آمال كاذبة

لا البرء زار ولا خيالك عادا
ما أكذب الآمال والميعادا
عجبًا لحبك يا بخيلة كيف يخـ
ـلق من جوانح عابد حُسادا
إني لأهتف حين أفترش المدى
وأرى الجحيم لجانبيَّ مِهادا
آها على الرأس الجميل سلا وأغـ
ـفى مطمئنًّا لا يحس سهادا
فرشت له الأحلام واحتفل الهدو
ء يد ومد له الجمال وسادا
يا حبها، ما أنت؟ ما هذا الذي
جمع الغريب وألَّف الأضدادا؟
كم أشرئب إلى سماك بناظري
مستلهمًا بك قوةً وعمادا!
ولكم أبيتُ على السآمة طاويًا
في خاطري شبحًا لها عوادا!
فأراك تعبث بي كطفل في السما
ء يصرِّف الأقدار كيف أرادا
ولقد أقول هوًى كما بدأ انتهى
فإذا الهوى وافى النهاية عادا
مات الرجاءُ مع المساءِ وإنما
كان المماتُ لحبنا ميلادا
ماذا صنعت بناظر لا ينثني
متطلعًا متلفتًا مرتادا
وأنا غريب في الزحام كأنني
آمال أجفان حرمن رقادا
ولقد ترى عيني الجموع فما ترى
دنيا تموج ولا تحس عبادا
فإذا رأيتك كنت أنت الناس والـ
ـأعمار والآباد والآمادا
وأراك كل الزهر كل الروض أنـ
ـت لديَّ كلُّ خميلةٍ تتهادى

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤