Ins heilignüchterne
                     Wasser.
                  
               
            
            
          
         
         
            
            
               
                  Weh mir, wo nehm’ ich,
                     wenn
                  
               
            
            
            
               
                  Es Winter ist, die Blumen, und
                     wo
                  
               
            
            
            
               
                  Den Sonnenschein
                  
               
            
            
            
               
                  Und Schatten der
                     Erde?
                  
               
            
            
            
               
                  Die Mauern stehn
                  
               
            
            
            
               
                  Sprachlos und kalt, im
                     Winde
                  
               
            
            
            
               
                  Klirren die
                     Fahnen.
                  
               
            
            
          
         
         
            
            أشعارٌ من مرحلة جنونه٣ (١٨٠٥–١٨٤٣م)
إلى تسيمر (١٨١٢م)
            
            
            إن خطوط الحياة متنوعة
            
            تنوع الدروب وحدود الجبال.
            
            ما نحن هنا يمكن أن يكمله ربٌّ هناك
            
            بالانسجام والثواب الأبدي والسلام.
            
          
         
         
            
            
               (AN ZIMMERN)
               
            
            
            
               
                  Die Linien des Lebens sind
                     verschieden,
                  
               
            
            
            
               
                  Wie Wege sind, und wie der Berge
                     Grenzen,
                  
               
            
            
            
               
                  Was hier wir sind, kann dort ein Gott
                     ergänzen
                  
               
            
            
            
               
                  Mit Harmonien und ewigem Lohn und
                     Frieden.
                  
               
            
            
          
         
         
            
            إلى تسيمر٤
(حوالي سنة ١٨٢٥م)
            
            
            إذا كان الرجل طيبًا وحكيمًا
            
            قلت عنه: ما الذي يحتاج إليه؟
            
            أهناك شيء يمكن أن يشبع روحه؟
            
            هل ينمو على هذه الأرض عود من العشب أو كرمةٌ
               ناضجة
            
            
            يمكن أن تغذيه؟ إليك معنى هذا القول:
            
            غالبًا ما يكون الصديق هو الحبيبة، وفي أكثر
               الأحيان
            
            
            يكون هو الفن. أيها الغالي، إني أصارحك بالحقيقة.
            
            روحك هي روح دادالوس
٥ والغابة …
            
 
            
          
         
         
            
            
               (AN ZIMMERN)
               
            
            
            
               
                  Von einem Menschen sag ich, wenn der
                     ist gut
                  
               
            
            
            
               
                  Und weise, was bedarf er? Ist irgend
                     eins
                  
               
            
            
            
               
                  Das einer Seele gaüget? ist ein Halm,
                     ist
                  
               
            
            
            
               
                  Eine gereifteste Reb’ auf
                     Erden
                  
               
            
            
          
         
         
            
            
               
                  Gewachsen, die ihn nähre? Der Sinn ist
                     des
                  
               
            
            
            
               
                  Also. Ein Freund ist oft die Geliebte,
                     viel
                  
               
            
            
            
               
                  Die Kunst. O Teurer, dir sag ich die
                     Wahrheit.
                  
               
            
            
            
               
                  Dädalus Geist und des Walds ist
                     deiner.
                  
               
            
            
          
         
         
            
            اقتناع٦ (١٨٤١م)
            
            
            كمثل ما يغمر النهار البشر بضوئه
            
            وبالنور الذي ينبثق من الأعالي،
            
            ويؤلف بين الظواهر الغائمة،
            
            كذلك الشأن مع المعرفة التي يسبر العقل أغوارها …
            
          
         
         
            
            
               (UBERZEUGUNG)
               
            
            
            
               
                  Alswie der Tag die Menschen hell
                     umscheinet,
                  
               
            
            
            
               
                  Und mit dem Lichte, das den Höh’n
                     entspringet,
                  
               
            
            
            
               
                  Die dämmernden Erscheinungen
                     vereinet,
                  
               
            
            
            
               
                  Ist Wissen, welches tief der
                     Geistigkeit gelinget.