ذنبي

أيكون ذنبي أن رفعـ
ـتُك وارتفعتُ إلى السماءْ؟
وعلى جناحك أو جَنا
حِي قد رقيتُ إلى الصفاءْ
إن كان حقًّا أو خيا
لًا فهْو وَثْبٌ للضياءْ
وتحرُّرٌ مما جنا
هُ طينُ آدمَ في الدماءْ
أيكون ذنبي أن جعلـ
ـتُكِ فوق عرشٍ من سناءْ
وجثوت في محراب قُدْ
سِكِ عابدًا هذا الرُّواءْ؟
أيكون ذنبي أنني
بك أحتمي من كل داءْ
وأراك عافيتي فأضْـ
ـرَعُ طالبًا منكِ الشفاءْ؟
أيكون ذنبي أن أرا
ك لخاطري قَبَسًا أضاءْ
وأُحسُّ وحيَكِ من علٍ
لي دون أهل الأرض جاءْ؟
أيكون ذنبي أن يُنا
ط بك التعلُّل والرجاءْ
وإليك شكوى القلبِ نجـ
ـوى الروحِ أجمعَ النداء؟
أيكون ذنبي أنَّ حُـ
ـبَّكِ لي من الدنيا وقِاءْ؟
فإذا رضيتِ فإنَّ نعـ
ـمَتَها ونقمتَها سواءْ
أيكون ذنبي، أي ذنـ
ـب صار لي إلا الوفاءْ؟!
إني عشقتكِ، ما طلبـ
ـتُ على محبّتيَ الجزاءْ
مَن همُّه هَمّي سيحـ
ـمل من حبيبٍ ما يشاءْ
ولقد يُساءُ فما يرى
من حُبِّه أحدًا أساءْ
قد كان عندي عزَّةٌ
بصبابتي وليَ احتماءْ
إن لانَ عُودي للخطو
بِ شدَدتِ أزري باللقاءْ
أنسيتِ؟ كيف نسيتِ يا
دنيا؟! على الدنيا العفاءْ!
يا لَلْهوَى! لا صُبح لي
إلا هواك ولا مساءْ
أشوامخُ الأحلامِ والـ
ـمثلِ الرفيعةِ كالهباءْ؟

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤