صلات الشريف الرضي بالوزراء والأمراء والملوك

أيها السادة

حدثناكم عن صلات الشريف بالخلفاء، وفي هذه الليلة نحدثكم عن صلاته بالوزراء والأمراء والملوك. وكنت أستطيع إغفال هذا البحث، أو الاكتفاء بكلمتين موجزتين تفصحان عن جوهر تلك الصلات، ولكني راعيت الأدب معكم فآثرت الاستقصاء.

والواقع أن مدائح الشريف ليست كسائر المدائح؛ لأنه لم يكن يتكسب بشعره على نحو ما كان يفعل بعض الشعراء الذين يفدون من بلاد بعيدة ليبيعوا أشعارهم في بغداد، وإنما كانت مدائحه شاهدًا على اشتباكه في المعارك السياسية التي كانت تثور في فارس وفي العراق، فالشريف الرضي شاعر سياسي، أعني أن أشعاره كانت وسيلة إلى أغراضه السياسية، أو عنوان على متابعته لتقلب الأحوال السياسية، فهو شاعر «متحرك» كما يعبر أهل بغداد في هذه الأيام.

ويجب النص أيضًا على أن ممدوحيه لم يكونوا من الأغبياء، فأكثرهم كان يتذوق البلاغة العربية، وأكثرهم كانوا من الفتيان البهاليل الذين يهيمون بكرائم المعاني، فليس من المستبعد أن يكون الشريف أنس بأرواحهم وأذواقهم، فطاب له أن يخصهم بالقصائد الجياد.

والمهم عندي أن تعرفوا أن حرص الشريف على الاتصال بالوزراء والملوك لم يكن حرصًا على منفعة رخصية تقوم بالدراهم والدنانير، وإنما كان حرصًا على منفعة عالية، هي أن يكون رجلًا له شأن في تصريف المعضلات السياسية، وقد تم له من ذلك بعض ما أراد، فاستطاع أن يكون صلة الوصل بين الحجاز والعراق وبين فارس والعراق، وبين الشام والعراق

وإليكم أسوق بعض الأمثال:

كانت إمارة الحج إلى أبي أحمد الموسوي ثم إلى ابنه الشريف الرضي، فهل تظنون أن هذا المنصب كان يضاف إلى هذين الرجلين بفضل الوراثة؟ قد يكون ذلك، ولكني أرجو أن تصدقوني إذا قلت: إن هذا المنصب كان يشترط فيمن يتولاه أن يكون على صلات بالقبائل العربية التي كانت تسد المنافذ إلى البيت الحرام. والتاريخ يشهد بأن أهل العراق وأهل فارس وأهل خراسان انصرفوا عن الحج أعوامًا كثيرة بسبب الخوف من أشواك الطريق، وكان يتفق في أحيان كثيرة أن تنهب قوافل الحجيج، وأن يعود الحجاج إلى بلادهم منهوبين ومجروحين، ولا يكفي أن يقال: إن الموسوي كان من الفرسان، وإن ابنه الرضي كان من الفرسان، وإنما يجب أن نفهم أن هذين الرجلين كانا يعرفان قيمة الصداقة في العلائق «الدبلوماسية» فكانا يتصلان اتصالًا وديًّا بأكثر القبائل، وينالان بالسلطة الروحية ما تعجز السيوف.

وقد رأيتم فيما سلف أن الموسوي كان يذهب إلى فارس للسفارة بين الشعبين؛ وليقيم قواعد الصلح بين الجيش البغدادي والجيش الفارسي، وهذا يشهد بأن تسوية الشؤون المعقدة بين فارس والعراق كانت توجب أن يكون في العراقيين رجال يؤتمنون على الأرواح، ويهمهم أن يسود الصفاء بين أمم تفرقها العنصرية ويجمع بينها الدين.

وكانت أشعار الشريف نوعًا من الدعاية للعراق في زمن لم تكن فيه جرائد ولا مجلات: فكان يوزع مدائحه ذات اليمين وذات الشمال على من يتوسم فيهم القدرة على إنصاف العراق، وكان أبوه من قبل يصنع الصنيع نفسه بالوسائل الأدبية والدينية، وذلك أسلوب من التلطف لا يبرع فيه إلا الأقلون أترونني أفصحت عما أريد؟ أنا أريد أن أقرر أن الشريف كان في مدائحه للخلفاء والوزراء والملوك رجلًا سياسيًّا، والسياسة لا تنافي الصدق في جميع الأحوال فهو كان يصادق ويعادي في سبيل وطنه الذي جار عليه الزمان في تلك العهود.

وكان يحاول أن يغنم لوطنه أصدقاء بين أولئك الذين حولوا منادح العراق إلى معسكرات.

وقد حملته هذه الرغبة على أن يفكر تفكيرًا جديًّا في مصاهرة أبي علي وزير بهاء الدولة، وكان بهاء الدولة كما سترون قطب الأقطاب في ذلك الزمان. وهذه المصاهرة لم تكن إلا وسيلة سياسية، فقد كان يدرك جيدًا أن الوزراء في ذلك العهد كان إليهم زمام الملوك؛ لأنهم كانوا يصلون إلى الوزارة بأموالهم وعصبياتهم، وكان اليهم الأمر المطلق في أكثر الشؤون.

وعقلية الشريف كانت عقلية سياسية: فهو يسترخض كل شيء في سبيل المجد، ويستبيح اشتراء المناصب، وقد اتفق مرة أن يهجم قوم في حضرته على رجل أسرف في البذل لينال الوزارة على البديهة:

اشتر العز بما بيـ
ـع فما العز بغال
بالقصار الصفر إن شئـ
ـت أو السمر الطوال
ليس بالمغبون عقلًا
من شرى عزًّا بمال
إنما يدخر الما
ل لحاجات الرجال
والفتى من جعل الأمـ
ـوال أثمان المعالي

وما نريد أن نغض من شاعرنا، وإنما نريد أن نصوره على ما كان عليه من أخلاق، وليس يؤذيه أن نستبيح من التعبير ما استباح.

ثم أقول مرة ثانية: إنه كان يريد أن يتزوج زواجًا سياسيًّا، والزواج السياسي معروف من قديم الأزمان، وقد أباحه الرسول فدخل في مصاهرات كثيرة لتصل روحه إلى أشتات القبائل العربية، وما على الشريف من لوم في أن يسك ذلك المسلك المقبول؛ ليكون صلة الوصل بين فارس والعراق.

ولكنه — وا أسفاه — خاب في مسعاه!

وقد سجل خيبته الأليمة بقصيدتين: الأولى بائية، والثانية دالية.

وكان يجب أن نقف طويلًا في تشريح هاتين القصيدتين، ولكن أين الوقت؟ فيكفي أن نذكر أن الشريف شعر بصدمة موجعة حين ضاعت تلك الفرصة الذهبية، وكان للرجل وهو من شعراء الوجدان أن يتألم لضياع البخت من فتاة نشأت في النعيم. والحسن المنعم له مذاق خاص. ولكنه وقف حسرته على ضياع المطمع السياسي فقال في مطلع البائية:

أماني نفس ما تناخ ركابها
وغيبة حظ لا يرجى إيابها
ووفد هموم ما أقمت ببلدة
وهن معي إلا وضاقت رحابها
وآمال دهر إن حسبت نجاحها
تراجع منقوضًا عليَّ حسابها

ثم قال:

ألا أبلغا عني الموفق قولة
وظني أن الطول منه جوابها١
أترضى بأن أرمي إليك بهمتي
فأحجب عن لقيا علا أنت بابها
وأظمأ إلى در الأماني فتنثني
بأخلافها عني ومنك مصابها٢
وليس من الإنصاف أن حلقت بكم
قوادم عز طاح في الجو قابها٣
وأصبحت محصوص الجناح مهضمًا
عليَّ غواشي ذلة وثيابها٤
تعد الأعادي لي مرامي قذافها
وتنبحني أني مررت كلابها
لقد كنت أرجو أن تكونوا ذرائعي
إلى غيركم حيث العلا واكتسابها٥
فهذي المعالي الآن طواعي لأمركم
وفي يدكم أرسانها ورقابها٦
إذا لم أرد٧ في عزكم طلب العلا
ففي عز من يجدي عليَّ طلابها

وهذه الأبيات صريحة في أنه لا يبكي ضياع الحظ من فتاة جميلة كان يشتهي أن تكون أنس حياته، وإنما هو يبكي فرصة سياسية ضاعت بضياع تلك المصاهرة المشتهاة.

وفي القصيدة الثانية يقول:

لك الله ما الآمال إلا ركائب
وأنت لها هاد وحاد وقائد
أبى لك إلا الفضل نفس كريمة
ورأي إلى فعل الجميل معاود
وطود من العلياء مدت سموكه
فطالت ذراه واطمأن القواعد
وإني لأرجو من علائك دولة
تذلل لي فيها الرقاب العواند
ويومًا يظل لخافقين بمزنة
رذاذ غواديها الرؤوس الشوارد٨
لأعقد مجدًا يعجز الناس حله
وتنحل من هام الأعادي معاقد
فمن ذا يراميني ولي منك جنة٩
ومن ذا يدانيني ولي منك عاضد
علي رداء من جمالك واسع
وعندي عز من جلالك خالد
فلا تتركني عرضة لمضاغن
يطارد في أضغانه وأطارد
ولا صدود منك هانت عظائم
تشق على غيري وذلت شدائد
ولكنك المرء الذي تحت سخطه
أسود ترامى بالردى وأساود١٠

وهذا المطمح هو من شواهد الفحولة في الشريف، الفحولة الحسية والفحولة المعنوية، وكان شاعرنا يشتهي أن يحكم ويستطيل، وشهوة التحكم والسيطرة من أشرف عيوب الرجال.

أيها السادة

ما أحب أن أضجركم فأطوف بكم على جميع ما دونت من صلات الشريف بالوزراء والملوك، ويكفي أن تتضح الفكرة في أذهانكم؛ لترجعوا إلى أصولها في ديوانه حين تشاءون.

ولكن لا بد من الوقوف عند مسألتين مهمتين: الأولى: صلات الشريف بالحمدانيين، والثانية: صلاته ببهاء الدولة الذي كان في زمانه ملك الملوك.

أما صلاته بالحمدانيين فلها أصول سياسية يعرفها المطلعون على التاريخ، وربما جاز أن تحكم بأن هواه معهم يرجع أيضًا إلى أصول وجدانية، فقد كان يعطف على إحدى نسائهم، أو كانت إحدى نسائهم تعطف عليه. وقد مرت لذلك إشارة لا نعود إليها في هذا المساء. والرجل قد يعطف على أمة بأسرها من أجل امرأة يهواها أو تهواه.

وعواطف الشريف نحو الحمدانيين تظهر في مراثيه لمن عرف من رجالهم، كأن يقول:

وسرب بنو حمدان كانوا حماته
رعت فيه ذؤبان الليالي العوئث
فأين كفاة القطر في كل أزمة
وأين الملاجي منهم والمغاوث؟
وأين الجياد المعجلات إلى الوغى
إذا غام بالنقع الملا المتواعث؟١١
إذا ما دعا الدعوان للبأس والندى
فلا الجود منزور ولا الغوث رائث١٢
يرف على ناديهم الحلم والحجا
إذا ما لغا لاغ من القوم رافث١٣
من المطعمين المجد بالبيض والقنا
ملاء المقاري والعريب غوارث١٤
إذا طرحوا عماتهم وضحت لهم
مفارق لم يعصب بها العار لائث١٥

وقد تفجرت عواطف الشريف نحو الحمدانيين وهو يرثي أبا طاهر بن ناصر الدولة، ويظهر أن صداقته لذلك الأمير بلغت من نفسه كل مبلغ، فقد رثاه أصدق رثاء، وتفجع عليه أوجع تفجع، حتى وقع لقوم من عقيل أن يغضبوا وأن يرد عليهم الشريف فيقول:

ألام أبي رثيت زافرة١٦
كانوا نجوم الفخار أو لمعه
إن لا تكن ذي الأصول تجمعنا
يومًا فإن القلوب مجتمعه
كم رحم بالعقوق نقطعها
ورحم الود غير منقطعه١٧

وللشريف في ذلك الأمير مرثيتان، الأولى دالية:

تفور بنا المنون وتستبد
ويأخذنا الزمان ولا يرد
وانظر ماضيًا في عقب ماضيٍ
لقد أيقنت أن الأمر جد

ثم يخاطب المبكي فيقول:

أإبراهيم أما دمع عيني
عليك فما يعد ولا يحد
يغصص بالأوائل منه طرف
ويدمي بالأواخر منه خد
بكيتك للوداد ورب باك
عليك من الأقارب لا يود
وإن بكاء من تبكيه قربي
لدون بكاء من يبكيه ود١٨

ثم يقول في تحقير من قتلوه:

قتيل فله ناب كهام
وكان العضب ضواه الفرند
وذل بذل قاتله فأضحى
لقاتله به عز ومجد١٩
فيا أسد يصول عليه ذئب
ويا مولى يطول عليه عبد

والقصيدة كلها على هذا النسق الطريف.

أما القصيدة الثانية فهي أعجوبة في الجودة والرصانة والخيال، وسنعود إلى درسها حين نتكلم عن المرائي في السلسلة الثانية من هذه المحاضرات.

قلت: إني لن أطيل الحديث عن صلات الشريف بالوزراء والأمراء، وإني سأنتقل من كلامه عن الحمدانيين إلى وفائه لبهاء الدولة، ولكن لا بد من تذكير القارئ بأن هناك شخصيات سياسية عرضنا لها في مواطن مختلفة من هذه المحاضرات، أمثال شرف الدولة وعبد العزيز بن يوسف والصاحب بن عباد.

وقبل أن نواجه الحديث عن بهاء الدولة نذكر أن الشريف كان له ذوق لطيف في التفرقة بين مقامات الخلفاء ومقامات الملوك، فهو كان ينشد الخلفاء شعره بنفسه، أما الملوك فكان يكتفي بإرسال القصائد إليهم وقط فطن بعض الدساسين إلى هذه التفرقة الذوقية، فاغتابوه عند بهاء الدولة واتهموه بالتكبر والازدهاء.

فلما بلغته الدسيسة كتب إلى بهاء الدولة يقول:

جناني شجاع إن مدحت وإنما
لساني إن سيم النشيد جبان
وما ضر قوالًا أطاع جنانه
إذا خانه عند الملوك لسان
ورب حيي في السلام وقلبه
وقاح إذا لف الجياد طعان٢٠
ورب وقاح الوجه يحمل كفه
أنامل لم يعرق بهن عنان٢١
وفخر الفتى بالقول لا بنشيده
ويروي فلان مرة وفلان

وللشريف في بهاء الدولة مدائح كثيرة جدًّا.

فمن هو بهاء الدولة؟ أكان يستحق أن ينفق الرضي في سبيله كل تلك الثروة من الشعر الجيد؟

نظلم الأدب والتاريخ ونظلم صديقنا الشريف إذا تركنا القارئ يفهم أن بهاء الدولة، لم يكن إلا طاغية يجيد ثل العروش كالذي صنع مع الطائع.

كان بهاء الدولة مع غطرسته شخصية فارسية مصقولة الحواشي، وكان يتذوق الأدب الرفيع، وكانت له أخلاق.

إي والله، كانت له أخلاق!

والشاهد الآتي يفصح عما نريده:

كان لشرف الدولة خادم اسمه نحرير، وكان وفيًّا لسيده أصدق الوفاء، وكان بهاء الدولة يسمع بوفائه فيشتد شوقه إليه، فلما توفى شرف الدولة وتولى الأمر بهاء الدولة هم الملك الجديد أن يجتذب نحريرًا إليه؛ ليجري في خدمته على ما كان يجري عليه في خدمة أخيه.

ولكن نحريرًا امتنع، وتظاهر بلبس الصوف، ليفهم الناس أنه طلق دنياه.٢٢
قال الراوي: كنت قائمًا بين يدي بهاء الدولة وهو يخاطب نحريرًا بقوله: لا تزهد في مع رغبتي فيك، فأنا أولى بك على ما كنت عليه من قبل ونحرير يقبل الأرض، ويستعفي إلى أن انتهى بهاء الدولة إلى أن قال له باللغة الفارسية وقد دمعت عيناه: افعل لله! فأقام نحرير على أمر واحد في اللجاج الذي لا يقابل الملوك بمثله وانصرف من بين يديه.٢٣

ثم زين السفهاء لبهاء الدولة أن يأذن بالقبض على نحرير.

قال الراوي: وبقي أبو الحسن محمد بن عمر ونحرير، فقال له محمد بن عمر: يا هذا، قد أسرفت في الدالة٢٤ ومن أنت وما قدرك حتى تمتنع من خدمة هذا الملك العظيم — وأغلظ٢٥ له في القول ونحرير مطرق — فلما زاد الأمر عليه رفع رأسه وقال له: أيها الشريف! أين كان هذا القول منك في أيام مولاي وأنت ترى أفضل آمالك إذا ابتسمت في وجهك؟ فأما الآن وأنا على هذه الحال فاستعمال ما أنت مستعمله لؤم قدرة، وسوء ملكة، وكيف ألام على ترك الدنيا بعد ملك ابتاعني بألف درهم ثم رفعني إلى أن كنت تخدمني ولا أخدمك، وتحتاج إلي ولا أحتاج إليك.٢٦

وما نريد أن نأتي على بقية القصة، فليس يسر القارئ أن يعلم ما صنعت الدسائس التي انتهت بقتل نحرير، فقد يكون في ذلك ما يحقر الجنس الذي اشترك في تكونيه آدم وزوجته حواء!

وأريد أن أقول: أيها السادة إن بهاء الدولة كان رجلًا له قلب؛ وذلك مما يعطف عليه شاعر مثل الشريف، وهو قد استطاع أن يثبت قواعد الملك في العراق والموصل وخوزستان وشيراز وكرمان، واستطاع أن يطمئن على بغداد فيتركها ويقيم في خوزستان، ويولي عليها حاكمًا يسميه عميد العراق.

ومعنى ذلك أن العراق شهد في عهده أطياف الرخاء.

•••

قلت: إن بهاء الدولة كان يتذوق الأدب الرفيع، وشاهد ذلك أن الشريف كان يداعبه بالشعر فيرسل إليه القصائد الوحشية والقصائد الإنسية.

كان يخاطبه بالشعر الوحشي فيقول:

رأى على الغور وميضًا فاشتاق
ما أجلب البرق لماء الآماق
ما للوميض والفؤاد الخفاق
قد ذاق من بين الخليط ما ذاق
داء غرام ما له من إفراق
قد كل آسية وقد مل الراق
لآل ليلي في الفؤاد أعلاق
تزيد من حيث تقضي الأشواق

إلى آخر القصيدة وهي طويلة.

وكان يخاطبه بالشعر الإنسي فيقول:

خل دمعي وطريقه
أحرام أن أريقه؟
كم خليط بان عني
ما قضى الدمع حقوقه
يا شقيقي والقنا يغـ
ـضب في العدل شقيقه
عاصيًا ناصحه الأقـ
ـرب ودًّا ورفيقه
من لبرق هب وهنًا
من أبانين وسوقه٢٧
من شريقي الحمى
ينشد نجدًا وعقيقه
من غمام كالمتالي
ينقل الليل وسوقه٢٨
لاح فاقتاد فؤادًا
عازب اللب مشوقه
طال ذكر النفس أروا
ح زرود وبروقه
وعقابيل غرام
يذكر القلب حقوقه
وخيال دلس القلـ
ـب على العين طروقه
كذب تحسبه الصب
من الشوق حقيقه
أنعمي يا سرحة الحي
وإن كنت سحيقه٢٩
أتمنى لك أن تبـ
ـقي على النأي وريقه
ثمر حرم واشيـ
ـك علينا أن نذوقه

وهذا نسيب مرقص.

ثم يمدح بهاء الدولة فيقول:

يا قوام الدين والفا
رج للدين مضيقه
أنت راعيه وها
ديه إذا ضل طريقه
من رجال ركبوا الـ
ـمجد فما ذموا عنيقه٣٠
معشر كانوا قبيل
العز قدمًا وفريقه
وملوك في ثراهم
ضرب المجد عروقه
ومغاوير الحفيظا
ت وفرسان الحقيقه
حسب يحسب من
فيه وأعراق عريقه
من ترى يدفع رو
قيه ومن يطلع نيقه٣١
لهم الأيدي الطوا
ل الطول والبيض الزليقه٣٢
ومواريث مقاري الليـ
ـل والنار العتيقة
بوجوه واضحات
في دجى الأزل طليقه٣٣
وأكف منفقات
في الندى الغمر عريقه
وبأخلاق رقاق
دون أعراض صفيقه٣٤
تخذوا المجد أبًا ما
استحسنوا قط عقوقه
إن فيهم مولد الملك
ومن قبل علوقه٣٥
ناشئًا تسلمه الأم
إلى الظئر الشقيقه
هم رموا عني جليل الـ
ـخطب يدمي ودقيقه
طردوا الأيام عن ور
د دمي طرد الوسيقه٣٦
أطلقوني من إسار الـ
ـدهر إطلاق الربيقه٣٧

إلى أن يقول:

عشت تستدرك فينا
خطل الدهر وموقه٣٨
واثقًا بالدهر تعطي
من رزاياه وثيقه
كلما عفت صبوح الـ
ـعمرعوطيت غبوقه
مطلع الشارق إن غا
ب رجا الناس شروقه
آمن المرتع ترعى
روضة العز أنيقة
إن يكن عيدًا فأيا
مك أعياد الخليقة
إنها أنوار أحـ
ـداق ونوار حديقه٣٩
أن نعلق الأعادي
أسكت الذل نعيقه
لفظ الملك شجاه
واساغ اليوم ريقه

وهذا الشاهد المطول لا يهمنا لذاته، كما تظنون، وإنما يهمنا لدلالته على أريحية الشريف وهو يمدح بهاء الدولة، وهذه الأريحية تحتاج إلى قليل من البيان:

إن الشريف ظل موصول الأواصر بمودة بهاء الدولة نحو عشرين سنة، وهي مودة كان لها أثر كبير في شاعرة الشريف؛ لأنها أفسحت أمامه المجال للتطريب والتغريد، وراضته على الطواف حول كرائم المعاني، فقد كان الشريف يحب أن يمدح الرجال، لا للتكسب ولا للتزلف ولكن للمعنى الذي شرحناه في الطبعة الثانية من كتاب «البدائع» وهو معنى دقيق لم يتنبه إليه أحد من الذين أرخوا الأدب العربي، فالمدائح كانت سجلًّا لما يفهم الشعراء من مكارم الأخلاق، وكان الشريف في جدود هذا الفرض يسيره أن يتكلم عن الشمائل والخصال التي ترفع أقدار الرجال.

فمدائح الشريف صور لما كان يؤمن به من الحقائق الأخلاقية، وشاهد على أنه كان في أعماق قلبه يود التخلق بما اصطفاه لممدوحيه من أخلاق.

وهذه القصيدة فيها إشارة إلى ماضي الفرس، حتى النار، وهي في شعره نار عتيقة أي: كريمة، والعتق هو الكرم في الخيل وفي الصهباء.

وأريد أن أقول: إن ثناء الشريف على ماضي الفرس كان شواهد تلطفه مع بهاء الدولة؛ لأن الشريف له قصائد في تفضيل العرب على الفرس، وبعبارة أدق تفضيل مجد الإسلام على مجد الفرس، كالقصيدة التي قالها حين اجتاز بالمدائن وشهد إيوان كسرى سنة ٣٩٧.

قربوهن ليبعدن المغارا
ويبدلن بدار الهون دارا

وكان يتفق له أن يتغنى بمجد العرب وما صنعوا في قهر الفرس وهو يمدح بهاء الدولة، فما تعليل ذلك؟

أغلب الظن أن الفرس لم يكن من همهم أن يقاوموا مجد العرب في الحدود التي رسمتها الشعوبية؛ لأن الفرس أسلموا وتعصبوا أشد التعصب للغة العربية، وكان إسلامهم واستعرابهم من أهم الأمجاد في حياة العروبة والإسلام.

وأغلب الظن أيضًا أن الشعوبية لم تكن نزعة إجماعية في حياة الفرس، وإنما هي مناوشات أدبية أثارها الأدباء، وهم مصدر الشرفي بعض الأحيان!

أقول هذا لأفهم وتفهموا كيف جاز للشريف أن يذكر انتصار العرب على الفرس في قصيدة يمدح بها بهاء الدولة، فينص على أن عارض الحرب يوم ذي وقار:

رحض الأغلف في تياره
ورد العلج وما كاد يرد٤٠
يصطلي نار طعان مضة
أوقدت فيها نزار بن معسد

والحقيقة أن الفرس في مؤلفاتهم وأشعارهم كانوا من نماذج القومية العربية الإسلامية، فلم يكن يجرحهم أن يقول شاعر: إن الإسلام انتصر عليهم؛ لأنهم رحبوا بالإسلام منذ عرفوه، وكانت بلادهم من الحصون التي اعتزت بها لغة القرآن.

وإنما نوهت بهذه القصيدة لأشرح كيف كان الشريف يتردد بين الإشارة بمجد العرب ومجد الفرس، وكيف جاز له أن يدور حول هذه المعاني بلا تهيب ولا إشفاق.

وما يجوز لنا أيها السادة أن نزن التاريخ بموازين الحوادث في هذه الأيام، فالأمم الإسلامية في هذا العصر يستقل بعضها عن بعض، بحيث يظن الغافل أنها كانت كذلك في الأيام الخالية، وما كانت كذلك، وإنما كان يتنقل المؤمن من أرض إلى أرض فلا يفهم أنه انتقل من وطن إلى وطن، وإنما كان يشعر بأنه يسير تحت راية الإسلام، ولم تكن ياء النسب إلا علامة تمييز لا علامة تفريق.

أيها السادة

كانت مدائح الشريف لبهاء الدولة فرصة عظيمة لجموح الخيال، ففي تلك المدائح لفتات ذوقية وروحية وخلقية.

والذين اهتموا بغراميات الشريف وقفوا عند الحجازيات، وفاتهم أن الشريف كانت له في مدائحه وثبات غرامية، كأن يقول:

من رأى البرق بغورق السند
في أديم الليل يفري ويقد
حيرة المصباح تزهوه الصبا
خلل الظماء يخبو ويقد٤١
كلما أنجد علوي السنا
قام بالقلب اشتياق وقعد
كم أضاء البرق لي من معهد
ذاب دمع العين فيه وجمد
ومغان أنبت الحسن بها
هيفًا ترعاه عيني وغيد
كلما عاود قلبي ذكرها
لعب الدمع بجفني وجد
إن ريم السرب أدنى لي الجوى
ونأى بالصبر عني والجلد
بندى غضين غصن ونقًا
وجنى عذبين شهد وبرد

وكأن يقول:

ذكرت على بعدها من منالي
منازل بين قبا والمطال
ومبنى قباب بني عامر
على الغور أطنابهن العوالي
عقائل علمهن العفاف
وصل المطال ومطل الوصال
مرابع يشكو بهن الجراح
أسود الشرى من ظباء الرمال
مضاحكهن عقود العقود
وأجيادهن لآلي اللآلي
أبعد الأسى عاد عيد الغرام
وقرف من الشوق بعد اندمال٤٢
هوى بين مقتص إثر الغزال
ولي ومنتص جيد الغزال٤٣
وما طلب البذل من باخل
بميسوره غير داء عضال
وما زال يلوي ديون الهوى
ويؤيسنا من قليل النوال
إلى أن قنعنا بزور المزار
بعد النوى وخيال الخيال٤٤

وكأن يقول:

زار والركب حرام
أوداع أم سلام
طارقًا والبدر لا
يحفزه إلا الظلام
بين جمع والمصلى
ريم سراب لا يرام
وحلول ما قرى نا
زلهم إلا الغرام٤٥
بدلوا الدور فلما
نزلوا القلب أقاموا
يا خليلي اسقياني
زمن الوجد سقام
وصفا لي قلعة الركـ
ـب ولليل مقام٤٦
من ألالٍ حفز والعيـ
ـس كما ريع النعام٤٧
فزفير ونشيج
وعجيج وبغام
ومنى أين منًى مـ
ـني لقد شط المرام
هل على جمع نزول
وعلى الخيف خيام
يا غزال الجزع لو كا
ن على الجزع لمام
أحسد الطوق على جيـ
ـدك والطوق لزام
وأعض الكف إن نا
ل ثناياك البشام٤٨
وأغار اليوم إن مر
على فيك اللثام
أنا عرضت فؤادي
أول الحرب كلام
أن جعلت القلب مرمى
كثرت فيه السهام
من يداوي داء أحشا
ئك والداء عقام٤٩

وأنا أكتفي بهذه الشواهد الثلاثة لأريكم أن مدائح الشريف في بهاء الدولة تجمع أطايب من المعاني الذوقية. والقطعة الأخيرة من الشعر النفيس، وعهدي بالأستاذ محمد الههياوي يرحل من «حدائق القبة» إلى القاهرة؛ ليسمعها من الأستاذ أبي بكر المنفلوطي، كأن الشريف هو وحده الذي يحسن أن يقول:

زار والركب حرام
أوداع أم سلام

أما المعاني الروحية فكثيرة، يمثلها تلطفه مع بهاء الدولة إذ يقول:

لا ضحا ظلكم يومًا ولا
مطل الإقبال منكم ما وعد
وتفارطتم على رفه السرى
مورد النعماء والعيش الرغد٥٠

وإذ يقول:

سيبلو منك هذا الصوم خرقًا
رحيب الباع فضفاض الرداء٥١
تصوم فلا تصوم عن العطايا
وعن بذل الرغائب والحياء

وإذ يقول:

لا زعزعتك الخطوب يا جبل
وبالعدا حل لا بك العلل
قد يوعك الليث لا لذلته
على الليالي ويسلم الوعل٥٢
لا طرق الداء من بصحته
يصح منا الرجاء والأمل
حاشاك عن عارض تراع به
ذاك فتور النعيم والكسل
النجم يخفي وأنت متضح
والشمس تخبو وأنت مشتعل
ما صرف الدهر عنك أسهمه
فكل جرح يصيبنا جلل٥٣
باق تخطاك كل نائبة
إلى العدا والنوازل العضل
فما يقول الأعداء لا بلغوا السؤ
ل ولا أدركوا الذي أملوا
بنا الأذى لا بكم إذا نزل الخطب
طروقًا وصمم الأجل
ودمتم للعلا وعيشكم
غض وراووق عزكم خضل
لا عجب أن نقيكم حذرًا
نحن جفون وأنتم مقل

وإذا يقول في تعزيته عن إحدى بناته وهي التي عقد عليها للخليفة القادر بالله:

لهان الغمد ما بقي الحسام
وبعض النقص آونة تمام
إذا سلك العلا سلمت قواه
فلا جزع إذا انتقص النظام
وأهون بالمناكب يوم يبقى
لنا الرأس المقدم والسنام
وما شكوى المناهل حين تمسي
مغيظة إذا بقي الغمام
وهل هو غير فذ أخلفته
لنا العلياء والنعم التوام
وما شرر تطاوح عن زناد
بمفتقد إذا بقي الضرام
أفق يا دهر من أمسيت تحدو
وقد منع الخزامة والزمام
قدعت مبرز الحلبات يغدو
جموحًا لا ينهنهه اللجام٥٤
ولودًا مثل ما خالست منه
وأنت بمثله أبدًا عقام٥٥

أما اللفتات الخلقية فكثيرة جدًّا، كأن يقول:

كان قضاء الإله مكتوبًا
لولاك كان العزاء مغلوبًا
ما بقيت كفك الصناع لنا
فكل كسر يكون مرءوبًا٥٦
ما احتسب المرء قديهون وما
أوجع ما لا يكون محسوبًا
نهضًا بها صابرًا فأنت لها
والثقل لا يعجز المصاعيبا
فقد أرتك الأسى وإن قدمت
عن يوسف كيف صبر يعقوبا٥٧

وما نقصر المعاني الخلقية على الشعر الذي يجري مجرى الأمثال، وإنما هي تشمل كل ما أشاد فيه بالشمائل والخصال، ومن الواضح أن هذا الحكم ينساق على جميع المدائح في الشعر العربي، ولكن لا مفر من الاعتراف بأن الشريف كان ينوه بخلائق الرجال وهو يحسها أقوى إحساس.

أما بعد فليس من همنا أن نستقصي ما قال الشريف في بهاء الدولة، فذلك بحث يطول، ويكفي أن تكونوا عرفتم أن الشريف عاش مدة وهو في حركة عقلية وذوقية ومعاشية بفضل ذلك الملك، وتشهد قصائد الديوان بأن بهاء الدولة أغدق عليه نعم التشريف والتبجيل، وأنه كان يعتمد عليه في كثير من الشؤون.

وفي جمادى الآخرة سنة ٤٠٣ مات بهاء الدولة فرثاه الشريف بهذه القصيدة الباكية:

دع الذميل إلى الغايات والرتكا
ماذا الطلاب أترجو بعدها دركا٥٨
ما لي أكلفها التهجير٥٩ دائبة
على الدجى وقوام الدين قد هلكا
حل الغروض فلا دار ملائمة
ولا مزور إذا لاقيته ضحكا٦٠
اليوم صرحت الجلى وقد تركت
بين الرجاء وبين اليأس معتركا٦١
رزيئة لم تدع شمسًا ولا قمرًا
ولا غمامًا ولا نجمًا ولا فلكا
لو كان يقبل من مفقودها عوض
لأنفق المجد فيها كل ما ملكا
قد أدهش الملك قبل اليوم من حذر
وإنما اليوم أذرى دمعه وبكى
أمسى بها عاطلًا من بعد حليته
وهادمًا من بناء المجد ما سمكا٦٢
من للجياد مراعيها شكائمها
يحملن شوك القنا اللذاع والشككا٦٣
يطابها تحت أطراف القنا زلقًا
من الدماء ومن هام العدا نبكا٦٤
من للظبا يختلي زرع الرقاب بها
حكم القصاقص لا عقل لما سفكا٦٥
من للقنا جعلت أيدي فوارسه
من القلوب لها الأطواق والمسكا٦٦
من للأسود نهاها عن مطاعمها
فكم وردن فريسًا بعدما انتهكا
من للخطوب ينجي من مخالبها
وينزع الظفر منها كل ما سدكا٦٧
من معشر أخذوا الفضلى فما تركوا
منها لمن يطلب العلياء متركا
قدوا من البيض خلقًا والحيا خلقًا
عيصًا ألف بعيص المجد فاشتبكا٦٨
لو أنهم طبعوا لم ترض أوجههم
دراري الليل لو كانت لها سلكا
هم أبدعوا المجد لا أن كان أولهم
رأى من الجد فعلًا قبله فحكى
الراكبين ظهورًا قلما ركبت
والمالكين عنانًا قلما ملكا
يا صفقة من بياع كلها غرر
من ضامن للعلا من بعدها الدركا٦٩
خلالها كل ذئب مع أكيلته
من واقع طار أو من عاجز فتكا
الموت أخبث من أن يرتضي أبدًا
لا سوقة بدلًا منه ولا ملكا
لا تتبعوا في المساعي غير أخمصه
فأخصر الطرق في العلياء ما سلكا
ما مثل قبرك يستسقى الغمام له
وكيف يسقي القطار النازل الفلكا
لا يبعد الله أقوامًا رزئتهم
لو ثلموا من جنوب الطود لانهتكا٧٠
فقدتهم مثل فقد العين ناظرها
يبكي عليها بها يا طول ذاك بكا
إذا رجا القلب أن ينسيه غصته
ما يحدث الدهر أدمى قرحه ونكا
إن يأخذ الموت منا من نضن به
فما نبالي بمن بقَّى ومن تركا
إني أرى القلب ينزو لادكارهم
نزو القطاطة مدوا فوقها الشركا٧١
لا تبصر الدهر بعد اليوم مبتسمًا
إن الليالي أنست بعده الضحكا

•••

وكذلك كان بهاء الدولة آخر من اعتز الشريف بمدحه من بين الملوك، وربما كان صادقًا فيما ادعاه من ذهاب الضحك بذهاب ذلك الفقيد، فإن الشريف لم يعمر من بعده طويلًا.

هوامش

(١) الطول بالفتح هو الجود.
(٢) الأخلاف: الأثداء، والمصاب بفتح الميم مصدر الصوب أي: الأنصباب.
(٣) القاب: الفرخ، وهو أيضًا ما بين المقبض والسية من القوس.
(٤) الجناح المحصوص هو الذي تساقط ريشه، ويقال كذلك: رأس محصوص.
(٥) الذرائع جمع ذريعة وهي الوسيلة.
(٦) الأرسان جمع رسن بالتحريك وهو الحبل وما كان من زمام على أنف.
(٧) من ورد يرد.
(٨) الغوادي جمع غادية وهي السحابة تنشأ غدوة أو مطرة الغداة، والرذاذ على وزن سحاب هو المطر الخفيف، وهذا البيت من وثبات الخيال.
(٩) الجنة بالضم هي الوقاية.
(١٠) الأساود جمع أسود وهي الحية الهائلة.
(١١) المتواعث الكثير التراب، والملا: الصحراء.
(١٢) منزور قليل، والرائث: البطيء.
(١٣) الرافث الذي ينطق بالفحش.
(١٤) المقاري في الأصل رؤوس الاكام وهي هنا الجفان، والغوارث الجياع ويقال للجائع: غرثان.
(١٥) العمات جمع عمة بالكسر لغة في العمامة، وهي مستعملة في مصر.
(١٦) الزافرة: الجماعة.
(١٧) هذا بيت نفيس.
(١٨) أرجو القارئ أن يتأمل في عذوبة هذه الأبيات.
(١٩) وهذا أيضًا بيت نفيس.
(٢٠) في هذين البيتين يفرق الشاعر بين الوقاحة في القلب والوقاحة في الوجه، والوقاحة هنا معناها الشجاعة، فهي في هذا المقام كلمة ثناء.
(٢١) في هذين البيتين يفرق الشاعر بين الوقاحة في القلب والوقاحة في الوجه، والوقاحة هنا معناها الشجاعة، فهي في هذا المقام كلمة ثناء.
(٢٢) هذا شاهد جديد على أن التصوف مشتق من الصوف، وهو يؤيد ما قلنا به في كتاب «التصرف الإسلامي».
(٢٣) تجارب الأمم ج٣ ص١٥٤ طبع مصر بعناية مرجليوث.
(٢٤) في تجارب الأمم (الدولة) وهو تحريف.
(٢٥) في طبعة مرجليوت (فأغلظ) وما أثبتناه أصح.
(٢٦) ص١٥٥–١٥٦.
(٢٧) أبانين مثنى أبان. وهما جبلان يقال لأحدهما: أبان الأبيض وللثاني أبان الأسود، وانظر بقية الفروض في معجم البلدان. وسوقة بضم أوله موضع بنواحي اليمامة. وقيل: ماء وجبل لباهلة.
(٢٨) المثالي الابل، والوسوق جمع وسوق وهو الحمل.
(٢٩) سحيقة: بعيدة.
(٣٠) العنيق: السير.
(٣١) الروقان مثنى روق وهو القرن. والنيق بالكسر أرفع موضع في الجبل.
(٣٢) البيض الزليقة: السيوف الماضية.
(٣٣) الأزل بفتح فسكون هو الضيق والشدة.
(٣٤) المراد من صفاقة الأعراض قوتها وصلابتها.
(٣٥) العلوق على وزن صبور: المرضع.
(٣٦) الوسيقة من الإبل كالرفقة من الناس.
(٣٧) الربيقة البهيمة المربوطة في الربقة.
(٣٨) الموق بالضم هو الحمق في غباوة، ويقال: حمق مائق.
(٣٩) النوار بضم النون هو الزهر.
(٤٠) الرحض: الغسل، والعلج: الرجل من كفار العجم.
(٤١) يقد: مضارع وقد.
(٤٢) القرف قشر الجرح.
(٤٣) منتص الجيد: مرتفع العنق.
(٤٤) الزور بالفتح هو الزائر، والمراد يزور المزار طيف الزيارة.
(٤٥) الحلول: المقيمون.
(٤٦) القلعة بضم القاف الارتحال. والليل مقام: إشارة إلى الرحيل في ظلام الليل.
(٤٧) ألال على وزن سحاب: اسم جبل بعرفات، قال ياقوت: وأما اشتقاقه فقيل: إنه سمي ألالا؛ لأن الحجيج إذا رأوه ألوا: أي: اجتهدوا. وقد ذكره الشريف في قصيدة أخرى فقال:
فأقسم بالوقوف على ألال
ومن شهد الجمار ومن رماها
لأنت النفس خالصة وإن لم
تكونيها فأنت إذن مناها
(٤٨) البشام على وزن سحاب شجر يؤخذ منه المسواك.
(٤٩) داء عقام بالفتح والضم، والضم أفصح: لا يبرأ منه.
(٥٠) تفارطتم: تقاسمتم.
(٥١) الخرق بالكسر الظريف في سخاوة والفتى الحسن الكريم الخليقة.
(٥٢) الوعل: تيس الجبل.
(٥٣) الجلل بالتحريك معناه هنا الهين. و(ما) ليست نافية وإنما هي ظرفية،.
(٥٤) القدع: الكبح.
(٥٥) العقام والعقيم من العقم وهو انقطاع النسل.
(٥٦) الكف الصناع: الماهرة في الصنع، وليست من الصنيع بمعنى الإحسان كما في هامش طبعة بيروت.
(٥٧) الأسى بضم الهمزة جمع أسوة وهي القدرة في العزاء.
(٥٨) الذميل والرتك من ضروب السير.
(٥٩) التهجير: السير في وقت التهجير.
(٦٠) الغروض جمع غرض وهو المرحل كالحزام للسرج.
(٦١) الجلي: الأمر العظيم.
(٦٢) سمك البناء: ارتفع.
(٦٣) الشكك: جمع شكة بالكسر وهي السلاح.
(٦٤) النبك: جمع نبكة بالتحريك وتسكن وهي أكمة محدودة الرأس.
(٦٥) الاختلاء: القلع، والقصاقص: الأسد. والعقل: الدية.
(٦٦) المسك: جمع مسكة بالضم وهي ما يمسك به.
(٦٧) سدك: ثبت ولزم.
(٦٨) العيص بالكسر الشجر الكثير الملتف.
(٦٩) الغرر بالتحزير هو المعرض للضياع.
(٧٠) هذا المعنى نفيس جدًّا.
(٧١) القطاطة هي القطاة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤