غراميات الشريف الرضي

أيها السادة

لقد شاع في المشارق والمغارب أن الشريف الرضي كان من المغرمين، فقد كان القدماء يضربون الأمثال بقصائده الحجازيات، فيقولون ما معناه: لا تصقل نفس المتأدب إلا إن حفظ هاشميات الكميت، وخمريات أبي نواس، وزهديات أبي العتاهية، وتشبيهات ابن المعتز، ومدائح البحتري، وحجازيات الشريف الرضي.١

فالشريف كان معروفًا عند القدماء بصدق اللوعة والصبابة، وكانت أشعاره في الحب كؤوسًا يعاقرها المتيمون.

ولكن مرت أجيال وأجيال والناس منصرفون عن ذلك الجانب المشرق من شعر الشريف؛ لأن الحياة الإسلامية قد شابها أقذاء التَّزمت والجمود، ولم يبق من رجال الدين من تؤثر عنه أطايب الفكاهة والظرف، أو تُرْوى عنه غرائب الأحاديث.

وإني لأشعر بالتهيب وأنا أشرح هذا الجانب من عبقرية الشريف الرضي، ولكن يشجعني أني أتكلم في بغداد التي وسع صدرها مئات المذاهب والآراء في الدين والاجتماع.

وأكاد أجزم بأن الشريف الرضي لو عاش في غير العراق لما استطاع أن يجمع بين الأدب والدين؛ لأن الجماهير الإسلامية في غير العراق لم تكن تسمح لرجل من أساتذة العلوم الدينية أن يطيل القول في فتنة الخدود وسحر العيون.

وليس معنى هذا أن العراق خلا خلوًّا تامًّا من التنكر لأخلاق الظرفاء من رجال الدين، لا، ولكنه كان أرق وأظرف من مصر التي لم يعرف علماؤها غير فناء الأعمار في التدريس والتأليف، والتي تسقط فيها هيبة العالم إن اتهمه حاسدوه بأنه أديب يحفظ بعض ما قيل في وصف الملاح.

كان الشريف الرضي يحب ويعشق، وقد اتسع عصره وبلده لسماع ما قال في الحب والعشق، ولكنه مع ذلك حبس عواطفه في قفص من حديد؛ لأن المجتمع العراقي على تسامحه لم يكن يبيح لمثله غير التجمل والتوفر والاستحياء، فكان الشريف يسقي منابت الظرف من مزاجه الرقيق بقراءة ما ينظم معاصروه من أشعار المجون، وهل نسيتم ما أشرنا إليه من اهتمامه بدراسة أشعار ابن حجاج؟

لقد فطر الشريف الرضي على رقة الإحساس، ولكنه منذ نشأته كان مسئولًا عن رعاية التقاليد، وهذا السجن الاجتماعي هو الذي أخرج من وجدانه ذلك الشاعر المجيد؛ لأن المشاعر لا ترهف إلا بقوة الاعتلاج، فلو كان الشريف رجلًا مطلق الحرية في تصرفاته الشخصية لكان من الممكن أن يصير ماجنًا يشبه الألوف ممن تنسموا أرواح دجلة والفرات، ولكن قسوة المجتمع صهرته صهرًا عنيفًا فأخرجت منه وترًا حنانًا يشدو فيجيد.

كان الشريف يستطيع أن يملأ الدنيا بالكلام عن التنسك والتقشف والزهد، وكان يستطيع أن يكون إمامًا منقطع النظير في علوم اللغة والدين، وكان يستطيع أن يكون رجلًا تقبل يمناه لالتماس البركات، ولكنه لو عقّ فطرته لكان شيخًا تافهًا كألوف المشايخ الذين سمح الدهر المخبول بأن يكونوا من أساتذة الأزهر الشريف، فلم يبق إلا أن يتسامح مع فطرته بعض التسامح فيعلن بعض ما في صدره من الغرام المدفون، ولكن كيف يعلن ذلك؟ سيظل الرجل في حرب بين المجد والحب: هو في نفسه صالح لأن يكون من أقطاب الدولة، ولكن ما هذه النوازع الدقاق التي تنزل به إلى الهوان في الحياة الغرامية؟ أيصح أن يصبح الفارس المغوار أسيرًا لعينين كحيلتين يشيع فيهما سحر النعاس؟ أيمكن أن يكون المحارب الصوّال فريسة للنحور العاجية التي تعجز عن حمل العقود؟ ما هذه الصلات الطبيعية التي تجمع بين الأضداد فتقرن القلب القاسي بالقلب الرقيق؟ ما هذه الغرائب التي تقضي بألا يتم العشق بين رجل وامرأة مختلفين في العرض والطول على نحو ما كنا نرى في شوارع باريس؟ إن الطبيعة تنتقم من الأوضاع والتقاليد، ولكنّ أكثر الناس لا يفقهون!

إن الشريف قد تزدهيه الكبرياء فيقول:

تضاجعني الحسناء والسيف دونها
ضجيعان لي والسيف أدناهما مني
إذا دنت البيضاء مني لحاجة
أبى الأبيض الماضي فأبعدها عني٢
وإن نام لي في الجفن إنسان ناظر
تيقظ عني ناظر لي في الجفن٣
أغرت فتاة الحيّ مما ألفته
أغلغله دون الشعار من الضن
وقالت هبوه ليلة الخوف ضمه
فما عذره في ضمه ليلة الأمن

وهذه قطعة نفيسة من حيث المعنى والخيال، فهل كانت من نفحات الصدق؟ أستبعد ذلك، فالرجل لا يضاجع السيف في ليلة الوصل إلا وهو متكلف، ولا سيما إن صرح بأنه في أمان.

إنما الصدق أن يفصح عن ذات نفسه، فيصرح بأنه يلقى الجمال بوجه متجهم، وقلب رقيق، فيقول:

ومقبل كفي وددت لو أنه
أوما إلى شفتيّ بالتقبيل
جاذبته فضل العتاب وبيننا
كبر الملول وذلة المملول
ولحظت عقد نطاقه فكأنما
عقد الجمال بقرطق محلول٤
جذلان ينفض من فروج قميصه
أعطاف غصن البانة المطلول
من لي به والدار غير بعيدة
من داره والمال غير قليل

وهذه قطعة شرحنا ما تومئ إليه من الأسرار النفسية في كتاب (مدامع العشاق) منذ سنين، وهي شاهد على النزاع بين العقل والهوى، والهدى والضلال، إن صحّ أن الصدق في التعبير عن خوالج القلب إثم وإسراف.

الحق أن الشريف كان صورة للنزاع بين العقل والقلب، العقل الذي يوجب أن يكون الرجل من عبيد المجتمع ليسود المجتمع، والقلب الذي يوجب أن يكون الرجل عند وحي الفطرة والإحساس، وقد صدق في التعبير عن هذه المعضلة النفسية حين قال:

ولقد أطلت إلى سلوك شقتي
وجعلت هجرك والتجنب زادي
أهون بما حملتنيه من الضنى
لو أن طيفك كان من عوّادي
لا يبعدن قلبي الذي خلفته
وقفًا على الاتهام والإنجاد
إن الذي غمر الرقاد وساده
لم يدر كيف نبا عليّ وسادي
لولا هواك لما ذللت وإنما
عزي يعيرني بذل فؤادي

العز يعير بذل الفؤاد؟؟

تلكم هي القصة الموجزة لحياة الشريف، فهو في نزاع دائم بين عزة الجاه، وذلة القلب، فإن لم يكف هذان الشاهدان فانظروا كيف يقول:

يا صاحب القلب الصحيح أما اشتفى
ألم الجوى من قلبي المصدوع
هيهات لا تتكلفن لي الهوى
فضح التطبع شيمة المطبوع
كم قد نصبت لك الحبائل طامعًا
فنجوت بعد تعرض لوقوع
وتركتني ظمآن أشرب غلتي
أسفًا على ذاك اللمى الممنوع٥
قلبي وطرفي منك هذا في حمى
قيظ وهذا في رياض ربيع٦
كم ليلة جرّعته في طولها
غصص الملام ومؤلم التقريع
أبكي ويبسم والدجى ما بيننا
حتى أضاء بثغره ودموعي
تفلى أنامله التراب تعللا
وأناملي في سني المقروع
قمر إذا استخجلته بعتابه
لبس الغروب ولم يعد لطلوع
لو حيث يستمع السرار وقفتما
لعجبتما من عزّه وخضوعي٧
أهون عليك إذا امتلأت من الكرى
أني أبيت بليلة الملسوع
قد كنت أجزيك الصدود بمثله
لو أن قلبك كان بين ضلوعي

وهذه أشعار من فيض القلب، والشريف في هذه الأشعار ليس هو ذلك الشيخ الجليل الذي أنشأ مدرسة سماها (دار العلم)، وأقام فيها مكتبة يتزوَّد منها طلاب اللغة والدين، وإنما هو إنسان يرى الدنيا بأعين الشعراء الذين يدركون أسرار الوجود.

أيها السادة

إن النص على هذا المعنى ضروري في هذا البحث، فالشريف الرضي في غرامياته ليس من تلاميذ بغداد، وإنما هو من تلاميذ البيداء، وآية ذلك أن الأنفاس البغدادية لا نحسها عنده إلا في النادر القليل، فهو بعيد كل البعد عن أنفاس الشعراء الذين تمتعت آذانهم وعيونهم بضجيج بغداد، ومواكب بغداد، وتعليل هذا سهل؛ فقد كان رجلًا يفهم أن المفروض عليه ألا يعرف بغير التقى والعفاف، ولم تكن دنيا الناس في ذلك العهد تسمح لرجل مثله أن يخاطر بمركزه الأدبي والديني في سبيل الوجد والصبابة، وإنما كان يقهر على ذلك قهرًا بما يتوقد في صدره من الغرام المشبوب، وهو نفسه قد شعر بهذا الحرج حين قال في دفع من اتهموه بالخروج على أدب الأتقياء:

وأكذب بالتصون مدعيهم
وألجم قائليهم بالعفاف

وأريد أن أقول بصراحة: إن الشريف الرضي كان يحاول التخلص من مذاهب البغداديين في التشبيب؛ لأن أكثر الشعراء في تلك الأيام كانوا أسرفوا في العبث والمجون، وكان يرى من موجبات الكرامة أن يترفع في نسيبه عما ألف أولئك الشعراء من التبذل والإسفاف، وقد أوغل في التحفظ حتى كاد يهجر الشعر الرقيق، فلم يتفق له إلا في الندرة أن يقول:

يا مقلقي قلقي عليـ
ـك أظنه ذنبي إليكا
أنت الشقيق فلو جنيـ
ـت لما أخذت على يديكا
أمسيت ثالث ناظريّ
فكيف أقذى ناظريكا
وكفاك أني لست أعـ
ـقد خنصري إلا عليكا

أو يقول:

يا ليلة كرم الزما
ن بها لو أن الليل باقي
كان اتفاق بيننا
جار على غير اتفاق
واستروح المهجور من
زفرات همّ واشتياق
فاقتص للحقب الموا
ضي بل تزود للبواقي٨
حتى إذا نسمت ريا
ح الصبح تؤذن بالفراق
برد السوار لها فأحـ
ـميت القلائد بالعناق

أو يقول:

كم مقام خضنا حشاه إلى اللهـ
ـو جميعًا والليل ملقى الرواق
ومزجنا خمر الرضا بين في الرشـ
ـف برغم المدام تحت العناق
قم نبادر مرمى الزمان ببين
فسهام الخطوب في الأفواق٩
واغتنمها قبل الفراق فما تعـ
ـلم يومًا متى يكون التلاقي
نحن غصنان ضمنًا عاطف الو
جد جميعًا في الحب ضم النطاق

والأبيات الأخيرة من قصيدة طويلة نص الديوان على أنها في معنى سئل القول فيه، فكأنه يتهيب الحديث عن ليالي الوصل، ومن الشعراء من تحبسهم تقاليد المجتمع فلا يتحدثون عن أهواء النفس إلا بطريق التلميح.

صدقوني أيها السادة إذا حدثتكم أني تعبت في البحث عن صور بغداد في غراميات الشريف الرضي، فلم أجد غير أطياف، كأن يقول:

أنا الفداء لظبي ما اعترضت له
إلا وهتك شوقًا لي أستره
لاحظته والنوى تدمي ملاحظه١٠
بعارض من رشاش الدمع يمطره
ما انفك من نفس للوجد يكتمه
تحت الضلوع ومن دمع يوفره
أهوى إليّ يدًا عقد العناق بها
والبين يعذله والحب يعذره
وقال تذكر هذا بعد فرقتنا
فقلت ما كنت أنساه فأذكره

فهذه قطعة تذكر بابن المعتز، أشعر خلفاء بغداد.

والحق أيها السادة أن الشريف الرضي لم يكن يتكلم اللغة البغدادية إلا حين يأسره الغضب أو الحزن.

كأن يقول:

مواقد نيرانهم قرة١١
وسربال طاهيهم أبيض
إذا حركوا للمساعي أبوا
وإن أنزلوا دار ضيم رضوا

وكأن يقول في وصف مغن دميم:

تقذى بمنظره العيون إذا بدا
وتقيء عند غنائه الأسماع
أبذاك نستشفي ومن نغماته
تتولد الآلام والأوجاع
أم كيف يطربنا غناء مشوّه
أبدًا نهال بوجهه ونراع
نزوي الوجوه تفاديًا من صوته
حتى كأن سماعه إسماع١٢

وكأن يقول:

أيا للمجد من قوم لئام
ألا حر على عرض يغار
فأشجعهم إذا فزعوا جبان
وأذكاهم إذا نطقوا حمار
لبونكم تدر لأبعديكم١٣
وعندي الذين منها والنفار١٤
لغيري ضوء ناركم وعندي
دواخنها السواطع والأوار١٥

وكأن يقول في التحزن للأموات:

رجعت في إثرهم برغمي
بعد نزاع إلى نزوع١٦
أبقى الجوى جرحة بقلبي
ما عشت مكتومة النجيع
كم غابن الموت عن كريم
وقارع الخطب عن قريع١٧
بانوا فلم أنتزح عليهم
دمعي ولم أستذب ضلوعي
وأسفح الدمع للأعادي
إني إذن فارغ الدموع

قلت: إن الشريف لم يكن تلميذ بغداد، وإنما كان تلميذ البيداء، ولكن هذا القول لا يخلو من اعتساف، فقد كانت للشريف لفتات إلى معالم العراق، كأن يصرخ:

أقول وقد جاز الرفاق بذي النقا
ودون المطايا مربخ وزرود١٨
أتطلب يا قلبي العراق من الحمى
ليهنك من مرمى عليك بعيد
وإن حديث النفس بالشيء دونه
رمال النقا من عالج لشديد١٩
ترى اليوم في بغداد أندية الهوى
لها مبدئ من بعدنا ومعيد
فمن واصف شوقًا ومن مشتك حشا
رمته المرامي أعين وخدود
تلفتّ حتى لم يبن من بلادكم
دخان ولا من نارهن وقود
وإن التفات القلب من بعد طرفه
طوال الليالي نحوكم ليزيد
ولما تدانى البين قال لي الهوى
رويدًا وقال القلب أين تريد
أتطمع أن تسلى٢٠ على البعد والنوى
وأنت على قرب المزار عميد٢١
ولو قال لي الغادون ما أنت مشته
غداة جزعنا الرمل قلت أعود٢٢
أأصبر والوعساء بيني وبينكم
وأعلام خبت إنني لجليد٢٣

فهذه القطعة تمثل أصدق الشوق إلى العراق، وتشهد بأنه كان مشغول القلب بأحبابه في العراق.

وهو أيضًا الذي يقول:

دعوا لي أطباء العراق لينظروا
سقامي، وما يغني الأطباء في الحب؟
أشاروا بريح المندل اللدن والشذا
وردّ ذماء النفس بالبارد العذب٢٤
يطيلون جس النابضين ضلالة
ولو علموا جسوا النوابض من قلبي

والذي يقول:

ألا إن ليلي بالعراق كأنه
طليح تجافاه الرجال ظليع٢٥
مقيم يعاطيني الهموم وناظري
معني بأعجاز النجوم ولوع

والذي يقول:

سقى الله دهرًا حبانا الودا
د مبتدهًا فشكرنا العراقا

والذي يقول في رجوعه من الحج يتشوف إلى قباب بغداد:

عسى الله أن يأوي لشعث٢٦ تناهبوا
هباب المطايا نصها وانجذابها٢٧
وجاسوا بأيديها على علل السرى
حرار أماعيز الطريق ولابها٢٨
فيرمي بها بغداد كل مكبر
إذا ما رأى جدرانها وقبابها
فكم دعوة أرسلتها عند كربة
إليه فكان الطول منه جوابها٢٩

فالشريف لم يكن ينكر بغداد ولا العراق، ولكنه مع ذلك لم يكن مقصور الهوى على بغداد والعراق، فقد كانت له صبابات بالبيداء، صبابات غنمها، واكتوى بنارها في طريقه إلى الحج، وهو حج مرات، ورأى الظباء الحوالي، والعواطل بالبيداء، وربما كان الحج هو السبب الأول في تفتح عبقرية الشريف، فقد كانت تمرّ أشهر وهو يراود الخيال فوق ظهر جمل، أو سراة جواد، ونحن نعرف فضل هذه الأسفار على الشعراء، فالشعر يحتاج إلى غناء، وهو لا يتيسر في كل وقت لمن يعيشون في الحواضر فوق مهاوي المشكلات السياسية، والمعضلات الاجتماعية، وإنما يحتاج الشعر إلى فراغ من هموم العقل ليستطيع الشاعر أن يعاقر الغناء، وكذلك يمكن القول بأن الشريف لم يدرك كيف يكون اعتلاج الشوق إلا وهو يسامر الخيال في الصحراء، وقد نظر فرأى ثروة الأدب العربي لم تتكون إلا من أصول الأخيلة البدوية، أخيلة الأعراب الذين اتسع وقتهم للغناء، فمضى يتحدث عن مواطن، ومعالم، ومنازل لا يمكن أن تتسع لها جميعًا مسالك الطريق إلى الحجاز، وبذلك تحول الحبّ في قلبه إلى معركة وجدانية لا تعرف الرسوم والحدود، وإنما تتميز بما ترى القلوب من أشواظ وأقباس.

وكان للشريف في ذلك المذهب نجاة من فضول الباغين والعادين، فهو يحنّ إلى ديار لا يراها البغداديون إلا إذا استنجدوا طيف الخيال، وهو يذكر أسماء كان لها في أذهان الناس صور قدسية؛ لأن الشعراء الأوائل كانوا خلعوا عليها ألوانًا من السحر الحلال.

كان طريق الحج فرصة للتعرف إلى طوائف من الحسن المكنون، وكان موسم الحج فرصة للتعرف إلى ألوان من الجمال تفرقت في بلاد الله، ثم التقت في ساحات الحجيج، فكان صاحبنا يطالع كتاب الحسن بعناية وإمعان، وكان كتاب الحسن في موسم الحج مختلف السطور والخطوط، فكانت فيه سطور شامية، وسطور مصرية وتركية، وسطور مغربية وأندلسية، وكانت فيه كلمات بالحروف اليمنية، والجاوية، والهندية، وكان الشريف من أقدر الناس على فهم الرموز من خطوط الجمال.

وهنا يبدأ الخطر على ذلك القلب الحساس.

من هنا نعرف كيف كان الشريف كثير الأسى والحنين، فالذي يشهد مواكب الحسن من مختلف الشعوب في موسم لا يدوم غير أسابيع لا يستطيع تزويد العين والقلب بغير الحسرات، وهل تسمح طبيعة المجتمع لأمير الحج أن يقضي ليلة فاجرة أو عفيفة مع امرأة حسناء؟ وكيف وهو مقتول الوقت بشرح آداب السعي، والرمي، والطواف؟

الواقع أن تلك المآزق هي التي أوقدت صدر الشريف، فقد كان حاله شبيهًا بحال من يقضي أسبوعين يزور فيهما المعرض الدولي في باريس، فيرى من غرائب الجمال ما يعشي الأبصار والقلوب، ثم يعود وهو آثم الضمير، طاهر الثياب.

إن اللغة العربية لا تعرف من الذين سجلوا مواسم الحج بقوة وعنف غير شاعرين: الأول: صديقنا عمر بن أبي ربيعة، عطر الحب ذكراه! والثاني: أستاذنا الشريف الرضي، نضر الله مثواه!

أما عمر بن أبي ربيعة فقد كان مطمئن البال؛ لأنه كان حجازيًّا يشاهد من مواسم الحج ما يشاء، ولأنه كان خلع العذار فلم يعد يبالي أين يقع هواه، ولأنه كان اشتهر بالحب حتى كان ظريفات النساء لا يرين تمام الحج إلا بمشاهدة وجهه الجميل.

أما الشريف الرضي فإنسان آخر، هو رجل يجيء إلى الحج نائبًا عن خليفة المسلمين، هو رجل مسئول لا يليق به اللهو ولا المزاح، ومعه من أهل العراق رجال لا تخفى عليهم مآثم العيون، ولعل فيهم من ينافسه أو يعاديه، فهو ينظر إلى الجمال المنثور فوق بساط الحج بقلب فاتك، وطرف عفيف، وقد يتفق أحيانًا أن تعفّ العيون، وتفتك القلوب!!

أيها السادة

لا تحسبوني أتفلسف على حساب الشريف، فقد قضيت سنين وأنا أحاول فهم هذه الدقائق الوجدانية، وأكاد أجزم بأن الشريف لم يكن يعرف السكون ولو نزل إلى مغارات الكهوف؛ لأن لذكريات العيون والنحور والخدود ضجيجًا يوقظ الأموات، ويصم الأحياء، وهو قد رأى من الوجوه الوسيمة، وسمع من الأصوات الرخيمة، ما يسوق العقلاء إلى حظيرة المجانين.

وهل كان يمكن أن تتوفر تلك الثروة الشعرية لرجل يلهو ويلعب؟

هل كان يمكن أن يشهد الشريف غرائب صنع الله في مواكب الحجيج وهو في عنفوان الشباب، ثم لا يحفظ في لوحة الذكريات ألف سورة من سور الصباحة والجمال؟

معاذ الهوى والأدب أن يكون الشريف الرضي عابثًا في الغرام، وهل في الغرام عبث؟ وهل كان اللعب بالحب إلا كاللعب بالجمر المتوهج؟ إن العبث بالحب ممكن، ولكنه مستحيل على رجل يعيش بالبيداء، أو يمرّ بالبيداء، فلأهل البيداء، ومن يجاور البيداء عيون أسحر وأفتك من عيون الظباء، وإني لأعجب كيف يعيش إنسان في العراق، ثم لا يعشق وهو يرى عيون المها في كل مكان، وفي كل حين؟

ولكن الشريف صعب عليه أن يجعل العراق مرجع هواه؛ لأن سياسة المجتمع كانت ترفض ذلك، ولأن الرجل كان في ذاته شعوبي الهوى، فكان في صدره سهام من مصر، والشام، والحجاز، واليمن، والمغرب، والهند، وفارس، والعراق، كان صورة للفؤاد الممزق الذي تعاورته سهام العيون.

أيها السادة

لا تلوموني في هذا اللف والدوران، فأنا أحاول أمرًا يصعب إليه الوصول، أحاول التصريح بأن الأسماء التي وردت في شعر الشريف لم تكن لها في ذهنه مسميات، أريد أن أصرح بأنه كان يسلك المذاهب الرمزية حين قال:

ولم نر كالعيون ظبا سيوف
أرقن دمًا وما رمن الجفونا
عوائد من تذكر آل ليلى
كأن لها على قلبي ديونا

فآل ليلى لم يكونوا بالفعل آل ليلى، ولعلهم كانوا آل جميلة، أو آل ظمياء! و(ذو الأثل) في قوله:

تذكرت أيامًا بذي الأثل بعدما
تقضى أواني في الصبا وأوانها
يطيب أنفاس الرياح ترابها
ويخضلّ من دمع النسائم بانها

لم يكن بالفعل ذا الأثل، ولعله كان محلة من محلات بغداد، وكذلك يمكن القول في (أراك الحمى):

يا أراك الحمى تراني أراكا
أي قلب جنى عليه جناكا
أعطش الله كل فرع بنعما
ن من الماطر الروي وسقاكا
أي نور لناظريّ إذا ما
مرّ يوم وناظري لا يراكا
لا يرى السوء من رآك مدى الدهـ
ـر وحيَّا الإله من حياكا
ورعى كل ناشق لك دلتـ
ـه صبا طلة على رياكا

أو ما تحدث به عن رامة إذ يقول:

وحبست في طفل العشية نفحة
حبست برامة صحبتي وركابي٣٠
متلملمين على الرحال كأنما
مروا ببعض منازل الأحباب
في ساعة لما التفت إلى الصبا
بعدت مسافته على الطلاب
وتأرجت منها زلازل ريطتي٣١
حتى تعارف طيبها أصحابي
فكأنما استعبقت فارة تاجر٣٢
وبعثت فضلتها إلى أثوابي
أشكو إليك ومن هواك شكايتي
ويهون عندك أن أبثك ما بي٣٣
يا ماطلي بالدين وهو محبب
من لي بدائم وعدك الكذاب

فهل تظنون أن (رامة) وردت في هذا الشعر وهي حتمًا رامة؟ أم تحسبونها بقعة خيالية طافت بخيال الشريف؟

وكذلك يمكن القول بتزوير المواضع في هذا القصيد:

خليليّ هل لي لو ظفرت بنية
إلى الجزع من وادي الأراك سبيل
وهل أنا في الركب اليمانين دالج
وأيدي المطايا بالرجال تميل
وفي سرعان الريح لي علمتما
شفاء ولو أن النسيم عليل
وفي ذلك السرب الذي تريانه
أحم غضيض الناظرين كحيل٣٤
شهيّ اللمى عاط إلى الركب جيده
ختول لأيدي القانصين مطول
وكم فيه من حوّ اللثات كأنما
جرى ضرب ما بينها وشمول٣٥
علقناك يا ظبي الصريم طماعة٣٦
أعندك من نيل لنا فتنيل
أنل نائلًا أو لا فثن بنظرة
فإني بالأولى الغداة قتيل
وإني إذا اصطكت رقاب مطيكم
وثور حار بالرفاق عجول٣٧
أخالف بين الراحتين على الحشا
وأنظر أني ملتم فأميل
أحن وتجزيني على الشوق قسوة
ألا غال ما بيني وبينك غول
وما ذادني ذكر الأحبة عن كرى
ولكن ليلي بالعراق طويل

وقد يتفق له في قصيدة واحدة أن يشير إلى عدة معالم فيقول:

يا منشظ الشيح والحوذان من يمن٣٨
حييت فيك غزالًا لا يحييني
ترى الغريم الذي طال اللزوم به
في الحيّ موّل من بعدي فيقضيني
إن الخليّ غداة الجزع عيد به
إلى ضمير معنى اللب مفتون
لولا ظباء معاطيل سنحن لنا٣٩
ما كان يذهل عن عقل وعن دين
قد كان ينجو بنجد من عزيمته
فعارضته عيون الربرب العين
ماء النقيب ولو مقدار مضمضة٤٠
شفاء وجدي وغير الماء يشفيني
ونشقة من نسيم البان فاح بها
جنح من الليل تجري في العرانين٤١
أسقي دموعي إذا ما بات في سدف
صرير أثل بداريًّا يغنيني٤٢
هيهات بابل من نجد لقد بعدت
عن المَطِيَّ مرامي ذلك البين٤٣

فالشريف في أمثال هذه الأشعار لا يعني بالضبط ما يقول، فهو يذكر مواضع ومنازل لا يعنيها بالذات، وإنما يجعلها حجازًا بينه وبين الواشين ممن يسوءهم أن يصرح بمواقع هواه في الكرخ وبغداد.

أيها السادة

لا تظنوا الشريف كان من المخادعين. لا، وإنما كان من المتجمِّلين، فقد كان على جانب من الشجاعة حتى صحَّ له أن يصرح بأن الحسن يسبيه في الجنسين فيقول:

وأغيد محسود على نور وجهه
هجرت سوى لحظ البعيد المجانب
وغيداء قيدت للعناق ملكتها
فنزّهت عنها بعد وجد ترائبي

ويقول:

ويا أهيفًا رمقته العيون
ورفت عليه قلوب الأمم
تضرّم خداه حتى عجبت
لعارضه كيف لم يضطرم
لئن لم تجد طائعًا بالنوال
لقد جاد عنك الخيال الملم
ومثلك ظالمة المقتلين
تلاقى الجمال عليها وتم
لها في الحشا حافز كلما
جرى الدمع دل عليه ونمّ
أقول لها والقنا شرع
ويرغم من قومها من رغم
لنا دون خدرك نجوى الزفير
ومجري الدموع وشكوى الألم
وإلا فقرع صدور القنا
ووقع الظبا وصليل اللجم

ويقول:

وقد كنت آبى أن أزل لصبوة
وأن تملك البيض الحسان عقالي
خميصًا من الأشجان لا يوضع الهوى
بقلبي فلا اجتاز الغرام ببالي٤٤
إلى أن تراءى السرب بين غزالة
ترنح في ثوب الصبا وغزال
فلما التقينا كنت أول واجد٤٥
ولما افترقنا كنت آخر سالي
وليلة وصل بات منجز وعده
حبيبي فيها بعد طول مطال
شفيت بها قلبًا أطيل غليله
زمانًا فكانت ليلة بليالي
فيا زائرًا لو أستطيع فديته
بأهلي على عزّ القبيل ومالي

ولكن هذه الشجاعة لها حدود يعرفها جيدًا من يرشح نفسه لإمارة الحج، ونقابة الأشراف، ومناصب القضاء، ثم إمارة المؤمنين.

ومن أجل هذا كان تصويره للجوانب الحسية من الجمال تصويرًا قليل التهاويل، لا رفث فيه ولا فسوق، فلم يستطع أن يكون خليفة الشاعر الذي قيل فيه: ما عصى الله بشعر أكثر مما عصى بشعر عمر بن أبي ربيعة، ولم يتحدث أحد بأنه قرأ غراميات الشريف، فدعته نفسه إلى مراجعة الضلال، وإنما يستطيع ألوف من الناس أن يقولوا: إن شعر الشريف حبب إليهم الغرام النبيل، وساقهم إلى تمجيد مواسم العيون في كرائم الأحاسيس.

لا تنظروا من الشريف أن يهيجكم بالأوصاف الحسية، فما كان يملك ذلك، وكرمكم يتسع للصفح عنه، وقد عرفتم كيف كان مركزه في المجتمع، بل أعذروه إن اكتفى بالأوصاف التي رددها الشعراء، فقال:

لقين قلوبنا بجنود حرب
تطاعن بالدمالج والبرينا٤٦
جلون لنا لآلئ واضحات
أضأن بها الذوائب والقرونا
عهدنا الدر مسكنه أجاج
فكيف تبدل الثغب المعينا٤٧

أو قال:

عطون بأعناق الظباء وأشرقت
وجوه عليها نضرة ونعيم٤٨
أمطن سجوفًا عن خدود نقية
صفا بشر منها ورق أديم٤٩
شفوف على أجسادهن رقيقة
ودرّ على لباتهن نظيم٥٠
يجلن خلاخيل النضار وملؤها
بوادي غيل بينهن عميم٥١
تأطر أغصان الأراك أمالها
وقد رق جلباب الظلام نسيم٥٢
غرامي جديد بالديار وأهلها
وعهدي بهاتيك الطلول قديم
يقولون ما أبقيت للعين عبرة
فقلت جوى لو تعلمون قديم
أيسمح جفني بالدموع وأغتدي
ضنينًا بها إني إذن للئيم
ولو بخلت عيني إذن لعتبتها
فكيف ودمع الناظرين كريم

أو قال:

هل ناشد لي بعقيق الحمى
غزيلًا مرّ على الركب
أفلت من قانصه غرة
وعاد بالقلب إلى السرب
وأظمأ القلب إلى مالك
لا يحسن العدل على القلب
يعجب من عجبي به في الهوى
وأعجبني منه ومن عجبي٥٣
أقرب بالودّ وينأى به
ويلي على بعدك من قربي
منعم يعطف منه الصبا
لعب الصبا بالغصن الرطب
بلادة النعمة في طبعه
وربما ناقش في الحب
أما اتقى الله على ضعفه
معذب القلب بلا ذنب٥٤
يا ماطلًا لي بديون الهوى
من دلّ عينيك على قلبي!

وفي الأبيات الأخيرة بيت عجيب، وهو:

بلادة النعمة في طبعه
وربما ناقش في الحب

وقلما يتنبه الشريف إلى أمثال هذه المعاني، فهو قليل التحليل لأهواء الملاح، ولكنه في هذا البيت تنبه إلى البلادة التي نراها أحيانًا في الجمال المترف، ففي بعض منازل النعيم ألوان من الجمال تشبه في مداركها جمال التماثيل، والذكاء في أهل الجمال قليل الوجود، ولكن هذه أثرة نفسانية، فالشعراء يحبون أن تضج الدنيا لهم حين يظهرون، وهم ينسون أن الجمال لو أعلن شعوره بهم في جميع الأحايين لانقلبت الدنيا إلى مسارح من العبث والمجون.

هوامش

(١) لم يتسع الوقت لمراجعة هذا النص، وقد قرأته منذ أكثر من عشرين سنة في دائرة المعارف للبستاني، ورأيته بعد ذلك في عدة مؤلفات.
(٢) الأبيض هنا: السيف.
(٣) الجفن: الغمد، وفي البيت جناس.
(٤) الفرطق: ثوب رقيق.
(٥) اللمى: سمرة في الشفة.
(٦) القيظ: صميم الصيف.
(٧) السرار بالكسر: هو التناجي في السر.
(٨) الحقب: جمع حقبة بالكسر، وهي المدة من الزمان، وأرجو القارئ أن يتأمل جمال هذا البيت.
(٩) الأفواق: جمع فوق بالضم وهو موضع الوتر من السهم.
(١٠) الملاحظ بفتح الميم العيون، وهي كذلك في قول الشاعر:
يرمون بالخطب الطوال وتارة
وحي الملاحظ خيفة الرقباء.
(١١) قرة بفتح القاف: باردة.
(١٢) الأسماع: الشتم والتشنيع.
(١٣) اللبون: الناقة ذات اللبن.
(١٤) الذين بكسر الذال، ولعله لغة في الذان وهو العيب.
(١٥) الأوار بالضم: اللهب.
(١٦) النزاع: الشوق، والنزوع: اليأس.
(١٧) القريع: السيد.
(١٨) مربخ بضم أوله وسكون ثانيه وكسر الباء: رمل من رمال زرود، وزرود: رمال بين الثعلبية والخزيمية بطريق الحاج من الكوفة.
(١٩) عالج رمال بين فيد والقريات.
(٢٠) يقال: سلا يسلو، من باب نصر، وسلى يسلي، من باب رضي.
(٢١) عميد: أصيب عموده، فهو عميد ومعمود.
(٢٢) جزعنا الرمل: اجتزناه.
(٢٣) الوعساء: موضع بين الثعلبية والخزيمية على جادة الحاج، وهي شقائق رمل متصلة، وخبت بفتح فسكون: علم لصحراء بين مكة والمدينة.
(٢٤) الذماء بالفتح: هو بقية النفس.
(٢٥) الطليح: هو البعير نال منه الإعياء، والظليع والظالع: هو البعير يغمز في مشيه.
(٢٦) الشعث: جمع أشعث وهو من غبره السفر.
(٢٧) الهباب بالكسر: النشاط، والنص أقصى ما عند الناقة من السير.
(٢٨) الحرار: جمع الحرة، وهي الأرض ذات الحجارة السود، والأماعيز: جمع أمعوز بالضم، وهي الأرض الصلبة، واللاب: جمع اللابة واللوبة، وهي الأرض ذات الحجارة.
(٢٩) الطول بالفتح: الجود.
(٣٠) الطفل بالتحريك: هو الشمس قرب الغروب، ورامة منزل بينه وبين الرمادة ليلة في طريق البصرة إلى مكة.
(٣١) الربطة: ملاءة كلها نسج واحد وقطعة واحدة، والزلازل: الأطراف.
(٣٢) فارة التاجر: هي فارة المسك.
(٣٣) في الديوان (أن أبيت كما بي).
(٣٤) احم: أسود العينين.
(٣٥) حو: جمع حواء وهي السمراء، والضرب بالتحريك العسل، والشمول الخمر تبردها ريح الشمال.
(٣٦) الصريم: الرمل المنقطع.
(٣٧) ثور: هتف.
(٣٨) المنشظ: المنبت، والشيح والحوذان: نباتات.
(٣٩) معاطيل غير حوال، أي وحشيات.
(٤٠) النقيب بالتصغير: اسم مكان.
(٤١) العرانين: جمع عرنين بالكسر وهو الأنف.
(٤٢) داريا: اسم موضع.
(٤٣) البين: بكسر الباء الناحية والفصل بين الأرضين.
(٤٤) يوضع الهوى: من الإيضاع وهو الإسراع.
(٤٥) الواجد: المشتاق.
(٤٦) الدمالج: جمع دملج على وزن جندب وهو المعضد، والبرين: الخلاخيل مفردها برة على وزن ثبة.
(٤٧) الثغب بالفتح: هو بقية الماء في بطن الوادي، والمعين: الجاري.
(٤٨) عطون: من العطو بالفتح وهو التناول ورفع الرأس واليدين، وعطا الظبي: تطاول إلى الشجر ليتناول منه.
(٤٩) السجوف: جمع سجف، بالفتح ويكسر، وهو الستر، والأديم: الجلد.
(٥٠) اللبات: جمع اللبة بالفتح وهي موضع القلادة من الصدر.
(٥١) البداوي: المنسوبات إلى البادية، والغيل بالفتح: الساق الريان. والعميم: الممتلئ.
(٥٢) التأطر: التثني.
(٥٣) العجب: بفتح العين التعجب، والعجب: بالضم التيه والازدهاء.
(٥٤) معذب بصيغة الفاعل.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤