الفصل الخامس

خيام صلاح الدين

الجزء الأول

(صلاح الدين – عماد الدين – الوزراء – وليم)
صلاح الدين : ها موعد الاجتماع، وعن قريب يأتون.
بكر : ما الداعي يا مولاي إلى هذا الاجتماع، وأي شيء يجري فيه؟
صلاح الدين : تجري فيه أمورٌ كثيرة يا بكر، أولها عقد السلام والصلح؛ فقد كفانا ما جرى من الحروب، وما سال بيننا من الدماء، وثانيها الحكم في مسألة يجري بها العدل في مجراه، وينال كلٌّ حقَّه وجزاه، وثالثها عقد اتفاق بين اثنين ولا أدري كيف يتم، ورابعها أنهم يرون صلاح الدين بين رجاله الأبطال الأمناء … وينظرون كيف نحن في السلم لُطَاف، كما نحن في الحرب أشداء.
عامر : كل ذلك حسن يا مولاي، ولكننا نحب الحرب فما هذا السلام؟
صلاح الدين : الحرب سنة عادلة إذا رضي بها الفريقان، ولكن إذا استقال منها فريق كانت من صاحبه عين الظلم والعدوان، فلا تحسب أنَّ الله يأمر بالحرب افتراء بلا سبب عظيم، فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ذلك؛ صراط مستقيم.
خالد : ولكن ما لنا وللحكم بينهم وهم أعداء، أنجري العدل بين خصومنا ونحن نحب أن يكون بينهم ظلم واعتداء؟ أليس كذلك تقضي السياسة بين الملوك يا مولاي؟
صلاح الدين : لا أيها الصديق، فإنَّ العدل يجري في كل مكان، فهو نور الشمس يشرق على الجميع، ويجبُ أن يراه كل إنسان، فلا تحسب أن العدالة تنقسم بين الناس أقسامًا، إنما معدل واحد كل من قام به حق قيامه كان إمامًا، آه لو تعلمون كم يخفى على الملوك من أبواب العدل وكم يظلمون أبرياء من غير علم، ويقتلون من لم يستحق القتل، وهم غير ملومين في ذلك؛ لأنهم لا يعرفون غير الواقع، ويجهلون حقيقة الأصل.
العدل كالمال قليل كثير، وخفي ظاهر، ونافع مضر، هنيئًا لمن يعرف طريقه فيرحم به أنفس الناس، فإنما هو درة تاج يفقدها الملك أحيانًا، ويجدها أقل الحراس، أما والله لم أبت ليلة في راحة إلا بعد عدل عن يقين؛ فإن كثيرين يظنون أنهم حكموا بالعدل، وليسوا إلا ظالمين، فويل لهؤلاء من مشهد يوم شديد، وويل لهم من يوم الدين (يدخل فارس) ماذا تريدون؟
الفارس : قد أقبل ملوك الإفرنج يا مولاي، فماذا نصنع لهم؟
صلاح الدين : أنا ذاهب لملاقاتهم وحدي؛ لأني أريد أن أرى قلب الأسد وحده، فقابلوا أنتم الباقين، وأحسنوا لهم الوفادة والإكرام.

الجزء الثاني

(المذكورون إلا صلاح الدين)
خالد : ما أكرم السلطان وما أعدل أحكامه.
بكر : من كان يقول إن الإفرنج يأتون في طلب السلام؟ بعد أن ملكوا منا البلاد وفتحوا مدائن الشام؟
عامر : ليس هو صلاح الدين فقط، إنما هو صلاح الدنيا أيضًا.
وليم : لا تحسبوا أن ملوكنا يطلبون منكم الصلح عن عجز وانخذال، بل إن للأمر أسبابًا كثيرة؛ فاستعيذوا بالله من اختلاف الرجال.
بكر : أنت هنا؟ لا تؤاخذنا إذا لم ننتبه إليك، فقد أوصانا السلطان بإكرامك.
وليم : إنَّ السلطان كريم عادل، وأنا أحب رجاله من أجله؛ فأتباع الكريم كرام.
خالد : ألا تخبرنا عن سبب قدومك معه إلى هذا المكان؟
وليم : إنَّ في الأمر خفايا ستكشفها لكم أصحابها الآن، هذه رجالنا قد أقبلت فاذهبوا لمقابلتها كما أمر السلطان.

الجزء الثالث

وليم :
كيف ترجو يدي شفاء فؤادي
ويدي والفؤاد في أصفادِ
قيدت هذه المروءَة والفضل
وهذا حبل الهوى والودادِ
في قيود السلطان كفي وقلبي
قيدته سلطانة الأكبادِ
فأنا في قيدين حسنٍ وإحسا
ن فقيد الهوى وقيد الأيادي
ما كفتني محاسن الظبي حتى
ملكتني محاسن الآساد
ودعاني حب الحبيب لموت
أنقذتني منه أكف الأعادي
فتخلصت من مماتي بالسيف
إلى الموت بالجفا والبعادِ
عاش جسم لكن قضت مهجتي حبا
فدام الهوى وزال فؤادي
قد أراد السلطان عيشي عن عد
ل فأضحى عليَّ بالظلم باد
ونوى رحمتي فصادفت جورًا
رب خلِّ أرق منه المعادي
فهو عين الظلوم لم يعطف عن عيني
إلا لكي يطيل سهادي
خضت بحر الهوى أجارها الله
فأضحى لمن أحب جهادي
لم أنله مراده في قتالي
للأعادي فلم ينلني مرادي
ليتني قد نذرت كتمان حبي
مثل كتمان نسبتي وبلادي

الجزء الرابع

(فرسان الإفرنج وفرسان العرب وجميع الممثلين ما عدا صلاح الدين وريكاردوس)
وليم : جوليا هنا، يا رب ما هذا القدوم الغريب!
جوليا : يا رب، إنه لا يزال عندهم. ويلاه أيها الحبيب.
ملك فرنسا : هذه أول مرة يا سادتي التقينا فيها على سلام.
خالد : ونرجو أن تكون الأخيرة، بل مقدمة لصلح يقر به الحسام.
بكر : هذا سلطاننا وسلطانكم قد أقبلا يتحدثان.
ديفو : أظن أنهما اتفقا على سلم فإني أرى السرور في وجه السلطان.

الجزء الخامس

(المذكورون – صلاح الدين وريكاردوس (متعاقدين))
صلاح الدين : إذن قد اتفقنا يا سيدي على شروط السلام؟
ريكاردوس : نعم اتفَّقنا، وسأُطلع عليها أصحابي بعد انصرافنا من هذا المقام. (لأصحابه): لقد اتفقت مع السلطان على شروط صلح يرضى بها الفريقان، سأخبركم بها متى انصرفنا من هنا؛ لأنه لا يليق أن نبسطها الآن، ولكني كافل لكم أنها مرضية لنا جميعًا؛ ومرضية أيضًا لجلالة السلطان، والآن فأنتم تعلمون أن السلطان قد وعدنا بكشف مسألة العلم، وأنه سيقوم لنا فيها مقام الشاكي ومقام الحكم؛ فتفضل أيها الملك بإنجاز وعدك وفضلك؛ حتى نعود شاكرين حسن سلامك واستقامة عدلك.
صلاح الدين : أي جزاء للسارق عندكم إذا ثبت عليه الفعل؟
ريكاردوس : يجازى بالقتل يا سيدي في نظير اختلاسه، وهو جزاء عدل.
صلاح الدين : وإذا أنكر السرقة، وكذب الشهود والأقوال؟
ريكاردوس : إذن يكون جزاؤه أن يبارز من يشكوه في ساحة النزال؛ فإذا انتصر كان بريئًا، وإذا قتل كان مجرمًا وقد لاقى عقابه في الحال.
وليم (لصلاح الدين) : مولاي إذا عرفت السارق فانتخبني أنا لقتاله.
صلاح الدين : اصبر، تقدم يا عماد الدين، وأظهر لنا غريم الملك، فها هو بين رجاله.
عماد الدين : اسمعوا أيها الملوك إنَّ الرجل الذي سأظهره لكم الآن ليس سارقًا فقط، بل قاتل نمام خَوَّان؛ فلقد رأيته بعين العدل يحادث خادم أميرة من أمراء هذا المكان، ويزعم أنه يعشقها، ويُريد قتل حبيبها؛ لكي لا يزاحمه إنسان، ثم أوصى الخادم أن يسرق خاتمها من يدها، ويريده لحارس ذلك العلم علامة منها ليذهب إليها، فلمَّا أتى الخادم بالخاتم، وصرف به حارس العلم، تقدم السارق فأخذ الراية من مكانها وقتل الخادم غدرًا؛ حتى لا يبوح بما كتم، فإذا انْتُقِم منه الآن فقد انتقمتم من قاتل، وأخذتم ثأر الدماء، وهو انتقام يليق بالقضاة العدول والملوك الشرفاء.
ريكاردوس : ويل لهذا الرجل، ولو كان من أكبر ملوك هذا المعسكر.
عماد الدين : إنه ليس ملكًا يا مولاي، فإذا أمرت فإنه عن قريب يظهر.
ريكاردوس : تقدم وأظهره لنا؛ فإننا نريد أن نراه.
عماد الدين : إذن فاخرج يا سيدي المركيز، تعال يا من لا يخشى من غضب الله.
المركيز : أنا كذبت في وجهك أيها اللئيم، أنا أسرق أعلامًا وأفعل هذا الفعل الذميم؟!
عماد الدين : اسكت والله لولا الضيافة لطار رأسك بلا حكم الآن، إنه ينكر يا مولاي.
صلاح الدين : إذن يؤيد دعواه في الميدان.
ريكاردوس : نعم نريد أن يؤيد دعواه إذا كان عنده برهان.
المركيز : إن برهاني هذا السيف يا قلب الأسد، أتريد أن أظهره لهذا الرجل أم يقوم مقامه أحد، وهذا قفازي أطرحه أمام الجميع؛ فمن تلقاه فهو خصمي.
صلاح الدين : لقد كنتُ أحب أن يكذبك واحد من رجالي الأبطال؛ لولا أني تعاهدت مع مولاكم الآن ألَّا يكون بيننا قتال، ولكني أدعو لك واحدًا من رجالكم الأشداء (يُشير إلى وليم).
وليم (يتقدم فيأخذ القفاز) : شكرًا لك يا مولاي؛ فقد وفيت بالوعد ونعم الوفاء، أنا أبارزك أيها المركيز، فإن خيانتك قد عادت عليَّ، وأنا أحق من غيري بغسل عاري، ونفي ما وصل إليَّ، أيأمر مولاي قلب الأسد أن أكون أنا النائب عنه في هذا المقام؟
ريكاردوس : نعم نأمر ولكن هل تقدر أن تثبت أمامه في ميدان الصدام؟
صلاح الدين : أنا أضمن ثباته، ولكن على شرط أن يأخذ من يهواها.
ريكاردوس (همسًا) : لقد أعطيتها لك أيها الملك!
صلاح الدين : وأنا أعطيه إياها.
ريكاردوس : إنه غير شريف فلا أقبل هذا المقال.
صلاح الدين : إن فعله يشرفه في الميدان، وإن الشرف بالأفعال.
ريكاردوس : سنرى في الأمر فلينزلا إلى الحرب.
صلاح الدين : هل أنتما على استعداد أيها الفارسان؟
وليم : أنا أقسم على الإنجيل بالصدق والأمانة.
المركيز : وأنا أقسم أيضًا، هاتوا الإنجيل.
ريكاردوس : احضروا إنجيل الملكة ليقسما عليه.

(يذهب أحد الخدام، فيحضر الإنجيل ويمسكه بين يديه ويركع.)

وليم (يتقدم فيركع على ركبته ويضع يده على الإنجيل) : أقسم بالله العظيم وبهذا الكتاب الشريف الطاهر إنني ذو حق فيما أقول، وأسأل الله تعالى أن ينصر الحق العدل.
المركيز (يفعل ذلك) : أقسم بالله العظيم وبهذا الكتاب الشريف … إلخ.
وليم : أقسم بالله العظيم وبهذا الكتاب الشريف الطاهر أنني لا أستعمل في قتال عدوي هذا إلا السلاح المعتاد، وهو السيف ولا أستخدم لذلك سحرًا ولا طلاسم.
المركيز (يفعل ذلك) : أقسم بالله العظيم إلخ …
المنادي (يتقدم بين الصفين) : هذا الفارس وليم الإسكوتلندي يتقدم الآن بالنيابة عن الملك ريكاردوس ملك إنكلترا لقتال المركيز منسرات، الذي ادعى عليه الملك أنه خانه وأهان شرفه.
المركيز : وأنا المركيز منسرات أقف الآن بينكم أيها الأمراء، وأنادي بأنني بريء من هذه التهمة الباطلة، وأنني مستعد لكي أزكي أقوالي في ساحة القتال.
ريكاردوس : قدموا لهما الأسلحة (يتقدم اثنان يحملان سيفين وترسين) انفخوا في الأبواق، وأنشدوا نشيد الحرب.

(يلتقي الرجلان ويتبارزان، ثم يقتل وليم المركيز.)

وليم : اسقط تحت سيف العدل جزاء ظلمك وعنادك.
المركيز : أيها الملوك والأمراء لقد قتلني عدلًا وحقًّا، فأنا الذي سرقت وقتلت ولم يعد يسعني الإنكار بعد هذا الموقف الرهيب، موقف الموت والآخرة، وها أنا أموت بعدل فاسألوا الله أن يعاملني بحلم.
ريكاردوس : بوِّقوا بالأبواق ونادوا بشرف السلطان العادل؛ فهو الذي أظهر الأمر، وعلى يديه كان الحكم.
الجميع : يحيى السلطان، يعيش السلطان.
ريكاردوس : أما أنت أيها الفارس؛ فإنني أشكر الطبيب الذي خلصك منا حتى تقوم بهذا الفعل الآن عنَّا، فاذهب إلى الأميرات فهن أولى بمكافأتك وجزائك.
وليم : أنا عبد يا مولاي، بسيفك انتصرت، وبأمرك قاتلت.
أمَّا الطبيب الذي خلصني فأشكره متى رأيته وعرفته.
ريكاردوس : حقًّا أيها السلطان، أحب أن أعرف الطبيب الذي أرسلته إليَّ؛ فإن له علينا شكرًا.
صلاح الدين : ستراه أيها الملك؛ أما الآن فإني أحب أن تأمر بمكافأة هذا البطل كما يستحق.
ريكاردوس : ذلك شأن الملوك أيها السلطان، تقدمي أيتها الملكة، وأنت أيتها الأميرة جوليا، وانزعا سلاح هذا الفارس عنه بأيديكما إكرامًا له وتشريفًا؛ فإنه يستحق الشرف والإكرام.
وليم :
لك مني شكر الذي كان ميتًا
ثم أضحى بحسن فضلك حيًّا
أنت أعليتني وشرفت قدري
بجميلٍ نعماه طالت عليا
ثم شبهتني بنجم سماءٍ
فغدا النيران عن جانبيا
خادم : مولاي، بالباب رسول من ملك إنكلترا.
ريكاردوس : رسول من إنكلترا؟! قل له أن يدخل.
الرسول : إن الكونت ملبورن سفير ملك اسكوتلاندا أرسلني إليك، وقد أرسل لك معي هذا الكتاب.
صلاح الدين : انهض أيها الكونت؛ فأنت على الرحب والسعة.
الملكة (لوليم) : انهض الآن أيها الفارس لأنت أهل لكل إكرام.
جوليا : لقد قدر لي أن أنزع دائمًا سلاحك …
وليم : أنت ملك الصلح والمحبة والسلام.
الرسول (لوليم) : ماذا أرى يا مولاي الأمير، أنتَ هنا يا سيدي، ونحن نبحث عنك.
ريكاردوس (بعد قراءة الكتاب) : عجبًا الأمير داود هنا؟ ولي عهد اسكوتلاندا في هذا الجيش ولا أدري؟
الرسول : نعم أيها الملك فها هو أمامك.
ريكاردوس : أنت الأمير داود، كيف تخفي نفسك إلى الآن أيها الأمير، فلقد ركعت لدينا، ونحن لا نعرف من أمرك شيئًا سوى أنك باسل شجاع، تعال وعانقني (يعانقه) تعال أيها الأمير داود يا ابن ملك اسكوتلاندا وولي عهده.
جوليا : الأمير داود؟ وا طرباه.
ريكاردوس : لقد كدنا نقتلك أيها الأمير كبعض العامة، ولا نفطن إليك فما هذا التنكر والاختفاء؟ بالله أين الطبيب الذي خلصني من هذا الجرم؟ أين الطبيب وأين السلطان؟
صلاح الدين : عجبًا ألا تراه أمامك؟
ريكاردوس : أين هو؟! إني لا أرى أحدًا.
صلاح الدين : أنا هو أيها الملك، أنا الطبيب الذي دخلت عليك، وأنا الذي داويتك حبًّا بك؛ لأنك شجاع باسل وحرام أن تموت مريضًا في عنفوان الشباب. أعرفت الطبيب الآن؟ أعرفت صلاح الدين؟
ريكاردوس : صلاح الدين أعرفه من زمان، أما الطبيب فقد عرفته الآن، بورك فيك أيها السلطان، ما أطيب قلبك وما أعظم مروءتك وإحسانك، تعال أعانقك؛ فقد غمرتني بفضلك وإنعامك حقًّا، لا يعرف قيمة الملوك إلا الملوك.
صلاح الدين : إنما فعلت واجب الإنسانية أيها الملك، ولا عداوة في الشدائد والأمراض، ولقد قال شاعرنا وأجاد: عند الشدائد تذهب الأحقاد، وكفاني سرورًا الآن أني خلصت هذا الفتى الباسل، ثم علمتُ الآن أنني خلصت أميرًا عظيمًا وولي عهد كريم.
ريكاردوس : الفضل لك على كل حال، كيف تخفيت أيُّها الأمير، وما سبب هذا الاختفاء؟ أنجرِّدُ عليك السيف ولا تخبر من أنت؟ ما هذا الثبات، وما هذا العناد الشديد؟
وليم :
إني نذرت بأن ألقى الوغا رجلًا
من الجنود بغير اسم ولا لقب
فإن نصرت فإن الله ينصرني
وإن قتلت فإن الموت أجدر بي
لأنني في جهاد للإله ومن
فضل المجاهد أن يغدو بلا رتب
لذلك لم أرض كشف اسمي لديك وقد
أوشكت تطرحني في وهدة العطب
لا خير في نسب ينجو بصاحبه
من الردى ويكون الفضل لا اسم أب
بل الفخار بأن ينجو الفتى شرفًا
بفعله ثم يدعى منقذ النسب
هذي طريق المعالي سرت أطلبها
ولم أزل في حمى علياك بالطلب
صلاح الدين (للملك) :
الآن تعطيه ما قد أظن …؟
… … … … …
ريكاردوس :
… نعم
أعطيه مفتخرًا منه بذا الحسب
ولست أنكر فضلًا قد أتيت به
فأنت قد كنت أصل الأمر والسبب
واليوم أيها الشهم الكريم لقد
أصبحت صهري …
وليم :
… … … … …
… وهذا منتهى أربي
ريكاردوس (لأخته) :
تقدمي واعقدي منه يدًا بيد
… … … … …
جوليا :
… … … … …
شكرًا لفضلك هذا خير مطَّلَبي
بشرى لنا يا أميري لم يعد سبب
يحول ما بين لقيانا فوا طربي
ريكاردوس :
والآن فلنشكر السلطان فهو لقد
أحيا الأماني وكانت في يد الكرب
أحيا الجسوم كما أحيا النفوس وقد
أحيا القلوب وأحيا العدل عن كثب
لولاه ما كان هذا اليوم يجمعنا
ولا السرور فعاشت همة العرب
صلاح الدين :
إني فعلت الذي تقضي النفوس به
من الخصال وهذا واجب الأدب
فبادروا لنقيم العرس عن كثب
فالله خير هدانا خير منقلب
(تمت بعونه تعالى)

وكان الفراغ من وضعها بقلم مؤلفها الفقير إليه تعالى نجيب بن سليمان الحداد اللبناني في ٣٠ كانون الثاني سنة ١٨٩٣ مسيحية.

تنبيه

كان الصليبيون يضعون على صدورهم صلبانًا يعرفون بها؛ فكان صليب الإنكليز أبيض، والفرنساويين أحمر، والنمساويين أسود والإيطاليين أصفر.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤