الفصل السادس

في تاريخ سورية الديني في القرن التاسع

(١) في بطاركة أنطاكية وأورشليم في هذا القرن

من بعد البطريرك توادوريطس المار ذكره في تاريخ القرن الثامن قام على الكرسي الأنطاكي أيوب، واستمر فيه إلى سنة ٨٤٢ وخلفه كريستوف وبقي إلى سنة ٨٤٧، وخلفه نيقولاوس وقد نُفي فلم يقم بطريرك مكانه إلى سنة ٨٦٩، حين أقيم توادوسبوس، واستمر على البطريركية إلى سنة ٨٩١، وخلفه أوسطاتيوس وتوفي سنة ٩٠٣.

وأما في أورشليم فبعد وفاة جيورجيوس سنة ٨٠٨ اختير توما، فدبر الكرسي الأورشليمي تدبيرًا صالحًا إلى سنة ٨٢٩، وخلفه باسيليوس، ويظهر أنه استمر بطريركًا إلى سنة ٨٤٣، وخلفه سرجيوس وتوفي على الراجح سنة ٨٥٨، وخلفه سلمون أو سليمان وربما كانت وفاته سنة ٨٦٤، وخلفه توادوسيوس، ويظهر أنه توفي سنة ٨٧٩ وخلفه إيليا تلك السنة وبقي يدبر البطريركية إلى سنة ٩٠٧ ومن شاء أكثر تفصيل في تاريخ هؤلاء البطاركة فليطالع تاريخنا الكبير.

(٢) في من عرفناهم من أساقفة سورية في هذا القرن

إن تواريخ هذه القرون الوسطى في المشرق سقيمة لكثرة الاضطرابات فيه، فندر ما عرفناه عن أساقفة سورية وعلمائها، وجل من عرفناهم أغابيوس نُقل من كرسي سلوقية إلى كرسي حلب في أيام الملك باسيليوس نحو سنة ٨٦٥، ثم توما أسقف بيروت جعله فوتيوس في المجمع الذي عقده سنة ٨٧٩ نائبًا عن بطريرك أنطاكية، ثم قال: إنه نقل بعد ذلك إلى أسقفية صور، وذكر فوتيوس أيضًا أسقفًا لصور اسمه فوتيوس عازيًا إليه كتابًا في المجامع، وذكر المنسنيور شابو في الفصول التي نشرها في مجلة المشرق المسيحي نقلًا عن كتابٍ قديم سرياني يعزا إلى ميخائيل الكبير بطريرك اليعاقبة أسماء كثيرين من أساقفة اليعاقبة في حلب وحمص وبعلبك، ودمشق من القرن الثامن إلى القرن الثاني عشر، ولكن ليس هناك إلا أسماؤهم مجردة فضربنا عن ذكرهم.

وأهم من نعرفهم من هؤلاء ديوانيسيوس بطريرك اليعاقبة، فهذا اتخذ السيرة الرهبانية في دير قنسرين، ثم انتقل إلى دير القديس يعقوب في كيشوم بين حلب والرها، ولما اجتمع أساقفة اليعاقبة؛ لينتخبوا بطريركًا خلفًا لقوريتس بطريركهم سنة ٨١٧ وقع انتخابهم عليه، وقد ألف تاريخًا ابتدأ فيه من خلق العالم إلى آخر أيامه، وله نسختان تتداولهما أيدي السريان: إحداهما مطولة سلك بها مسلك أوسابيوس القيصري في تاريخه، والثانية موجزة حذا فيها حذو أوسابيوس المذكور في الكرونيكون، فيذكر السنين ويدون ما كان فيها بإيجاز، وقد كتب هذ الكتاب قبل أن يصير بطريركًا ومن آرائه في هذا الكتاب أن مولد المخلص كان سنة ٥٢٠٠ لخلق آدم، وقد خطأه السمعاني في مسائل كثيرة من تاريخه، وتاريخه المطول ينتهي في سنة ٨٤٤.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤