الفصل السابع

في تاريخ سورية الديني في القرن العاشر

(١) في الخلفاء العباسيين الذين تولوا سورية في هذا القرن

ذكرنا أن المعتضد بالله توفي في سنة ٩٠٢، فبويع ابنه بالخلافة ولقب بالمكتفي بالله، وقهر القرامطة كما مر في عدد ١٤٠، وتوفي سنة ٩٠٨ بعد أن عهد بالأمر إلى أخيه جعفر، ولقب بالمقتدر بالله وكان عمره ثلاث عشرة سنة، فاجتمع القضاة والقواد والوزير فخلعوه سنة ٩٠٩، وبايعوا عبد الله بن المعتز ولقب بالمرتضي بالله، فكانت حرب بين مريدي المقتدر ومريدي المرتضي انهزم بها المرتضي وحُبس وتوفي بالحبس، وعاد المقتدر إلى الخلافة وفي أيامه نشأت دولة العلويين نسبة إلى علي بن أبي طالب، والفاطميين نسبة إلى فاطمة الزهراء بنت الرسول زوجة علي، وأول خليفة منهم كان اسمه عبيد الله ولقب بالمهدي، وفي سنة ٩٢٦ خلع القواد والجنود المقتدر، واعتقلوه وبايعوا أخاه محمد بن المعتضد ولقبوه القاهر بالله، ثم حضر فريقٌ من العسكر ووثبوا على القاهرة، فهرب واختفى وحملوا المقتدر على رقباهم وأدخلوه دار الخلافة، واستمر على الولاية إلى سنة ٩٣٣ حين قتل في حرب مع مونس الخادم الذي كان قد استولى على الموصل.

وبعد مقتل المقتدر عاد القاهر إلى الولاية وقتل مونس الخادم وغيره، فثار عليه بعض القواد وابن مقلة الذي كان قد عزله من الوزارة، وأحدقوا بداره وحبسوه ثم سملوا عينيه سنة ٩٣٥، وأخرجوا أحمد بن المقتدر من الحبس، وبايعوه بالخلافة ولقبوه بالراضي بالله، وتغلب في أيامه عمال الأطراف عليها ولم يبق للخليفة إلا بغداد وأعمالها إلى أن توفي الراضي سنة ٩٤١، وأمست الخلافة بعده لتدبير أمور الدين غالبًا، واتفق أكابر الدولة فبايعوا إبراهيم بن المقتدر، واختار لقب المتقي لله، وقبض عليه توردن الذي كان قد جعله أمير الأمراء، وسمل عينيه سنة ٩٤٤ وأقاموا مكانه عبد الله بن المكتفي ولقب المستكفي بالله، ثم كاد عليه معز الدولة بن بويه أمير الأمراء، فاعتقله وبويع الفضل بن المقتدر بالله سنة ٤٤٦ وسمي المطيع لله، ولكن لم يبق بيده غير ما أقطعه له معز الدولة مما يقوم ببعض حاجاته، وطالت خلافته إلى سنة ٩٧٤، فاعتراه فالج فخلع نفسه من الخلافة وسلمها إلى ولده عبد الكريم ولقب الطائع لله، وفي سنة ٩٩٠ كانت وحشة بينه وبين أخيه أفضت إلى خلعه سنة ٩٩٢ وتولية أخيه أحمد الذي سمي القادر بالله، واستمر على سرير الخلافة إلى سنة ١٠٣٢.

(٢) فيما نعرفه من الأحداث بسورية في أيام هؤلاء الخلفاء

في سنة ٩٠٤ أرسل المكتفي جيشه على القرامطة المار ذكرهم، فهزمهم في وقعة في نواحي حماة وقتل منهم خلقًا كثيرًا، وأمسك رئيسهم فقتله المكتفي وطيف برأسه في أسواق بغداد، وفي سنة ٩٠٥ جهز المكتفي جيشًا، فاستولى على دمشق فهزم هارون بن خمارويه بن طولون وقتله بمصر، وأمسك أسرته بني طولون وأرسلهم إلى بغداد كما مر، وفي سنة ٩٠٦ غزا الروم إلى جهات حلب، وقتلوا كثيرين من أهلها ودخل الروم المدينة وأحرقوا جامعها، وأخذوا من بقي فيها.

وفي سنة ٩٢٧ ولى المقتدر الإخشيد على مدينة الرملة بفلسطين، وفي سنة ٩٣١ ولاه على دمشق، ولما أخذ الراضي بالله الخلافة ضم إليه ولاية مصر والبلاد السورية سنة ٩٣٦، فسار الإخشيد من دمشق إلى مصر واستقرَّ بها، واستبد بولايتهما كباقي ولاة الأقاليم، ولم يبق للخليفة غير بغداد وأعمالها، واستعمل الإخشيد بدرًا ابن عبد الله الإخشيدي على دمشق وكان ابن رائق أمير الأمراء يحكم بحران والرها وقنسرين والعواصم، فحدثته نفسه بأن يملك الشام فسار إلى حمص، فملكها وهزم بدرًا منها، ثم سار إلى الرملة ومنها إلى عريش مصر يريد أن يملك مصر أيضًا، فلقيه الإخشيد فانهزم إلى دمشق، وبعث الإخشيد أخاه أبا نصر في أثره فالتقى الجيشان بالقرب من الناصرة، فكان النصر لابن رائق وقتل أخا الإخشيد فكفنه ابن رائق وأرسله مع ابنه إلى أخيه معتذرًا، فاصطلحا على أن تكون للإخشيد مصر إلى الرملة وما وراها من سورية إلى ابن رائق، ويعطيه الإخشيد عن الرملة كل سنة مائة وأربعين دينارًا، وكتب الخليفة المتقي بالله إلى ابن رائق يستدعيه إليه، فسار واستخلف بسورية أبا الحسين بن مقاتل، ولما قتل ابن رائق بخدمة المتقي سار الإخشيد من مصر إلى دمشق، وكان واليها محمد بن يزداد من جهة ابن رائق، فاستأمن إلى الإخشيد فأمَّره على دمشق ثم نقله إلى مصر.

ولما عاد الإخشيد إلى مصر سنة ٩٤٥ سار سيف الدولة علي بن أبي الهيجاء بن حمدان إلى حلب، وكان واليها يأنس المؤنسي فأخذها منه، وسار من حلب إلى حمص فاستولى عليها، ثم سار إلى دمشق فحصرها ثم رحل عنها؛ لأن الإخشيد قصده والتقيا بقنسرين فلم يظفر أحدهما بالآخر، ورجع سيف الدولة إلى الجزيرة، ولما عاد الإخشيد إلى دمشق رجع سيف الدولة إلى حلب، وفي سنة ٩٤٧ مات الإخشيد بدمشق وولي الأمر بعده ابنه أبو القسم محمود وكان صغيرًا، فكان الأمر بيد كافور الخادم الأسود من خدم الإخشيد، وعاد إلى مصر فسار سيف الدولة إلى دمشق فملكها وأقام بها، وأراد أن يمتلك غوطة دمشق فكاتب أهلها كافور يستدعونه إليهم، فأتى وأخرجوا سيف الدولة عنهم، فاستقر بحلب وولى كافور على دمشق بدرًا الإخشيدي، فأقام سنة ثم وليها أبو المظفر بن طنج.

وكان لسيف الدولة غزوات في بلاد الروم من سنة ٩٥٠ إلى سنة ٩٦٣، حين سار الدمستق (معناه الخادم لقب لقادة الروم) بجيشٍ من الروم، ووصل إلى قرب حلب قبل أن يعلم به سيف الدولة، فلم يتيسر له أن يجمع عسكرًا وخرج في من كان معه وقاتل الدمستق، فانهزم سيف الدولة وقُتل أكثر أصحابه، ودخل الدمستق داره التي كانت في خارج حلب وحاصر المدينة، فلم يقو على أخذها، إلى أن وقعت فتنة بين الحامية ورجال حلب، فتيسر لعسكر الروم الدخول إليها، فقتلوا وسبوا وغنموا ما لا يوصف، وأحرقوا كثيرًا من دور المدينة، واستمروا بحلب تسعة أيام وارتحلوا عنها نحو بلادهم.

والمعروف من كتب المؤرخين النصارى أن الدمستق المذكور هو لاون قائد جيش لرومانس الثاني ملك الروم الذي كان هو وأخوه نيقوفور فوقا يجدان في إصلاح شئون مملكتهم، فاسترد نيقوفور جزيرة إكريت من المسلمين، وحاربهم لاون في حلب، ولما توفي الملك رومانس نادى الجنود بنيقوفور ملكًا، وتزوج بالملكة توافانة ولم يشأ أن يسمي نفسه ملكًا، بل وصيًّا على ابني الملك القاصرين باسيليوس وقسطنطين، وسمى أباه قيصر والسمسق قائدًا لجيش المشرق، وسار هو وأخوه لاون المار ذكره إلى المشرق فأخذ طرسوس والمصيصة، وعاد نيقوفور سنة ٩٦٥ إلى سورية ففتح أنطاكية، وذلت له حلب وأطرابلس ودمشق وعرقا وأخرب حمص، فاجتمع المسلمون بأنطاكية فحاصرها وترك خفرًا عليها وعاد إلى العاصمة، ففتح قواده أنطاكية، وعاد سنة ٩٦٨ فدخل أرمينية وخرب في بلاد المسلمين، فكادت عليه امرأته توفانة، واتفقت مع سمسق فقتله في بلاطه واستبد بالملك.

فالسمسق تسلم الملك معلنًا أنه شريك الملكين باسيليوس وقسطنطين، ووصيًّا عليهما لصغر سنهما، وهمَّ أن يعيد مملكة الروم إلى رونقها في المشرق، فجهز جيشًا كثيفًا وأمر عليه دمستقًا فأخذ مدنًا كثيرة في الجزيرة والعراق، وفي سنة ٩٧٤ سار بنفسه في مقدمة جيشه، فمكن سلطته في المدن المذكورة وأخذ أباميا وحمص وبعلبك، وزحف إلى دمشق فدخل واليها في طاعته وفرض عليه جزية سنوية، واجتاز لبنان إلى المدن البحرية، وحاصر أطرابلس فأصابه مرض أرغمه أن يسير نحو أنطاكية، فأغلق أهلها الأبواب بوجهه فسار إلى جبل أوليمبس، فأدركته المنية سنة ٩٧٦ وروى بعضهم أنه بلغ القسطنطينية ومات فيها.

أما سيف الدولة أمير حلب فتوفي سنة ٩٧١، فتولى حلب ابنه سعد الدولة وكنيته أبو المعالي وحصلت وحشة بينه وبين أبي فراس والي حمص، وطلبه أبو المعالي، فانهزم إلى صور فلحقه العسكر إليها فقتله وكان خال أبي المعالي، ثم إن فرعويه أحد قواد عسكر أبي المعالي أخرج مولاه من حلب، فسار أبو المعالي إلى عند والدته بميا فرقين في الجزيرة، وقصد جيش الروم حلب فتحصن فرعويه بالقلعة، فملك الروم المدينة وحاصروا القلعة، ثم صالحوا فرعويه على مال يحمله إليهم كل سنة وكان هذا المال على حلب، وما تبعها من البلاد إلى حماة وحمص وكفر طاب والمعرة وأباميا وشيزر وما بينها، وكان لفرعويه مولى يسمى بكجور، وقد جعله نائبه فاستفحل أمره حتى قبض على فرعويه وحبسه بقلعة حلب واستولى على المدينة، فكاتب أهلها أبا المعالي فعاد إليهم وولَّى بكجور حمص، واستقر أبو المعالي بحلب.

(٣) في الخلفاء الفاطميين بسورية وما كان بها في أيامهم

أصل دولة الفاطميين عبيد الله المتصل نسبه بالحسين بن علي بن أبي طالب فر من مصر، فدعا له في المغرب شيعي اسمه عبد الله إلى أن ولي بلاد المغرب، وسُمي المهدي سنة ٩١٠، وفي سنة ٩١٤ تولى على الإسكندرية والفيوم، فأرسل إليه الخليفة المقتدر عسكرًا فجلاهم عن مصر، وفي سنة ٩١٥ جهز المهدي جيشًا كثيفًا مع ابنه القاسم إلى مصر فاستحوذ على الإسكندرية، ثم سار حتى دخل الجزيرة وملك إشمونين وكثيرًا من الصعيد، وكانت حرب بحرية بين مراكب المغرب، ومراكب المقتدر على رشيد وكانت الهزيمة على مراكب المهدي، واستولى بعد ذلك على صقلية، وبعد وفاة المهدي قام بالملك بعده ابنه القاسم وخلف القاسم ابنه المنصور، وخلف المنصور ابنه المعز لدين الله واستحوذ على مصر سنة ٩٦٩، وطرد منها الإخشيديين المار ذكرهم وأقيمت الدعوة له في الجوامع، وسير جوهرًا غلام أبيه مع جعفر بن فلاج إلى سورية بجيشٍ كثيف، فكانت حروب بينهم وبين الحسن بن طنبح والي الرملة من قبل الخليفة العباسي، وكان الظفر لعسكر المعز وأسروا الوالي وغيره من القواد، واستولوا على تلك البلاد وساروا إلى طبرية، فأقام أهلها الدعوة للمعز، وساروا إلى دمشق فقاتلهم أهلها فظفرت عساكر المعز بهم وملكوا دمشق، وأقاموا الخطبة للمعز وقُطعت الخطبة العباسية سنة ٩٧٠، وخطب المعز في حمص وحلب أيضًا، وفي سنة ٩٧١ وصل القرامطة إلى دمشق فكبسوا عسكر المعز، وقتلوا جعفر بن فلاج أحد قواده خارج دمشق، وملكوا دمشق وأمنوا أهلها، وساروا إلى الرملة، فملكوها وقصدوا مصر وجرى بينهم وبين عسكر المعز قتال انتصر فيه القرامطة، ثم انكسروا وعادوا إلى سورية.

وفي سنة ٩٧٢ انتقل المعز من المغرب إلى مصر، وصحب معه أهله وخزائنه ولقيه أهلها وأعيانهم فأكرمهم، وفي سنة ٩٧٤ عاد القرامطة إلى مصر فهزمتهم عساكر المعز وأرسل المعز في أثرهم عشرة آلاف فارس، فاعتزلوا إلى بلاد المغرب، وأرسل المعز القائد ظالم بن موهوب العقيلي إلى دمشق فدخلها، ولكن كانت فتن بينه وبين الدمشقيين دامت إلى سنة ٩٧٥، وفي سنة ٩٧٦ استولى على دمشق أختكين من موالي معز الدولة بن بويه، وانهزم من العراق فسار إلى حمص ثم إلى دمشق، فاتفق أهلها معه على العامل الذي من قبل المعز، وأخرجوه من المدينة وقطعوا الخطبة للمعز، فعزم المعز على المسير من مصر إلى دمشق لقتال أختكين، فمات سنة ٩٧٦، وخلفه ابنه العزيز فجهز عسكرًا إلى دمشق وحصر أختكين فيها، فدعا أختكين القرامطة لنجدته فانهزم عسكر العزيز، فسار أختكين والقرامطة في أثرهم إلى صيدا فحاصروها وفتحوها ونهبوها، وقصدوا طبرية وفعلوا بها ما فعلوا بصيدا، واجتمع إلى أختكين خلقٌ كثير، ولحقوا عسكر العزيز إلى الرملة ففر منها إلى عسقلان، وضايقوه بالحصار وكاد يهلك جوعًا، فطلب قائده جوهر الأمان من أختكين، وبذل له أموالًا فرحل عنهم وعاد عسكر العزيز إلى مصر، فخرج العزيز بنفسه ووصل إلى الرملة فالتقاه أختكين والقرامطة، وكان بينهم قتالٌ شديد انتهى بأسر أختكين وتشتيت القرامطة، فعاد العزيز إلى مصر ومعه أختكين مكرمًا، وبقي في مصر إلى أن مات.

وفي سنة ٩٧٩ هرب أبو تغلب صاحب الموصل من وجه أخيه عضد الدولة بن حمدان إلى دمشق، وكان قسام أحد أصحاب أختكين قد تغلب عليها، وكان يخطب للعزيز، فقاتل قسام أبا تغلب ومنعه من الدخول إلى دمشق، فسار إلى طبرية ثم إلى الرملة، وكان هناك قائد من قواد العزيز فقاتل أبا تغلب وأخذه أسيرًا، ثم قطع رأسه وأرسله إلى العزيز، وفي سنة ٩٨٣ سيَّر العزيز جيشًا مع بكتكين إلى سورية، وكان مفرح بن الجراح قد تولى فلسطين، فجرى بينهم قتالٌ شديد، فانهزم ابن الجراح وجماعته، وكثر القتل والنهب فيهم وسار بكتكين إلى دمشق فقاتله قسام المذكور، فقهره وملك دمشق، وأمسك قسامًا وأرسله إلى العزيز واستقر بكتكين بدمشق وزالت الفتن.

وفي سنة ٩٨٤ كاتب بكجور والي حمص السابق ذكره العزيز يسأله أن يوليه دمشق، فأجابه إلى ذلك واستدعى بكتكين منها، وأساء بكجور المسعى فأرسل العزيز سنة ٩٨٩ عسكرًا مع القائد منير الخادم؛ ليعزل بكجور عن دمشق ويتولاها، فخرج بكجور إليه وقاتله عند داريا فظهر منير عليه، وطلب بكجور الأمان فأمنه واستقر منير في ولاية دمشق، وأحسن السيرة في أهلها، وأما بكجور فعاد إلى قتال أبي المعالي والي حلب، فأخذه أبو المعالي أسيرًا وقتله مع أولاده، وتوفي العزيز سنة ٩٩٧، وخلفه ابنه المنصور ولقب الحاكم بأمر الله، ونرجئ الكلام عليه إلى تاريخ القرن الحادي عشر.

(٤) في بعض مشاهير العلم بسورية في القرن العاشر

القاضي التنوخي وابنه المحسن

هو أبو القاسم علي بن محمد التنوخي ولد بأنطاكية سنة ٨٩٢، وقدم إلى بغداد وتفقه بها على مذهب أبي حنيفة، وتقلد قضاء البصرة والأهواز، وعاد إلى حلب في أيام سيف الدولة بن حمدان فأكرم مثواه وأحسن قراه، وله أشعارٌ حسنة كثيرة مجموعة بديوان، وتوفي بالبصرة سنة ٩٥٧، وأما ابنه المحسن فله كتاب الفرج بعد الشدة وله ديوان شعر أكبر من ديوان أبيه، وكتاب سواد المحاضرة وكتاب المستجاد من فعلات الأجواد، ولد سنة ٩٤٠ وتوفي سنة ٩٩٥.

سليمان الطبراني

ويكنى بأبي القاسم ولد بطبرية سنة ٨٨٠، وتوفي سنة ٩٩٧ وله مؤلفات منها المعاجم الثلاثة الكبير والأوسط والصغير وهي أشهر كتبه.

حامد بن محمد الأنطاكي

يكنى بأبي الرقعمق ولد بأنطاكية، وتوفي على ما ظن ابن خلكان بمصر سنة ١٠٠٩، وهو شاعر قال في حقه الثعالبي في اليتيمة: هو أحد الشعراء المحسنين وهو بالشام كابن حجاج بالعراق.

محمد أبو الفرج الوأوأ الدمشقي

هو شاعر مطبوع منسجم الألفاظ عذب العبارة حسن الاستعارة بنى الحريري مقامة على قوله:

وأمطرتْ لؤلؤًا من نرجس وسقت
وردًا وعضت على العناب بالبرد

وتوفي نحو سنة ٩٩٩م.

وكان في هذا القرن بغير سورية الطبري صاحب التاريخ المشهور ابتدأ فيه من أول الزمان إلى سنة ٩١٥، وصاحب التفسير البديع إلى غيره من المؤلفات، وتوفي سنة ٩٢٣، ثم أبو بكر الرازي إمام عصره في علم الطب وله كتاب الحاوي في مقدار ثلاثين مجلدًا إلى غيره من الكتب، وقد ترجمت بعض مؤلفاته إلى اللاتينية وتوفي سنة ٩٢٤، ثم أبو نصر الفارابي شارح كتب أرسطو وصاحب التآليف الفلسفية وغيرها، وهو فيلسوف المسلمين وعده بعضهم الثاني وأرسطو الأول، وتوفي بدمشق سنة ٩٥٩، ثم المسعودي المؤرخ المشهور وله كتب كثيرة، منها مروج الذهب ومعادن الجوهر، وذخائر العلوم وكتاب التنبيه والإشراف إلى غيرها، وتوفي سنة ٩٥٨، ثم العبادي الطبيب النصراني، ومعرب كتب الحكمة من اليونانية إلى العربية، وقد عرب من كتب الفلسفة أكثر مما عربه من كتب الطب، وتوفي سنة ٩١٢، وكان في هذا القرن ابن نباتة الخطيب الشهير وبديع الزمان الهمذاني صاحب المقامات المشهورة، وابن سهل النحوي وابن دريد إمام عصره في اللغة والأدب والشعر، وأبو الطيب المتنبي الشاعر المشهور والجرجاني الأزهري إلى غيرهم.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤