الفصل الثالث والعشرون

تقرير عن الرسائل الموجَّهة إلى السيد الرئيس

  • (١)

    السيدة «اليخاندرا»، أرملة المرحوم «بران»، القاطنة في هذه المدينة، وصاحبة حانوت الأثاث المُسمَّى «لابايينا فرانكا»، تقرَّر أنه لما كان محلها مجاورًا لحانة «الخطوتان»؛ فقد كان بوسعها أن ترى عدة أشخاص يتردَّدون على تلك الحانة، خاصة بالليل، بحجة زيارة إحدى المريضات. وهي تتشرَّف بإحاطة السيد الرئيس علمًا بهذه الوقائع؛ إذ يبدو لها — من المحادثات التي سمعتها عبر الحائط — أن الجنرال «إيوسبيو كاناليس» قد يكون مختبئًا في تلك الحانة، وأن الأشخاص الذين يتردَّدون على ذلك المكان يتآمرون ضد سلامة الدولة وعلى حياة السيد الرئيس الغالية.

  • (٢)

    «سوليداد بلماريس»، القاطنة في هذه المدينة، تقرِّر أنها لم تعد تجد ما تقتات به؛ لأنَّ مواردها قد نفدت. ولما كانت غريبة عن هنا ولا يُمكن لأحد أن يقرضها نقودًا، فإنها ترجو السيد الرئيس أن يفرج عن ابنها «مانويل بلماريس» وعن زوج أختها «فيديريكو أورنيروس ب». وأن الوزير المفوض بسفارة بلدها هنا يُمكنه أن يشهد أنه لا صلة لهما بالسياسة، وأنهما ما جاءا هنا إلا ليكسبا عيشهما بالعمل الشريف، وأن جريمتهما الوحيدة أنهما قبلا توصيةً من الجنرال «إيوسبيو كاناليس» لمساعدتهما في الحصول على وظيفة في محطة السكك الحديدية.

  • (٣)

    الكولونيل «برود نسيو بيرفكتو باز» يقرِّر: أن الرحلة التي قام بها مؤخرًا إلى الحدود كانت تهدف إلى التعرف على حالة الأراضي والطرق والممرات البرية هناك لتحديد المواضع التي ينبغي اتخاذ مزيد من الإجراءات بشأنها. وهو يُعطي وصفًا تفصيليًّا لخطة؟؟ حملة يُمكن القيام بها في نقاط إستراتيجية ملائمة في حالة حدوث حركة ثورية، وهو يؤكِّد نبأ تطوع أفراد عند الحدود لذلك الغرض، وأن منهم «خوان لليون بارادا» وغيره، وأنهم يحوزون أسلحة من النوع التالي: قنابل يدوية، رشاشات يدوية، بنادق محدودة المدى، ديناميت وغيره من لوازم زرع الألغام؛ وأن الثوار لديهم ما بين ٢٥ و٣٠ رجلًا مسلحًا بإمكانهم الهجوم على قوات الحكومة المرابطة هناك. ولم يكن بإمكانه تأكيد خبر أن «كاناليس» هو قائدهم، ولكن إذا كان الأمر كذلك، فإنهم بلا شك سيقومون بغزو بلدنا ما لم نتخذ الإجراءات الدبلوماسية لتسليم هؤلاء الثوار من البلد المجاور. ويُضيف أيضًا أنه مُستعد لتنفيذ الهجوم المحدَّد له بداية الشهر القادم، بيد أنه يفتقر إلى أسلحة لفرقة المشاة، وليست لديه ذخيرة كافية، وأنه باستثناء بعض المرضى الذين يحتاجون رعاية طبية، فإن قواته بحالة طيبة، وأنهم يتلقون تدريبًا من السادسة إلى الثامنة صباح كل يوم، ويُخصَّص لغذائهم رأس من الماشية كل أسبوع، وأن الموقِّع أدناه قد طلَب أكياسًا من الرمل من الميناء لبناء تحصينات.

  • (٤)

    «خوان أنطونيا ماريس» يشكر السيد الرئيس على الاهتمام الذي تفضَّل بإبدائه نحوه، بتوفير الرعاية الطبية اللازمة له. وهو جاهز الآن للعودة إلى الخدمة ويرجو الإذن له بالحضور إلى العاصمة للاضطلاع ببعض المهام الناشئة عن معلوماته الخاصة عن الأنشطة السياسية التي يقوم بها المحامي «قابيل كرفخال».

  • (٥)

    «لويس رافيليس م»، يُقرِّر أنه بالنظر إلى مرضِه ونقص الوسائل الكفيلة باستعادته لصحته، فإنه يودُّ العودة إلى الولايات المتحدة، حيث يرجو تعيينه في إحدى الوظائف بإحدى قنصليات الجمهورية، لا في «نيواورليانز»، وليس بموجب الظروف السابقة، بل بوصفه صديقًا مخلصًا للسيد الرئيس. وكان من حسن حظه أن أدرج اسمه في جدول المقابلات في نهاية يناير الماضي، ولكنه حين كان في الصالون وعلى وشك الدخول، لاحظ وجود شيء من الريبة من جانب ضباط الحراسة، الذين عدَّلوا موضعَ اسمه في القائمة، وحين حلَّ دوره، أخذه ضابط إلى حجرة مجاورة حيث فتشه كأنما هو فوضوي، وقال له إنه يفعل ذلك بناءً على إخبارية بأن المحامي «قابيل كرفخال» قد دفع له مالًا كيما يقوم باغتيال رئيس الجمهورية. ولدى عودته إلى الصالون، وجد أن مقابلتَه قد ألغيت، ورغم أنه بذل منذئذ كل ما في وسعه كيما يقابل السيد الرئيس ليطلعه على بعض الأشياء التي لا يُمكن تسطيرها على الورق، فإنه لم ينجح في ذلك المسعى.

  • (٦)

    «نيقوميدس آسيتونو» يكتب مُقرِّرًا أنه في طريق عودته إلى العاصمة بعد إحدى رحلاته العديدة التي تحمله إليها أعماله، لاحظ أن الملصَق الإعلاني المربوط إلى خزان المياه — والذي يظهر فيه اسم السيد الرئيس — قد دُمر كله تقريبًا؛ إذ نُزعت عنه ستة حروف وخُربت حروف أخرى فيه.

  • (٧)

    «لوسيو فاسكيز» المقبوض عليه في السجن المركزي بأمر المدعي العسكري العام، يرجو مقابلة السيد الرئيس.

  • (٨)

    «كاتارينو ريخيسيو» يقرر أنه يُدير عقار «لاتييرا» المملوك للجنرال «إيوسبيو كاناليس»، وأنه في أحد أيام شهر أغسطس الماضي زار ذلك السيد أربعة أصدقاء، أعلن لهم (وهو في حالة سكر) أنه إذا اندلعت الثورة فثمَّة كتيبتان تحت أمره: واحدة تأتمر بأمر أحد أصدقائه هو الميجور «فارفان»، والأخرى لأحد العمداء لم يذكر اسمه. ولما كانت شائعات الثورة لا تزال تتردَّد، فإن الموقِّع أدناه يكتب لإبلاغ السيد الرئيس بهذا؛ نظرًا لأنه لم يتمكَّن من مقابلته لإبلاغه بذلك شخصيًّا، رغم مساعيه العديدة لهذا الغرض.

  • (٩)

    الجنرال «ميغاديو رايون» يُرفق خطابًا تلقاه من القس «بلاس كوستديو» يقرِّر فيه أن الأب «أوركيخو» يفتري عليه الشائعات (حيث إنه سيخلف الأب في رئاسة أبرشية «سان لوقا» بأمر من الأسقف) ويُثير عليه السكان الكاثوليك بأكاذيبه، تُعاونه السيدة «أركاديا دي أيوسو». ولما كان وجود الأب «أوركيخو» في الأبرشية يمكن أن تترتب عليه عواقب وخيمة، وهو صديق للمُحامي «قابيل كرفخال»، فإن الموقِّع أدناه يتشرَّف بإحاطة السيد الرئيس عِلمًا بهذه الوقائع.

  • (١٠)

    «الفريدو توليدانو» من هذه المدينة، يقرر أنه نظرًا لأنه يعاني من الأرق ولا يَنام إلا في ساعة متأخرة من الليل، فإنه قد فاجأ أحد أصدقاء السيد الرئيس — هو «ميغيل ذو الوجه الملائكي»، يقرع بعنف على باب منزل السيد «خوان كاناليس»، شقيق الجنرال المسمَّى بنفس اللقب، والذي دأب أيضًا على انتقاد الحكومة. وهو يُبلغ السيد الرئيس بذلك علَّه يجد فيه ما يُهمه.

  • (١١)

    «نيقوميدس آسيتونو» وكيل أعمال متنقِّل، يقرر أن الرجل الذي محا اسم السيد الرئيس من على مُلصَق خزان المياه هو «غيرمو ليزازو» المحاسب، وهو في حالة سكر.

  • (١٢)

    «كاسيميرو ريبيكولونا» يُقرِّر أنه سيُتم قريبًا سنتين ونصفًا من الاعتقال في مركز الشرطة الثاني؛ وإنه لما كان فقيرًا ولا أقارب يَشفعون له، فإنه يرجو من السيد الرئيس أن يتكرَّم بالأمر بإطلاق سراحه، وأن الجريمة المتهم بها هي أنه أزال إعلانًا عن ذكرى والدة السيد الرئيس من على باب الكنيسة التي يَعمل مساعدًا للقس بها، بناءً على تحريض من أعداء الحكومة، يقول إن تلك التُّهمة غير صحيحة، وإنه إن كان قد فعل ذلك فلأنه قد خلط بين الإعلان وبين إعلان آخر، حيث إنه أميٌّ لا يقرأ ولا يكتب.

  • (١٣)

    الدكتور «لويس بارينيو» يرجو من السيد الرئيس الإذن له بالسفر إلى الخارج بغرض البحث والدراسة، بصحبة زوجته.

  • (١٤)

    «أديلايدا بنيال» نزيلة دار الدعارة الرسمية المسمَّاة «النشوة اللذيذة» في هذه المدينة، تَرغب في إبلاغ السيد الرئيس أن الميجور «مودستو فارفان» قد أخبرها حين كان مخمورًا أن الجنرال «إيوسبيو كاناليس» هو الجنرال الوحيد الأصيل في الجيش، وأنَّ المصيبة التي حلت به إنما ترجع إلى خوف السيد الرئيس من القادة الأكفاء، وأن الثورة ستَنتصِر في النهاية رغم كل شيء.

  • (١٥)

    «مونيكا بردومينو» المريضة في المُستشفى العمومي، في السرير رقم ١٤ في عنبر «سان رافاييل»، تقرر أنها لما كان سريرها مجاورًا للمريضة «فيدينا روداس»، فإنها قد سمعتها تتحدَّث عن «الجنرال كاناليس» في هذيانها، وإنه نظرًا إلى أنها هي نفسها مريضة فإنها لم تفهم ما قالته المذكورة، ولكن قد يكون مستصوبًا أن يقوم شخص بمراقبة ما تقول ويكتب ملاحظات به. وترسل الموقِّعة أدناه هذه الإخبارية إلى السيد الرئيس انطلاقًا من إعجابها الفائق بحكمه.

  • (١٦)

    «توماس جافيلي» يعلن زواجه من الآنسة «آركلينا سواريز»، ويرغب في تكريس هذا الزواج للسيد رئيس الجمهورية.

٢٨ أبريل …

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤