تمهيد

يَختتم هذا الجزءُ من «مصر القديمة» آخِرَ مرحلة في تاريخ أرض الكنانة في عهودها القديمة، ويبتدئ بغزو الفرس لمصر والاستيلاء عليها عَنوة عام ٥٢٥ق.م، ولا ريب أن هذا الفتح الفارسي كان يُعد في نظر الفرس أعظم انتصار لهم أمام العالم المتمدين آنذاك، كما كان يعتبر أكبر كارثة وأخزى معرة حلت بالشعب المصري في تاريخه المجيد. حقًّا ذاقت أرض الكنانة قبل انتصار الفرس عليهم مرارة الغزو والاستعمار الأجنبي؛ فقد اجتاح الهكسوس منذ أكثر من ألف ومائتي عام قبل الغزو الفارسي بلاد مصر، غير أن سيطرتهم عليها لم تشمل كل التربة المصرية إلا فترة قصيرة نسبيًّا انكمشوا بعدها في الوجه البحري، ثم ما لبثوا أن أجلاهم المصريون عن البلاد جملة على يد أحمس الأول مؤسس الأسرة الثامنة عشرة وباني أول لَبِنة في صرح الإمبراطورية المصرية التي امتدت بعده على أيدي خلفائه من أعالي دجلة والفرات حتى الشلال الرابع.

واقتصادًا في القول: سيطرت مصر منذ نهاية باكورة القرن السادس عشر قبل الميلاد حتى بداية القرن الحادي عشر قبل الميلاد — بوجه عام — على كل العالم المتمدين ونشرتْ علومَها وحضارتَها في معظم الأقطار التي كانت تدين لسلطانها أو تتصل بها. ولكن عامل الوهن والضعف والدعة أخذتْ تدبُّ في أوصال الشعب المصري عندما جنح أبناؤه إلى حياة الترف والرفاهية، وذلك في فترة بدأت تظهر فيها أُمم فتيةٌ لم تدنسها عوامل الترف، ومن ثم أخذت تظهر بوادر الاضطرابات والفتن السياسية والدينية في أرجاء الإمبراطورية، مما أدى إلى انحلالها وتفكُّك أوصالها، فلم يَسَع الفراعنة أمام تلك الحالة المنذرة بكل خطر إلا استعمال الجنود المرتزقة؛ لقمع الفتن وحماية البيت المالك نفسه.

وقد كان من جراء هذا التصرف أن وطد هؤلاء الجنود المرتزقة أقدامهم في طول البلاد وعرضها، وانتهى بهم الأمر إلى انتزاع السلطة من يد الفرعون، وتولية واحد منهم عرش الملك.

كان هذا أول تدخُّل أجنبي غير مباشر في حكم البلاد؛ فقد كان «سيشنق» مؤسس الأسرة الثانية والعشرين لوبيًّا مرتزقًا، وعلى الرغم من أنَّ أُسرته قد أنقذت أرض الكنانة لفترة من الزمن من الفوضى إلا أنه منذ نهاية حكم أسرته أخذت بذورُ الفرقة تنبتُ وتينع في وادي النيل الذي كان ينحدر سكانه نحو الهاوية؛ لما أصابه من شيخوخة طاحنة، وانحلال تمثل — بصورة مزعجة — في رجال الدين الذين كان جُلُّ همهم جمع المال والسلطان في أيديهم بما كان لهم من نُفُوذ جارف على نفوس الشعب الساذج.

ولن نكون مبالغين إذا قررنا هنا أنَّ تغلغل السلالات الأجنبية في أرجاء البلاد، واستيلاء أُسرهم على زمام الحُكم منذ الأسرة الثانية والعشرين كان السبب الرئيسي في ضياع الإمبراطورية وخرابها.

والواقعُ أن المصائب قد توالتْ على مصر منذ نهاية حكم هذه الأسرة؛ إذ انقض عليها الكوشيون من الجنوب وأخضعوها لسلطانهم على يد الملك «بيعنخي» حوالى عام ٧٥٠ق.م، الذي وجد البلاد في فوضى يحكمها أكثر من ثمانية عشر ملكا في آن واحد في بقاع متفرقة منها. وفي تلك الفترةِ الحرجةِ من تاريخ أرضِ الكنانةِ كانت دولةُ آشور الفتية تَمُدُّ فُتُوحَها على كل العالم المتمدين، فوصلت في فتوحها حتى أبواب مصر التي كان يحتلها الكوشيون، فانقض على أرض الدلتا الملك «اسرهدون» واستولى عليها وطرد الكوشيين منها.

ثم تلاه آشور بنيبال واستولى على كل البلاد جملة، وطارد «تنوتأمون» الكوشي حتى انزوى في عاصمته «نباتا»، وبذلك انتهى الحكم الكوشي لمصر، وبدأ الحكم الآشوري الحقيقي فيها حوالى عام ٦٦٧ق.م، غير أن سيطرة الآشوريين لم تدم طويلا. وآية ذلك أن أسرة من أسر حكام المقاطعات في الدلتا أخذت في مقاومة الآشوريين، وانتهى الأمر بأن أجلى بسمتيك مؤسس الأسرة السادسة والعشرين كل الحاميات الآشورية التي كانت تُرابط في أرض الدلتا، وبذلك تخلصت مصر من احتلال آخر أجنبي لم يدم طويلا.

ولقد سار بسمتيك الأول مؤسس هذه الأسرة بالبلاد نحو الفلاح، والواقع أنه يعد من دُعاة نهضتها وبعثها من جديد؛ إذ نجده قد استمر في إحياء مجد البلاد القديم، وذلك بالرجوع إلى ما كان لمصر من علوم وفنون وثقافة وفلسفة حتى جعلها قبلة العلم والمعرفة.

يُضاف إلى ذلك أنه أخذ يتصل بالبلاد الأجنبية المجاورة لمصر، ويفتح أبوابها لكل طالب وبخاصة أنه كان في حاجة إلى تكوين جيش قوي في هذه الفترة؛ يدافع به عن مصر في وجه الممالك الفتية الناشئة التي ظهرتْ في العالم وقتئذ.

ولقد كان له ما أراد؛ إذ تدفق على مصر الجنودُ المرتزقة من بلاد الإغريق «وكاريا» بآسيا الصغرى، وقد عُرف هؤلاء الجنود المرتزقة بشجاعتهم ومهارتهم في فنون الحرب وحسن التسلُّح، هذا إلى أن الشعب الإغريقى منذ أقدم عهوده كان مرتبطًا بمصر ويعتقد أن أرض الكنانة هي أم الحضارات والعلوم، فلما أتاح لهم «بسمتيك» سبيل الدخول إلى مصر في عصر نهضتها هذه؛ وفد إليها جمعٌ غفيرٌ من طُلاب العلم والمعرفة وأخذوا ينهلون من حياضها وينقلون إلى بلادهم كُلَّ ما تَعَلَّموه، ومِن ثم كانت المعرفة المصرية النواة الأساسية الصالحة التي نشأ منها العلم الإغريقي والمعرفة الإغريقية في كل مظاهرهما. وهذه العلوم والمعارف هي التي نشرها الإغريقُ بدورهم في كل أنحاء العالم المتمدين وبني على أساسها العلم الحديث.

والواقع أنه منذ منتصف القرن السابع حتى نهاية القرن الخامس قبل الميلاد؛ كانت مصر الينبوعَ الذي استقى منه الشعبُ اليوناني كل علومه وفنونه. وهكذا سارت أسرة بسمتيك في طريقها نحو إعلاء كلمة مصر وإحياء علومها القديمة، غير أنه في نهاية عهد «أحمس الثاني» ظهرت دولة الفرس الفتية في الأفق وأخذتْ تمد سلطانها على كل أقطار العالم المتمدين.

وكانت مصر وقتئذٍ خارجة من حروب داخلية طاحنة أنهكت قواها وأضعفت قوتها الحربية فكانت الفرصة سانحة أمام الفرس الذين كانوا قد بيتوا العزم على فتحها والاستيلاء عليها منذ عهد ملكهم «كورش»، غير أن المنية اختطفتْه قبل أن ينفذ عزمه، فلما تولى «قمبيز» عرش ملك فارس من بعده قام بحملة جبارة على مصر واستولى عليها عنوة بعد حرب مريرة عام ٥٢٥ق.م، وبهذا الفتح الفارسي فقدت مصر استقلالها وأصبحت جزءًا من أملاك الإمبراطورية الفارسية التي كانت تشمل كل العالم المتدين.

وقد تضاربت الأقوالُ في كيفية حُكم «قمبيز» لمصر ومعاملته شعبها وآلهتها، وتدلُّ الوثائقُ التاريخيةُ الأصليةُ التي في متناولنا على أنه على الرغم مما ذكره «هردوت» من فظاعة معاملة «قمبيز» لجثة «أحمس الثاني» وانتهاك حرمة العجل أبيس بجرحه وسوء معاملته الكهنة واحتقاره لهم؛ فإنه احترم آلهة مصر وقدم القربان لهم.

وعلى أية حال فإن الشعب المصري الأبي — على الرغم من أن «قمبيز» لقَّب نفسه فرعونًا، وتَدَيَّنَ بدين المصريين، وسمى نفسه ابن الإله — قام بثورة في عهد ابنه دارا الأول، بصرف النظر عن حُسن معاملة الأخير لهم؛ وذلك أن المصريين الذين لم يرضوا يوما ما بالحكم الأجنبي انتهزوا فرصةَ هزيمةِ الفرس على يد الإغريق في موقعة «ماراتون» — على ما يقال — وأشعلوا نار فتنة في كل البلاد ولم تخمد نارها إلا في عهد «أكزركزس الأول»، الذي أعاد السكينة ثانية في البلاد، وشدد الخناق على المصريين بقوة وعنف وصرامة لم تُعهد من قبل.

لم يهدأ للمصريين بالٌ مع ذلك؛ إذ قاموا كَرَّةً أخرى بثورة جبارة، وذلك عندما رأوا ملك الفرس «أرتكزكزس» منهمكا في حروبه مع بلاد اليونان التي دَوَّخَتْ بلاد الفرس بانتصاراتها عليها، وكان المحرك لهذه الفتنة مصري يدعى «إيناروس» غير أنه لم يفلح في طرد الفرس، ولكن النضال ظل مستمرًّا بين المصريين وبين الفرس سرًّا وعلانية — على حسب الأحوال — حتى منتصف حُكْم دارا الثاني حوالي عام ٤١٠ق.م، حينما هَبَّتْ ثورةٌ عنيفةٌ أُخرى أَشَدُّ من سابقتها في مصر، قادها بطلٌ يُدعى «أمير تاوس» انتهت بنصر المصريين على الفرس وطردهم من بلادهم جملة عام ٤٠٤ق.م، وأصبحت البلاد تتنسم أنفاس الحرية من جديد.

أسس «أمير تاوس» الذي طرد الفرس من مصر الأسرة الثامنة والعشرين، به بدأت هذه الأسرةُ وبه انتهتْ. وتدل كل المصادر التي في متناولنا على أن ملوك الأسرتين التاسعة والعشرين والثلاثين قادوا أرض الكنانة إلى طريق الفلاح؛ فقد انتعشت اقتصادياتُ البلاد بصورة ملحوظة، ودبت فيها روح الحياة، ويرجع السبب في ذلك إلى انصراف الفُرس عن مصر بحروبها مع بلاد الإغريق، هذا فضلًا عن أن دويلات الإغريق قد أخذت تتحالف مع مصر — وبخاصة أثينا — وتمد إليها يد المساعدة عند أية محاولة تبدو من الفرس لغزو وادي النيل. ومن ثم قامت علاقاتٌ وطيدة نسبيًّا بين مصر وبلاد اليونان أساسها مناهضة الفرس.

ومن أجل ذلك كانت تسمح بلاد الإغريق — عن طيب خاطر — لأبنائها الشُّجعان بالانخراط في سلك الجيش المصري؛ بوصفهم جنودًا مرتزقين مدربين على أحدث فُنُون الحرب.

وقد كان الدافعُ لهؤلاء الجنود المرتزقة للانخراط في الجيش المصري؛ ما كانوا يكسبونه من أُجُور عالية بالنقد الذهبي الذي كان يسكُّه الفراعنة خصيصًا لهذا الغرض. وقد كانت مصر — من جانبها — تمد البلاد الإغريقية بالمال والذخيرة أثناء نُشُوب حرب بينها وبين فارس بقدر ما تسمح به الأحوال.

والظاهرُ أن فراعنة مصر في خلال الأسرتين التاسعة والعشرين والثلاثين كانوا يتبعون سياسة الدفاع لا الهجوم حيال الفرس. وقد حاول الفُرس غزو مصر في عهد «نقطانب الأول» مؤسس الأُسرة الثلاثين، ولكنهم باءوا بالفشل؛ بفضل مساعدة الجنود المرتزقة، وفيضان نهر النيل في وجه الغزاة.

وقد ظل هذا الفرعون واقفًا موقفًا دفاعيًّا؛ جريا على سياسة أسلافه الذين كانوا لا يرمون إلى القيام بأي توسيع خارج مصر، غير أن خلفه «تاخوس» أخذته العزة القومية، وذكر ما كان لمصر من سلطان وجاه في العالم القديم، فصمم على إعادة أملاك الإمبراطورية المصرية إلى سلطانه كما كانت في عهد تحتمس الثالث في آسيا. ومن ثم أخذ يعد العدة لذلك، وبهذا خرج على خطة الدفاع التي سار عليها فراعنة مصر في تلك الفترة، وقد كان يعاضدُهُ في فكرته هذه القائدُ الإغريقيُّ «خبرياس» الذي كان يقودُ جيشه البري في ساحة القتال.

والواقع أن «تاخوس» اتخذه مستشاره المالي، ولكن «خبرياس» الذي لم يكن يعرف العادات والطباع المصرية أخطأ الهدف في معاملة المصريين، وبخاصة الكهنة الذين كانوا — في هذه الفترة بوجه خاص — أصحابَ قوة عظيمة ونفوذ هائل على أفراد الشعب.

أشار «خبرياس» بفرض ضرائبَ فادحةٍ على الشعب المصري؛ ليعد بها العدة لتجهيز الحملة على بلاد آسيا لفتحها وضمها لمصر، وكانت وقتئذٍ ضمن أملاك الفرس، غير أن «خبرياس» لم يكتف بفرض الضرائب على أفراد الشعب، بل تخطى ذلك إلى الكهنة، فجَرَّدَهم من كل أملاكهم، ومن ثم أصبحوا هم والشعب حربًا على «تاخوس».

وقد جَهَّزَ «تاخوس» الحملة، وسار بها على آسيا وأخذت انتصاراتُهُ تترى، غير أنه قامت مؤامرةٌ عليه في داخل البلاد المصرية، وفي الجيش نفسه في ساحة القتال، وكان نتيجتها أن فَرَّ «تاخوس» إلى معسكر العدو، وعاد الجيشُ إلى مصر، وتولى «نقطانب» الثاني المغتصب للعرش زمامَ الأُمُور في مصر، واكتفى بسياسة الدفاع والمهادنة طوال مدة حكمه.

وقد كان أول شيء عمله نقطانب الثاني هو إرضاء الكهنة وضمهم إلى جانبه، وهي السياسةُ التي كان يتبعها أسلافُهُ إلا الفرعون «تاخوس». والمطَّلِع على تاريخ هذه الفترة؛ يلحظ أن كل ملوك الأُسرتين التاسعة والعشرين والثلاثين؛ كانوا يعملون كل ما في وسعهم لإرضاء طبقةِ الكهنة؛ فكانوا يُقيمون المباني الدينية بصورة تَلفت النظر، ولا أدل على ذلك من المباني العظيمةِ العُدَّة التي أقامها الفراعنة آنئذٍ في طول البلاد وعرضها، وبخاصة ما تركه لنا كلٌّ من نقطانب الأول ونقطانب الثاني، من معابدَ ومحاريبَ، تكاد تضارع في كثرتها وعظمتها ما تركه فراعنةُ الأسرة الثامنة عشر العظام.

وقد أخذ نقطانب يُعِدُّ كُلَّ أسباب الدفاع عن مصر في وجه أيَّةِ غارة فارسية، فأرضى أولًا الكهنة بإقامة المباني العظيمة للآلهة، واستعان بالجنود المرتزقة الإغريق — وعلى رأسهم قواد إغريق — مغدقًا عليهم المال الوفيرَ من الذهب والفضة.

غير أنَّ السياسةَ العالمية لم تكن وقتئذٍ مواتيةً له، وذلك أن الفرس، كانوا قد صفوا حسابهم — على وجه التقريب — مع بلاد الإغريق، وأخذوا بعد ذلك يوجهون أنظارهم إلى فتح مصر ثانية، والواقعُ أن الفُرس كانوا يعدونها دائمًا جزءًا من إمبراطوريتهم، فجَهَّزُوا حملةً جبارة لغزو مصر، وبعد نِضَالٍ طويل استولَوا عليها، وعندئذٍ اضطر نقطانب الثاني إلى الفرار إلى بلاد النوبة ومعه كنوزُهُ، حوالي عام ٣٤١ق.م.

وقد حاول وطني مصري آخرُ نزع النير الفارسي عن مصرَ وأفلح فعلًا في طرد الفرس، حوالي عام ٣٣٨ق.م، ولكن الفرس استردُّوا أرض الكنانة كَرَّةً أُخرى حوالى عام ٣٣٦ق.م، غير أنه في هذا الوقت — بالذات — كانت هناك دولةٌ قويةٌ ابتلعت دولة اليونان في بلاد مقدونيا على رأسها الإسكندر الأكبر، الذي سار بجيوشه فاتحًا كل أقطار العالم المتمدين، فاجتاح كل إمبراطورية الفرس، وعندما وصلتْ جُيُوشُهُ في زحفها إلى أبواب مصر سلم له الشعب المصري؛ تخلصًا من النير الفارسي عام ٣٣٢ق.م، وهكذا انتقل مُلك مصر من يد الفُرس إلى يد الإسكندر الأكبر، ومن ثم ظلت أرض الكنانة تنتقل من يد فاتح إلى فاتح آخر على مر الدهور حتى قامت بثورتها الجبارة عام ١٩٥٢، تلك الثورة التي قضتْ بها على آخرِ مستبدٍّ أجنبيٍّ، وتولى زمام أُمُورها مصريون، يجري في عروقهم الدمُ المصريُّ الخالص، وها هي مصر تبني من جديد مجدها الغابر، وتتبوأ مكانتها في العالم الجديد، وتعمل — جاهدة — على بُلُوغ المكانة التي كانت تمتازُ بها بين أُمم العالم القديم، والتاريخ يعيد نفسه.

هذا وقد أتبعنا تاريخ هذا العهد بلمحةٍ في تاريخ بلاد السودان في تلك الفترة، كما أوردنا نبذةً في تاريخ بلاد الفُرس لارتباطها بمصر في تلك الفترة، وأخيرًا وضَعْنا في نهاية الكتاب ملحقًا عن قناة السويس، أو بعبارةٍ أُخرى: القناة التي كانت تربط بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، منذ أقدم العهود حتى حفر القناة الحالية؛ وذلك ليعلم كل مصري أن هذا المشروع الضخم يضرب بأعراقه في الأزمان السحيقة في القدم، وليس ببدعةٍ ابتدعها أهل الغرب الحديث.

وإنى أتقدم هنا بعظيم شكري لصديقي الأستاذ محمد النجار، المفتش بوزارة التربية والتعليم والأستاذ محمد نصر، المدرس بالمدارس الإعدادية؛ لِما قاما به من مراجعة أُصُول الكتاب، كما أتَقدَّم بالشكر للأستاذ محمد عزت بجامعة عين شمس؛ لقراءة بعض تجارب هذا المؤلف.

وأخيرًا لا يسعني إلا أن أشكر السيد محمد زكي خليل، مدير مطبعة جامعة القاهرة على ما بذله مِن مجهودٍ عظيمٍ وعنايةٍ ملحوظةٍ في تنسيق طبع هذا المؤلف. وختاما شكري للسيد حسن حسني المنياوي مدير مطبعة «دار الكتاب العربى»؛ لما أبداه من اهتمام بالغٍ في إنجاز الطبع بسرعةٍ فائقةٍ وجهدٍ ملحوظٍ، والله أسأل أن يُوَفِّقَنا جميعًا لما فيه خيرُ مصر …

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤