الفصل الثالث

كتاب الإحياء

هو أهم ما كتب الغزالي في الأخلاق، ألفه في أخريات حياته حين جنح إلى اعتزال الناس، ثم قرأه في دمشق وبغداد، ووضع له مختصرات عديدة، منها الوجيز، ومنها المبسوط.

وقد أسسه على أربعة أرباع: ربع العبادات، ويشتمل على كتاب العلم، وكتاب قواعد العقائد، وكتاب أسرار الطهارة، وكتاب أسرار الصلاة، وكتاب أسرار الزكاة، وكتاب أسرار الصيام، وكتاب أسرار الحج، وكتاب آداب تلاوة القرآن، وكتاب الأذكار والدعوات، وكتاب ترتيب الأوراد في الأوقات.

وربع العادات، ويشتمل على كتاب الأكل، وكتاب آداب النكاح، وكتاب أحكام الكسب، وكتاب الحلال والحرام، وكتاب آداب الصحبة والمعاشرة مع أصناف الخلق، وكتاب العزلة، وكتاب آداب السفر، وكتاب السماع والوجد، وكتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكتاب آداب المعيشة وأخلاق النبوة.

وربع المهلكات: ويشتمل على كتاب شرح عجائب القلب، وكتاب رياضة النفس، وكتاب آفات الشهوتين: شهوة البطن وشهوة الفرج، وكتاب آفات اللسان، وكتاب آفات الغضب والحقد والحسد، وكتاب ذم الدنيا، وكتاب ذم المال والبخل، وكتاب ذم الجاه والرياء، وكتاب ذم الكبر والعجب، وكتاب ذم الغرور.

وربع المنجيات: ويشتمل على كتاب التوبة، وكتاب الصبر والشكر، وكتاب الخوف والرجاء، وكتاب الفقر والزهد، وكتاب التوحيد والتوكل، وكتاب المحبة والشوق والأنس والرضا، وكتاب النية والصدق والإخلاص، وكتاب المراقبة والمحاسبة، وكتاب التفكر، وكتاب ذكر الموت.

ونظرة إلى هذا البرنامج تريك مبلغ عناية الغزالي بكتاب الإحياء، وليس كثيرًا أن ذكرنا هذا البرنامج، فإن الإحياء عمدتنا فيما قصدنا إليه من تحرير ما وضع الغزالي في الأخلاق، ومن الخير أن نذكر رأي الغزالي نفسه في ذلك الكتاب الممتع الجامع فقد قال بعد أن بين ما اختطه في شرح العبادات، والعادات، والمهلكات، والمنهجيات: «ولقد صنف الناس في بعض هذه المعاني كتبًا، ولكن يتميز هذا الكتاب عنها بخمسة أمور:
  • الأول: حل ما عقدوه، وكشف ما أجملوه.
  • الثاني: ترتيب ما بددوه، ونظم ما فرقوه.
  • الثالث: إيجاز ما طولوه، وضبط ما قرروه.
  • الرابع: حذف ما كرروه، وإثبات ما حرروه.
  • الخامس: تحقيق أمور غامضة اعتاصت على الأفهام لم يتعرض لها في الكتب أصلًا، إذ الكل وإن تواردوا على منهج واحد فلا يستنكر أن ينفرد كل واحد من السالكين بالتنبيه لأمر يخصه ويغفل عنه رفقاؤه».

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤