الشاعر عزيز أباظة

في حفلة تكريمه بمنزل الوزير الأديب دسوقي أباظة
غيث على القفر حيَّانا وأحيانا
يا شاعر الجيل كان الجيل ظمآنا
كنا نعيش من الدنيا على عدة
نبني من الأمل الموعود دنيانا
فالآن قد حققَتْ ما كان منتظرًا
منها وإن لمعت بالوعد أحيانا
جاءت بأروع من هز البيان ومن
أعاد مجد القوافي مثل ما كانا
ريحانة النيل هزت نفسها طربًا
وقدمت لأمير الشعر ريحانا
ماذا نقول ونبدي بعدما سبقت
لك الشهادة من تكريم مولانا
أقمت من عبقري الشعر برهانًا
وقبلها كنت للأخلاق عنوانا
بآيتين: وفاء للتي ذهبت
وأنت مَنْ حفظ الذكرى ومَنْ صانا
إن التي نضَّرت عيشًا نعمت به
وصيرت بيتك المعمور بستانا
لو لحظة نحو ذياك الضريح رنت
عيناك، تلق الهوى لم يختلف شانا
وآية من وفاء للألى سحبت
عليهمو حادثات الدهر نسيانا
عهد الرشيد وعهد المجد في زمن
به توطد ملْك العرْب سلطانا
وعهد بغداد حيث العيش مؤتلقٌ
يهفو خمائل أو يهتز أفنانا
جلوته وهْو فتاك بجعفره
والسيف يقطر بغضاءً وعدوانا
يا للطلاء الذي يكسو النفوس لكم
كسا النفوس من التزييف ألوانا
تلك الطبيعة لا شيء يغيرها
ينام فيها خيال الفتك وسْنانا
الحرص يوقظه والمجد يوقظه
والويل إن وثب الوسنان يقظانا

•••

جوزيت عن لغة الفصحى وأمتها
عمرًا مديدًا وتكريمًا وإحسانا

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤