كلمة المؤلف

«لقد أصبحنا نتطلب حياة قوية مشرقة ملؤها العزم والشباب، ومن يتطلب الحياة فليعبد غده الذي في قلب الحياة … أما من يعبد أمسه وينسى غده فهو من أبناء الموت وأنضاء القبور الساخرة.»

هذا الكتاب هو المسامرة التي ألقيتها بقاعة الخلدونية في العشرين من شعبان السنة الماضية، قدمتها للطبع دون أي تنقيح أو زيادة أو حذف، إلا ما كان من التعاليق التي شرحت بها ما يمكن أن يُشْكِلَ لَفْظُهُ أو يُبْهِمَ معناه، حتى يكون القارئ على بَيِّنَةٍ مما أردت قوله أو دَلَلْتُ به، وإن كنت أعلم أن كثيرًا من الآراء التي بها في حاجة إلى الشرح والبيان والتعليل، وربما إلى زيادة التمحيص والبحث ولَعَلِّي أعود إليها بالنظر في مقتبل الزمن إن سمحت بذلك الأقدار، أما الآن فحسبي أني لَبَّيْتُ بطبعها رغائب إخواننا الكثيرين من الشباب الناهض المستنير الذي لم أَخُطَّ كتابي إلا لأخاطب فيه حماس الفتوة، وأدعوه معي إلى أن نسلك بالأدب التونسي سبيل الحياة الجميل المحفوف بالأوراد والزهور.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤