دعابات

حفلة عدس في منزل الوزير الأديب دسوقي أباظة

الدعابة موجهة إلى صديقنا الشاعر النابغ الأستاذ محمود غنيم.

دعوتَ فلبينا ودارُك كعبةٌ
بها انعقد الإخلاصُ والحبُّ طوَّفا
خميلتُنا تهفو إليها قلوبُنا
وأي فؤادٍ للخميلةِ ما هفا؟!
بنوك الألى تحنو عليهم تعطفًا
وترعاهم برًّا بهم متلطفا
إذا خلعوا بعض الوقار فدعهمُ
فمثلك عن مثل الذي صنعوا عفا
هنا اطرح الأعباء مثقل كاهل
وخفف من وقريه من تخففا
فمال على الفضل الأباظي طامعًا
وأغرق في الجود الأباظي مسرفا
فيا ندوة السمار هل من مسجل
يدوّن إعجاز القرائح منصفا؟
ليشهد أن الشعر شيء مشى بنا
مع الطبع جلَّ الطبع أن يتكلفا
وفي دمنا يجري به متواصلًا
مع النفَس الجاري وينساب مرهفا
فهل ناقلٌ عني الغداة وناشر
مقالة صدق قد أبت أن تحرَّفا؟
حديث غنيم والردنجوت والذي
جرى بيننا ما كنت بالحق مرجفا

•••

بصرت به والصحن بالصحن يلتقي
فلم أر أبهى من غنيم وأظرفا
تراءى له لحم فلم يدر عنده
أديَّكَ من بعد الطوى أم تخرفا
وأومأ لي باللحظ يسألني به:
أتعرفه؟ أومأت باللحظ مسعفا
وقدمته للديك وهْو كأنما
يطير إليه واثبًا متلهفا
غنيم! أخونا الديك! قدمت ذا لذا
فهذا لهذا بعد لأْي تعرَّفا
وما هي إلا لحظة وتغازلا
وقد رفعا بعد السلام التكلفا
فمال على الورك الشهي ممزِّقًا
ومال على الصدر النظيف منظفا
جزى الله أسنانًا هناك عتيقة
ظللن على الصحن الأباظي عكَّفا

•••

تعير ناجي بالردنجوت جاءه
معارًا فغامرْ واستعرْ أنت معطفا
وأقسم لو أن الردنجوت نلته
وجاد به من جاد كرهًا وسلّفا
لقلّبته ظهرًا لبطن محيرًا
به تحسبنَّ الوجه من عبط قفا
رأيتك والعدس الأباظي قادم
كما انتفض المحموم بشِّر بالشفا
وناهيك بالعدس الأباظي منظر
عظيم كما هيأت للعين متحفا
على أنه ما جاء حتى رأيته
توارى كطيف لاح في الحلم واختفى
فلله من لفظ ببطنك راسب
قرير ومعناه برأسك قد طفا

•••

قِفا نبك أو نضحك على أي حالة
قِفَا صاحبي اليوم من عجب قفا
كأن صحاف الدار في عين صاحبي
غوان كستهن المحاسن مطرفا
أشار لإحداهن إذ برزتَ له
وناجته عن بعد وأبدت تعطفا
«تسائلني: من أنت؟ وهي عليمة»
وهل بفتى مثلي على حاله خفا؟
سأخبرها من أنت! إنك شاعر
قنوع إذا ما الخير جاء تفلسفا
ومن أنت حتى ترفض النعمة التي
أتيحت وتأبى مثلها متقشفا؟!
فتى حاله غلبٌ وآخره الطوى
وخطته عريٌ ومشروعه الحفا

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤