النص · السلطة · الحقيقة: الفكر الديني بين إرادة المعرفة وإرادة الهيمنة
«هذا التداخل بين السياسي والفكري إلى حدِّ التطابق أحيانًا، وما يفضي إليه من تَلْفِيقيَّة — تُسَمَّى «توفيقيَّة» على سبيل التحسين — له حضور ملموس في تاريخنا العقلي والثقافي. وذلك منذ تَحوَّل الدين — الإسلام بصفة خاصَّة — إلى أرض المعركة التي يدور فيها الصراع الاقتصادي والاجتماعي، ومن ثَمَّ السياسي، وهي المعركة التي لا تزال دائرة حتى الآن على الأرض نفسها؛ أرض تأويل النصوص الدينيَّة.»
على الرغم من أن دراسات هذا الكتاب قد كُتبت مُتفرِّقة بين عامَي ١٩٩٠ و١٩٩٥م، فإنَّها تدور جميعها حول موضوع واحد، هو: القراءة التحليلية التفكيكية للتراث الفكري الديني في الثقافة العربية الإسلامية. يؤكد «نصر حامد أبو زيد» في هذا الكتاب على أن خطاب النهضة كان مسكونًا بأسئلة الآخَر، وهذا ما حجب عنه أسئلتَه الخاصة، ثم يتناول مفهوم «التاريخية» كاشفًا عن الطبيعة الأيديولوجية لتَصوُّر «الأزليَّة» في التراث الكلامي الإسلامي، ثم يتعرَّض لكشف بِنية القراءات الأيديولوجية للنص الديني وجذورها في التراث الإسلامي، وأخيرًا يَتوسع في بيان الطبيعة الخاصة ﻟ «اللغة الدينية» وثنائية الحقيقة والمَجاز، مُتوسِّلًا في ذلك بحشد كبير من الأدوات المعرفية التي كان «أبو زيد» رائدًا في الإفادة منها في قراءة النص الديني، والتراث الفكري الإسلامي، ومن أهمِّها: «السيميولوجيا»، و«الهرمنيوطيقا»، و«علم السرد».