مقدمة
دعاني قسم الخدمة العامة بالجامعة الأمريكية إلى إلقاءِ مُحاضرة عن البنك المركزي، وترك لي حرية اختيار النَّاحية التي أُحاضر فيها؛ فاخترتُ أن أتحدث عن البنك المركزي في العصور المختلفة؛ ذلك لأنِّي لم أُرِدْ أن أكرِّرَ ما سبق لي أو لغيري ذكره في هذا الموضوع.
وقد رأيتُ أن أعتمدَ على التاريخ لأستخرج الدروس من صميم الوقائع، مُتبعًا في ذلك الطريقة المعروفة بالطريقة الألمانية. فأعددتُ هذه المُحاضرة وألقيتُ ملخَّصَها في قاعة «يورت» التذكارية في الثاني من يناير سنة ١٩٤٨.
وقد طَلَبَ إليَّ بعض حضرات الذين سمعوا المُحاضرة أن أقومَ بطبعها؛ لأنهم رأوا فيها لونًا جديدًا من البحث فيه تمهيد لدراسة البنوك المركزية، وفيه عرضٌ مُقارنٌ لنظمها.
وإنِّي لأرى من واجبي — والمُحاضرة تستندُ إلى التاريخ — أن أعترفَ بدَينٍ عظيمٍ للمؤرِّخ الكبير الأستاذ سليم بك حسن. فقد شجَّعني على البحث ما نافثني فيه أو ترجم لي بعض الوثائق البردية. وكذلك أمدَّني بكثيرٍ من المراجع التي اعتمدتُ عليها عند الكلام على الدول القديمة. كما أقرُّ بالفضلِ لجناب مستر «ألن رو» — مدير متحف الإسكندرية — فقد أعانني على استيضاح بعض النقط الغامضة في تاريخ الفراعنة والبطالسة والرومان بمصر. فلحضرتيهما منِّي أجزل الشكر وأطيب الثناء.