المقدمة

هي رواية أخذت قاعدة موضوعها عن بعض التواريخ الصليبية، مما جرى بين السلطان صلاح الدين الأيوبي والملك ريكاردوس قلب الأسد، ومن كان معه من الملوك المحالفة، حفظت فيها الأصل التاريخي ما أمكن في نسق حوادثه وبيان أحوال رجاله وأخلاقهم في ذلك العهد، وزدتُ عليه ما لا بد منه لكل رواية من أحاديث الغرام وفكاهة الصبابة والغزل؛ مما تتلاحم به فصول الرواية وأجزاؤها، ويكون داعية إلى إقبال القلوب واشتغال الخواطر والأفكار واستمرار عقدة الموضوع إلى آخرها بين الخوف والرجاء كما هو الشأن المألوف في هذا الفن.

وما أدعي لنفسي أنني بلغت الغاية التي تُراد من الإتقان والكمال في هذا القصد، ولكنني اجتهدت في أن أبلغها أو طرفًا منها؛ فإنْ فاتني فضل الإجادة وبلوغ المراد؛ فما فاتني عُذر النية الحسنة وحق الاجتهاد، ولقد مضى على وضع هذه الرواية وتمثيلها مدة، وكثير من الإخوان يطالبني بطبعها، وأنا أنازعهم في ذلك علمًا بما فيها من القصور في التصنيف، والوقوف دون الحد الذي يتقاضاه الإبداع في هذا العلم، وبأنَّ ما يجوز من الهفوات على مسرح التمثيل بما يخفيه من سرعة إلقائه، وزخرف تمثيله لا يجوز على القارئ اللبيب والمنتقد البصير في قراءته وانتقاده، حتى لج داعي الطلب من الإخوان وغلب على جانب العذر واجب الإجابة والإذعان؛ فلبيت إلى طبعها كما أشاروا، بعد أن أصلحتُ فيها ما بلغ إلى إصلاحها النظر الضعيف، وتداركتُ من هفواتها ما تمثل لي على مسرح التمثيل ووجه التأليف، وأنا أرجو من الواقفين عليها أن يغضوا الطرف عما بقى فيها من الخلل، وأسألُ اللهَ أن يُوفِّقَنا إلى ما به خدمته ورضاه، إنه الموفق في كل قول وعمل.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤