السراب في السجن

يا سجين الحياة أين الفرارُ
أوصد الليلُ بابه والنهارُ
فلمنْ لفتةٌ وفيم ارتقابٌ
ليس بعد الذي انتظرت انتظارُ
والتعلات من هوى وشباب
قصة مسدلٌ عليها الستارُ
ما الذي يبتغي العليلُ المسجَّى
قد تولى العوادُ والسمارُ
طال ليلُ الغريب وامتنع الغمـ
ـض وفي المضجع الغضا والنارُ

•••

وهَب السجنُ بابه صار حرًّا
لكَ لا حائل ولا أسوارُ
وعفا القيدُ عنك كفًّا وساقًا
فإذا الأرض كلها لك دارُ
أين أين الرحيل والتسيار؟
بعدت شقة وشط مزار
والخطى المثقلاتُ باليأس أغلا
لٌ لساقيك والمشيبُ عثارُ
ما انتفاع الفتى إذا عفت الجنْـ
ـنَة واجتاح دوحَها الإعصارُ
عشتُ حتى أرى خمائلَ حبي
تتهاوي كشامخ ينهارُ
تحت عيني ويذبل الحسنُ فيها
ويموتُ الربيعُ والأنوارُ
ما انتفاع الفتى بموحش عيشٍ
بقيَتْ كأسُه وطاح العقارُ
وبقاء البساط بعد الندامى
كأس سم بها يدور البوارُ
ما انتفاعي وتلك قافلة العيـ
ـش وفي ركبها اللظى والدمارُ
الدمار الرهيب والعدم الشا
مل واللفحُ والضنى والأوارُ
يا ديار الحبيب هل كان حلمًا
ملتقى دون موعد يا ديارُ؟
يا عزيز الجنى عليك سلام
كيف جادت بقربك الأقدار
بورك الكرم والقطوف وأوقا
تٌ كأن العناقَ فيها اعتصارُ
كلما أطلقتك كفي استردتـ
ـك كما يحفز الغريم الثارُ

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤